أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقلت : هناء محمد - غروب الثقافة














المزيد.....

غروب الثقافة


نقلت : هناء محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت : هناء محمد

فبمقدار إشراق وتقدم العلوم والمعارف في الغرب وبقدر سيادة التكنولوجيا والصناعة الغربية على العالَم بقدر تدهور الفنون والثقافات التي تتدفق علينا من هناك.. فما كنا نرى في الماضي من فنون الأوبرا والباليه والمسرح والموسيقى السيمفونية وبدائع النحت والرسم والتصوير.

تلك الفنون التي كانت تقود العالَم في الثلاثينات والأربعينات وتقدم نماذج رفيعة من الذوق والجمال. إنتهت الآن وخرجت من العصر وأخلت سبيلها إلى موجات من العَبَث والإنحلال.. وسينما العنف والجنس والكاراتيه.. وموسيقى النحاسيات وضجيج الديسكو وأغاني العري.. ومسرح الهزل ومدارس التجريد وفوضى الألوان والخطوط .
وعالمنا الثالث يقلد هذه الموجات من القبح والإسفاف ويظن أنها تَقَدُم.. والحقيقة أنها إنزلاق إلى الوراء وانتكاس إلى السذاجة والبدائية والحيوانية وإلى صراخ الغريزة وعواء البهيمية الأولى.
ولن أتحدث عما وراء تلك الموجات وعن الأيدي الظاهرة والخفية التي تعمل على ترويجها فالمهتمون بلا عدد.
وهناك من يقول إنها سياسة، وهناك من يقول إنها تجارة.. وهناك من يقول إنها أيد صهيونية خفية تعمل من خلال دور النشر وهيئات التليفزيون ومؤسسات الإنتاج السينمائي وبيوت المسرح وعشرات المتاحف والمعارض وأعمدة النقد الصحفي ومجلات الفن ومِن ورائها رؤوس أموال هائلة تنفَق بغرض الإفساد وإشاعة التلوث الخُلُقي والإنحدار العام والغيبوبة الشاملة والمقصودة.
ولا أملك وسائل للتقصي والحسم عن مصادر هذا العَفَن العام.
ولكن الأنف السليمة لا تخطئ رائحة تلك القذارة التي تفوح وتنتشر من بلاد هي بلا شك قد بلغت القمة في العلوم والمعارف والتكنولوجيا والإختراعات والإبتكارات.
وفي عصر بلغ الذروة في كشف الغوامض الكونية ، والفلَك والذرة والهندسة الوراثية ، والإلكترونيات والكمبيوتر وعلوم الإتصالات ، وأسلحة التدمير الشامل وأسلحة التخابر الرهيبة.
وقد ترافقت تلك القوى العلمية الهائلة مع هذا الإنحطاط الثقافي الغريب.. بشكل أصبح لافتاً للنظر.. وبشكل يدعو إلى التساؤل.
كيف يتزاوج الإنحطاط مع هذا التقدم المذهل.. ؟! إلا أن يكون انحطاطاً مصنوعاً ومدبراً من أوله إلى آخره ومن ورائه تدبير مقصود.
وهو تساؤل يدعو إلى تساؤل آخر :
لماذا نستورد هذه الفنون الهابطة ونشيعها ونذيعها ونتصور أنها تقدمية.. ؟!
وكيف تخدعنا عيوننا وحواسنا وأذواقنا عن سوء البضاعة.. ؟!
وهناك من يرد قائلاً :
إن لم تذعها فسوف تذاع عليك رغم أنفك من الأقمار الفضائية..
وأجيب عليهم متسائلاً :
كم من مستهلكينا الفقراء يملكون أطباقاً فضائية ويعرفون اللغات الأجنبية.. وهم أميون حتى في لغتهم العربية؟!
إن مَنْ عنده المال والمعرفة باللغات عنده الحصانة التي سوف تحميه.. وهو مسئول عن نفسه..
ولكن كلامنا عن العامة وعن السواد الجاهل المتخلف الذي سوف يقلد ويتخذ كل ما يأتيه من الخواجات قدوة وأُسوة.. ومسئوليتنا هي عن هؤلاء.
ولا أدعو إلى إغلاق الأبواب وتربسة النوافذ.. ولكني أدعو إلى حُسن الإنتقاء وحُسن الإختيار.. وبين المعروض في الأسواق.. سوف نجد الكثير الجيد.
كما أدعو إلى نقد مستنير يقيم الموازين أمام الأذواق المختلة ويقيم المرشحات والفلاتر لتمنع التراب والدخان والأبخرة السامة التي تتصاعد من هذه الفنون لكي تحمي العيون والآذان العاكفة على هذه الفرجة ليل نهار.
ومن عجب أن نسمعهم في فرنسا يحتجون في صُحُفهم على إقامة مدينة ديزني لاند في ضواحي باريس.. ويقولون أنه غزو ثقافي أمريكي وتصدير للعبث الأمريكي غير مقبول من الشعوب الفرنسية..
يــا سبحـــان اللــــه..
إذا كانوا يقولون في فرنسا هذا الكلام عن هذا اللهو البريء.
فماذا نقول نحن عن هذا الغزو الشرس والمستمر لتلك الموجات المتتابعة من الفساد والإفساد..

>>>>> غروب الثقافة لـ د. مصطفى محمود رحمه الله.
من كتاب ” الإسلام السياسي والمعركة القادمة “







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تقنيات Microblading وNanoblading لرسم الحواجب..كيف حلّت مكان ...
- حماس تقرر إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر الإثنين، ...
- -لوموند-: حلفاء زيلينسكي نصحوه بقبول عرض بوتين وبدء المفاوضا ...
- كتائب -القسام- تؤكد قرار الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر الي ...
- ويتكوف يلجأ لطوني بلير لطلب المشورة في سبل إنهاء حرب غزة
- بوتين: روسيا تواصل بنجاح تطوير التعاون مع دول العالم الإسلام ...
- المحطة السوفيتية القديمة -كوسموس 482- تسقط في المحيط الهندي ...
- الإليزيه يعلق على مقطع فيديو -منديل ماكرون- في كييف الذي أثا ...
- عودة الهدوء بين الهند وباكستان وواشنطن ولندن تدعوان لاستمرار ...
- -ثلاث أكاذيب- في قلب جامعة هارفارد.. ما الحقيقة؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نقلت : هناء محمد - غروب الثقافة