أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال خشيب . - عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ.














المزيد.....

عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ.


جلال خشيب .

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 00:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ.
جلال خشيب*

في حوار "رواقي" مع أحد الأصدقاء حول موضوع الخلافة الراشدة، زعم الصديق أنّ خلافة على منهاج النبوة لن تتحقق بعد دولة المدينة النبوية إلاّ بقدوم المهدي في آخر الزمان، فهي شأن ربّاني يحبي به الله تعالى أشخاص معينين ذوي صفات معيّنة في بيئة ما محدودة وفي زمن بعينه (رغم أنّ الإسلام وُجد للعالمين متحرّرا في فاعلية طروحاته من قيود الزمان والمكان) مستندا في زعمه هذا بنص الحديث الشريف نفسه، قال صلى الله عليه وسلم:" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت" وقد أُخرج الحديث بطريقة أخرى أشار فيه النبي صلى الله عليه وسلم –حسب رواة الحديث- أنّه "يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا" ... وبالتالي حسب فهم هذا الصديق فلن تحيى أمتنا زمنا ذهبيا نصنعه بأيدينا قط ما لم يظهر هذا المهدي.. قلتُ: ولكن في هذا الفهم تعطيل عن العمل وتواكل، قال: لا، بل نحن مأمورين مع ذلك بالعمل وبذل الأسباب.. استغربتُ حقا لهذه الحجة المتهافتة التّي تلتهم نفسها بنفسها كما تلتهم النار الهشيم.. بداية هل يُعقل أن يأمرنا الله تعالى ببذل أسباب النجاح تحقيقا لمهمة الخلافة والاستخلاف التّي وُجدنا لأجلها –والتّي تقتضي إقامة دولة على منهاج النبوة- ونحن نعلم مسبقا بنص الحديث-تبعا لهذا الفهم- أنّ نتائج عملنا ستكون في النهاية عقيمة ولن تكلّل بالنجاح في بلوغ الهدف الأسمى الذّي نسعى لأجله بأيدينا؟ هل يأمرنا الله بما لا نقدر على فعله؟ أمِن المعقول أن يُعلمنا بخبر النهاية مسبقا –والذّي لن نسهم في تحقيقه- ثمّ يكلفنا بالعمل لبلوغه-ولن نبلغه- ليحاسبنا في النهاية بما لا نقدر على فعله ولن نقدر؟ إنّه طرح قدري يتصادم مع مقتضيات الحرية والتكليف والمسؤولية والمحاسبة في النهاية... إنّه العبث بعينه وليس من اللائق أن ننسب العبث لتدبيره تعالى، أن يجعل خلقا –يحيى لمدة 14 قرنا إلى الآن- عبثا وسيحيى في العبث إلى أن يأتي المهدي المخلص آخر الزمان.. في الحقيقة لم يستصغ عقلي هذا الطرح المتهافت..
في المقابل أردتُ لصديقي أن يتأمل قوله تعالى في سورة الأحزاب: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة /الآية 21.. فالآية الكريمة تجعل من النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا يُقتدى به قولا وسلوكا في كل مناحي الحياة، في كل مكان وزمان وحال، فلو أخذنا بفهمه هذا لأسقطنا هذه الآية الكريمة ولصارت آية عابثة زائدة في كتابه تعالى، فكيف يضرب لنا الله مثلا ذهبيا بنبيه الكريم في الحكم وإدارة الدولة (كأحدى مناحي التأسي به صلى الله عليه وسلم) ثمّ يجعلنا نحيى في حالة من العقم والسكون عن بلوغ الرشادة في الحكم على منهاج النبوة حتّى يُكرمنا بعبد صالح في آخر الزمن يعيد لنا حكمنا الراشد؟ .. وكأنّنا كُلفنا عبثا يا جماعة.. طرح هذا الصديق في نظري يُعد طرحا خطيرا جدّا، إنّه يبعث على تواكل ساذج في النفوس العوام ويشرعن للاستبداد السياسي في عقول النخب بطريقة ما، فحينما تتشبع النفوس بالخمول وانتظار نصر خارق من عالم الغيب فإنّها تُحجم على الفعل والتضحية لبلوغ الهدف في الدنيا، موطن الاستخلاف الفعلي، وبالتالي ترضى –سلوكا- بسبب إيمانها الحرفي هذا بواقعها البئيس، تاركةً الدنيا في أيدي الطغاة يعيثون فيها فسادا..
هذا جانب من نقاش مطوّل في موضوع متشعب خضته مع صديقي الغيبيِّ هذا.. على كل حال أرى أن يعيد أهل التنقيب النظر في صحة هذا الحديث النبوي، وإن ثبتت صحته فعلينا أن نحسن قراءته، تأويلا، بطريقة أخرى تُبعدنا عن هذا الفهم الحرفي الغيبي البسيط ذي التبعات الخطيرة على أمتنا.

* جلال خشيب: باحث مهتم بالدراسات الدولية، التنظير في العلاقات الدولية، الجيوبوليتيكا، الفكر السياسي والفلسفة الإسلامية، دراسات عليا/تخصص دراسات آسيوية، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نيجيريا: مقتل نحو 70 شخصاً في هجوم لـبوكو حرام على قرية
- إيجئي: إيران الإسلامية لن تستسلم أبدا لنظام الهيمنة
- مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ 39 يعقد في طهران اعتبارا من 8 ايل ...
- الهباش أمام مؤتمر جماهيري في باكستان: فلسطين خندق الدفاع الأ ...
- رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى
- بابا الفاتيكان يطالب رئيس الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار ف ...
- مشروع الكنيسة الرئاسية يثير جدلا دستوريا في كينيا
- السويداء: الشيخ موفق طريف يدعو أوروبا للتدخل ويقول لولا تدخل ...
- مصر.. الإفتاء ترد على سؤال -اذكر 3 خلفاء راشدين أو تابعين اح ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في حارس غرب سلفيت


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال خشيب . - عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ.