أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريد - العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (2) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)















المزيد.....

العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (2) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)


سامي فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجذور البوذيه للإسلام

أول وأبرز التأثيرات البوذيه في بنية الإسلام هي شعيرة الحج ، في الديانه المندائيه أركان الدين 5 ، وتتطابق تماما مع الديانه الإسلاميه في الأربعه الأولى منها ، الشهاده المندائيه والصلاه والصوم والصدقه (الزكاه في الإسلام) ويختلف الركن الخامس بين الديانتين ، فهو في المندائيه الصباغه (مصبتا) وهي تشبه التعميد في المسيحيه ويكفي أن يقوم بها المرء مره واحده في الحياه ، أما الركن الخامس في الإسلام فهو الحج.
تبدو طقوس الحج في الإسلام إستثنائيه ومختلفه عن أي تأثيرات مسيحيه أو يهوديه أو مندائيه ، لا يوجد شبيه بالحج الإسلامي في هذه الديانات ، من أين وبأي تأثيرات ظهرت طقوس الحج في الإسلام ؟ تبرز الإجابه عن هذا السؤال في الديانه البوذيه:ـ
في الديانه البوذيه يوجد 16 مكاناً يسمون بـ Mahajanapadas وهي كلمه تتكون من مقطعين ، Mahajan أي مناطق الحج ، وكلمة apadas ، وتعني بلد أو مدينه ، والكلمه في الديانه البوذيه تعني البلاد التي يشد إليها الرحال للحج ، وفي تلك القائمه التي تحوي 16 مكانا تسمى إحداها بـ Machcha ، وهي تشبه كلمة "مكه" في الديانه الإسلاميه والتي لم تذكر في القرآن سوى مره واحده.
وفي الديانه الذرادشتيه (ويبدو أنه يوجد رابط بينها وبين البوذيه في هذه النقطه تحديدا) توجد قائمه بـ 16 مكان للأراضي الآريه الـ Videvdad ، وفي تلك القائمه توجد مدينة Balkh أو Bactra ، ويلاحظ التشابه بين إسم تلك المدينه وكلمة "بكه" ، وهي أيضا لم تذكر في القرآن سوى مره واحده.
مدينة (Balkh = Bactra) وهي تقع الآن في أفغانستان ، كان يوجد بها معبد بوذي يسمى Nava Vihara ، (وقد كتب المؤلف الفارسي عمر بن الأزرق الكرماني بحثًا مفصلاً عن نافا فيهارا في بداية القرن الثامن، وحُفظ هذا البحث في كتابٍ يعود إلى القرن العاشر الميلادي عنوانه "كتاب البُلدان"، ألفه ابنُ الفقيه الهمذاني. ) (وقد وصف تفصيليًّا في بداية القرن الثامن دير نافا فيهارا في بلخ بأفغانستان، وكذلك التقاليد البوذية هناك، فقد وصف المعبد الرئيس بأنه يتضمن مكعبًا حجريًّا متجعدًا بالكسوة في وسطه، ووصف المتعبدين بأنهم يَطوفُون به، ويسجدون متوجهين إليه)
ويذكر Xuanzang وهو رحاله صيني زار (Balkh = Bactra) في سنة 630 ميلاديا بأنها كان بها حوالي 100 معبد بوذي و30 ألف كاهن بوذي .
ثاني البصمات الواضحه للبوذيه في متن الدين الإسلامي هي شعيرة السجود ، سواء أثناء الصلاه أو أثناء قراءة القرآن فيما يعرف بـ السجده ، فكلمة السجده لم تذكر في القرآن ولا مره واحده ، برغم ذكر كلمة السجود في سياقات متعدده ، وتظهر ممارسة الـ سجده أثناء قراءة مقاطع معينه من القرآن بصوره تهدف إلى ربط النص القرآني بشعيرة السجده كمحاوله أولى لإدماج تلك الشعيره كممارسه بصوره توحي وكأنها شعيره جديده في الإسلام ، وكأنها كانت سابقه لإدخالها في شعيرة الصلاه .
بل أن السجود أثناء الصلاه هو أمر يختلف فيه الإسلام عن الصلاه في اليهوديه والمسيحيه والمندائيه ، رغم وجود تشابه في شعيرة الركوع في المندائيه ، أما السجود فهو أمر معروف في الديانه البوذيه أثناء الصلاه.
بل أن أحد قوميات آسيا الوسطى البوذيه كانت تدعي بـ Sogdian أي الساجدون ، كانت متواجده منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن العاشر الميلادي ، وإعتاد مترجمي العربيه على تسميتهم بـ الصغديين!!
ثالث الأدله على البصمه البوذيه الواضحه في الإسلام هي الصوفيه ، ويوحي الإنتشار الواسع والقديم للصوفيه في الإسلام (حتى وقت قريب) إلى الأصل البوذي للإسلام ، وليس مجرد تأثر غير مباشر.
حسناً ، هذه تأثيرات بوذيه في صلب الديانه الإسلاميه ، ومن الممكن العثور على المزيد ، فمثلاً زي الإحرام عند الرجال المسلمين يشبه تماما زي الرهبان البوذيين فيما عدا لون الزي ، بل أن كتّاب السير والأحاديث في الدين الإسلامي وجلهم من آسيا الوسطى كانوا يتبعون تقليدا متجذرا في البوذيه وهو التوحد مع بوذا إيمانيا وفكريا والكتابه من وحيه ، تماما كما فعل كتاب السيره والمغازي والأحاديث بصلواتهم إستخاره والبحث عن الأسانيد والعنعنات.
هناك أيضاً قصة أصحاب الفيل في القرآن ، وهي قصه قام مفسرو القرآن بإسقاطها على أبرهه الحبشي ، وبصرف النظر عن إستحالة القيام بالحفاظ على حياة فيل أفريقي يحتاج إلى كميات كبيره من المياه لإعاشته ، من المستحيل تخيل وجودها في الجزيره العربيه القاحله والشحيحة المياه حتى في اليمن ، فإن إستئناس الفيل الأفريقي هو أمر كان ومازال نادرا بسبب كبر حجمه وشراسته ، بينما كان الفيل الآسيوي وحتى الآن مستئنسا ، لذلك فتلك القصه عن أصحاب الفيل تنطبق أكثر منطقيه على آسيا الوسطى في أجزائها القريبه من الهند وليس على الجزيره العربيه .
أمر آخر ، وهو الذكر التلقيني والمتكرر للفارس العربي الممتطي حصانه ويشق الصحاري في الغزوات ، بل "وعلموا أولادكم الرمايه والسباحه وركوب الخيل" المذكوره على لسان عمر ، الأمر برمته لا يمكن تصديقه كمرويات خرجت وتصف شبه الجزيره العربيه ، مجرد تربية الخيل في شبه الجزيره العربيه هو أمر شبه مستحيل ، الحصان حيوان عشبي يقتات على العشب في المناطق السهليه وليس في الصحاري الجرداء ، ويحتاج كل حصان يوميا لكميات من المياه لا يمكن توفيرها من آبار ، الحصان ليس كالإبل ، لا يمكن أن يعيش في الصحراء ، لذلك فكل تلك المرويات عن الفرسان والغزوات لا يمكن تصديقها إلا في إطار أن الرواه الذين قاموا بروايتها أسقطوها كمحكيات من تراثهم على بيئه لم يكونوا يعرفونها ، وهي هنا رواه من آسيا الوسطى قاموا بسطر حكايات إفترضوا حدوثها في شبه الجزيره العربيه والتي فيما يبدو لم يقوموا أبداً بزيارتها .
أخيراً وليس آخراً عبارة "إيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف" فوفقاً للسرد الموروث للتاريخ الإسلامي فإن "قريش" هي قبيله كانت (كانت ولم تعد) موجوده رغم أنها القبيله الذهبيه للأصل التاريخي لكل هذه المرويات والمفترض أنها الأجدر والأحرص على الحفاظ على إسمها كهويه في بيئه قبليه الهوى والهويه حتى النخاع وحتى الآن ، فهي قبيلة النبي والخلفاء الراشدون وخلفاء العباسيون ، ولكن هذا لم يحدث ، فالقبيله الذهبيه إختفت!!
على أي حال فإفتراض أن رحلات الشتاء والصيف في بيئه مقفره في عمومها مثل شبه الجزيره العربيه وبالذات في منطقتها الغربيه (الحجاز ومنطقة تهامه تحديدا) لم ولا تعرف في التغيرات الطقسيه سوى طقس واحد (وهو صيف شديد القيظ والحراره بلا أي شتاء طوال العام) هو إفتراض غير واقعي مطلقاً ، أو هو إسقاط لقصه وحدث كان يجري في مكان آخر على مكان لم ولا يصلح لتلك المرويه.
ففي آسيا الوسطى فإن طريق الحرير لم يكن طريقاً واحداً، وإنما شبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طرق أكبر أو بالأحرى في طريقين كبيرين، أحدهما شمالي (صيفي) والآخر شتوي كانوا يسلكونه في زمن الشتاء. وفي الزمن الذي كتب فيه القرآن لم يكن مسمى هذا الطريق بهذا الإسم (أعني لم يكن يسمى بطريق الحرير) ، ولم يكن طريقا بل رحلات تتم في آسيا الوسطى ، رحلات شتاءاً وصيفاً ، وكان المرور والإيلاف فيه يتم وفقاً لتعاهدات بالأمان من الخوف للقوافل ، في محطات هذا الطريق الشديد الحيويه لآسيا الوسطى ، وكان تأمين هذا الطريق بمثابة "إسترتيجيه" بمفهومنا الحديث ، منذ نشطت هذه الرحلات الشتويه والصيفيه في القرن الخامس قبل الميلاد ، كان تأمين الإيلاف فيه شرقاً وغرباً بمثابه "تقريش" = دمج = عهد حياه أو موت =إستراتيجيه ، فإيلافهم قريش ، تعني أن تأمين المرور عهد في رحلات الشتاء والصيف (وقد كانت مدينة Balkh = Bactra المقدسه أحد محطات هذا الطريق) وتم إسقاط هذا التراث الوسط آسيوي على شبه الجزيره العربيه ، وإختلاق قبيله تم تسميتها قريش ، من ضمن باقي الإسقاطات الأخرى ، وتم كتابة التاريخ كما يجب أن يحدث ، وليس كما حدث فعلاً.
ملحوظه : هذه ليست محاوله لتفسير القرآن ، بل هو محاوله لمعرفة كيف كتب القرآن ، أو كيف كتبت بعض مقاطعه وعلى يد من ، فالقرآن مثله مثل كل الكتب المقدسه الأخرى تمت كتابة مقاطعه بصوره متفرقه على يد مجتمعات شتى وعلى مدى زمني طويل نسبيا يصل لعدة أجيال ، وليس بالطبع على يد شخص واحد في زمن واحد في مكان واحد ، ولم تكن كتابة تلك المقاطع تهدف لتجميعها في كتاب واحد أو أن تتجمع حتى في صياغة دين معين ، إلا أن تجميعها لاحقا كان خدمه لنزوع جماعات تكون شعبا أو طبقه ، وهذا ينطبق على كل الديانات ، بل أحيانا ينطبق على كل الإيديولوجيات سواء اللادينيه أو حتى الإلحاديه أو الأنظمه الإقتصاديه أو الإجتماعيه



#سامي_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (1) (الإسلام توليفه بو ...
- هل قام الجيش المصري بحقن المجندين المصريين ب فيروس Hepatitis ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريد - العرب لم يغزوا وسط آسيا ولا بلاد فارس (2) (الإسلام توليفه بوذيه آريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب)