أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ظافر الشمري - هل سيحدد الملف النووي الأيراني شخص رئيس الوزراء العراقي القادم















المزيد.....

هل سيحدد الملف النووي الأيراني شخص رئيس الوزراء العراقي القادم


ظافر الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنتهى مشهد الأنتخابات العراقية الذي لايزال كثيرون يصرون على تسميته "عرسا" ديمقراطيا بينما أسميه أفيونا ديمقراطيا لايلبث العراقيون أن يصحوا من نشوته على أصوات طبول الصراعات السياسية وأبواق المنتفعين والمتضررين الأعلامية على حد سواء، والتي ستستمر حتى يوم الأعلان عن أسم رئيس لمجلس الوزراء وتسمية الوزراء وهي العملية التي أطلقت عليها إحدى دايات العملية السياسية من دولة القانون إسم عملية تقاسم "الكيكه" والمشهورة بعملية 7 مقابل 7
سنستعرض في هذه المقالة التحليلة العناصرالتي تتحكم بعملية إختيار شخصية رئيس مجلس الوزراء وأهم هذه العناصر داخليا وخارجيا وما هي العناصر الأقوى تأثيرا في تحديد ماهية وشكل الحكومة القادمه بعيدا عن "الأفيون" الديمقراطي الذي قد لايزال البعض يعيش نشوته أو "العرس" الديمقراطي الذي لايزال البعض يخطط لشهر عسله
قالت مفوضية الانتخابات على موقعها أن تهم التلاعب بقصد تغيير نتائج الأنتخابات قد ثبتت على أكثر من 3 آلاف موظف من موظقي المفوضية الذين يصل عددهم الى ثلاثون أالف، وهذا الرقم يعني أن عشرة في المئة من موظفي المفوضية على الأقل شاركوا في عمليات تهدف الى خيانة الشعب العراقي فيما أكدت جهات وقوى سياسية عراقية أن أكثر من 90 ٪-;- من موظفي المفوضية صوتوا لصالح قائمة واحدة وهي قائمة دولة القانون حسب تصريحاتهم ولو أن هناك تحقيقا نزيها تقوم به جهات محايدة لكان عدد من تثبت عليهم تهم التزوير والرشاوى قد يزيد عن الثلاثة آلاف موظف، فماذا يعني هذا الأمر؟
لايختلف وضع الأنتخابات في العراق اليوم عن وضعه في غيره من الدول التي يفوز بها الحزب الحاكم بأكثرية الأصوات والتي تتحكم بها قوى تتلاعب بنتائج الأنتخابات لصالحها بنسب عالية مستخدمة أساليب الرشاوى أو أساليب الترغيب والتهديد وليست قضية محمود الحسن القاضي في مجلس القضاء الأعلى الذي صرح علنا أن المالكي قد أوصاه شخصيا ب "رشوة" البسطاء بقسائم قطع أراض أو ببعض مدراء مراكز الأنتخابات في الداخل والخارج الذين جمعوا من الأموال مئات الالاف من الدولارات عبر عقود التعاقدات مع الشركات المجهزة والخدمية التي تعاقدت معها المفوضية لتجهيز وخدمة العملية الأنتخابية "الأفيوني" والتي تم فرضها كآتاوات على هذه الشركات مقابل الحصول على خدماتها، وهؤلاء أذن ليسوا بعيدين عن شبهة بيع الاصوات والتلاعب بالنتائج مادام هدفهم هو المال ومايمكن أن يجمعوه من
هذه العملية، وبهذا فأن عملية شراء ذمم كثير من موظفي مفوضية الأنتخابات هو أول عناصر التأثير التي تعمل على تحديد شكل وهوية رئيس للوزراء والكتلة التي ستحصل على أكثر المقاعد، وطبعا يتحدد شكل الكتله الفائزة في المحافظات والاقليم بناءا على القوة المهيمنة ماليا
وسياسيا وعسكريا ضمن الحدود الأدارية لكل منها


من هي القائمة أو الكتلة أو التحالف الفائز؟
في البداية يجب أن لا نغفل عن التحالفات الأستراتيجية والخطوط الحمر التي يمنع على الاحزاب السياسية العراقية (الشيعية والسنية والكوردية ) تجاوزها. الخطوط الاستراتيجية هي عدم السماح بأنفراط القوى التي تشكل عصب العقد الشيعي، وعصب العقد الكوردي أما العقد السني فقد إنفرط لعدم وجود مرجعيه دينية له كما هو الحال مع الشيعة التي تعمل كل من مرجعية النجف وولاية الفقيه في أيران على الحفاظ عليه وعدم السماح بالخروج عنها، على عكس السنة الذين لايعرفون لهم مرجعية دينية وأيضا عدم وجود مرجعية سياسية سنية داخليا أو خارجيا ، فداخليا ينقسم السنة بحسب الولاءات العشائرية والمناطقية ولم يجتمعوا على قيادة واحدة، والتي أيضا زادها أنقساما الصراع القطري - السعودي على الدعم والنفوذ والذي وصل حد الصراع المسلح بين الأجنحة المسلحة لكل منها سواء في العراق أو في سوريا. في ذات الوقت فأن القضية الكوردية المركزية وتشكيل هوية كوردستان المستقلة هي الخط الأحمر الذي لن يسمح بانفراط العقد الكوردي مع وجود خلافات داخلية حادة على الزعامات وعلى رئاسة الأقليم وحكومته.
في الأنتخابات السابقة كانت الكتلة الفائزة هي قائمة العراقية كونها حصلت على أكثر المقاعد في الأنتخابات، لكن هذا لم يكن يرضي بعض الدول الأقليمية ولا بعض القوى السياسية العراقية داخليا، وتم الأيعاز باللجوء إلى المحكمة الأتحادية لتفسير ماجاء في الدستور لحل إعتراض قدمه تحالف القوى الشيعيه وبرضا من الكورد ليأتي قرار المحكمة التي يرأسها حليف المالكي مدحت المحمود موافقا ومرضيا للاطراف الاقليمية والداخلية وايضا للولايات المتحدة ويؤكد أن الكتلة التي تشكل الحكومة هي الكتلة المتحالفه داخل البرلمان بعد ظهور نتائج الأنتخابات وبهذا تم الالتفاف مرة أخرى على إرادة الشعب الذي صوت لصالح كتل سياسية قدمت نفسها قبل الانتخابات وليس لتحالفات قدمت نفسها بعد الانتخابات ، وبهذا فأن قرار المحكمة الأتحادية في ما قد ينشأ من صراع لتحديد الكتلة الاكبر سيكون أحد العناصر الداخلية المؤثرة لتحديد هوية رئيس الوزراء وشكل الحكومة العراقية القادمة
بناءا على ما سبق وبعد أن فشل المالكي ودولة القانون في تحقيق الشعار الذي رفعوه وهو حكم الأغلبية والذي حشدوا له كل أمكانيات وطاقات الدولة وأموالها وموظفيها فأن دولة القانون وعلى الرغم من حصولها على أكثر من 90 مقعدا بقليل فأنها ستكون بحاجة الى التحالف مع بعض القوائم الأخرى من أجل الحصول على الأغلبية وستكون في مواجهة كل من تحالف الصدر - الحكيم المنافس وسيكون صراع هذين القطبين هو العمل على كسب أحزاب الفضيلة والاصلاح وغيرها من الاحزاب الدينية الشيعية التي حصلت عل بعض المقاعد والتي ستكون بيضة القبان في تحديد الكتلة الأكبر في البرلمان، وسيعمد الطرفان إلى طرح تنازلات مالية ومناصب سياسية وغيرها من أجل كسب نواب هذه الاحزاب الشيعية ، هذا لا ينفي أن الطرفين المالكي و الصدر - الحكيم سيعملان على البحث عن حلفاء من خارج الاحزاب الشيعيه للتحالف معهم من أجل الحصول على الأكثرية داخل البرلمان.

الملف النووي الأيراني وتحديد هوية وشكل الحكومة المقبلة
لايخفى على الباحثين والضالعين بالشأنين الأمني والسياسي والعراقي الدور الذي تلعبه أيران في الساحة العراقية وتوظيفه من أجل خدمة حماية أمنها القومي خاصة وأنها تسير بخطى حثيثة في مشروعها النووي الذي شارف على نهايته خاصة وأن الولايات المتحدة تمتلك مفاتيح الملف السياسي في العراق والذي تتحكم من خلالها بكل من جاءت بهم ووضعتهم على رأس السلطة ومنحتهم صلاحيات استخدام القوة ضد معارضيهم وأغدقت عليهم الأموال والمناصب مقابل تجنيدهم لخدمة مشروعها الأكبر في المنطقة والذي هو السيطرة على منابع الطاقة وكسر أحتكار الغاز الروسي للسوق الأوربية وذلك عن طريق تمكين الغاز القطري من المرور عبر العراق وسوريا الى أوربا.
آيران حليف روسيا الأكبر في المنطقة والتي تعمل معها من أجل إفشال المشروع الأمريكي الذي بدأ في العراق وأمتد الى سوريا تلعب باوراق اللعبه معا ولن تسمح بفصلها لذلك علقت مفاوضات ملفها النووي بملفات سوريا والعراق ، وما يهمنا في هذه المقاله هو العراق ، عليه فأن ايران لن تسمح بتشكيل لاى حكومة غير شيعيه لا تستطيع من خلالها أمتلاك مفاتيح الملفات الأمنية أو على الأقل التحكم فيها ، ولذلك فأن أيران لن يهمها شخص رئيس الوزراء مادام شيعيا تابعا لهم وتكون تحت سيطرته الملفات الأمنية والقوات المسلحة وعليه فأن أيران ستدفع حلفاؤها الشيعه الذين لايثقون بالولايات المتحدة وهم يعلمون أن الولايات المتحدة لاتثق بهم الى الاتحاد وتشكيل الكتلة الاكبر والتوافق على مرشحين لرئاسة الوزراء والداخلية والدفاع يكون ولائهم مضمونا لأيران، وبهذا ستكون هذه هي الورقة التي تراهن عليها أيران في مفاوضاتها
في الشهر المقبل.
كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة تجاه هذه العملية الايرانية؟
كل الدلائل تشير أن الولايات المتحدة ستسخدم هذه الورقة الأيرانية لصالحها أيضا مقابل تنازلات أعلامية محدودة في الملف النووي الأيراني ولكن لا نعتقد أن الولايات المتحدة ترغب في أنهاء الملف النووي الأيراني بتاتا، فهذا الملف فتح أبواب السعد على الاقتصاد الأمريكي المتهالك وخاصة في مجال بيع الأسلحة وعقد الصفقات مع دول الخليج المرعوبة من مسألة النووي الأيراني بما يضمن بقاء السوق الخليجية مفتوحة للمنتجات الامريكية ، ستكون الولايات المتحدة سعيدة بوجود قيادة عراقية معادية للدول الخليجية والتي ستستمر بدعم عمليات التمرد المسلح والعمليات الارهابية مما يؤمن توترا سياسيا وعسكريا مستمرا في المنطقة تحتاج فيه جميع الاطراف للوجود الامريكي

أن العملية "الأفيونية" الديمقراطية ماهي الا وسيلة لتحديد من سيخدم المشروع الأمريكي في السيطرة على منابع الطاقة في الشرق الاوسط وأيضا فأن "العرس" الديمقراطي ليس الا وسيلة لتحقيق الطموح الأيراني بأن يكون قوة أقليمية نووية ضمن نطاق محدود وما الدول الخليجية وتركيا بل وحتى أسرائيل ليست سوى أدوات لتحقيق المشروعين الأمريكي والأيراني في العراق.
سيعود التحالف الشيعي وسيبقى التحالف الكوردي وسيبقى الرهاب وسيبقى التمرد المسلح مادام زعماء المافيا الذين جاءت بهما أيران وأمريكا لخدمة مشاريعهما ينعمون بما يسرقون وينهبون من أفواه شعب ضاع بين هويته الوطنية وبين ولاءه الديني وأنتماءه العرقي.



#ظافر_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل، نقطة التحول التأريخي في رسم خارطة الشرق الأوسط الكبي ...
- هل أسقط الكورد ورقة -الأرهاب- من يد المالكي في العراق


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ظافر الشمري - هل سيحدد الملف النووي الأيراني شخص رئيس الوزراء العراقي القادم