أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أمين شمس الدين داسي - ورقة عمل للمؤتمر الشركسي- الشيشاني، عمان/ الأردن، 2014















المزيد.....

ورقة عمل للمؤتمر الشركسي- الشيشاني، عمان/ الأردن، 2014


أمين شمس الدين داسي

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 14:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


معالي وزيرة الثقافة/ د. لانا مامكغ
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات الأخوة والأخوات الأعزاء، أيها الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
(قد يعتبر البعض الموضوع الذي سأتحدث فيه حساساً، ولكنني شخصيا أجده موضوعا عادياً جدا، لا يشكل ذاك القدر من الحساسية كما يظن البعض. وقد حاولتُ أن أكون موضوعيا وواقعيا قدر الإمكان من أجل المصلحة العامة)
قبل حوالي 113 عاما، استقر أجدادُنا وآباؤنا في بلدان الشرق الأوسط، قادمين من شمال القوقاز. ومن هذه البلدان: تركيا وسوريا والأردن والعراق وفلسطين ومصر وغيرها من بلاد الشمال الإفريقي. لا أريد العودة للوراء وأتحدث عن تفاصيل هجرة القوقازيين في أواخر القرن التاسع عشر، فكل ذلك مدون في المصادر التاريخية المختلفة، المحلية والعالمية، مع ما تحمّلوه من مشقات وصعوبات؛ حتى استطاعوا أن يثبتوا ويؤسسوا معاشهم في هذه البلدان. وفي الأردن ساهموا في بناء الدولة الأردنية الحديثة مقيمين علاقات وطيدة مع أبنائها الطيبين ومع القيادة الهاشمية المباركة.

في الحقيقة ما دعانا إلى لقاء اليوم، هو وضعنا الحالي في هذا البلد العزيز، أعني وضع شراكسة وشيشان الأردن، والذي لا يُحسدون عليه إطلاقا. إن العالم المحيط بنا أخذ يتغير بشكل واضح للعيان. ونحن نشاهد، بل، وأصبحنا نشعر بآثار تلك التغيرات والأحداث، التي تجري في مناطق مختلفة من هذا العالم، وأخص بالذكر في منطقة الشرق الأوسط، وظاهرة ما يسمى بالربيع العربي، الذي أخذ يزحف شيئا فشيئا إلى معظم أرجاءه، بأخطاره المُحَدِّقة.
وكما نعلم، فالشيشان والإنجوش والشراكسة والداغستان شعوب واحدة ومتحدة في الأصل، في السراء والضراء. يجمعهم المنشأ والتاريخ والعادات والتقاليد والثقافة والفن، وعموما التراث ككل، ولو اختلفت اللغات واللهجات فيما بينها. ويشكلون مع بقية سكان المملكة نسيجا عضويا متكاملا، متقاربا، متحابا، وتجمعنا كلنا معا علاقات التعاون والصداقة والقرابة، والتي ستبقى بإذن الله، وبهمة أبناء الوطن الواحد، متماسكة بقوة إلى يوم الدين.

والذي أرجوه؛ ألاّ يُفهم مما سأقدمه، بأنه دعوة إلى هجرة معاكسة، أو ترك وطننا الغالي الأردن، الذي ولدنا ونشأنا فيه، وأسّسناه، وبنيناه سوية مع أبنائه الآخرين. بل يدور الحديث حول موضوع آخر تماما، حول الانجازات التي حققناها سابقا، مع المناصب والوظائف المختلفة التي حصلنا عليها بجدارة واستحقاق؛ وتقاربنا وتلاحمنا معا، وبالخصوص فيما بيننا وما بين الشراكسة، حيث كان هناك مجلسٌ عشائريٌّ واحد يجمعنا ولم يعد له وجود اليوم، في حين تسعى المجتمعات الواعية إلى التقارب وليس التباعد (وآمل أن تكون إحدى توصيات هذا المؤتمر- مسألة إعادة تشكيل هذا المجلس). والأمرُ يتعلق أيضا بهُويتنا الثقافية، وأعني بها لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها ونفاخر، والتي تثري ثقافة الشعب الأردني بكافة أطيافه. كما أن عَلاقاتنا مع بلاد الأجداد بحاجة ماسة إلى إعادة النظر فيها، لا لشيء، سوى كون ذلك سيلعب دورا مهما في وضع حد للتدهور الذي أصاب تلك الهوية التي نتحدث عنها، فضلا عن أنها ستسهم في تعزيز عرى الصداقة والتعاون بين المملكة الأردنية الهاشمية وما بين جُمهوريات شمال القوقاز وروسيا الاتحادية عموما، والذي يتماشى مع سياسة حكومتنا الرشيدة. لا سيما نحن والشراكسة لدينا من المؤسسات الرسمية الخاصة بنا، من جمعيات ونواد ومجالس عشائرية، نستطيع عن طريقها إرساء أواصر التعاون والصداقة مع مثيلاتها في جمهوريات الشيشان والإنجوش والداغستان والقباردي والبلقار والقراتشاي وغيرها. وهذا التعاون- هو من أهدافها وغاياتها التي أنشأت من أجلها.

من الجدير بنا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة: ماذا حقق الشيشان من كل تلك الامتيازات التي حصلوا عليها في حينه؟! هل قمنا بتأمين أبنائنا بوظائف عالية ليتسلموها بعدنا؟ هل قمنا بتأمين أبنائنا بمنح دراسية في الجامعات المحلية أو الأجنبية؟ هل استطعنا الحصول على مبنى أو قطعة أرض لإنشاء ناد أو ملعب أو جمعية أو مركز ثقافي؟ هل حققت مؤسساتنا الأهداف والغايات التي أُنشأت من أجلها؟ هل فكر أحد بذلك آنذاك، وهل يفكر به أحد اليوم؟! آنذاك، عندما كانت كل الإمكانات متاحة ورجالاتـُنا لا يزالون في مناصبهم؟ والحكومة حسب اعتقادي لم تكن لِتَرفُض أيَّ طلب معقول لنا في حينه. فقد كانت الأراضي كثيرة والمباني المنشأة متوفرة (على سبيل المثال متنزّه البلدية في الزرقاء، نادي الضباط، غير قطع الأراضي المتوفرة بأسعار زهيدة).

ومعظم مؤسساتنا الرسمية (من جمعيات، ومجلس عشائري، وناد) مبانيها مستأجرة، والمملوكة منها مؤجرة، وبعضها لا مقرَّ لها. وجميعها بحاجة إلى تفعيل وتعاون فيما بينها كلها. وكم بَذَلنا من جهد ووقت واجتماعات عامة نضع فيها لمؤسساتنا تلك أنظمة داخلية، في طياتها أهدافٌ وغاياتٌ مُثلى، لم تتحقق في معظمها. بل لا نرى شيئاً ملموساً قد تحقق. وكلُّها أمور تَحُز في النفس، وتترك آثارا مؤلمة.
برأيي، كانت فترة ربع قرن الماضية، أكثرها تأثيرا على مسيرة المجتمع الشيشاني الأردني وتطوره، وهي بالتحديد الفترة التي اندلعت فيها الحربُ الشيشانية، وحتى اليوم. ولا يزال الأمر حين يتطرق البعض إلى القضية الشيشانية أو إلى ذكر الجمهورية الشيشانية، أو حتى أي مسألة تهمنا، حتى يبدأ سوء التفاهم والخلاف مرة أخرى.. وهكذا.. لأن كل واحد منّا ينظر إلى الصورة بشكل مختلف. علما بأننا نلاحظ في الفترة الأخيرة وبحمد الله بأن هذا الحال أخذ يتغير تدريجيا نحو الأفضل نوعا ما.
وبهذا الخصوص، لا بد وأن أتطرق هنا، ولو باختصار شديد، إلى اختلاف وجهات نظرنا حول طبيعة الحكم في هذه الجُمهورية القوقازية أو تلك، أو حول موقفنا من روسيا الاتحادية نفسها. يجب أن ينصب جل اهتمامنا على مصلحتنا، وعلى العَلاقات الطيبة التي تربط الأردن مع روسيا الاتحادية. ويجب أن نعرف بأن دولة روسيا الاتحادية اليوم، ليست روسيا القيصرية، ولا هي روسيا السوفييتية، وليست روسيا يلتسين الهزيلة. كما وعلينا أن نعي جيدا طبيعة الصراع بين الدول العظمى للسيطرة الاقتصادية على العالم، والذي تتأثر بسببه الشعوب الآمنة. وفي كثير من الأحيان يتم استغلال تعدد شعوب روسيا ودياناتها من أجل خلق بؤر توتر فيها، تكون نتيجته معاناة تلك الشعوب. وشعوبنا القوقازية على رأسها، لأنها تحتل موقعا جغرافيا واستراتيجيا مهما جدا.

ايها الحفل الكريم
إن جُمهورية الشيشان اليوم، من أكثر الجُمهوريات في شمال القوقاز تطورا وازدهارا، وحتى من بعض مناطق روسيا الاتحادية. ويحكمها رئيس شيشاني شاب، وحكومة مؤسسات كاملة يرأسها شيشانيون، وبرلمان شيشاني بالكامل. وللجمهورية دُستورها. والقوقازيون منتشرون في جميع أنحاء روسيا، يعملون، ويَدرسون، ويُدرّسون، ويُنتجون (وتشير بعض الإحصائيات على وجود ما يزيد عن 150 ألف شيشاني يقطنون موسكو وضواحيها، وإذا أخذنا أرجاء روسيا الشاسعة كلها فيصل عددهم فيها إلى 200 ألف مواطن). إذا، مصالح الجميع مشتَرَكة. وهذا يدعونا إلى تجنّـب التدخل في شؤون تلك البلاد، وإلى التقارب مع أهلنا هناك. وما أحوجنا نحن إلى هذا التقارب قبلهم. إن بلاد الأجداد هي منبع العِلم والعلماء، ومصدر اللغة، والعادات والتقاليد، والثقافة، والتراث.
طَرَحنا موضوع "العَلاقات مع بلاد الأجداد"، لما نرى فيه من أهمية لهذه العَلاقات على مستقبل شيشان وشراكسة الأردن، وأعتقد أنه موضوع مركزي. لا تمر مناسبة إلا ويدور الحديث فيه. لا سيما وأن الأنظمة الأساسية لمعظم مؤسساتنا وجمعياتنا لا تتعارض معه، بل وأن بعضا منها تدعو إليه بكامل بنودها وغاياتها، كـالتي نجتمع فيها اليوم- "جمعية أصدقاء جمهورية الشيشان- إنجوش"، والتي تأسست عام 1989، أي قبل ربع قرن من الزمن؛ مما يدل على أهمية هذا الموضوع- أهمية "العَلاقات مع بلاد الأجداد".

إن تبادل العلاقات الجيدة والثقافات من أهم الأمور والأنشطة الحياتية للشعوب وبقائها، وتطورها وسعادتها، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بنا، نحن، في المهجر أينما كنا، وحين نُمعن في ما وصلنا إليه اليوم من حال: من ضعف الروابط الأسرية، وقلة عدد الجامعيين، وغياب التوجيه لدى الشباب أمل المستقبل وتشتتهم ولا سقف يجمعهم، وضعف اللغة التي أراها تسير شيئا فشيئا إلى الزوال، عدا عن تركنا لعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة عبر الأجيال، ثم التنافر والانقسام.. وما إلى ذلك من أمور سلبية. لا شك بأن حل مثل هذه المشاكل الكبيرة يقع على عاتقنا جميعاً، غير أن المائة عام ونيف المنصرمة أكدت لنا بأن هذا الأمر أقرب إلى المستحيل، والسبب بسيط: وهو غياب الاهتمام الكافي من قبل مؤسساتنا وأصحاب النفوذ والامكانات لانشغالهم بأمور حياتهم ومعيشتهم من جهة، وعدم توفر الإمكانات البشرية والمادية لتحقيق المبتغى من جهة أخرى.. وغيرها من الأسباب (قد يختلف هذا الأمر عند الشراكسة بعض الشيء)، فالمؤسسات بحاجة إلى أشخاص مقتدرين تماما ومتفرغين يعملون بتفان وإخلاص؛ أما اللغة والعادات فبحاجة إلى مدرسين متخصصين ومربي أجيال متعلمين (يمكن استقطابهم من جمهوريات شمال القوقاز). والتعلم والتعليم بحاجة إلى المادة، والتي يعاني من شحها الغالبية العظمى من أُسَرنا، وأخص بالذكر الجيل الشاب، القادر عقليا وبدنيا على تحصيل العلم، ولكن ليست لديه القدرة على تحقيق ولو جزء يسير من آماله وأمانيه. كان بالإمكان الاستفادة من المنح الدراسية المجانية في جامعات الجمهوريات القوقازية وروسيا خلال ربع قرن الماضي وما قبله. ولا أرى سببا لضياع تلك الفرص التي لا تقدر بثمن. ولكن، ولحسن الحظ لا تزال مثل تلك الفرص قائمة إلى اليوم.

ومن هذا المنطلق أرى، أن توطيد عَلاقاتنا وتعاوننا مع بلاد الأجداد، هو أحد أهم السبل الممكنة على المدى المنظور لوضع حد لتدهور الأوضاع داخل المجتمع الشيشاني والشركسي على حد سواء في المهجر، وتعترف بهذا الغالبية العظمى منّا- أعني بذلك أن أساس كل شيء يبقى هناك.. في جُمهوريات شمال القوقاز، حيث الجذور: العادات والتقاليد واللغة ومدرسيها وأساليب تعليمها وكل ما تحتاج إليه من أدوات تدريس. وكذلك الحال مع صنوف الثقافات الأخرى والرياضة المتطورة والفنون والفلكلور بأشكالها المتنوعة (وهذا كله ممكن تبادله)، وتواجد الجامعات والمعاهد فيها (وأكرر إمكانية الحصول على منح دراسية مجانية فيها). إضافة إلى تطوير الحرف اليدوية والمهارات الأخرى التي يتقنها شبابنا تمام الاتقان.
وحسب رأيي (وهذه من المشاكل التي نصطدم بها دائما)- لا شأن لنا بطبيعة الرؤساء والحكومات التي تتعاقب في جُمهوريات شمال القوقاز، وسياساتها، والأساليب الداخلية التي تنتهجها، فـأهل مكة أدرى بشعابها. وخصوصا عندما نشاهد ما حققته وتحققه القيادات الحالية (وأخص بالذكر في جُمهورية الشيشان) من استتباب للأمن والأمان والاستقرار، وإعادة ما دمرته الحربان في جُمهورية الشيشان، وبشكل يصعب أن نصدقه إذا لم نشاهد بأعيننا، إلاّ أن ذلك حقيقة. ونعرف بأن لا شيء أسهل من التدمير، ولا أصعب من التعمير، وإزالة آثار الحروب من دمار وجراح، سواء كانت مادية أو نفسية. وشيشان الجُمهورية اليوم راضون عن الوضع الآمن والاستقرار في بلدهم، علما بأن إرضاء الجميع في كل شيء غاية لا تُدرك.
نحن نأمل بأن جمهورية الشيشان، أو الداغستان، أو قباردينو- بلقاريا، أو الإنجوش، وقراتشاي- تشيركيسك، والأديغا لن تتوانى في تحقيق بنود اتفاقيات التعاون والصداقة معها إذا أُبرِمت، ولديها إمكانيات كبيرة وواسعة، وخصوصا إذا علمنا بأننا نحن الذين بحاجة أكثر منهم إلى تطوير هذه العلاقات. وهي مدت وتمد يد العون للمساهمة في رفع شأن مهاجريها أينما وجدوا، سواء في مناطق روسيا الشاسعة أو في الضفة الغربية، أو في الأردن و أوروبا.. وغيرها. وبهذا الخصوص قد يُزعج شعوب الجمهوريات القوقازية التهجم على زعمائها، أو النقد الجارح لسياساتها، أو حتّى استفزاز روسيا الاتحادية من قبل بعض قوقاز المهجر. لا سيما وأن العلاقات الطيبة تجمع بين المملكة الأردنية الهاشمية وروسيا الاتحادية على مختلف المستويات. وهذا أيضا جدير بأن نأخذه بعين الاعتبار.

أيها الحضور الكريم،
يبين تاريخُنا بأن جميع المحاولات الهادفة للوقوف ضد روسيا أو لفصل وعزل شمال القوقاز عنها (في أغلبها بتدخلات خارجية) منذ القرن الثامن عشر تحت شعارات مختلفة، باءت بالفشل الذريع، ولم تجلب لنا سوى الدمار والهلاك والتشتت. ولا زال بعض منا هنا يدعو إلى هذا النهج. لذا، فعند التطلع إلى المستقبل يجب أن ندرك عدم جدوى مثل هذه البرامج والخطط، وأن يعمل القوقازيون العقل عند إطلاق التصريحات والتعابير، أو عند طرح أي اقتراح أو فكرة (وهذه ليست وجهة نظري فحسب، ولكن أيضا وجهة نظر الشيشان في بلادهم). وإذا كان الحديث يدور عن مصلحة عشيرتنا القوقازية، الحياتية، والمعيشية، والاقتصادية فإنني أرى بأنها تكمن في ترابطنا وتلاحمنا في أردننا العزيز أولا (والأردن أولا)؛ وفي المساهمة في إرساء علاقات طيبة مع جمهوريات شمال القوقاز، ثانيا.

إن "البيت القوقازي" هو الذي يجمع كل هذه الشعوب معا أينما كانت، حتى بالنسبة لنا هنا. وحتى في هذا الحال أيضا أتفق مع الزعيم الشيشاني الراحل أحمد حجي قديروف، الذي قال وهو يخاطب الجماهير القوقازية: "بأن علينا أن ننظر إلى "البيت القوقازي" كجزء من بناء محكم واحد مع روسيا، بحيث لن يطمع بنا أحد آخر من أجل مصالح جيوسياسية، ويستخدمنا كبوز مدفع لأغراضه".
واليوم، حسب المصادر الرسمية- يشارك ممثلوا جمهوريات شمال القوقاز في ورشات عمل ومؤتمرات وأنشطة كثيرة لتعزيز فضاء البناء الإعلامي العام في روسيا الاتحادية، من أجل الحفاظ على العلاقات المستقرة والجيدة وتحسينها للأفضل، والتصدّي للدعاية والتحريض الذي يقوّض أمن روسيا الاتحادية، وبالتالي كافة شعوبها (والشعب القوقازي أحدها): كالتحريض على الاستياء الوطني، والديني، والاجتماعي، والكراهية، والعداء. وهذا شيء يستدعي منا التوقف عنده. فالقوقازيون في بلادهم لا يفكرون كما يفكر البعض منا هنا. فَهُموم الشيشان الذين عانوا من الويلات يختلف عن هُمومنا نحن في المهجر. فما يفكرون به هم- كيف يقودون بلادهم نحو الاستقرار الدائم والتطور والإبداع والإنتاج (ولماذا علينا نحن أن نقف حجر عثرة أمام رغباتهم وتطلعاتهم؟! والذي لن ينفعنا بشيء، ولن يكون بذي تأثير يُذكر عليهم). ولا أحد يستطيع أن يُغيّر مسار عجلة التاريخ السائرة للأمام.
وكلمة أخيرة، أرجو المعذرة على الإطالة، وليتحملنا أصحاب القرار، تطرقنا إلى هذا الموضوع لأننا كلنا نتألّم لوضعنا البائس الذي آل إليه لأسباب متعدّة، ذكرنا بعضا منها (نحن أنفسنا مسؤلون عنه). علما بأنه لدينا من الجمعيات والنواد والمؤسسات والعقول ما يكفي لإنشاء وزارة بأكملها. والماضي لا بد من تذكّره، ولكن، مع عدم تكرار ما لا يصُبُّ في مصلحتنا، والتركيز على ما يفيد ويُقارب.

أشكر لكم صبرَكم وحُسنَ استماعِكم، وطابت أوقاتُكم.

أعد الورقة وقدمها/ د. أمين شمس الدين داسي، 20/4/ 2014، قاعة جمعية الصداقة مع جمهورية الشيشان – إنجوش، عمان.
http://chechennews.com/2014-04-10-13-39-37/2012-10-04-22-30-07/19775-2014-04-24-04-22-52.html ورقة عمل للمؤتمر الشركسي- الشيشاني، عمان/ الأردن



#أمين_شمس_الدين_داسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا- الشيشان/ تطوير العلاقات ما بين الثقافات - أساس استقرا ...
- رمزان قديروف، في يوم روسيا الاتحادية:-ليس لدينا وطن آخر..-
- دور رمضان قديروف في تحرير الصحفيين الروس المعتقلين في كييف
- سوريا وتأزم الوضع بشكل خطير
- الكتابة الوايناخية ما قبل عهد التأريخ
- بوسطن/ تفجير غير مخطط له، أم عمل تخريبي إيديولوجي مخطط له؟
- عن الشيشان/ رد على سناء الموصلي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أمين شمس الدين داسي - ورقة عمل للمؤتمر الشركسي- الشيشاني، عمان/ الأردن، 2014