أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رجب بوطاني - العراق الى اين














المزيد.....

العراق الى اين


رجب بوطاني

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 12:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم تعد للثورات ايضاً معنىً ايجابي في الشرق الاوسط ، بعد ان تم تسمية الانقلابات فيها بالثورات ، وتسمية كل فورة طائفية بالثورة الشعبية ، لذلك فان تم تسمية مايحدث في سورية والعراق بالثورة فهذا لا يعني المعنى الايجابي لها ، وانما تعني مواجهة فئة من الشعب تجمعها تعصب لطائفة واحدة ضد عصابة من المجرمين مدعومة بفئة متعصبة طائفية اخرى لا اكثر ولا اقل ، اما الثورة فتعني التخلي عن العصبيات البدائية الدينية التقليدية اي هدمها من اساساتها ورفع القدسية عنها وتهميشها ، وحظر وجودها في الشارع او اقحامها في الحياة السياسية ، فالثورات الدينية كانت من اختصاص الانبياء وعصرنا قد تجاوز ذلك ، الثورة بمعناها الحديث هي ثورة على الاديان وعلى الطوائف وعلى كل شيء قديم وبالي .
داعش حالة مؤقتة وعابرة مصيرها الزوال اجلاً او عاجلاً ، لا مستقبل للتطرف سواء الداعشي او المالكي او الاسدي ، المجتمع السني في العراق قادر على التلون حسب الظروف والمعطيات السياسية ، فهو يتأقلم في كل الظروف و البيئات ، ودائماً كان المجتمع العشائري العربي السني في العراق اكثر تقبلاً للافكار القومية العنصرية والدين بالنسبة لهم كوبري يستخدمونه كلما دعت الحاجة لذلك عكس الشيعة الذين ينظرون الى الدين كضرورة وطقس يومي يمارسونه ، فالشيعي لا بدَّ ان يقلد مرجعاً دينياً والا فهو خارج عن الملة واصبح من الفئة الضالة ، السنة يستخدمون داعش ومثيلاتها بشكل مؤقت حتى ينالوا مرادهم ثم سينبذونها مرة اخرى كما فعلوا سابقاً وتجربة الصحوات .
اهالي الموصل يدخلون ويخرجون من المدينة يومياً ، حتى الآن لم يرى احد منهم الا قلة قليلة من اعضاء تنظيم داعش ، فاهل الموصل يسيطرون على مدينتهم ، الاعلام يضخم ويهول من امر داعش وحولته الى بعبع ، المسلحين دخلوا الموصل دون ارتكاب جرائم كبيرة بحق المدنيين من العرب والكورد والتركمان شيعةً وسنة ، حتى الموالين للحكومة لم يتعرض لهم احد ، داعش وتنظيمات القاعدة كانوا دائماً يستهدفون الاقليات من الشيعة والكورد والمسيحيين في الموصل الى جانب موظفي الدولة المدنيين منهم والعسكريين والامنيين ، اما هذه المرة فلم يحدث شيئاً من هذا القبيل ، والسبب بسيط لان عشائر منطقة الموصل هم المسيطرون على المدينة وليس ارهابيي داعش ، هناك فقط تحالف بين العشائر واغلب التنظيمات السنية على هدف واحد وهو تحرير مناطق السنة من سيطرة الشيعة وعندما يتحقق ذلك سيتم ضرب المتطرفين وعلى رأسهم داعش ، مع العلم داعش تنظيم صغير في العراق فكل الذين دخلوا الموصل تحت راية هذا التنظيم لم يتجاوزوا عدة مئات ، اما الان فهناك الالاف من المسلحين منتشرون في المدينة معظمهم لا ينتمي لاي تنظيم اسلامي ارهابي ، الشيعة والسنة العراقيون كانوا في صراع مستمر منذ دخول القوات الامريكية الى العراق في 2003م ، هذا الصراع مرَّ بعدة مراحل ، في البداية كان سياسياً ثم تحول الى عسكري مدمر راح ضحيته مئات الالاف من البشر ، ثم جاءت تجربة الصحوات التي انهت صراع العنف ودخل السنة في العملية السياسية بشكل سلمي ، اما الان مافعلته داعش هو ارجاع الصراع الى حالة العنف مرة اخرى وهذا اهم و اخطر ما فعلته حتى الان ، وهذا امتحان خطير لارادة العراقيين فاما ان يبدأوا بالدخول في حرب اخرى مدمرة ستكون نهايتها الجلوس على طاولة واحدة والتفاوض ، او ان يبدأوا صراعاً تفاوضياً سلمياً على طاولة واحدة يشترك فيها الكورد للاتفاق على عقد اجتماعي جديد ورؤية مشتركة لمستقبل البلاد .
الكورد يسيطرون على معظم الاراضي التي كانت محل نزاع مع الحكومة المركزية المشمولة بالمادة مائة واربعون من الدستور العراقي ، انهم يشترطون الاعتراف بالواقع الجديد في هذه المناطق لبدء محادثات تشكيل الحكومة الجديدة ، عملياً اصبح العراق مقسماً الى ثلاث مناطق ، الكورد يسيطرون على معظم كوردستان والشيعة يسيطرون على محافظاتهم في جنوب العراق ، واخيراً السنة طردوا الجيش العراقي من اغلب مناطقهم ، رغم ان داعش في الواجهة الا ان عشائر السنة هم المسيطرون على الاوضاع فيها ، باختصار الوضع في العراق يحتاج للحسم ، وهناك خيار واحد امام العراقيين ليتجنبوا حرب دموية طاحنة ، وهو جلوس الاطراف الثلاثة للاتفاق وقطع الطريق على الفتنة والصراع الدموي الذي لن يجلب الا الدمار والخراب والمآسي .



#رجب_بوطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام الموتى بين تل غزال وروبوسكي
- المواطنة كما افهمها


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رجب بوطاني - العراق الى اين