أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد حقاني - مقاربة سيكولوجية لبعض شخصيات المعارضة














المزيد.....

مقاربة سيكولوجية لبعض شخصيات المعارضة


مراد حقاني

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ضعف البنية النفسية هو أحد العوامل ذات القدرة التفسيرية على ضعف أداء المعارضة السورية ، والمقصود أن في هذه البنية تشققات وشروخاً تعيق تماسكها وتجعل العلاقات بين عناصرها تعاني إما من هشاشة وارتخاء ، أو من توتر مفرط
وإن في مقاربة بعض شخصيات هذه المعارضة ما يمكن أن يساعد في تجسيد الفكرة.
فرأس الهرم في المعارضة السورية هو رئيس الائتلاف أحمد الجربا ، وهو شخص قادم من بيئة قبلية لها عاداتها وأعرافها وتقاليدها التي يحترم بعضها ، وينظر إلى بعضها الآخر على أنه من صور الفوات .
ولكن هذه البيئة كانت إما في حالة عزوف عن السياسة إلا في ما خص مشاركة زعماء القبائل في برلمان الدمى أو تحالف مع النظام ولم ينتج ظاهرة معارضة سياسية حقيقة متحضرة إلا عبر أفراد ظل حراكهم السياسي مغموراً ولم يكونوا من أصحاب النفوذ في قبائلهم.
فإذا عرفنا أن أحمد الجربا ينتمي إلى بيت الزعامة في قبيلة شمر ، وهو انتماء جعل ما سرى على أقرانه من شيوخ القبائل يسري عليه مما ذكرناه من حالة العزوف أو التواطؤ ، ونرجح أنه كان أقرب إلى الثانية من حيث ميله النفسي لأنه ليس من فروع بيت المشيخة الأساسيين وإنما من المرتبة الثانية أو الثالثة ؛ الأمر الذي قد يرجح رغبة تعويض المكانة في القبيلة بعلاقة مع أجهزة النظام ورجاله الأقوياء.
ليس ما قلناه آنفاً اتهاماً بالعمالة ، وإنما وصفاً تحليلياً للمزاج النفسي لهذا الرجل الذي لا يعرف كيف اعتلى كرسي رئاسة الائتلاف .
ومن واقع الحال هذا فإن الحقل الجديد الذي وجد الجربا نفسه فيه سوف يكون بالنسبة لشخص مثله مليئاً بعوامل الإغراء ؛ فهو من جهة يتيح الانتقام من الطرفين اللذين كان يعاني من إحساس تجاههما بالدونية أبناء عمومته المنتمين مباشرة إلى بيت الزعامة القبلية ، ورجالات النظام وأجهزته الذين طغوا إلى درجة أنهم لم يعودوا يعيرون احتراماً لأي مكانة قبلية أو دينية أو علمية .
والنتيجة أن النوازع النفسية المرضية التي تستحوذ على هذا الرجل تجعل أيّ حديث عن هم وطني أو مأساة يعانيها أبناء الشعب السوري ليست في حسبانه ، أو على الأقل ليست في أولوياته.
الشخص الثاني الذي يعاني من ضعف بشكل آخر في بنيته النفسية هو نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة ؛فهو من نوعية الدمشقيين الذين استهلكوا أعمارهم في انشغالات ذاتية ،ولم يأبهوا للشأن الوطني إلا بعدأن صار حنق السوريين من نظام الأسد ملء السمع والبصر ولما كان الانشغال بالشأن العام يحتاج إلى دربة ومراس وصقل للوعي عبر الممارسة السياسية فقد جاء هذا الرجل إلى الحقل السياسي خالي الوفاض مما سبق ،وكلف بثلاثة مناصب في الحكومة المؤقتة عزل من أحدها منذ فترة وجيزة وهومنصب أمين عام الحكومة والذي كان يسيّر أموره بشكل غير مفهوم وغير مسبوق من بلد غير بلد الحكومة .
ويلحظ عليه كنتيجة لمحاولة ردم الهوة النفسية بين واقعه السابق وواقعه الحالي أنه شغوف بالتفاصيل التافهة كالمظاهر والبروتوكول ، وشديد القلق من كونه يحمل ألقاب مناصبه بدون أن يبذل جهاً عملياً موازياً لما يتطلبه حمله لها.
أما الشخص الثالث الذ يساعد في تجسيد فكرتنا المركزية فهووزير الإدارة المحلية عثمان بديوي الذي سبق له أن وصم الشعب السوري بأنه يباع ويشرى بثمن بخس في مؤتمر صحفي ؛ فهو قادم من بيت ناصري ومن بيئة ريفية وبالطبع ليس المقصود الانتقاص من البيئة الريفية أو من الانتماء الناصري ولكن الضحالة الفكرية لعموم الناصريين ليست في حاجة إلى دليل وخصوصاً عند نماذج ريفية لم تنشغل بالسياسة والفكر السياسي كصاحبنا هذا حامل شهادة الدكتوراه في الصيدلة.
شارك عثمان بديوي في الثورة وأفسحت له هذه المشاركة الصعود إلى منصب وزير ، ولكنه تسلم المنصب بشرعية ثورية افتقدها الرجلان اللذان تحدثنا عنهما، ولكنه ظن أن هذه الشرعية تكفي لوحدها لكي يكون في مصاف الدرجة الأولى من المعارضة وهو ما يبرر حماقته التي ارتكبها بشتم الشعب السوري ، وهوما يبرر أيضاً حديثه الدائم بمناسبة وبدونمناسبة عن مساهمته في الثورة وتضحياته لأجلها.
كيف يمكن التفاؤل بأداء المعارضة في ظل ترؤوس شخص كالجربا لأكبر كيان سياسي معارض ، وتقلد شخص كإياد قدسي منصباً رفيعاً في حكومة الثورة واسئثار شخص ك بديوي بأهم وزارة في هذه الحكومة؟
الكارثة أن حديثاً يدور عن تكليف قدسي في حال حجبت الثقة عن الطعمة بتسيير شؤون الحكومة وهو أمر رغم وصفنا له بالكارثي لأسباب جئنا على ذكرطرف منها ،قد يساعده في التخلص من عقدة الفراغ التي يعاني منها ويجعله يصرف ذهنه عن السفاسف والصغائر.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت.. وخبير يعلق
- الجيش الأردني: سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية
- رد فعل الأمير محمد بن سلمان لحظة رفع ترامب العقوبات عن سوريا ...
- ترامب يدعو إيران إلى -مسار جديد وأفضل- وطهران ترد: لا نفاوض ...
- إسرائيل تغتال صحفيا داخل مستشفى ناصر
- قلق إسرائيلي من -مفاجآت- ترامب
- هدوء حذر يسود طرابلس الليبية
- أندريه
- إسرائيل تهدد كل جامعة تحيي ذكرى النكبة
- أبرز الصفقات في زيارة ترامب للسعودية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد حقاني - مقاربة سيكولوجية لبعض شخصيات المعارضة