السوريون يحصدون الجوائز من داخل سجنهم!

عزام الخيّر

الحوار المتمدن-العدد: 328 - 2002 / 12 / 5 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات

أخبار الشرق - 3 كانون الأول 2002

جاء تكريم المفكر الاقتصادي عارف دليلة ليذكرنا بتكريم سجناء من قبله مثل نزار نيوف وفرج بيرقدار. من حاكم عارف دليلة ومن أودعه السجن ومن ضربه؟ هل هم حقاً الذين يناضلون من أجل الوطن وضد الإمبريالية؟!

عارف هو الذي يكره الإمبريالية ولذلك حُكم عليه بالسجن. ما زالت السلطات ترفع سيف الوطنية والنضال في وجه الصهيونية ويساعدها في ذلك مجموعة من المعارضين المساكين الذين صدقوا أن "الحمار قد تسلق شجرة الجوز"!! مجموعة هنا وهناك يتحدثون عن حرس قديم وحرس جديد وتيار إصلاح متناسين وجود عارف في حبس انفرادي، ومتناسين نداء أمهات من هنا وهناك يتساءلن عن ابن مفقود من سنوات طوال.

غداً سيخرج من يقول إن جهات غربية تتعاون مع الإمبريالية منحت الدكتور عارف جائزة كما قالوا عندما نال زميلنا نزار نيوف جائزة الريشة الذهبية وهو في حبسه الانفرادي في المزة، ولنتصور بساطة وسذاجة هؤلاء الناس الذين يلقون التهم على خيرة الوطنيين في هذا البلد عندما نعلم أن جائزة الريشة الذهبية التي نالها نيوف قد نالها قبله في نهايات الثمانينات رسام الكاريكاتور المعروف وشهيد الحرية ناجي العلي، فهل تأتي الإمبريالية لتكرم ناجي العلي؟!

أنا حزين لأننا لم نعرف كيف نجد طريقنا إلى الحرية، على الأقل إيجاد الطريق، مثل الناس العاديين في البحرين والأردن وتونس حيث يصعب على المعارض أن يقول "نعم"، ولكننا هنا في سورية نساهم في سجن المناضلين وموتهم والتحريض عليهم دون أن نشعر. فنحن نصفق ونبكي. نُدين حبس رياض الترك ونرحب بإطلاقه، ولكن ماذا بعد؟ هل سنرحب بعد سنوات طوال بإطلاق سراح دليلة، وأدعو الله أن يخرج معافىً لأنهم يقولون إن التعذيب تضاءل - أن يخرج دون عكازين ودون سرطان!! أدعو الله أن يبقى عارف الحبيب بكل خير حتى يقدر لنا أن نراه حراً مثل غيره من السجناء الذين حُرروا بفضل صمودهم داخل المعتقلات وليس بفضل ولا منة أحد لا داخل البلاد ولا خارجها.

لقد أقنعت الجدة ليلى أن الذئب يريد أن يأكلها في حكاية "ليلى والذئب"، وأما نحن في سورية من معارضة سورية ونشطاء مستقلين فالذئب أكل نصفنا ولم نقتنع أو نصدق أن الذئب قد أكل نصفنا، بل هو يخاف علينا من ذئب خارجي حليف للعدو الصهيوني!! فلن أُفاجأ إذا سمعت أن الصهيونية اغتالت مناضلاً حراً في هذا العالم، ولكني أُصعَق عندما أسمع أن حماة الوطن ودعاة إعادة الحقوق المغتصبة يسجنون مواطناً رائعاً حرصاً على بلده مثل دليلة!

سيأكلنا الذئب المتحالف مع الشيطان ضد الحرية والعدل. فهل من مغيث؟

__________

* كاتب سوري وناشط في المركز السوري للقلم - ألمانيا

#عزام_الخيّر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات