أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونتان ليفين - الغرور














المزيد.....

الغرور


يونتان ليفين

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*الكاتب العبري يقول: "لا ينبغي ان نشعر فجأة بالمحبة نحو حماس، ولكن بالتأكيد يجدر ابداء التقدير نحوها، التقدير لعدو وضع لنفسه هدفا ويعمل على تحقيقه بتصميم"*


يبدي معظم الاسرائيليين تجاه حماس ثلاثة مشاعر اساسية: الخوف المبالغ فيه من ضررها الشرير، مقت ليس مبررا تماما تجاه أساليبها النكراء، والاحتقار لدونيتها في ميادين المعركة، التكنولوجيا وحتى في علم الدلالة. ويعود الجذر العفن لهذه المشاعر الثلاثة الى فهم قومي اسرائيلي زائف عن حماس، مخلوط بفكرتنا المقدسة بشكل خاص وبقيمنا الاخلاقية المشكوك فيها بشكل عام، أي بمتلازمة «داود الجولياتي».
الخوف من الصواريخ الفتاكة التي تهبط في المراكز السكانية، في رياض الاطفال أو في المدارس لا سمح الله، في منشآت بنية تحتية أو عسكرية حساسة وقابلة للتفجر – مفهوم، ولكن ليس مبررا تماما. فالاعتراض شبه المطلق الذي تقوم به «القبة الحديدية» كان يفترض أن يوفر نوعا ما من الاحساس بالامان، ولكن بروح جنون الملاحقة (بارانويا) الذي اصبح بالنسبة لنا الصوت القومي، فاننا نفضل ان نمتلك خوفا غير متوازن، خوفا يشجع الحكم، بالطبع، وذلك لان «التهديد الوجودي» هو الذريعة الدائمة، تلك التي لا ينبغي الجدال معها، للهجوم.
كما أن الشعور الثاني، المقت لانماط عمل حماس، واضح من تلقاء نفسه، ظاهرا. عمليا، هو ايضا غريب، وذلك لان الواضح هو أن حماس ليست سوى منظمة ارهابية توجد لها دويلة. من هذه النقطة لاحقا، لا ينبغي العجب من مقاتليها ممن لا يراجعون مرتين في اليوم ميثاق جنيف. فحماس تحفر الانفاق الى الكيبوتسات، تحول الاطفال الصغار الى شهداء، تستعبد وتقتل المدنيين. تستخدم سيارات الاسعاف للامم المتحدة للقتال وتطلق النار من المستشفيات. إذ هكذا تدار حرب العصابات ضد جيش حريص أخلاقيا يتمتع بتفوق واضح..!
لا بد أنه كان لطيفا جدا من جهة حماس، لو أنها سارت بصف ثلاثي لكتائبها الصغيرة وغير المدربة، المسلحة بسلاح خفيف متوسط متهالك، وسارت بهم الى معركة وجه الى وجه مع مقاتلي الجيش الاسرائيلي المدربين والمجهزين جيدا. كانت "عملية الجرف الصامد" لتنتهي في غضون ساعتين، وبجندي واحد جريح، جراء شوكة في القدم.. ليس معنى الامر انه ينبغي ان نشعر فجأة بالمحبة نحو حماس، ولكن بالتأكيد يجدر ابداء التقدير نحوها، التقدير لعدو وضع لنفسه هدفا ويعمل على تحقيقه بتصميم. هذا هو السبب في أن ليس لدينا «صورة نصر» مُرضية.
الشعور الثالث، بمناسبة التقدير المخلول، هو الاستخفاف بحماس كجزء من التعالي على العرب. كم هي لطيفة السخرية من غباء منظمة ارهابية أوقعت لنا ضربات لاذعة وأليمة، أوضحت لنا بان الجيش الاسرائيلي ليس في اليوم السابع من حرب الايام الستة.. فهذه السخرية تذكر بالثرثرة المريرة للارملة التي القى بها دون جوان ما رغم وعوده، أو التشهيرات المغرورة للعامل المستاء المُقال الذي يسعى الى الدفاع عن كبريائه الكسير.
أحد المظاهر الاكثر بؤسا لهذا التعالي، هو ردود الفعل على تهديدات الرسائل القصيرة التي بعثتها حماس للاسرائيليين معظمها باخطاء كتابية واضحة. المرة تلو الاخرى ظهرت في الشبكات الاجتماعية صور للرسائل المثيرة للضحك، مع كتابات مثل «انظروا كم هم أغبياء». وعلى ذلك يمكن أن نرد فقط كالتالي: ان العبرية لدى معظم الحماسيين لا تزال أفضل من عربية معظم الاسرائيليين. اعرف عدوك؟ لا شكرا، نترك هذا لحماس.








(يديعوت أحرونوت)







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في ...
- الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش ...
- من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام ...
- حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ...
- 8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟ ...
- سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
- -واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا ...
- ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
- المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
- حتى لو استسلموا أبيدوهم!


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونتان ليفين - الغرور