أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدوي الدقادوسي - الرجم على أعتاب الحياة















المزيد.....

الرجم على أعتاب الحياة


بدوي الدقادوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


الرجم على أعتاب الحياة قصة لبدوي الدقادوسي
تعيش مع ذاتها على شاطئ الحياة ,لم تفكر يوما في خوض غمارها التلفاز هو النافذة التي تطل منها على ما حولها .اليوم أتمت دراستها الثانوية .لأول مرة يتحدث إليها والدها حديثا خاصا بعيدا عن أختيها:خالتك طلبت يدك لابنها لم تنطق ,فهي لاتحمل مشاعرا خاصة له أو لغيره .رأته في زياراتها القليلة لخالتها في قريتهم النائية ببيت تكسوه مخايل الفقر وتعبث به يد الإهمال .خالتها التي أنهكها الغسيل الكلوي ,فأضحت وكأنها مقعدة .طلبت من أختها الوحيدة ابنتها لابنها البكري الذي تسلم عمله معلما من أيام .وستكون لهم بنتا فالله لم يرزقها ببنات مع أبنائها البنين .
في غرفتها الصغيرة استيقظت أول صباح لها على ضجيج ينبعث من كل مكان .فزوج خالتها الذي ناهز الستين يحتفظ بنشاط شاب ,قام ليعد الفطور .البيت وكأن أهله لايؤمنون بالتخصص فالأواني تملأ غرف النوم والملابس متطايرة بالمطبخ .البيت الذي يخلو من سيدة تضبط إيقاعه يصبح كفرقة موسيقية كل عازف في وادٍ فلا تسمع إلا ضجيجا ونشاذ.
هرولت لتعد الفطور جمعت الأواني المبعثرة ضمتها لأوانيها الجديدة فرشت الأسِرة بأطقم جديدة .وجدت نفسها مسؤولة عن أربعة رجال وكأنها عدّاء أخذوه لسباق عالميّ دون إعداد .تأوي لفراشها جثة .يتهمها زوجها بالبرود ,يقضي وطره في صمت وهي ميتة ويستدير غاطا في نومه تفيق حين انتهائه تنخرط في بكاء عنيف .هل أنا حقا باردة؟وهل ضمور موطن شهوتي هو السبب أم الإرهاق؟
انحصرت علاقتها بزوجها في هذه اللحظات كل بضعة أيام.
على الفطور سألها زوج خالتها بابتسامة كالحة :عاملة إيه ياعروسة ؟لما لم تجبه التفت لزوجته:لقد جهزت لك الحمام .أومأت برأسها موافقة فالمحاليل والأملاح أصاباها بحكة في جلدها لعل الماء يطفئها .أخذ يرسل الماء على جسد كسته الزرقة وتدرّنت عروقه من وخز الإبر .حين مرّ بيده على ثديها تلكأ قليلا,لم تنهره فهو زوجها ولايد لهما فيما يعاني من حرمان ,كأن صمتها إشارة خضراء لتماديه ,أمسك بأطراف أصابعه نهاية ثديها .انفجرت في صياح هستيري ألا تشعر بي ارحمني خلي عندك دم.ساعدها صامتا في ارتداء ملابسها فلقد أصابها ارتفاع الضغط برعشة لاتستطيع السيطرة بيدها على شيئ .
هدّأت ابنة أختها من روعها ,وانطلقت تكمل ماراثونها اليوميّ,وحين آوت لفراشها ودّت لو تبوح لزوجها بحلمها في بيت يغلق بابه عليهما ..احتمال المشقة اليومية لم يعد صعبا ولكن نظرات زوج خالتها تطاردها فبدأت تخرج من غرفتها بكامل لبسها .اليوم تحيّن فرصة وجودها بالمطبخ أسرع خلفها متصنعا حاجته لطبق من أعلى المطبخ التصق بها ,أحست بجسده ملاصقا اقشعر بدنها ,كادت تدفعه .خوفها من الفضيحة شلها .
تآمر الارهاق نهارا والسهد ليلا على جسدها فشحب لونها وزادها الحمل وهناً ,,مدت يدها مسحت دمعة ملتهبة كادت تحرق وجنتها .
اليوم صفحة جديدة في كتاب حياتها فلقد عاد زوجها متهللا فقد وجد اسمه ضمن المعارين لدولة شقيقة .فهل هذا الخبر قرار عفو من الأشغال الشاقة التي ظنت أنها مؤبدة؟
في قرية صغيرة نائية بالجنوب تسّلم زوجها عمله .اتسعت علاقاتها بأهل القرية طلبتها البنات لتدرسهن .احترفت الدروس ,تقرأ طوال الليل ما ستقوله طوال النهار ,شاهدت الفرحة على مخايل زوجها وهو يعد الدولارات .أشارت عليه أن يبني بيتا لهما .حوّل لوالده كل ما ادخر .تنتظر الإجازة الصيفية لترى البيت الحلم .اصطحبهما زوج خالتها من المطار للبيت القديم وفي الصباح أبلغهما أنه زوّج ابنه الأصغر في البيت الجديد فلقد رفضت خالتها أن تعيش الغريبة بينهم .مادت بها الأرض,أخذت تصرخ أصيب طفلها بهلع اقترب منها دفعته ,لاتريد رؤية أحد .
حين أفاقت طلبت من زوجها قطع إجازته والعودة لبلد عمله .حفظت المناهج لم تعد تقرأ ليلا .تقضي الليل أمام حاسوبها ظلت علاقتها بزوجها مسجونة في تلك اللحظات القليلة كل بضعة أيام .
أبلغها زوجها أن زميله المصريّ الوحيد هنا سيأتي اليوم على الغذاء .يعيش وحيدا بعد رفض زوجته البقاء في هذا السجن بين بشر لم تتعود طباعهم .
وسيم هادئ يحتفظ برونقه رغم أنه في نهاية العقد الخامس .لاتعلم سر انتفاضة جسدها حين رأته .وما الذي سرى بها حين سلمت عليه ؟ولم ظل بريق عينيه يطاردها طوال الليل؟
أضافته بقائمة أصدقائها على شبكة التواصل الاجتماعي .حين تراه على (الشات ) ينقبض قلبها .بعد تردد طويل ألقت التحية .كأنه كان بانتظارها ,طال الحديث دغدغ مشاعرها بكلماته الهامسة الرقيقة .باحت بأوجاعها ,باح بأوجاعه .بثها شوقه ,لم تصده .على وقع خطوات الشيطان عزفا الآهات .تمددت تحلم هتفت ألف أنثى صارخة في زوجها الغارق في نومه لست باردة ,لست باردة .كبرت مشاعر العشق تظللها شجرة (الشات )الوارفة .حبيبتي حتام ستظل مشاعرنا حروفا ميتة على (الشات)
ارتعدت كيف نحييها في هذا المجتمع المغلق ؟التقط الشيطان طرف الحديث من يدهما جهز لهما خطة محكمة .
في الحصة الأولى سقط يتلوى من الألم حمله أصدقاؤه ليستريح في بيته بمجرد خروجهم كان في إثرهم مرتديا نقاب وقد أعدّ عدته للقاء الملتهب مبتلعا حبته الزرقاء .
فتحت الباب بعقل ثلاث نساء امرأة تشتهي المغامرة لتثبت لنفسها أنها ليست باردة وامرأة ترتعد وأخيرة شامتة في زوجها وزوج خالتها.
فور إغلاق الباب باغتها بقبلة طويلة ذابت حين مد يده لصدرها اشتعلت هوت هوى فوقها .المتعة نبع يزيد عسله كلما نهلا منه .جالت فحولته بها في كل بساتين المتعة .ساعات لايدريان عددها وحين أفرغ مابه أخذ صدره يعلو ويهبط سقط من فوقها بلا حراك .اتسعت حدقتها أخذت تقلبه في ذهول كتمت صراخها وضعت يدها في فمها سقطت بجانبه
لم تشعر إلا والشرطة تعاين المكان والقرية عن بكرة أبيها تحيط بالمنزل .
في السجن لم تفق من إغمائها .صدر الحكم بالرجم لثبوت جريمة الزنا اقتادوها من محبسها بعد صلاة الجمعة لتنفيذ الحكم .الغمامة السوداء تغطي عينيها تسمع أصواتا لانهاية لها .
تلا الشرطي على مسامعها الحكم .أشارت إليه ملوحة بيدها لي وصية أوصيها لزوجي قبل الموت .أرسلوا في طلبه لحقوا به وهو يغادر للسفر
اقترب منها همست في أذنه :الحجارة أحن عليّ منك ومن أبيك .سأموت مرة وأتركك تموت بعارك كل يوم .
أعج



#بدوي_الدقادوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدوي الدقادوسي - الرجم على أعتاب الحياة