استقلال كوردستان العراق والضروريات الخمس.

أمين حجي محمد أمين الدوسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 08:07
المحور: القضية الكردية
    

وفق القاعدة الأصولية المقاصدية في تقديم الضروريات على الحاجيات والتحسينيات، فإن تكوين دولة كوردية وفصلها عن العراق هي ضمن تقديمها لضروراتيها الخمس على تحسينياتها؛ وذلك أن بقائها ضمن دولة ملحفة بلحاف جامعة الدول العبرية -العفو العربية- ربما سيزيدها رونقًا وحسنًا أنها المتممة لوحدة الأمة العربية، ولكن دينها -وذلك في عدم استطاعتها الدفاع عن فكر أمتها بعلمائها المتحررين من أستبداد الأنظمة الحاكمة التي هي في قبضتها، وعدم تمكنها من الدفاع عن إخوانها في جميع أصقاع الأرض لأن يدها تحت حجر الدولة التي في الجامعة تلك- ستخرم، وكذلك نفوس أمتها ستبقى مهددة للضياع والقتل والتهجير في أي وقت، أما نسلها وعقل أمتها ستبقى متخلفة ضمن تخلق عقل الأمم التي تعيش تحت الظلم والحرمان والاستبداد، وكذلك مالها وثرواها في مهب الريح لأنها ستبقى بيد من يصرفها لقتل شعوبها، أما إذا استقلت وخرجت من هذا اللحاف النتن والمخرق لحاف دولة البعث سابقا ودولة القانون الآن والآتي دولة الفافون؟! وأصبحت دولة ذات سيادة وإرادة ستحفظ فكرها ودينها ونفوسها ونسلها وعقل أمتها وثرواتها، بل ستدافع عن كل المستضعفين كما كانت مدافعة حتى في حال ضعفها، كانت حامية للناس بنفوسها وأموالها وجبالها حينها -ولكن مع الأسف أكثر من تقوو بعد ذلك صاروا أعداءًا لها-، ورغم عدم استقلال أمتنا كاملة فنحن نمد يد العون لإخواننا سنة العرب وعلنًا في عاصمة إقليمنا أربيل، ورغم إتهامنا أننا نأوي إرهابيين، ولعل فيهم إرهابيين حقًا، وسيظهرون في المستقبل كما أظهروا الآن الذين آويناهم سابقا لما كانوا ضعفاء، ولكن ما دامت القضية قضية شعب وأمة ضعيفة منكوبة مظلومة، وإن تكلم بها إرهابي مع آخرين؛ فمد يد العون لها حينها واجبة لأجل ضعفائها وليس لذلك الإرهابي. وعليه فالأمة الكوردية؛ -بدل أن تبقى مقيدة بسلاسل حديدية في لحاف دولة تعيش في أحضان جامعة الدول العربية؟!- تكوين دولة لها ذات إرادة وسيادة حرة؛ ستحفظ ضرورياتها، وتكمل حاجياتها، وتجمل تحسينياتها، وللآخرين، وستكون عزًا وفخرًا وكرامة وقوة ومددًا وعونًا وملاذًا لجيرانها وإخوانها؟!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل