أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - كيف تناولت الماركسية قضية المرأة؟















المزيد.....



كيف تناولت الماركسية قضية المرأة؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 21:19
المحور: حقوق الانسان
    


ورقة قدمت لسمنار المرأة الذي اقامته اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني


نظرت الماركسية الي قضية تحرير المرأة في ارتباط وثيق مع تحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والديني، وكما هو معلوم، فان اول بحث رائد في الماركسية حول قضية المرأة هو الذي قدمه انجلز في مؤلفه( اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، والذي نشر لأول مرة عام 1884م، استند انجلز في مؤلفه علي بحث عالم الاجتماع الامريكي مورغان الذي عاش لفترة عشرين سنة وسط القبائل البدائية للهنود الحمر.
انطلق انجلز من الفهم المادي للتاريخ الذي يقول أن التحول في اسلوب الانتاج يؤثر علي الوجود الانساني باسره، بما في ذلك شكل العلاقات بين الرجال والنساء، ولايمكن الفصل بين الانتاج وتجديد النوع البشري في تطور المجتمع.
وكانت اهم استنتاجات انجلز تتلخص في الآتي:
1- النظرة الي دونية المرأة هي نتاج تطور تاريخي اجتماعي، لاتتعلق بالفروق البيولوجية بين المرأة والرجل.
2- المجتمعات البدائية شهدت المساواة بين المرأة والرجل، وكانت العلاقات الجنسية تقوم علي الاختيار الحر من الطرفين ، كما شهدت تلك المجتمعات حق الأم ، كان الابناء ينسبون الي الأم.
3- مع ظهور المجتمعات الزراعية والرعوية والفروق الطبقية والدولة، وتركز الثروة في يد الرجال( ملكية الاراضي الزراعية وقطعان الماشية)، بدأت تظهر عدم المساواة بين المرأة والرجل ، واصبحت الوراثة من جهة الاب لاستمرار سيطرة الرجل.
4- أشار انجلز الي أن الاطاحة بحق الأم كان الهزيمة التاريخية العالمية لجنس النساء، ومن هنا بدأت سيطرة الرجل وهيمنته في المجتمع ، وتراجع دور المرأة الي المنزل.وهذه الهزيمة ارتبطت بانقسام المجتمع الي طبقات مسنغلة(بكسر الغين) ومستغلة(بفتح الغين)، وبالتالي يستحيل فصل النساء عن تحرير المجتمع ككل من الاضطهاد الطبقي وكل أشكال القمع والاضطهاد الأخري.
اضافة لمساهمة انجلز التي كانت رائدة بحق في البحث عن الجذور الحقيقية لاضطهاد المرأة والتي شكلت سلاحا هاما في الحركة النسوية في نضالها من اجل التحرر، أشار ماركس في مؤلفات متفرقة الي قضية المرأة علي النحو التالي:
1- ان تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة.
2- خروج المرأة للعمل مع الرجل، لابد أن يصبح بالضرورة مصدرا للتقدم الانساني، ويخلق أساس اقتصاديا جديدا لشكل أعلي من الأسرة وللعلاقات بين الجنسين ، مكان العمل يقتح أمام النساء أوسع الفرص للنضال والتنظيم.
3- النضال ضد اضطهاد المرأة مهمة الرجال والنساء في الحزب ، وليس مهمة النساء وحدهن، لأن تحسين احوال العاملات تفيد المجتمع وكل العاملين ( رياض الاطفال، المساواة في الأجر، الاجازة مدفوعة الاجر في حالة الولادة، الحضانات المجانية، .. الخ).
4- وكان من رأي ماركس وانجلز أن تحرير المرأة يتطلب ليس فقط دخولها الي مجال الانتاج الاجتماعي ، انما كذلك احالة الخدمات من امثال العناية بالاطفال والمسنين والعجزة الي المجتمع. كما يمثل ازالة الفوارق الطبقية وتقسيم العمل بين الجنسين شرطا مسبقا لبلوغ النساء المساواة التامة.
الشق الثقافي لتحرير المرأة
علي أنه من الخطأ التصور ان الماركسية نظرت الي تحرر المرأة في مستوي العلاقات الاقتصادية والانتاجية فقط ، ولكن للمسألة شقها الثقافي الذي يتعلق بالبنية الفوقية للمجتمع ،فبمجرد تحرير المجتمع كله من الاضطهاد الطبقي ومساواة المرأة مع الرجل في الأجر وبقية الحقوق ، لايعني ذلك أن قضية المرأة قد تم حلها. ذلك أن لقضية المرأة شقها الثقافي والذي يتعلق بالصراع ضد الايديولوجية التي تكرس اضطهاد المرأة ودونيتها ، والتي هي نتاج قرون طويلة من قمع واضطهاد المرأة ، وبالتالي لابد من مواصلة الصراع في الجبهة الثقافية أو البنية الفوقية للمجتمع، ضد الافكار والمعتقدات التي تكرس دونية المراة والتي كرستها مجتمعات الرق والاقطاع وحتي الرأسمالية التي تعيد انتاج عدم المساواة في توزيع الثروة وبين البلدان المتخلفة والرأسمالية، وتعيد انتاج عدم المساواة بين المرأة والرجل وتجعل منها سلعة واداة للمتعة الدعارة واداة للاعلان الدعاية، اضافة للقهر الطبقي والثقافي والاثني والجنسي.
فلا يكفي فقط التحرر الاقتصادي وزوال المجتمع الطبقي ، بل لابد من خوض صراع فكري وثقافي طويل النفس ضد البنية العلوية التي تكرس اضطهاد ودونية المرأة.
اذن قضية المرأة ننظر لها نظرة شاملة وفي ابعادها المتعددة ومن زاوية: تحررها كجنس ومن الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والنفسي والأبوي، وفي مستوي البنية الثقافية للمجتمع التي تكرس اضطهاد المراة والتي هي نتاج قرون من مجتمعات الرق والاقطاع ولاتزول بين يوم وليلة، بل تحتاج الي نضال ثقافي وفكري شاق.
أشار ماركس وانجلز الي أن الاشتراكية توفر الظروف المادية والحقوقية الضرورية للمرأة ، الا أن الاوهام في ان تؤدي الاشتراكية الي هذا التحرر تلقائيا لم يدر بخلد مؤسسي الماركسية ، ولم يتصور ماركس وانجلز: أنه مع انتصار الاشتراكية ستسود المساواة فورا بين المرأة والرجل ، فقد تناول ماركس الاشتراكية بصورة واقعية مشيرا الي أن الحديث يدور حول تشكيلة اشتراكية تخرج من احشاء الرأسمالية، ولذا سوف تحتفظ بسماتها، التي تعيد انتاج عدم المساواة لفترة طويلة، ولاسيما البنية العلوية التي تكرس اضطهاد المرأة.
كما كان لينين يشير الي أن( المساواة في القانون لايعني المساواة في الحياة) ، وكان لينين يدرك تماما أن عدم المساواة بين الجنسين سيبقي في المجتمع الجديد ، واسطع مثال علي ذلك هو العمل المنزلي يقول لينين(حتى في ظل المساواة التامة في الحقوق يبقي علي كل حال ذلك التقييد الفعلي للمرأة لأنه يلقى علي كاهلها أعباء كل الشئون المنزلية وهذه الشئون المنزلية هي في غالبية الحالات أقل الأعمال التي تقوم بها المرأة انتاجية واكثرها وحشية واشدها وطأة وارهاقا ، وهذا العمل في منتهى الحقارة والصغر ولا ينطوى على شئ من شأنه أن يسهم بقدرما في تطوير المرأة)( لينين المؤلفات الكاملة مجلد 40، ص 157).
كما كان لينين يشير الي (أن الطبقة العاملة لاتستطيع احراز حريتها الكاملة اذا لم تحرز الحرية الكاملة للنساء).
مثال من تجربة الثورة الروسية:
كانت الثورة الروسية نقطة تحول حرجة في حقوق المرأة حيث اعطت الثورة المرأة الحقوق التالية، علي سبيل المثال لاالحصر:-
1- الحق الكامل في الاقتراع.
2- حق الطلاق وطوعية علاقة الزواج.
3- المساواة في الاجور وحقوق النساء والرجال في العمل.
4- المساواة الكاملة في الحقوق بين الزوج والزوجة.
5- الغاء التمييز بين الاطفال الشرعيين وغير الشرعيين.
6- حق الاجهاض
7- الحق في اختيار اسم الزوج أو الزوجة.
9- التعليم المختلط.
10- منع الدعارة ..الخ
أى أن الثورة الروسية حققت بضربة واحدة كل الشعارات التي كانت تطالب بها الحركة النسوية في اوربا منذ الثورة الانجليزية والثورة الفرنسية، ولكن القوانين شئ والواقع الروسي شئ آخر، فقد كان الواقع الروسي متخلفا، اضافة الي حروب التدخل والفقر والبطالة، كل ذلك جعل حق الطلاق للمرأة مستحيل، كما تجلى التدهور في اوضاع النساء الي عودة الدعارة، كما أشار توني كليف في مؤلفه :( نقد الحركة النسوية)، حيث أوضحت الاحصاءات الرسمية عام 1921: عدد العاهرات في بتروغراد 17 ألف والي 10ألف في موسكو، وانتشرت بيوت الدعارة والقوادين.
- اللجوء الي الصناعة الثقيلة كان علي حساب سلع الاستهلاك مثل الأدوات المنزلية التي تخفف اعباء النساء اضافة لعمل النساء في الصناعات الثقيلة الضارة بصحتهن.
- في عام 1936 ، تم الغاء الاجهاض القانوني، فيما عدا الحالات التي تهدد الحياة أو الصحة أو احتمالات وجود مرض وراثي خطير.
- فرضت قوانين عامى 1935، 1936 عقوبات علي الطلاق ، وهي رسوم خمسين روبل علي أول طلاق وخمسين علي الطلاق الثاني وثلاثمائة علي الطلاق الثالث، الي الي تسجيل واقعة الطلاق في الوثائق الرسمية.
- تم الغاء التعليم المختلط عام 1943م.
- صدور قانون في 4/يوليو/1942م، يحدد عقوبات شديدة علي الطلاق بزيادة الرسوم ( تتراوح بين خمسمائة والفي روبل)، وهى مبالغ تجعل الطلاق مستحيلا الا علي الميسورين.
ويخلص تونى كليف الي أن هذا التراجع ارتبط بالقهر والتسلط والبروقراطية الضخمة ذات الامتيازات الواسعة ، اضافة الي نزع ملكية ملايين الفلاحين الذين ارغموا علي العمل في مزارع تعاونية .
وكان اخضاع النساء واحدا من وجوه الثورة المضادة الستاليتية.
اضافة الي أن مساواة المراة مع الرجل في الأجر وحق المرأة في العمل لم يغير عقلية الرجل الشرقي والتي نتاج قرون من النظرة الدونية للمرأة والتي تقوم بكل اعباء الواجبات المنزلية، رغم التحولات الاشتراكية التي تمت.
لقد كان لمصادرة الديمقراطية والقمع الستاليني اضافة لتخلف الواقع الروسي نفسه الدور الرئيسي في اجهاض مكتسبات المرأة التي حققتها في بداية الثورة الروسية ، وكان هذا من اسباب انهيار التجربة الاشتراكية( قمع نصف المجتمع). ولأن المرأة التي تتمتع بحقوقها كاملة هي الأقدر علي الدفاع عن النظام الجديد ، وأن قضية تحرير المجتمع من القمع والاضطهاد هي مهمة الرجال والنساء، وكما أشار لينين: أن المرأة الشيوعية لها الواجبات والحقوق نفسها للرجل الشيوعي، ولاتنظيمات منفصلة للنساء.
الحركات والمدرس النسوية الجديدة:
في الغرب الرأسمالي ظهرت مدارس نسوية جديدة قامت علي نقد واقع المرأة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة ونقد التجرية الاشتراكية الستالينية، باعتبارها كانت مخيبة للآمال فيما يتعلق بتحرير المرأة، ومهما كانت الخلافات حول هذه المدارس الا أنها أسهمت في رفع الوعي بقضية المرأة ، وظهرت المراكز المتعددة التي تدافع عن حقوق المرأة من زوايا ومداخل متعددة، تناولت ابعاد جديدة حول قضية المرأة، أفرزها تطور المجتمع الرأسمالي المعاصر وان كان من المهم ربط الجزء بالكل، وضرورة النظرة الديالكتيكية الشاملة، والتي تتنتاقض مع النظرة الاحادية الجانب:
- فهناك الحركات النسوية الليبرالية والتي تطالب بالحقوق السياسية والمعاملة المتساوية مع الرجال، ولكن من الزاوية الطبقية تدافع هذه الحركات عن نمط الانتاج الرأسمالي، وتصور قضية المرأة وكأنها نسبة(كوتة)، أو تمثيل شكلي لها في المؤسسات البرلمانية، دون استكمال تلك الحقوق بالمحتوي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتحرير المجتمع ككل من الاضطهاد الطبقي والثقافي.
- وهناك الحركات النسوية الراديكالية التي توجه سهام نقدها للمعايير الابوية الذكورية، وكأن الذكوريمثلون طبقة اجتماعية واحدة، علما أن بعض الذكور يدافعون عن قضية المرأة وتحرير المجتمع من كل اشكال الاضطهاد، وبعض الذكور له مصلحة في تكريس المجتمع الرأسمالي الذي يعيد انتاج عدم المساواة في الثروة وفي النوع، كما أن هناك بعض النساء يدافعن بشراسة عن مصالحهن الطبقية في المجتمع الرأسمالي.
- وهناك الحركات التي تسهم في تقديم خدمات خاصة مثل المراكز النسائية لتقديم العون لضحايا الاغتصاب والعناية بامراض النساء والاستشارة النفسية أو العناية بالطفل.
- كما أن هناك حركات نسوية تفتقد النظرة الشاملة لقضية المرأة وتصور أن العدو هو الرجل باعتباره القوى التي تضطهد المراة وسيطرته في الدور الذكوري، ولاترى أن الرأسمالية أو أى نظام آخر هو السبب وراء اضطهاد النساء( توني كليف: المصدر السابق، ص 262).
- وهناك الاتجاه النسوي الذي يرجع اضطهاد المرأة الي عامل نفسي وجنسي ، والي أن التناقضات الطبقية نبحث عنها في اللامساواة بين الرجال والنساء ، وبالتالي، فان الدعوة للاضراب في سرير الزوجية سيسدد ضربة ليس فقط الي التعالي الجنسي ونواتجه الثانوية من مجتمع طبقي وعنصرية ، كما يري أن المرأة الغنية عمياء عن ظروف النساء من بنات جنسها، كما يري عدم اختلاط الرجال بالنساء( المساحقات)، وأن الحل هو امة المساحقات.
ولكن التجربة اكدت أن تلك الاتجاهات لم تحل قضية المرأة، بسبب عدم النظرة الشاملة ، وأن القضية ما زالت تكمن في نضال المرأة والرجل من التحرر من كل اشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والجنسي والثقافي.كما يؤكد خصوصية وضع المرأة وضرورة العمل المشترك بين النساء غض النظر عن منطلقاتهن الفكرية لتحرير المرأة بتحقيق المطالب العامة التي تهم المرأة كجنس.كما تؤكد تلك الاتجاهات أن الرجل نفسه يحتاج الي تحرير من البنية الفوقية للمجتمع التي تكرس دونية المرأة.
خصوصية واقع المرأة السودانية
علي أن منهج الماركسية لابد أن يغوص بنا لمعرفة واقع وخصوصية تطور المرأة السودانية ، وذلك أن دراسة واقع المرأة السودانية وتطورها لاينفصل عن تطور المجتمع السوداني، لأن التقدم الاجتماعي يقاس بتقدم النساء ودرجة اسهامهن في تطور ورقي المجتمع، كما أن دراسة تطور المرأة السودانية لاينفصل عن تحليل المجتمع ودراسة التفاوت الطبقي والاجتماعي والتنوع في سبل كسب العيش وتطور قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ، وتوضيح التقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء ، والنظر في الجذور التاريخية لتهميش المرأة ، ومتابعة الأشكال الثقافية التي تكرس التمايز بين الرجال والنساء، فلا يكفي ، أن نشير فقط الي العوامل الاقتصادية لاستغلال المرأة واضطهادها ، بل لابد من الاشارة للعوامل المكملة الثقافية والاجتماعية التي تسهم في اعادة انتاج اضطهاد المرأة.
بدون التقليل من أهمية وحصاد الفكر النظري الذي درس الجذور التاريخية لتطور واضطهاد المرأة مثل مؤلف انجلز( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، وكذلك ماتوصل اليه علم الانثروبولوجيا المعاصر وما اكده علي أهمية الدراسة المستقلة لكل مجتمع ، وكذلك ظهور الحركات النسوية بمدارسها المختلفة ، وما توصلت اليه الدراسات المتخصصة حول المرأة وقضايا النوع ، كل ذلك مفيد ، ويوضح لنا الزوايا المختلفة لقضية المرأة، ويشكل لنا خلفية ضرورية ، ولكن ذلك لايعفينا من بذل الجهد المستقل للتعرف علي خصوصية تطور المرأة السودانية ، وبهدف الاسهام في الفكر النظري العالمي من خلال تجربتنا المحلية وفي تفاعل واخذ وعطاء متبادل ، فدراسة حصاد الفكر النظري ليس بديلا لدراسة خصوصية وتاريخية تطور المرأة السودانية ، وبذل الجهد المستقل الذي يشكل جوهر الفهم المادي للتاريخ لمعرفة الاوضاع التاريخية التي تجلت فيها تهميش واضطهاد المرأة السودانية ودرجة اسهامها في تطور المجتمع. وهذا الموضوع يحتاج لمزيد من تسليط الضوء عليه، لأن دراسة ومعرفة الواقع والجذور التاريخية لاضطهاد المرأة هو شرط لاغني عنه لتغييره، في صراع ثقافي طويل النفس.
بنظرة عامة لتطور المرأة السودانية، نلاحظ الآتي:
- السودان كغيره من اقطار العالم مر بالفترات التاريخية نفسها التي بدأت بالعصور الحجرية ، كما أوضحت الحفريات التي قام بها علماء الآثار ، وبالتالي عرف المجتمعات المشاعية البدائية التي كانت تقوم علي الصيد واتقاط الثمار، وكان التقسيم الاجتماعي للعمل ، كما اوضحت تجارب معظم الشعوب يقوم علي الآتي:
- الرجال ينصرفون الي الصيد أو القنص. والنساء ينصرفن الي التقاط الثمار والحيوانات الصغيرة غير المؤذية ، اضافة للاعمال المنزلية وتربية الاطفال وصناعة الفخار والاواني المنزلية وصناعة النسيج أو الملابس من الصوف أو جلود الحيوانات.
وباكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات في حضارة المجموعة(أ)،(ج)، ظهرت الحضارة وعرفت القبائل السودانية القديمة ظاهرة تقديس الأم ، كما عرفت نظام الأمومة الذي عرفته شعوب أخري وأديان كانت قائمة علي عبادة الهات الخصب ، وهو نظام ارتبط بالدور الذي لعبته النساء في اكتشاف الزراعة.
وكانت البنية الاجتماعية في المجتمعات البدائية تقوم علي الملكية الجماعية لوسائل الانتاج، ولم تعرف الفوارق الطبقية والفوارق بين الرجال والنساء، ولم تعرف الدولة ولا الجيش.
كانت مملكة كرمة علامة فارقة في تطور الحضارة السودانية، فقد قامت أول دولة سودانية، ونشأ جهاز دولة يتكون من : الكهنة، الموظفين، السياسيين، وظهر أول انقسام طبقي يتلخص في طبقة الحكام والكهنة والموظفين والملاك، وطبقة اصحاب الحرف ، المزارعين، الرقيق.
وبظهور مملكة كرمة بدأت تنحسر أو تتقلص الملكية المشاعية للارض التي كانت سائدة في حضارتي المجموعة(أ)،(ج)، ومنذ تلك اللحظة بدأت تظهر عدم المساواة بين الرجال والنساء ، وبدأ الرجل يتفوق علي المراة من زاوية التفاوت في ملكية القطعان وملكية المحصول ، وأصبح دور المرأة يقل تدريجيا في النشاط الاقتصادي في المجتمع ، واستمر هذا الاتجاه يتعمق مع تطور الدولة والانقسام الطبقي في حضارات نبته ومروى والنوبة المسيحية والممالك الاسلامية(الفونج، دارفور، المسبعات، تقلى..)حتي يومنا هذا من تاريخنا الحديث.
كما عرفت المرأة العادات الثقافية الضارة منذ السودان القديم، مثل: الخفاض الفرعوني، الشلوخ،.... الخ.
كما كان للمرأة دور هام في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية والحربية منذ مملكة مروى(الكنداكه)، وفي المراحل التاريخية المختلفة.
وفي مجتمعات الرق مثل السلطنة الزرقاء ، عرفت المرأة نوعين من الاضطهاد: اضطهادها كعاملة، واجبارها علي المضاجعة القسرية.
كما تطور زى المرأة في تلك الفترة من الرحط لغير المتزوجين الي الثوب الذي ترجع جذوره الي تلك الفترة ، والذي نبع من البيئة السودانية . هذا اضافة الي ظهور مؤسسة البغاء التي اشار اليها انجلز في مؤلفه( أصل العائلة...)، والتي ترتبط بخروج المرأة من الانتاج المادي ، وكان معظم تجار الرقيق في تلك الفترة يقومون بتأجير الجوارى للبغاء .
كما شهدت تلك الفترة التحول لنظام الابوة .
كما كانت المرأة في سلطنة دارفور وما زالت حتي الآن تلعب دورا هاما في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والديني.
وفي فترة الحكم التركي ارتبط السودان بالنظام الرأسمالي العالمي من خلال تصدير العاج والصمغ ، وبدأ يظهر التعليم المدني الحديث والقضاء المدني، كما شهدت البلاد دخول خدمات التلغراف وادخال البواخر النيلية. وكان لهذه الاوضاع الجديدة انعكاسها علي تطور المرأة، فقد شهدت الفتاة السودانية بذورالتعليم الحديث من خلال مدارس الارساليات التي فتحها المطران كمبوني للبنين والبنات ، اضافة الي تعليم فن الطبخ والخياطة والتطريز.
كما ظهر في هذه الفترة نظام الحريم (الحجاب) الذي كان سائدا في الدولة العثمانية والبلاد التي كانت تتبع لها ، والذي كان يرى في المرأة اداة لمتعة الرجل وراحته الجسمانية واداة لحفظ النسل(حاجة كاشف:الحركة النسائية في السودان،1984م).
كما استمرت العادات السابقة( الخفاض، الزآر، غلاء المهور،... الخ). كما انتشرت بيوت الدعارة والبغاء التي كان يديرها بعض التجار والذين كانوا يحققون ارباحا كثيرة منها ويتهربون من تسديد الضرائب، كما أشار سلاطين باشا في مؤلفه: السيف والنار في السودان. وفي هذه الفترة تم ضم الجنوب ( المديريات الجنوبية) الي السودان، والتي كان بها عادات واعراف واحوال شخصية تختلف عن احوال المسلمين والمسيحيين. كما عرف الجنوب تعدد الزوجات (بدون تحديد)، مع التفاوت في نظم العائلة، والتقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء والدور الكبير الذي تقوم به المرأة في العمليات الزراعية والاعمال المنزلية وقطع الغابات واعداد الطعام ورعاية الاطفال .
وفي جبال النوبا كان للمرأة دور كبير في التقسيم الاجتماعي للعمل: النسيج، الزراعة، كما تشارك في العمل التعاوني (النفير) سواء باعداد الطعام أو صنع المريسة أو بالمشاركة في العمليات الزراعية في تنظيف الأرض وعمليات البذور والحصاد... الخ.وكذلك الحال في منطقة الانقسنا.
فترة المهدية: جاءت فترة المهدية التي اصدرت قوانين منع خروج المرأة للشارع(حجر النساء)، حجاب النساء، جلد النساء اللائي يخرجن كاشفات الرؤؤس. كما اصدرت قوانين . لتخفيض نفقات الأعراس ، كما تم منع الرقص والحفلات والغناء،..الخ، ولكن المهدية فشلت في حجر النساء ، فقد خرجت المرأة للنشاط التجاري ، فالمرأة اصلا كانت عاملة في: الزراعة، التجارة، بناء المساكن، الغزل والنسيج، وكانت الضرورات الاقتصادية تفرض علي المرأة خروج المرأة للعمل، وقام الخليفة عبد الله بتنظيم مكان للنساء في سوق ام درمان، والمدن الأخرى. كما لعبت المرأة دورا هاما في الثورة المهدية.
فترة الحكم الانجليزي- المصري: ثم بعد ذلك جاءت فترة الحكم الثنائي التي تميزت بظهور حركة تعليم المرأة(الحديث)،وخروج المرأة للعمل في النظام الحديث(في البداية: مجال التعليم والصحة، ثم اتسعت مجالات عمل المرأة فيما بعد). كما ظهرت التنظيمات النسائية ( الاتحاد النسائي عام 1952م). ساهمت المرأة في الاحزاب السياسية والنقابات. طرح الاتحاد النسائي في أول برنامج له: حقوق المرأة في التعليم والتثقيف ومحاربة الخرافة و العادات الضارة والمطالبة بالحقوق السياسية والاجر المتساوي للعمل المتساوى(كان مرتب المرأة يساوى اربعة اخماس مرتب الرجل)، والاهتمام بالطفل.كما نجح الاتحاد النسائي في عام 1954م، في الحصول علي حق النساء في التصويت للبرلمان وشاركت في انتخابات 1954م، خريجات الثانوى والجامعة والمعاهد.كما طرح الاتحاد النسائي ضرورة اخذ رأى الفتاة في الزواج، وصدرت صحيفة صوت المرأة لسان حال الاتحاد النسائي التي كانت تحارب العادات الضارة مثل: الخفاض الفرعوني والمشاط ولبس ملابس الحداد وغلاء المهور،...الخ. كما شارك الاتحاد النسائي في مقاومة قانون النشاط الهدام ومصادرة الحقوق الديمقراطية عام 1953م. اسهم الاتحاد النسائي في انشاء عدد من المدارس الأولية للبنات ومدارس اوسطى وقامت فروعه في مدن السودان المختلفة . كما تقدمت المرأة في الحياة الاجتماعية وساهمت في النشاط الثقافي والفني والأدبي.
بعد الاستقلال: شاركت المرأة في ثورة اكتوبر 1964م، كما انتزعت المرأة حق الانتخاب الذي قررته أول وزارة بعد الثورة وفازت فاطمة احمد ابراهيم كأول امراة سودانية تدخل البرلمان في دوائر الخريجين. وفي عام 1965م، تم تشكيل لجنة لمراجعة اجور ومرتبات العمال والموظفين ، ما يهمنا هنا ، أن تلك اللجنة أوصت بتطبيق مبدأ الأجر المتساوى للعمل المتساوى للرجل والمرأة علي حد سواء( طبق في مجالات الطب والتمريض والتدريس)، ولم يطبق في جميع الوظائف الا في عام 1972م، واستمر الوضع حتي اشتراك المرأة في القوات النظامية والسلك القضائي والدبلوماسي والتوسع في التعليم العالي(الاحفاد، الجامعة الاسلامية،..الخ). ارتفاع عدد الطالبات في الجامعات ( علي سبيل المثال كانت نسبة الطالبات في الجامعات عام 2000م 48%)، وفي بعض الكليات مثل الطب والهنديه جامعة الخرطوم بلغت النسبة65%. ارتفعت مساهمة المرأة في النشاط السياسي والثقافي والفني والمسرحي والدبي والرياضي. قاومت المرأة المرأة الانظمة الديكتاتورية(عبود، نميري، الانقاذ)، وتعرضت للقمع والاعتقال والتعذيب والفصل التعسفي من العمل، والهجرة للخارج.
كما شهدت تلك الفترة اهتماما عالميا بقضية المرأة( المواثيق الدولية)مثل: الاجر المتساوى، التمييز في التعليم، الحقوق السياسية لمرأة، سيداو1979م، مؤتمر بكين، سيداو الاختياري 1999م.
صارعت المرأة ضد النفوذ السلفي لتجريد المرأة من مكاسبها التاريخيةمثل محاولة فرض الحجاب عليها والعودة بها لعصر الحريم ، ..الخ).كما عانت من مشاكل الحروب والنزوح والاغتصاب ولاسيما في حرب دارفور، اضافة لمعاناتها في المهن الهامشية( الشاى، الاطعمة..الخ)من المطاردة والقمع. كما عانت النساء من التجنيد الاجباري لابناءهن . اضافة للقهر والجلد. كما صدر قانون الاحوال الشخصية لعام 1991م لتكريس اوضاع التخلف للمرأة. ولكن رغم قهر الانقاذ الا أن المرأة شقت طريقها في مختلف الميادين. كما دفعت ظروف الحرب والفقر والتشريد باكثير من النساء للعمل، كما كثرت حالات الطلاق للاعسار ، واتسعت ظاهرة سجن النساء والولادة داخل السجون(اطفال مواليد السجون).كما اتسعت اعداد المراكز ومنظمات المجتمع المدني التي سلطت الاضواء المختلفة علي قضايا المرأة من زوايا مختلفة وتعددت اشكال تنظيمات المراة وكانت الحصيلة اهتمام واسع ومتنوع بقضية المرأة وهذا يشكل معلما بارزا في مسيرة المرأة السودانية.
ويؤكد واقع وخصوصية تطور المرأة السودانية أن الصراع والثقافي مازال شاقا، لأنه من الصعب تغيير تقاليد وثقل التكوينات الاجتماعية التي تكونت لالاف السنين بين يوم وليلة، وكما يقول ماركس : (ان تقاليد كل الاجيال الميته تجثم مثل كابوس على دماغ الاحياء)، وعلى سبيل المثال لابد من تنمية عادات ثقافية طويلة النفس ، نواجه بها عادات مثل الخفاض الفرعوني والذي اكدت التجربة أنه من المستحيل ازالته بقرارات بين يوم وليلة.كما ان عملية تحرير النساء يقوم بها النساء انفسهن، وعملية تحرير المجتمع كله بنساءه ورجاله من الاضطهاد الطبقي والاثني والثقافي ، هو طريق شاق طويل تشترك في تحقيقه المرأة والرجل ، كما أن حركة تحرير المرأة ليست ضد الرجل. علي انه مازات هناك تحديات كثيرة ومطالب يجب تلبيتها لتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في السودان.
أهم المصادر والمراجع
1- انجلز: أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، موسكو، 1972م.
2- الاشتراكية المرأة(مجموعة من الكتاب) ، ترجمة جورج طرابيشي 1971م.
3- تونى كليف:نقد الحركة النسوانية ، ترجمة أروى صالح، تقديم فريدة النقاش، كتاب الاهالي، ديسمبر 1991م.
4- تاج السرعثمان: تطور المرأة السودانية وخصوصيتها، دار عزة،2007م.
5- حاجة كاشف بدري:الحركة النسائية في السودان، الخرطوم، 1984م.
6- فاطمه احمد ابراهيم:حصادنا في عشرين عاما( بدون تاريخ).
7- فاطمه بابكر محمود:المرأة الافريقية بين الارث والحداثة ، 2002م.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزاتي واعزائي كتاب وقراء الحوار المتمدن.
- رسالة الي قراء الحوار المتمدن - شكر وتقدير
- تاج السر عثمان - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني - ...
- تعقيب علي د. سلمان محمد احمد سلمان: موقف الحزب الشيوعي السود ...
- يسألونك عن البديل لزيادة الاسعار؟
- الزيادات في الاسعار .. مزيد من افقار وارهاق الجماهير
- لا للتدخل الامريكي في سوريا
- تفاقم أزمة النظام والدعوة الي الحوار
- الاحداث في مصر: العنف والارهاب مصيره الي زوال
- صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني: الصراع الفكري عام 195 ...
- ثورة أم انقلاب : قراءة في التجربة السودانية
- في الذكري ال 42 لانقلاب 19 يوليو 1971م
- الثورة المصرية تدخل موجة جديدة من تطورها
- التمايز الايديولوجي بين الشيوعية واليسار
- الذكري 24 لانقلاب 30 يونيو 1989م
- اضواء علي تاريخ صحافة الحزب الشيوعي السوداني
- الغريق يتعلق بقشة !!
- فشلوا وستذهب ريحهم..
- الازمة في السودان: لابديل غير الديمقراطية ووقف الحرب
- دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - كيف تناولت الماركسية قضية المرأة؟