فساد مجتمعى .. متأصل

السيد عوادين

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 21:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

من المهم ان نشير الى انه بغض النظر عن النظام الاجتماعى سواء كان الفاشيه، الاشتراكيه، الرأسماليه او الشيوعيه فان الآليه الكامنه لا تزال لــ "المال، العماله، المنافسه" .. الصين الشيوعيه ليست أقل رأسماليه من الولايات المتحده والفرق الوحيد بينهما هو درجة تدخل الدوله بالمؤسسه والحقيقه هى أن "النقديه" - اذا جاز التعبير - هى الآليه الحقيقيه التى توجه مصالح جميع البلدان على كوكب الأرض بشكل أكثر عدوانيه، وبالتالى تحدث هيمنه فى هذه "النقديه" ألا وهو نظام التجاره الحره .

المنظور الاساسى كما طرحه اقتصاديى السوق الحره الأوائل مثل (آدم سميث) الفيلسوف الأخلاقى الكلاسيكى ،،، هو ان السعى نحو المصلحه الذاتيه والمنافسه يؤدى الى الازدهار الاجتماعى، حيت انه عندما توجد منافسه اقتصاديه تُخلق الحوافز، التى تحفز الناس على المثابره ..
ولكن، ما لا يتكلم عنه أحد، هو كيف لاقتصاد قائم على المنافسه يؤدى حتماً الى فساد استراتيجى واندماج السلطه والثروه كذلك تقسيم طبقى اجتماعى وشلل اجتماعى وايضاً اساءه للأيدى العامله . وفى نهاية المطاف يُنتج شكل سرى من أشكال الحكومه الديكتاتوريه من قِبل النخبه الغنيه ..

كلمة "الفساد" وكثيراً ما تُعرّف بأنها انحراف اخلاقى تأتى بأشكال متعدده .. فمثلا اذا قامت شركه برمى النفايات السامه فى المحيط لتوفير المال بشكل او بآخر، معظم الناس هنا يميزون ذلك بوصفه "سلوكاً فاسداً"
لكن على مستوى أكثر خفاءً .. عندما تنتقل شركه كبيره (...) الى بلده صغيره وتُجبر الشركات الصغيره على الاغلاق لانها بالطبع ستكون غير قادره على المنافسه، هنا ستبرز منطقه رماديه ، فنتسائل، ما هو الخطأ الذى تقوم به (...) بالضبط؟
هل ينبغى عليها الاهتمام بالدكاكين العائليه الصغيره التى تقوم يتخريب عملها ؟
وحتى على مستوى أكثر خفاءً .. عندما يُطرد شخص من وظيفته بسبب اختراع آله جديده التى يمكنها القيام بالعمل بمقدار اقل من المال . عندئذ يميل الناس الى تقبل ذلك قائلين "هكذا تجرى الامور وتسير الحياه" بدون النظر الى الوحشيه الفاسده المتأصله فى مثل هذا العمل
لان الحقيقه هى
سواء كان ذلك القاء النفايات السامه، امتلاك مؤسسه احتكاريه، أو تقليص حجم القوى العامله ، الدافع هو نفسه "الربح" .. وكلها درجات مختلفه من نفس آليات الحفاظ على الذات التى تضع دائماً المكسب المادى قبل مصلحة الشعب
ولذلك، الفساد ليس نتيجه ثانويه "للنقديه" او التجاره الحره، لكنه هو الأساس ..
وعلى الرغم من ان معظم الناس يعترف بهذا الميل على مستوى او آخر، فانه لا تزال الغالبيه من الناس ساذجه الى المخاطر الكبيره الناجمه عن وجود مثل هذه الآليه فى عقلية المجتمع ..

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات