أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - قراءة في كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية) للناقد وجدان عبد العزيز














المزيد.....

قراءة في كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية) للناقد وجدان عبد العزيز


أمجد نجم الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


(لا نشك بان الذائقة بحاجاتها الفنية والادبية تساير التحولات التي تطرأ على التاريخ)
وجدان عبد العزيز

صدر كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية من البيت القاسمي)*، للناقد وجدان عبد العزيز عن دار مديات ثقافية، وقسم الكتاب الى اربعة مقتربات قرائية، تناول فيها الناقد اربع شعراء من عائلة القاسمي الحاكمة لامارة الشارقة في الامارات العربية المتحدة، وهم (صقر بن سلطان القاسمي) ضمن المقترب القرائي الاول، و (هند بنت صقر القاسمي) في الثاني، و (اسماء القاسمي) في الثالث، اما المقترب الرابع فكان عن (فواغي القاسمي)، وانبنت قراءته في هذه المقتربات على إن النصوص الابداعية -حالها حال كل منتج دنيوي اخر- متغيرة خاضعة لتقلبات الزمن، والتطورات التي تنشأ على الوعي البشري، لذلك فالنص الابداعي من جانب والذائقة المتلقية من جانب اخر، تخضعان الى هذه المتوالية الزمنية الارتقائية، إذ إن ما تحبذه الذائقة في زمن ما، لايمكن ان نجبر عليه ذائقة زمن اخر مختلف زمنيا وثقافيا وحضاريا، وهذه الاشكالية تبرز دائما في تعاملنا مع الاجناس الادبية المستحدثة كالقصة القصيرة جدا وقصيدة النثر والنص المفتوح الى اخره، فالكثير من متلقي هذه الانواع والاجناس الادبية التقليدية لا تحبذ الانواع الاخرى المستحدثة، وهذا الامر لايمكن الجزم فيه طبعا، لان مجسات الذائقة متغيرة واحكامها نسبية، ومن هذا يضعنا المؤلف في الخط الفاصل بين طرفي عملية بناء الذائقة وهي المنتج والمتلقي او المرسل والمستقبل، حيث ان التوازن الذي يفترضه الكاتب - بين الناحية الفنية للنص والناحية الاتصالية للمتلقي- (يمنع خضوع منتج النص لمسايرة الذائقة تماما بسبب ان الخضوع التام يضعف حرية المبدع وبالتالي قد يضمحل السمو الفني عنده) ، لذلك فان الالية التي اتخذها الاستاذ وجدان عبد العزيز في كتابه هذا، لقراءة هذه النصوص المختارة اعتمدت على رؤية نقدية محددة في بناء متن مباحثه، وهي ان المبدع حر لا يخضع الى اي رقابة مهما كان شكلها، الا الرقابة الجمالية، فالنص الابداعي (يتحرك بلغة كونية نثرية شعرية، شعرية نثرية، ليتجاوز الحدود بمنطق الابداع) ، وايضا يتعامل الكاتب مع النص الابداعي من منظور ثقافي، اي على النص ان يكون واجهة ثقافي، وذلك (لخلق الية لتحريك الذهنية الجمعية باتجاه التخلص من الهوة بين المثقف المنتج والمتلقي لتخفيف الامية الثقافية) ، وهي دعوة الى الغاء تلك الحدود الصارمة بين النص الابداعي وفضاءه المجتمعي الذي يعيش فيه، حيث انساقت الكثير من النصوص وراء وهم التحديث، وسقطت في هوة العماء والغموض، وصعوبة فك شفرات النص، لذلك اتسعت الهوة بينه وبين متلقيه، واعتقد ان رؤية الكاتب قائمة على الدعوة الى اعادة ربط النص بسيرورة المجتمع، باعتباره -أي النص- واجهة ثقافية تتفاعل بالعمق مع المحركات المضمرة لحركة المجتمعات، ولكن مع ذلك فانه يعتقد بان (مبدع النص ماهو الا قارئ لنصوص اخرى واستطاع ان يستثمرها ويتناص معها) ، او بكلمة اخرى للكاتب وبنفس الصفحة (لا يكون النص نصاً ابداعيا، إلا من خلال المشاركة التواصلية الفعالة بين الاركان الثلاثة المؤلف والنص والقارئ) ، وبهذا يرسم الكاتب حسب تصوري خارطة الدخول الى متن مقارباته، والتي اعتمدت على هذه الرؤية إن الكاتب المبدع حر في بناء نصه ولا تمارس عليه اي سلطة سوى سلطة ما اسماه بالرقيب الجمالي، وايضا ان العمل الابداعي هو ناتج اشتراك جميع اركان النص وهي (المؤلف والنص والقارئ) وليست معزولة او مختصة باحد هذه الاركان، كما كانت تفعل المناهج السياقية، التي اولت المؤلف وبيئته الثقافية والتاريخية الاهتمام في قراءة النصوص، وما فعله بعد ذلك المنهج البنيوي الذي عزل النص واقصى كل ما يحيطه، وامات المؤلف واعتبر النص بنية محايثة، الى ان جائت مدارس مابعد البنيوية وخاصة نظرية استجابة القارئ التي اهتمت بالمتلقي الذي يعيد انتاج النص، ولا يتشكل الا من خلاله، اي اشركت طرفا مهما في بناء النص وهو المتلقي، الذي يخرجه من سكونيته كمدونة مادية جامدة، ليدخله في فضاء الفعل الانساني المتحرك.
ويجب التأكيد بان الكاتب لم يخضع في اجراءاته النقدية الى اي من الاعتبارات التي تضعها المناهج النقدية بصرامتها الاكاديمية ، بل انه انتصر الى الجانب الجمالي من خلال اعادة تدوير العلاقات الجمالية بين دلالات النص، او كما يصفها وهو يعرف الشعر في المقترب القرائي الاول عن الشاعر صقر بن سلطان القاسمي، بأنها (مرأة تنعكس عليها اصداء ذات الشاعر وترتسم فيها احلامه واماله وتنثال عبر القصيدة عنده العواطف والانفعالات بصدق وعفه) ، وهذا الانعكاس المرأوي هو بالحقيقة اندماج بين المصدر والوسيط والمتلقي حيث تتحد هذه العناصر الثلاثة في تكوين واحد.

الاحالات

1- مقتربات قرائية لاشعار اماراتية من البيت القاسمي- منشورات مديات ثقافية- دار الزيدي للنشر والتوزيع- ط1 الشطرة 2013



#أمجد_نجم_الزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كزار حنتوش.. الشعر مقابل الحب!) في مدار النص السيري
- أفق القراءة والعلاقات الإحالية للنص
- وعي القراءة وفعل التأسيس / قراءة في مدونة (حسون 313) للكاتب ...


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - قراءة في كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية) للناقد وجدان عبد العزيز