أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الربيعي - التلقائية والابداع الفني















المزيد.....

التلقائية والابداع الفني


سامي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


التلقائية ..وتنمية الفكر الابداعي

(ليس المهم ان نكتشف ، بل ان نجد الاسلوب ) سامي الربيعي بغداد

الفن التشكيلي و روح العصر

إن العالم ليس كيانا جامدا ا موجودات ساكنه، بل في حالة تحول وصيرورة .تحول في التقنيات ، تحول في حياة الناس ، في الفن في الثقافة تحول في المضامين لحد الغرابة .جنون في الأخبار..خروج عن المألوف انقلاب بالمفاهيم ..إعلام وتكنلوجيا ألغت الحدود وقصرت المسافات بحيث أصبح العالم قرية صغيرة ..
تنوعت وسائل التعبير انطلاقا من معطيات عصر التكنلوجيا ففي مجال الفن التشكيلي أصبحت التجريدية واتجاهاتها اللاشكلية تمر بطريق مسدود ولم تعد قادرة على التعبير عن روح العصر الذي هيمنت عليه وسائل التقنية والعلم ..
لذلك باتت الحاجة للبحث والاكتشاف لإيجاد فن يمثل روحية العصر الذي يخترق حاجز عالم المظاهر ويقف على عتبة عالم جديد غريب لم يعرف عنه إنسان الماضي شيئا ..
من هنا بدا استلهام العلم والبحث والاكتشاف ..بعد إن وصلت فكرة استلهام التراث إلى ابعد غاياتها ..ولم يعد مجديا البحث بها ..
لقد تراجع الاهتمام بالطريقة المألوفة بالفن التشكيلي وتحرر الفنانون من العوائق الأكاديمية والكلاسيكية التقليدية التي جعلت الفن التشكيلي حبيس أفق ضيق محدود . ليحل محلها ومعها استخدام رائعا للاجهزة الالكترونية الحديثة ، مثل الفديو والكومبيوتر وكاميرات الدجتيل وغيرها من وسائل تكنلوجيا العصر واعتمدت من قبل الفنان المعاصر كوسائل جديدة للتعبير..

مراحل التطور التاريخي للعصور

*عصر الصيد :
سيطر عليه عالم السحر ..وظهرت الرسوم والنقوش الأولية البسيطة للحيوانات المفترسة على جدران الكهوف رسمها اتقاء لشرها ..كما استوحى من الطبيعة بعض أدواته كالمنجل محاكاة منه لفك الحيوان وكذلك المشط وغيره من الادواة ..
*عصر الزراعة :
ظهرت فيه توجهات نحو الدين.. والبحث عن الرب وتعدد الأرباب.. اسس القرى وسكن في البيوت، وهنا اخذ الإنسان يفتش عن اله وبدا الفكر الديني الأول البسيط ..
حيث جعل لشمس اله وللقمر اله وللمطر والنار وغيرها الكثير حتى ظهر في العراق أبو الأنبياء النبي إبراهيم (ع) حيث قاده بحثه عن اله إلى الاهتداء لمعرفة الله سبحانه وتعالى.. وهنا بدا عصر الدين ..وفي مجال الفن في هذا العصر بدأ من الرمز الهندسي الزخرفي البسيط تطور عبر الحضارات القديمة في وادي الرافدين (العراق) و وادي النيل (مصر) وفي هذه المرحلة صنع الدولاب والعربة واستمد رموز الحروف من الطبيعة وكان يحاكي الطبيعة بكل صورها..
• عصر التكنلوجيا:
• :يمثل عالم المعرفة والعلم.. لم يعد الإنسان يتعامل مع الطبيعة بالمظهر فقط وإنما تجاوز ذلك للجوهر واخذ يحاكي الطبيعة ولكن بصيغ متقدمة عن المراحل السابقة فصنع الكومبيوتر محاكاة لدماغ الإنسان وكذلك صنع وسائله الأخرى الفديو وكاميرات الدجيتل وغيرها من الوسائل الالكترونية للتعبير عن روح هذا العصر ..
• وبما إنني فنان تشكيلي انتمي لهذا العصر أكثر مما سبقه من عصور ..اجد ان هناك حاجة للبحث والتقصي والاكتشاف وسبر اغوار هذه الطبيعة الزاخرة بالعطاء لايجاد أسلوب جديد ..خرجت للطبيعة لا كما فعل سيزان ومونيه وغيرهم من الانطباعيين الذي اعتمدوا مظهر الاشياء.. وإنما ذهبت ابحث عن الجوهر حيث اعتقد ان (الفنان لا يرى الأشياء بالبصرفقط وإنما بالبصر والبصيرة) ..
• مرحلة الطفولة ومساحة تاثيرها..
• عشت طفولتي في( قرية جسر ديالى) * قرية تقع على ضفتي نهر ديالى ذات طبيعة خلابة حيث تحتضن ضفتي النهر أشجار النخيل والبرتقال .. وقد اكتشفت العديد من التكوينات والرموز والرسوم التي صنعتها الطبيعه واخرى تكونت من تلقاء نفسها .. يمر بها الإنسان العادي يوميا دون أن يأبه بها ..
• اكتشفت تلك الظواهر مبكرا ولكني لم أجد الأسلوب والوسيلة لتسجيلها على قماش اللوحة (ليس المهم أن نكتشف بل , أن نجد الأسلوب)..لكني اختزنت ذلك في ذاكرتي..سنين..
• الآن أحاول استدعائها. .و رغم كل ما تمر بنا من ظروف قاسية وتهميش للمثقفين.. مع كل هذا بدأت البحث والتقصي والاكتشاف من جديد..لاننا شعب اخترع الكتابة والدولاب والعجلة.. وقدمها لهذا العالم .... ليس غريبا علينا نحن العراقيون ان نكتشف ونساهم في اغناء الفكر الانساني ورفده بكل جديد ..
• لحظة استثمار اللحظة..
• بدأت استعيد الشيء الكثير من تلك الآثار و الرموزو التكوينات.. بحيث أصبحت أراها في بلاطات الشارع..في ضفاف النهر عندما ينحسر ماؤه ويتشقق الغرين على ضفافه.. أراها في جلود الحيوانات في جذوع الأشجار وحتى في الغيوم.. على جدران المنازل القديمة. في.بقايا البوسترات (الملصقات)* قسم منها من صنع الطبيعة وأخرى تكونت من تلقاء نفسها .. هنا بدأت اكتشف الأسلوب متسلحا بوسائل التقنية الحديثة..محاولا تطويها للعمل متجاوزا الوسائل التقليدية بالتعبير دون المساس بروحية التكوينات التلقائية او بالاحرى معتمدا الرسم بالكاميرة.( ربما نختصر الدراسة في المعاهد والأكاديميات الى اشهر بدلا من سنوات ربما !!) استخدمت الكاميرا لا كما يفعل المصور التشخيصى وانما انجز من خلالها تكوين اللوحة كما احول اللحظة الزمانية الى حالة (زمانه كانية) .. أي اجعل اللوحة تحتل مكانا و حيزا على قماش اللوحة لها أبعادها وحضورها ككائن يشغل حيزا على الجدار.. و يضفي عليه نوع من الجمال المكاني مستفزا المتلقى ..
• حاولت الاستفادة من تراكم خبراتي في المجالات الفنية المتعددة باستثمار اللحظة ..
• وكانت البداية مع باب بستان قديم كانت الصدفة الأساس في.لفت نظري له.. باب غطاه الصدأ كما تشقق جزء منه..هناك شخبطة أطفال مع وجود آثار ألوان سكبت عليه بعشوائي.. مع ظلال لأغصان بعض الاشجار .
• بهرني المنظر وحاولت استثمار تلك اللحظة ..نتيجة البحث المتواصل تم هذا الاكتشاف.. يبقى هنا أن أجد الأسلوب لتنفيذ هذا الاكتشاف او بالا حرى حلت لحظة استثمار هذه اللحظة ..
• مستخدما وسائل تقنية حديثة لتسجيل تلك اللحظة حيث استخدمت كاميرة الدجتيل (التصوير)والاخراج والتصميم الكومبيوتر ومن ثم نقلها على قماش اللوحة وبالتالي جاء دور الرسم حيث اضفت بعض اللمسات الفنية لاتمام تكوين اللوحة بدون المساس بتكوينها الاصلي التلقائي . ومن هنا كانت البداية..وقد انجزت العديد من اللوحات التلقائية..في ضوء تلك التجربة..استعد الان لاقامة معرضا لتلك الاعمال قريبا ..

..

ماهي التلقائية ؟..

-
التلقائيه..
هي الاستجابة الطبيعية لمؤثر خارجي. وهي غريزة في العقل الإنساني حيث يتم أضعافها منذ الصغر عن طرق اضعاف خاصية التساؤل والنقد والرفض عند الطفل في مجتمعاتنا مع الاسف.. وبالتالي قسر عقله على التصرف الغير تلقائي.
لقد خلق الله الانسان بعقل جبار ...هذا العقل الذي صنع الكومبيوترات الضخمه والطائرات النفاثه والانسان الالي وأجهزة التحكم في عمليات الجراحة الدقيقة ... كل ذالك وغيره صنعه عقل الانسان بجزء بسيط من الممكن أستخدامه من ذالك العقل.
من أعظم الميزات التي ميزالله بها الانسان عن باقي الكائنات الحية هي ميزة القدره الفائقه على التكيف فالانسان يتكيف أكثر مما يستطيع الحيوان كما أن الحيوان يتكيف باكثر مما يستطيعه النبات.
التكيف هنا لايقتصر على ظروف الطبيعه (الطقس, الحراره الشديده, البروده الشديده,الرطوبه) بل يشمل تكيف عقل الانسان وخصوصا في الصغر مع سلوك استقبال وأنتاج المعلومات السائد في مجتمعه.
نستنتج بالتالي ان العقل التلقائي هو العقل الطبيعي وهو العقل الذي يستقبل معلومة خارجية ثم يحللها تحليلا تلقائيا وبعد ذالك يقوم بالاستجابه التلقائيه. ...التحليل التلقائي يشمل فحص المعلومه جيدا حسب امكانات( العقل المبدع) الاستكشافيه وحسب الخبرات المتراكمه لذالك العقل..

التلقائية و تنمية التفكير الإبداعي

في الواقع لا يوجد تعريف محدد لمفهوم الابداع وقد اطلقت تعريفات مختلفة.. حيث ينظر للابداع على انه عملية عقلية..او انتاج ملموس ..
كما عرفه اخرون على انه ( نشاط عقلى مركب وهادف ، توجهه رغبة قوية في البحث والاكتشاف للتوصل الى نتائج لم تكن معروفه سابقا ) ..
عناصر التفكير الابداعي
1- البصيرة:
وتعني التميز في التفكير والقدرة على النفاذ الى ما وراء المباشر اوالمألوف من افكار ، أي ان المبدع لا يرى الاشياء بالبصر فقط ، بل يراها بالبصر والبصيرة.. يرى جوهر الاشياء..
2- التلقائية :
انها قدرة المبدع على الانتاج انتاجا يتميز باكبر قدرة من الانطلاق الفكري ومرونة تلقائية ..
ويمكن تلخيص التلقائية في الانواع التالية :
• تلقائية الالفاظ : وتعني سرعة المبدع في اعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جيد ..
• تلقائية الافكار: : وهي استدعاء عدد كبير من الافكار او الالحان في زمن محدد ..بدون تخطيط مسبق..
• تلقائية الاشكال: وتعني تقديم بعض الاضافات الى اشكال معينة من الطبيعة لاستثمارها في لحظة زمانية وتوظيفها لتتحول الى حالة زمانكانية..
• المرونه التلقائية: وهي تعتبر الحالة الذهنية لدى المبدع بتغيير الموقف .
• الابداع التلقائي.. ليس صناعة جهازاو تطوير الة او حتى تطوير فكرة قائمة ، انماهو استحداث فكرة جديدة خارجة عن النسق العام للافكار ..

لم يعد العمل الفني الآن يمثل منجزا بل اثر زاد عليه تنوع الاساليب التجريدية .. ..حتى وصلت تلك الاساليب الى طريق مسدود ولم تعد تلبي حاجات هذا العصر..اامل ان تكون التلقائية المدرسة الفنية الجديدة التي تعبر عن روحية انسان هذا العصر..عصر العلم والتكنلوجيا..وبالتالي تجيب إجابة شافية للتساؤل المعروف هل الفن للفن ام للجماهيران التلقائية هي فن الجميع ..






/*جسر ديالى .. قرية تقع على بعد عشر كيلومترا شرق بغداد تقع على نهر ديالى احد روافد دجلة
*بقايا الملصقات ..حدثني الفنان شاكر حسن قائلا ربما ياتي يوم يقوم احدهم بالاستفادة من تلك الملصقات..
* التلقائية ستجيب على تساؤاتل دامت طويلا ..هل الفن للفن ام الفن للشعب؟..التلقائية هي فن للجميع ..



#سامي_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلقائية.. وتنمية الفكر الابداعي
- برنامج الاسرة والطفل وواقعها في برامج الفضائيات


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الربيعي - التلقائية والابداع الفني