أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كمال مجيد - العراق امام خمسة حروب















المزيد.....

العراق امام خمسة حروب


كمال مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في 14 تموز 1958 نال العراق استقلاله لأول مرة في التأريخ الحديث. لقد استمرت الاحتفالات فيه لما يقرب السنة، تحضّر فيها الاستعمار وشركاؤه المحليون ((لاعادة الحصان الهارب الى الاسطبل )) كما طالبت مجلة نيوزبيك الامريكية بصراحة. جاءت الضربة الاولى من قبل شاه ايران، قادها الجنرال ورهام والحزب الديمقراطي الكردي كما شرح جلال الطالباني تفاصيل الجريمة في مجلة الوسط اللندنية ، العدد 357 في20/11/2001. ثم اتفق حزب اليعث مع الحزب الكردي في 1962 لاسقاط حكومة عبدالكريم قاسم كما صرح جلال في العدد 358 للمجلة.


ومنذ ذلك الحين يتلقى شعبنا الضربات الموجعة الى ان تم احتلال البلاد سنة 2003. وتحضيراً له سافر الدكتور ابراهيم الجعفري الى امريكا واتفق مع قادتها على ضرورة تسليم الحكم الى الاكثرية الشيعية. فتشكل مجلس الحكم من 25 عضواً، اعطى بول بريمر الاكثرية فيه لـ 13 شيعياً من الذين رافقوا قوات الاحتلال. وحين بدأت المقاومة الح المحتل بأنها محصورة في المثلث السني غرب البلاد وكان هدفه توسيع الخلاف الطائفي بين المسلمين. لقد جاء الدستور البريمري تحقيقاً لرغبات الطائفيين الشيعة في كل ما يرغبون بما في ذلك بنداً خاصاً بـ ((اجتثاث البعث)) لكي يستندوا عليه عند الانتقام من اعضاء البعث وضباطه. لقد تم ، بموجب هذا الدستور ايضاً، تشكيل دولة فيدرالية يكون لحكومة اربيل فيها حق رسم حدود واضحة لها، لمنع العرب من اختراقها دون الحصول على موافقتها تحريرياً. فتقسيم العراق طائفياً وعنصرياً منصوص عليه في الدستور الذي سطره الامريكان. بالرغم من ذلك يعتقد نوري المالكي بأن الامور كلها يجب ان تسير طبقاً لنصوصه، دون القبول بانه والعملية السياسية المبنية عليه يشكلان لب المشكلة. انه يستغرب لأن الطائفيين السنة والعنصريين في حكومة اربيل ومعهم البعثيين من اتباع عزة الدوري قسموا العراق الى ثلاثة اقسام مستخدمين خلل الدستور وزيف العملية السياسية كاحسن حجة لشرعية تصرفاتهم. للدفاع عن البقية الباقية من حكم الشيعة قرر السيستاني ، الايراني الذي رفض الجنسية العراقية، استغلال الشعور الوطني العراقي وامر الشيعة بحمل السلاح لمحاربة الطائفيين السنة، بينما استمر المالكي في التلويح بالدستور لاستنكار سيطرة حكومة اربيل على كافة المناطق المتنازع عليها، بما في ذللك مدينة كركوك الغنية بالبترول. كل هذه الاحداث المخيفة اجبرت العرق ان يواجه خمس حروب:

اولاً:- قبل كل شئ على الجيوش الشيعية، مثل فيلق البدر وعصائب الحق وجيش المهدي والجيش الرديف، الذي اسسه المالكي،وكلها تؤمن بقيادة السيستاني، قبل المالكي، ان يسيطروا على مدينتي تكريت والموصل، لغرض الانتقام من البعثيين والنقشبنديين عن طريق قتلهم وعزل الباقين منهم عن قوات الدولة الاسلامية الوحشية. وهذه خطوة منبوذة من قبل الامريكان الذين يطالبون قبل كل شئ، بتأسيس حكومة شمولية يشترك فيها الكل، بما في ذلك البعثيين او اصدقاءهم بحجة توحيد الشعب. وبطبيعة الحال يدرك الامريكان ان اشراك البعثيين في الحكم يشجعهم على االانفراد بالدولة، كما حدث في 30 تموز 1968 حين قام البعثيون باحتكار الحكم بعد طرد رئيس الوزراءعبد الرزاق النايف ووزير الخارجية ناصر الحاني، بل قتلهما فيما بعد.

هناك تقارير عديدة ، مثل تصريحات عادل مراد، قائد المجلس المركزي لحزب جلال الطالباني، في جريدة الصباح البغدادية في 21/6/2014 يؤكد فيها على: (( أن ما يجري في العراق حاليا هو جزء من المساعي الأميركية لتطبيق نظرية الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط، وأن الجهة التي تقود هذه الجهود هي السعودية وتركيا وقطر، وجماعة داعش ما هي إلا أداة بيد دول الإقليم لتقسيم العراق.)) تشير الدلائل العسكرية الى ان النصر لا يتم بعد معركة او معركتين بل بعد حرب طويلة الامد يموت فيها عشرات الالوف من الشعب. وقد يخسر السيستاني، فتستمر قوات داعش للسيطرة على النجف وكربلاء لذبحه مع بقية المراجع ((الصفوية المجوسية)) ولطّامتهم جملة وتفصيلاً.

ثانياً: - بعد النجاح في قهر البعثيين تبداء الحرب الفعلية بين السنة والشيعة. يحاول جيش السيستاني هذه المرة القضاء على الدولة الداعشية وطردها من العراق والسيطرة على الحدود مع سوريا. فحين احتل داعش والنقشبنديون الاراضي الغربية في الانبار وصلاح الدين ونينوى تم عزل سوريا عن ايران مما سهل محاربة حكومة الرئيس بشار الاسد. ولتحقيق النصر هناك احتمال اشتراك الايرانيون الى جانب السيستاني بغية اعادة الربط الجغرافي لايران بسورية ولبنان. ستكون لهؤلاء اليد الطولى عددياً وعسكرياً وتستطيع ايران تجهيز الجيوش الشيعية بكافة الاسلحة المدمرة حتى دون ادخال جيشها النظامي في المعركة بصورة علنية. وبهذا الخصوص نشرت جريدة القدس العربي في 24/7/2014 خبر (( تأكيد المحللون الامريكان في تقارير اعلامية واسعة، تم نشرها في مدونة الكنغرس، على تدفق الامدادات والاسلحة والذخائر وحتى بعض الطائرات الحربية الى القوات العراقية.))

ستكون هذه الحرب طويلة ومدمرة للشعب العراقي خاصة بعد ان ثبّتت القوات الداعشية نفوذها على الموصل. وبعد ان طردت كل المسيحين منها سلمت المدينة الى القوات النقشبندية وانتقلت الى تكريت لمنعها من السقوط. تأتي هذه الحرب استمراراً للحرب الاولى ضد البعث.

ثالثاً: - ثم هناك الحرب العنصرية بين حكومتي بغداد واربيل حول الاراضي المتنازع عليها والتي سيطرت قوات البيشمه رغة عليها في نفس اللحظة التي احتلت فيها القوات الداعشية - النقشبندية على الموصل. وهذه اراضي واسعة وتشمل مدينة كركوك النفطية ويقطنها كل التركمان الذين يشكلون سدس سكان العراق ويعادون الانفصال. ان الاكثرية الساحقة من هؤلاء هم من الطائفة الشيعية ومعظمهم يؤيدون مقتدى الصدر. ثم ان حكومة اربيل مسندة بكل قوة من قبل امريكا واسرائيل الى درجة اعلنت حكومة نتنياهو بصورة رسمية عن مساندتها لمسعود البارزاني عند الاعلان عن انفصاله عن العراق. فردت ايران بالاعلان رسمياً عن رفضها للانفصال. تبع ذلك تصريح الخامنئي في معرض دفاعه عن فلسطين بالنص ((ان العلاج الوحيدة للجرائم التي يتعرض لها اهالي قطاع غزة يكمن في القضاء تماماً على الكيان الصهيوني وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني.)) واكد على ((القضاء عليه واستئصاله.)) كما ورد في اخبار رأي اليوم في 24/7/2014. فالدول القوية المجاورة لمّحت منذ الآن بانها ستكون طرفاً مشاركاً في هذه الحرب. وحتى لو نجح البعث في السيطرة على بغداد فانه سيحارب ضد الانفصال لأنه يركز لا على الوحدة العربية فحسب بل على وحدة العراق.

ان التقارب الروسي من حكومة بغداد وتجهيزها بالطائرات المقاتلة من جهة والمساندة العلنية لامريكا للحزب البارزاني، منذ اليوم الاول من عدوان الحزب على حكومة عبدالكريم قاسم، يلمحان بامكانية تدخل الدول العظمى في هذه الحرب المخيفة وتجهيزها بالمعدات.

رابعاً :- اذا توحد الشعب، وهذا امر ممكن، فسيكون بحاجة للدخول من جديد في الحرب التحررية لطرد المستعمرين الامريكان والسيطرة على قواعدها العسكرية. اننا بحاجة ماسة لالغاء المعاهدة الاستراتيجية التي برهنت انها جاءت لا للدفاع عن العراق بل عن المصالح الامريكية فيه وفي المنطقة. علماً ان نصوص هذه المعاهدة هي اشد قسوة من معاهدة 1930 مع بريطانيا ومعاهدة برتسموث ومن حلف بغداد. لقد ناضل الشعب العراقي ضد هذه المعاهدات لمد طويلة الى ان تمكنت حكومة عبدالكريم قاسم الوطنية من تحريرالعراق من كل القيود. ان الصراع ضد الاحتلال الاجنبي حينذاك قد وحد الشعب العراقي بكل قومياته واديانه وسوف يوحدنا من جديد.

خامساً :- اخيرأ وليس آخراً هناك الضرورة لثور شعبية جماهيرية ضد الدكتاتورية الدينية المسلطة علينا. انها نجحت في تفريق الشعب العراقي طائفياً وعنصرياً ودينياً. فالمرجعيات السنية والشيعية نشرت الدعايات العتيقة منها والحديثة بغية تأجيج الشعب واجباره على القتل . فالمسيرات الكبرى لمئات الالوف الى كربلاء والنجف، عشرات المرات في السنة وتدريب الجنود بل طلبة المدارس الابتدائية على اللطم مع التراتيل الطائفية، لعبت كلها دوراً قذراً في عزل السنة وتخوينهم. انها اجبرتهم على الانخداع بدعايات هيئة علماء المسلمين من تلفزيون الرافدين في القاهرة الذي جهزه حسني مبارك للرد على آخوندية النجف. اشتدت الصراخات الدينية الى درجة اجبرت عشرات الآلاف من اهالي الانبار على قطع الطريق التجاري بين العراق والاردن. ثم تعمقت العداء الديني الى درجة انظم الكثيرون من ضباط الجيش البعثي وجنوده الى التنظيم الداعشي واعلنوا الحرب الاهلية ضد الشيعة.

هكذا اصيب الناس بالهستيرية الدينية في الوقت الذي تمكن علماء البايولوجيا في امريكا من خلق الخلية الحية، لها ثمانون جين، من مواد كيمياوية لا حياة فيها، والتي اخذت تتكاثر كأي كائن حي آخر. ( للتفاصيل راجع الجرائد العربية كالشرق الاوسط، العدد 11498 في 22/5/2010 تحت عنوان: انتاج اول (( خلية حية صناعية)) في العالم، الصفحة الاولى.) هكذا تم تفنيد التعاويذ الخرافية.

ففي سنة قيام الانسان بخلق الحياة في المختبر ركّز رجال الدين على تعبئة الجهلاء لقتل الحياة. فخرجت العشائر في الانبار لتتوحد مع القاعدة وضباط البعث وذهبوا الى الاردن ونالوا المال والسلاح من اثرياء السعودية وقطر وصرحوا بالنص: (( اننا ننظم وندرب ونسلح انفسنا ولكننا سنبدأ بصورة سلمية حتى تصل اللحظة المناسبة. سوف لا نرتكب نفس الاخطاء. هذه المرة ستنهار الحكومة في بغداد.)) ( راجع تقرير مراسل جريدة الغارديان في الرمادي ليوم 14/3/2013.)

هذه الحروب تؤكد على ضرورة توحيد الشعب لاسقاط الحكومات في بغداد والموصل واربيل والغاء دساتيرها وعملياتها السياسية. فالحرب تقتل ابناء الشعب الواحد من العرب والاكراد والتركمان والارمن ومن المسلمين والمسيحيين واليزيديين والصابئة والشبك. فمن الضروري انهاءها. ثم تشكيل حكومة مدنية عصرية ، تستثني الاحزاب المتحاربة وتفصل الدين عن السياسة وتمنع المراجع الدينية من تأجيج البسطاء وحشرهم في حروب شرسة تحرق الاخضر واليابس. ان الخطوة الاولى في هذا الكفاح الطويل تبدأ بقيام المتنورون من الشعب لانقاذ الجهلاء من الانحياز لاحد الجهات العدوة وتثقيفهم بثقافة وطنية انسانية جامعة بدل التعصب والى الامام.



في 25/7/2014



#كمال_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات العالم الثالث تخدم اسيادها
- الادلة الثبوتية لفاشية امريكا
- فشلت أمريكا فلنتحد لقهرها
- رسالة مفتوحة الى الدكتور ابراهيم الجعفري


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كمال مجيد - العراق امام خمسة حروب