أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إلى داعش تصوّر كورنولوجي تحليلي















المزيد.....



من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إلى داعش تصوّر كورنولوجي تحليلي


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 22:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




ليست داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وليدة الآن، بل أنها البنت الشرعية لتنظيم القاعدة، وفرعه في العراق، الذي تمرّد اخيراً، والذي بات يظهر كبديل للتنظيم الأم (تنظيم القاعدة). لهذا فإن كل بحث في وضع داعش يفترض العودة إلى تشكّل تنظيم القاعدة، والبحث في الأسس التي قام عليها، والأسباب التي دفعت وتدفع شباب بسيط إلى الانخراط في "الجهاد". وأيضاً ما هو الدور الدقيق الذي يلعبه بعيداً عن التهويمات النظرية والكلام الأيديولوجي، والإدعاءات. فالأهمّ هو الدور العملي الذي يقوم به، وماذا يخدم؟
ظاهرة "الجهاديين"، الأفغان العرب، وتنظيم القاعدة
ربما نشأت فكرة استخدام الدين في الفترة التي تلت التغييرات الكبيرة التي حدثت في الوطن العربي منذ خمسينات القرن العشرين، حيث ظهر أنه يجب تدمير كل إمكانية لنشوء فكر حديث، وتبلور أفكار حول التحرر والاستقلال والتنمية بفاعلية أشدّ مما كان في فترة نشوء جماعة الإخوان المسلمين، حيث فتحت التغيرات الكبيرة التي حدثت في الخمسينات في الوطن العربي الأعين على الخطر الذي يمكن ان يشكله تغيير راديكالي. لهذا كان يجب الشغل من أجل نشر فكر يكرّس الماضي في أسوأ مراحله، وكانت السعودية هي مركز هذا الفكر، أقصد الفكر الوهابي الذي عبّر عن عودة "بدوية" إلى أكثر فقهاء الإسلام انغلاقاً، وتعصباً، أي ابن تيمية وابن قيم الجوزية، اللذين أسسا أصولية منغلقة، معادية لمحيطها، ليس للأقليات الدينية فقط بل لكل المختلفين في "الملة". ومعادية لكل الفكر والبنى التي تجاوزت منظورها، والتي باتت تهدد بتجاوز الدين عموماً، الأمر الذي جعلها ترفض كل فكر آخر. هذا الفكر كان مناسباً لوضع يشهد تحولاً "تقدمياً" ينسف كل البنى التقليدية والنظم التقليدية والفكر التقليدي. الأمر الذي جعل السعودية توظّف مليارات الدولارات على نشره، ودعم كل الفئات التي تعتنقه، وتأسيس جمعيات وهيئات ومؤسسات تعبّر عنه، في مواجهة المجتمع الذي كان يريد التطور والحداثة.
هذا هو "النشاط الأيديولوجي" لمواجهة الفكر الحداثي، الليبرالي والديمقراطي والقومي والماركسي. لكن كان الشغل يجري لتأسيس بنى تهدف إلى تطبيق تلك الأيديولوجية، وتوظيفها مباشرة ضد كل الحالات التي يبدو أنها يمكن أن تسير نحو التطور والحداثة. هذا منظور عام ربما تبلور أواسط سبعينات القرن العشرين (كما يشير محمد حسنين هيكل، عبر الاتفاق الذي أجراه مسئول السي آي أيه والملك فيصل والسادات وشاه إيران، "نشر في كتاب مافع آيات الله").
لكن الشغل الأساسي بدا حين قررت الولايات المتحدة إدخال الاتحاد السوفيتي في مستنقع أفغانستان. حيث عملت دول وقوى على "تصدير" مقاتلين إلى هناك، منها خصوصاً السعودية التي موّلت وحشدت ورتبت الارسال، ومنها الأردن ومصر، وطبعاً باكستان التي كانت تستقبل هؤلاء، ويجري تدريبهم من قبل المخابرات الأميركية والباكستانية. وكان لجماعة الإخوان المسلمين دور في التحشيد والارسال، خصوصاً من الأردن وسورية ومصر وليبيا والمغرب العربي، كما جرى التحشيد من السعودية واليمن والشيشان وبلدان "إسلامية" أخرى. ولقد أفتى إخواني أردني/ فلسطيني أصبح زعيماً لـ "المجاهدين العرب"، هو عبدالله عزام بأمر هذه التركيبة التي تجمع كل هؤلاء بأن الأمر يتعلق بـ "تحالف الإيمان ضد الإلحاد"، ورُسِمت "المعركة" ليس في أفغانستان فقط بل كذلك في فلسطين والمنطقة على اساس هذه الفتوى. التي بررت "التحالف المقدس" هذا. بكل هؤلاء الوافدين من الشرق والمؤدلجين على يد الوهابية السعودية، والمدربين على يد السي آي إيه، جرى خوض الصراع ضد السوفيت، إلى أن اضطروا للانسحاب، وسقطت أفغانستان بيد الأحزاب الأصولية التي قاتلت، والتي قاد تقاتلها فيما بينها إلى سيطرة طالبان، الأصولية الوهابية.
من هؤلاء تشكل تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن، وأيمن الظواهري، و"نخبة" من المقاتلين و"المثقفين". كان الملفت أن معركة هؤلاء هي ضد أميركا التي دربتهم ودعمتهم في أفغانستان، وكان هذا الأمر يُفسّر بانقلاب هؤلاء على السياسة الأميركية، حيث أنهم قد استخدموها لهزيمة السوفيت، والآن جاء دور هزيمتهم لها. لكن هذا تفسير سطحي، شكلي، ينطلق من أن أميركا تعاني من السذاجة التي تجعلها تدرّب "عدوها"، خصوصاً أن من زرع الرؤية التي تحكم هؤلاء هي "المدرسة السعودية" التي لم تكن بعيدة عن أميركا في التوظيف الأيديولوجي للوهابية في هذه المعارك. الأمر يتعلق بمسألة أخرى، أميركية بامتياز، وتتعلق بما بات يسمى في الأدبيات السياسية بـ "اختراع عدو"، أي تشكيل عدو لخدمة سياسة معينة، كانت الدوائر الأميركية عاكفة على صياغتها منذ بداية تسعينات القرن العشرين، مع بدء انهيار المنظومة الاشتراكية، و"اختفاء العدو" الذي كان يشدّ بنية أميركا والرأسمالية عموماً، ويبرر تدخلها العالمي.
هذا لا يعني أن هؤلاء عملاء، وإنْ كان لا بد من أن تكون السي آي إيه قد زرعت في مفاصل "الجهاديين" من يعمل لها، على ضوء تدريبها ومراقبتها لهم. بل أنه يعني أن المنظور الأيديولوجي الذي زرع فيهم كان يسمح بأن يلعبوا الأدوار التي تخدم سياسات تريدها أميركا. هذا بالترافق مع "زرع مفاصل". هذه الوضعية هي التي شكلت تنظيم القاعدة، وكان دوره الأول هو: أميركا. وهذا ما أُنجز خلال عقد التسعينات وأوائل العقد الجديد، وربما كان العمل الأهم هو الهجوم على برج التجارة العالمي في 11 سبتمير سنة 2001، والذي كان المبرر الأساس لحشد الشعب الأميركي، وقطاع من شعوب العالم لم يكن قليل العدد، خلف عمل عسكري كبير يتعلق باحتلال أفغانستان ثم العراق. ومن ثم تعزيز الميزانية العسكرية وتوسيع نشر القوات الأميركية في العالم. الهدف باختصار كان السيطرة على مناطق النفط والمواقع الإستراتيجية ووضع كل العالم تحت التهديد العسكري الأميركي، كما لاحظنا فيما جرى بعد الحادي عشر من سبتمبر. من أجل تجاوز الأزمة العميقة التي يعيشها الاقتصاد الأميركي، وكانت تُظهر ميله للانهيار منذ الأحد الأسود سنة 1987 (والذي استمر فيما بعد وصولاً إلى الانهيار المالي في 15 سبتمبر سنة 2008).
أظن هنا، أي بعد هذا التحوّل العالمي في السياسة الأميركية، بات لتنظيم القاعدة هدف آخر. فالصدام مع أميركا تراجع، رغم كل صورة الماضي التي كانت تحجب هذا التحوّل، وبالتالي تحقق انتقال تنظيم القاعدة من "قتال أميركا" إلى ممارسة سياسات أخرى. هي ما سنلمسه في العراق (حيث أعلن بوش الإبن شخصياً وصول أبو مصعب الزرقاوي إليه) واليمن والمغرب العربي وسورية. لكن مع ملاحظة أن أميركا لم تبقَ "المخترق" الوحيد لهذه المجموعات، ولتنظيم القاعدة، حيث كانت السعودية فاعلة منذ البدء في هذا المجال، وكذلك الأردن ومصر.  وتبيّن بعد إذ أن النظام السوري هو الأجدر في هذا المجال. وبالتالي كانت كل دولة تسيّرها وفق الهدف الذي يخدم سياساتها 0فقد عمل النظام السوري على توظيفهم في العراق ضد أميركا بعد التصادم الذي حدث بمقتل رفيق الحريري. ما ساعد أميركا، وكل هذه الدول، على ذلك هو طبيعة الفئات الاجتماعية التي تنخرط في "الجهاد". السمة الأساسية هي أن هؤلاء يعانون من التهميش بالمعنى الاقتصادي، حيث أنهم من بيئات مفقرة، بلا عمل أو وسيلة إنتاج أو مدخول ثابت. ولكن يعانون كذلك من تهميش "حضاري"، حيث أن بيئاتهم هي "خارج الحضارة"، تبدو أنها تعيش "القرون الوسطى" من حيث المفاهيم والسلوك والتقاليد والقيم. "عالم خارج التاريخ". وفي كثير من الحالات يمكن أن يوصف بعض هؤلاء بأنهم "حثالة"، حيث كانوا ينخرطون في "النشاط السفلي"، ويرتكبون كل الرزائل، ويمارسون القتل، والدعارة، وكلما يؤشّر على أنهم "حثالة". وكانت هامشيتهم هذه تؤسس حالات "الهوس الجنسي" أو الميل الانتحاري، وتحفزهم للانخراط في هذا النشاط "البطولي"، "الاستعراضي"، والذي يفتح الباب إلى "الحوريات في الجنة". أو يجعلهم ممثلين في مسلسل تاريخي. أو يحوّلهم من الهامش إلى المتن، لكي يحتلوا كل الصورة. وهذه الحالة الأخيرة نشأت بعد نشوء الظاهرة وتحوّل الاهتمام العالمي نحوها لأسباب مختلفة.
بهذا تشكل تنظيم القاعدة من "تنويعة" من هذه الفئات ومن "رجال مخابرات" مدربون جيداً، وبات وفق المنظور الأيديولوجي الذي يحكمه (وهو منظور غير سياسي أصلاً، وما دون سياسي بالحتم)، وتأثير الأجهزة المخابراتية، ينشط بما يظهر واقعياً أنه يدمّر، رغم أنه يقول أنه يسعى لإقامة "دولة الخلافة"، التي كلما أعلنها تظهر كشكل كاريكاتوري هزلي، أو أن طرح دولة الخلافة وفق المنظور المطروح يؤدي بالضرورة إلى التدمير، لنه يريد أن يزيل طبقات من التطور حدثت بعد هذا الشكل من الإسلام الذي يعتقده. بالتالي ليس من الممكن أن نفهم ظاهرة "الجهاديين" كنتيجة بيئات متخلفة فقط، هذه موجودة وهي واضحة فيها، لكن لا بد من أن نلمس المنظور الأيديولوجي الذي يعبأ هؤلاء به، والسياسة العملية التي يدفعون نحوها. وهنا المؤثر هو ليس هؤلاء، بل "الخبراء" الذين يؤدلجون، ويدربون، ويوجهون، عبر اختراقات أساسية وفرعية. وحالة تنظيم القاعدة المنتشرة في "العالم الإسلامي" هي نتاج ذلك. وإذا كان قد قام بعمليات ضد السفارات الأميركية خلال تسعينات القرن الماضي، ثم ضرب في أميركا، فقد قام ببعض العمليات في السعودية، لكن دون أن يلعب دوراً مهماً، بل ظل دوره محدوداً، و"مسيطر عليه". لكن ظهر واضحاً أنه لا يستطيع التواجد، وفرض سلطته، إلا في المناطق التي تكون خارج سيطرة الدولة، فهو لا يستطيع "التحرير"، ولم يدرّب على ذلك، بل يستغلّ "ضعف الدولة" لكي يفرض وجوده. وهنا لا بد من أن نشير إلى أن التدريب الأساسي الذي تلقاه يتعلق بالتحديد بعمليات التفجير (المفخخات) والإنتحاريين، ولم يتدرب على "حرب العصابات"، أو الاشتباك مع عدو، إلا ربما في حدود بدائية. وكل الهالة التي ترسم حوله تتعلق بالعمليات الانتحارية، والتخويف بها. وكان يتوضّح دائماً أنها تظهر في المناطق التي تشهد صراعات وتفككاً قبل أن يأتي، وهو يأتي لهذه المناطق تحديداً، لهذا يجب التدقيق في الدور الذي يقوم به.
على صعيد المنظور الذي يعمل هؤلاء على أساسه، بغض النظر عن التأسيس الأصولي الذي يقيمون عليه ذلك، فيقوم على أساس "ديني"، أي ينطلق من منظور الدين كما يصاغ أيديولوجياً بالاعتماد على فتاوى ابن تيمية وابن قيم الجوزية ومحمد بن عبدالوهاب، والفتوى المباشرة لـ "الشيوخ" في التنظيم. وهذا يعني أن مفهوم الصراع قائم على أساس ديني، وطائفي، أي أنه صراع داخل الدين ومن أجل تطبيق الدين (الدين كما يفهموه طبعاً، بالاعتماد على فتاوى هؤلاء المشار إليهم). بهذا فهي تتخذ شكلين في التطبيق العملي، الأول هو أن الصراع الأساسي هو ضد الأديان والطوائف الأخرى، لأن الدين هو فقط "الإسلام" الذي يعرفوه مصاغاً من قبل ابن تيمية وابن قيم ومحمد بن عبدالوهاب. بالتالي فإن الصراع الأساسي هو ضد الشيعة الروافض وكل الطوائف الأخرى. والثاني هو فرض "الشريعة" كما صيغت وفق هؤلاء الفقهاء في سياق إقامة "دولة الخلافة"، وهنا يجري العمل على إلزام الشعب بتلك القيم التي يعرفونها كدين، وهي قيم متشددة ومتعصبة وبدائية، وشكلية جداً. وتحيل إلى القرون الوسطى وليس إلى الواقع الراهن، الأمر الذي يجعلها عنصر تدمير وقتل، فكلها باتت "خارج الخدمة"، حيث أن تحولات الواقع قد تجاوزتها. هذه المسألة هي التي تجعل فاعلية هؤلاء تصبّ في القتل والتدمير، حيث يعملون على تطبيق قيم باتت من الماضي على مجتمعات قد تجاوزتها. الصراع أيديولوجي في الحالين، وإن كان يتخذ شكلاً عنيفاً، لأن الهدف هو فرض الأيديولوجية بالقوة السافرة. وما دامت هذه الأيديولوجية متقادمة، وأن بنى المجتمع قد تجاوزتها، فإن هذه الممارسة تفضي إلى التدمير، والوحشية. بهذا تكون معركة هؤلاء "الجهاديين" هي مع الشعب وليس مع النظم السياسية، لأنهم اصلاً، وفق المنظور الأصولي الذي يحكمهم لا يعرفون السياسة من الأساس، رغم أن ما يمارسونه سياسة، لكنها سياسة تدمير الذات عبر الاستعانة بأفكار وقوى من القرون الوسطى، أي محاولة حكم الراهن بعقل وبنى القرون الوسطى. الأمر الذي يعني تدمير كل التطور الذي تجاوز القرون الوسطى، أي تدمير المجتمع، لأن المجتمع بكليته قد تجاوزها، حتى وهو يعيش التخلف القائم (مقارنة بتطور أوروبا).
هذه هي "الخلفية" التي تحكم داعش. ولتحليل وضعيتها لا بد من أن نشير إلى أن وجود تنظيم القاعدة في العراق قد مرّ قبل داعش بثلاث مراحل، الأولى نشوء "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، الثانية بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي، حيث جرى تأسيس "دولة العراق الإسلامية" بقيادة ابو عمر البغدادي، والثالثة، مقتل ابو عمر البغدادي وتسلُّم ابو بكر البغدادي، وهي المرحلة التي مهدت لنشوء "الدولة الإسلامية في العراق والشام –داعش". وهذا التقسيم مرتبط بالسياسات التي قام بها التنظيم، والأهداف التي سعى إليها، والتي انعكست بتحولات الشكل الذي اتخذه.
تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين
المرة الأولى التي سُمع فيها اسم ابو مصعب الزرقاوي كانت حين أعلن جورج بوش أنه قدم من أفغانستان إلى العراق، بعد الاحتلال الأميركي للعراق بعام تقريباً. لم يكن أحد يعرف به، سوى من ارسله وبعض "المجاهدين" في أفغانستان. ويقال أنه لم ينخرط في صفوف تنظيم القاعدة التي يقودها بن لادن هناك، وشكّل مجموعة "منزوية". ويبدو أنه من المجموعات التي هربت باتجاه إيران، ومنها دخل العراق (ومعروف أن كل هذه المجموعات كانت معروفة لدى المخابرات الإيرانية، وعلى تواصل معها كما أقرّ أخيراً أبو محمد العدناني الناطق الرسمي باسم داعش). كل الأجواء كانت تشير إلى أنه والمجموعة التي أتت معه، اتوا العراق من اجل "مقاومة الاحتلال"، حيث كان يركز الإعلام على هذا الدور لتنظيم القاعدة ولـ "المجاهدين". وبدأت تنشأ "قواعد" للتنظيم في المنطقة الغربية من العراق (أي المنطقة السنية التي كانت مركز مقاومة الاحتلال) بعد أن تشكّل تحت اسم "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" (وهو الاسم الذي وحّد فيه اسم تنظيم القاعدة، والمجموعة التي كان قد شكلها في أفغانستان باسم التوحيد والجهاد).
  تواجدت مجموعات تنظيم قاعدة الجهاد في مناطق تواجد المقاومة العراقية التي كانت مشتعلة ضد الاحتلال الأميركي، ورغم الحديث عن مقاومة الاحتلال لم يظهر أي دور جدّي لتنظيم القاعدة، لكن السياسة التي اتبعها أبو مصعب الزرقاوي قامت على الصراع ضد "الروافض"، ولقد أعلن ذلك مراراً، واعتبر أنه الأولوية. بمعنى أن معركته في العراق كانت ضد الروافض (أي الشيعة)، لهذا ركّز جل نشاطه في تفجير الحسينيات وفي مواكب العزاء، وعموماً في المناطق الشيعية. هذا هو الدور الأساسي الذي لعبه تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين. وخلال ذلك استغلّ اسمه للقيام بتفجيرات واسعة في مختلف مناطق العراق الشيعية خصوصاً، وفي بغداد. وكان واضحاً في هذه المرحلة أن الهدف هو افتعال صراع طائفي، لكن بالأساس تحريض الشيعة طائفياً، وتكتيلهم ضد السنة. ولقد فتحت عمليات أبو مصعب الزرقاوي باباً لقيام تنظيمات شيعية بممارسة التطهير الطائفي في بغداد وممارسة العنف الطائفي ضد السنّة. منها تنظيم "عصائب أهل الحق" بقيادة أبو درع، الذي كان جزءاً من التيار الصدري لكنه طرد لممارساته الطائفية وأُهدر دمه، لكنه كان محمياً من المخابرات الإيرانية. ولكن أيضاً فيلق بدر وحزب الله العراق، وعديد من الميليشيات الطائفية التي مارست التطهير الطائفي في كل المناطق الشيعية.
وهي المرحلة التي رسّخ نوري المالكي سلطته بتوافق أميركي إيراني، وأصبح يحكم عبر الميليشيات التي تشكلت في خضم هذا الصراع الطائفي، وحيث أخذ يقيم جيشاً مسيطر عليه طائفياً.
إن تناول دور أبو مصعب الزرقاوي في هذه المرحلة يشير إلى أن ما قام به هو تفجير الصراع الطائفي، والتأسيس لانقسام العراق إلى أقاليم طائفية. فقد أشعل الصراع ضد الشيعة، الأمر الذي حرّض طائفيي الشيعة (الذين تربوا في إيران خلال سنوات طويلة بعد طردهم من العراق من قبل صدام حسين نهاية سبعينات القرن الماضي) على تشكيل المناطق الشيعية على أساس طائفي "نقي". وبات واضحاً أن "الكتلة الشيعية" قد تبلورت، وتحددت، وسيطرت على مناطقها. هذا ما كانت تقود إليه سياسة الزرقاوي فعلياً، هل نشكك؟ سنرى الأمر كيف انقلب بعدئذ.
دولة العراق الإسلامية
في عملية سوبرمانية قتل الزرقاوي على يد الجيش الأميركي في 8/6/ 2006، حيث جرى اكتشاف مخبئه، لتهبط طائرة محملة بالجنود، وتنفّذ أمر قتله (بدل اعتقاله). تسلم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين أبو عمر البغدادي، وسرعان ما أعلن قيام "دولة العراق الإسلامية" في 15/1/ 2007، ولقد وضع حدودها بحيث لا تتجاوز المنطقة الشمالية والغربية من العراق، أي المنطقة السنية فقط. بمعنى أنها لم تشمل كل العراق أصلاً، وهذا يعني أنه لم يعد في صراع مع الشيعة الروافض، بل بات يهدف إلى ترسيخ أسس الدولة في المنطقة السنية من العراق. بمعنى أن الصراع انتقل من أولوية الحرب ضد الشيعة الروافض إلى أولوية "تطبيق الشريعة"، أو تطبيق "أركان الإسلام" كما يفهمها هؤلاء بإقامة الدولة الإسلامية، التي بات اسمها "دولة العراق الإسلامية"، واصبح ابو عمر أميرها، وعيّن الوزراء.
هذه السنوات كانت المقاومة العراقية قوية في تلك المناطق، وكانت ممارسات أبو مصعب الزرقاوي قد شلّت إمكانية نهوض مقاومة في الجنوب ضد الاحتلال الأميركي، خصوصاً بعد أن حطّم الاحتلال قوى التيار الصدري، حيث باتت المقاومة تعني السنة فقط، وتهدف إلى إنهاء حكم الشيعة المدعون من الاحتلال. بالتالي كان هذا التحوّل في سياسة تنظيم دولة العراق خطراً، لأنه أدخل المنطقة الغربية والشمالية في صراع معه بعد أن عمل على فرض قيمه التي هي في الحقيقة قيم قروسطية. وأصبح في اشتباك مع كتائب المقاومة، وهو الأمر الذي فرض انقسام هذه الكتائب بين مستمر في مقاومة الاحتلال ومن وافق على التفاهم مع الاحتلال ضد تنظيم دولة العراق، وهو الأمر الذي فرض تشكيل "مجالس الصحوة" من العشائر، ومن بعض الكتائب التي كانت تقاوم الاحتلال. وفي هذه العملية تراجعت مقاومة الاحتلال، وانكفأت المنطقة السنية على ذاتها. ولم يكن الاحتلال يريد أكثر من ذلك، فقد ضعفت المقاومة واستردّ سيطرته سنة 2007 وسنة 2008، وبات مرتاحاً في ترتيب الوضع العراقي.
وهذه هي السنوات التي كان يعمل الاحتلال الأميركي فيها على تقسيم العراق بعد أن شكّل لجنة في الكونغرس برئاسة جو بايدن (النائب الحالي للرئيس أوباما)، ولقد أقرت اللجنة على ضوء الصراع الطائفي القائم، وانقسام العراق إلى جنوب شيعي وغرب سني وشمال كردي، تقسيم العراق إلى ثلاث دول. وحينها أقرّ مجلس الشيوخ التوصية.
بمعنى أن المرحلة الثانية من دور تنظيم قاعدة الجهاد، الذي بات يسمى تنظيم دولة العراق الإسلامية، تمثل في إجهاض المقاومة، وترويع الشعب، وخلق تماسك سني في حدود المنطقة السنية. بالتالي يكون قد أكمل المهمة الأولى التي تمثلت في خلق صراع طائفي وفرض تماسك المنطقة الشيعية. وفي كل هذه المراحل ظل وجوده غطاءً لكل التفجيرات التي حدثت، والتي قامت بها قوى طائفية شيعية وأجهزة مخابرات عالمية (أميركية) وإقليمية (سورية، سعودية وربما أكثر).
بعد ذلك جرت عمليات تصفية لأبي عمر البغدادي، وربما لآخرين قبل أن يتسلم أبو بكر البغدادي القيادة في نيسان سنة 2010. خلال هذه الفترة ضعفت المقاومة العراقية كثيراً، وباتت "العملية السياسية" هي مدخل "السنة" بعد أن قاطعوها طويلاً، وبالتالي ضعف كثيراً كذلك دور تنظيم دولة العراق بعد أن طورد من قبل العشائر، وظل فقط كشماعة لعمليات التفجير التي كانت تحدث كلما توترت العملية السياسية. ثم هدأ دوره بعد أن تسلّم ابو بكر البغدادي القيادة، وكاد يُنسى لولا أن موجة الثورات العربية قد وصلت إلى العراق، فعاد يلوّح بدور، ولقد تصاعد دوره بعد أن تصاعد نشاط المنطقة الغربية والشمالية ضد الحكومة منذ نهاية سنة 2012 وسنة 2013، وخصوصاً منذ بداية سنة 2014. حيث عادت المشجب الذي يستخدمه نوري المالكي، رغم أنه كان يشوش على الحراك الشعبي، وهو الأمر الذي دفع "العشائر" والشباب في الأنبار للصدام معه خلال صدامهم مع قوات المالكي بداية هذا العام.
داعش
تشكلت داعش من فرض دمج جبهة النصرة التي تشكلت في سورية صيف 2012 وتنظيم دولة العراق الإسلامية. لقد ظل دور تنظيم دولة العراق ضعيفاً منذ تراجع دور المقاومة، وتشكّل مجالس الصحوة التي خاضت معارك ضدها بدعم أميركي، ومن ثم "استقرار" العملية السياسية. لقد ظهر بعد مقتل أبو عمر البغدادي أن دور إيران في التنظيم قد تعاظم، ربما بفعل الصدام مع مجالس الصحوة. فقد أرادت أميركا ان تحوّل الصراع من صراع المقاومة ضدها إلى صراع العشائر ضد التنظيم، الذي كان يعلب دوراً يخدم سياساتها كما أشرنا للتو، وبدا أن هذا هو دوره الأخير، المتمثل في أنهاك المقاومة وإنهائها. ومن الواضح أنه نجح في ذلك، حيث تراجعت المقاومة إلى حدّ التلاشي تقريباً. في هذه الوضعية تعززت العملية السياسية، لكن أميركا كانت قد بدأت في طرح مشروعها التقسيمي، الذي كان من المفترض أن تكون مجالس الصحوة هي قوته في المناطق الغربية. في هذه اللحظات انفجرت الأزمة المالية (15 سبتمبر 2008)، ونجح باراك أوباما رئيساً على أكتاف الأزمة. لهذا بات التقسيم غير ممكن بعد أن توضّح أن أوباما يريد الانسحاب من العراق.
ربما هذه الوضعية جعلت إيران قادرة على السيطرة على التنظيم (وأظن أنها كانت تخترقه من قبل)، بالتالي كان مجيء أبو بكر البغدادي في هذا السياق.  فقد بات احتياطياً للدور الإيراني، والغطاء للتفجيرات التي تحدثها المخابرات الإيرانية خدمة لتعزيز سيطرتها على "العملية السياسية". ظهر ذلك من خلال الدور الذي عاد للتنظيم بعد التظاهرات التي حدثت بتأثير الثورات العربية، ومن ثم في تحركات المحافظات "السنية"، وآخرها في الأنبار بداية سنة 2014، حيث اضطر العشائر الاشتباك معه، في الوقت الذي كانت تقاتل قوات المالكي، وكان واضحاً أن يتدخل لتخريب الحراك، عبر افتعال أولويات مناقضة للحراك ذاته. خصوصاً أن كل نشاطه يتركز في المحافظات الغربية فقط.
أما جبهة النصرة فقد تشكلت من كادرات كانت معتقلة لدى النظام السوري وأطلق صراحها على دفعات آخرها شمل500 كادر أُطلق سراحهم في نيسان سنة 2012، ومنهم أبو مصعب السوري. وحين تشكّل كان واضحاً أن فروع النصرة في المحافظات السورية تشكلت من هؤلاء المفرج عنهم. كما تشكلت تنظيمات سلفية قريبة منها مثل أحرار الشام وصقور الشام. وكل هؤلاء هم من "الجهاديين" الذين ذهبوا للقتال مع تنظيم قاعدة الجهاد ثم تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق. وقامت منذ البدء بممارسة السلطة في المناطق التي كانت خارج سيطرة الدولة، وأعلنت عن تشكيل الدولة الإسلامية من حلب، وأخذت تمارس فرض الأصولية، و"الحكم الشرعي"، دون أن يكون لها دور مهم في قتال قوات النظام، على العكس فقد بدأت، وهي تفرض سلطتها، تحتك بالكتائب المسلحة الأخرى، وتحاول أن تفرض هيمنتها عليها. وفي عديد من الحالات التي ذكرت كانت السلطة في المناطق التي تضطر للانسحاب منها تسلم مواقعها للجبهة. وكل المعلومات التي تسربت من السجن حيث كان هؤلاء كانت تشير إلى اختراقات أمنية أساسية في بنية الجبهة. كما أن العديد من عمليات التفجير التي قامت بها السلطة ذاتها أعلنت باسم الجبهة (مثل تفجير كفر سوسة ضد مركز أمن الدولة، حيث صدر بيان باسم الجبهة ولم تكن قد شُكّلت بعد).
فجأة أعلن أبو بكر البغدادي ضم جبهة النصرة إلى تنظيم دولة العراق وتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام. رفض أبو محمد الجولاني الأمر واعتبر أنه فرع لتنظيم القاعدة، واخذ دعم ايمن الظاهري الذي طالب أبو بكر البغدادي بفض الوحدة والتزام العمل في العراق، لكن هذا الأخير رفض الأمر. وخلال ذلك انضم كثير ممن كان في جبهة النصرة إلى داعش، خصوصاً أن كل  منهم يعرف الآخر، التي باتت هي التنظيم الأساس. واخذت تسيطر على مناطق الشمال والشرق السوريين، واتخذت من الرقة مقراً لها، كما أخذت في تطبيق "شرعها". وبهذا باتت في صدام مع الشعب في المناطق "المحررة"، ومع الكتائب المسلحة، حيث عبرها تمت تصفية عديد من قيادات وكادرات "الجيش الحر"، وناشطين إعلاميين وإغاثيين. وظهر في أكثر من موقع أنها تنسق مع السلطة (سقوط مطار منغ مثلاً، حيث جرى تسليمه للتنظيم، ومواقع أخرى عديدة).
الآن، وبعد أن تحوّل الصراع في محافظات العراق الشمالية والغربية من شكله السلمي إلى الشكل المسلح، وتقدّم المجلس العسكري لثوار العراق للسيطرة على بغداد، أخذت داعش تعبث كما فعلت في سورية. ما هو دورها؟ ولماذا باتت البديل عن تنظيم القاعدة؟ أسئلة تحتاج إلى بحث.
 
 



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة كيلة - كاتب ومفكر ماركسي - في حوار مفتوح مع القراء وال ...
- -السياسة الشيوعية- لا ماركسية ولا شيوعية
- الثورة واليسار الميكانيكي
- أزمة تحليل اليسار للحدث العراقي
- هل ما يجري في سوريا ثورة؟
- حول ما يجري في العراق
- الثورة السورية ... محاولة لفهم المجزرة
- منظور أخلاقي للثورة السورية
- نقاش خفيف مع -الرفيق- محمد نفاع - الإمبريالية والاستعمار وال ...
- الثورة والاستعصاء الثوري في سورية
- بعد ثلاث سنوات من الثورة في سورية: من أجل إعادة نظر شاملة
- النتائج الممكنة لمؤتمر جنيف2 والموقف منها
- المهمات الديمقراطية والاشتراكية
- الحرب على الإرهاب في سورية
- عن الإمبريالية وتشويه -اليسار الممانع- للماركسية
- قانون ضبط التظاهر يعيد الحراك الاجتماعي لشوارع مصر
- روسيا والحل الروسي وقاسيون
- معركة حزب الله وإيران.. في سوريا
- الطائفية و«النظام الطائفي» في سورية
- ممكنات نجاح مؤتمر جنيف 2


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إلى داعش تصوّر كورنولوجي تحليلي