أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين عباس - فلامينكو ..رسائل الحب والحرب ( قصة )















المزيد.....

فلامينكو ..رسائل الحب والحرب ( قصة )


نارين عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


فلامينكو رسائل الحب والحرب


قد تثيرني لحظة عابرة ..عفوية ..جنونية ..موجة من القهقهة أكثر من 100 مشهد كوميدي ..وقد يثيرني مشهد الموت في روج آفا... كل أمواج الوجع في داخلي وكأنه الموت ذاته كل لحظة
كل اتصال هاتفي للاقارب هناك ..المشردين على أطراف الدول التي تقتلنا في الداخل ,والتي تستقبل جثثنا الحية والشبه ميتة في الجهة الأخرى من الحدود ونحن نصارع البقاء من أجل البقاء ,فقط بدون أن نجد المعنى الحقيقي لهذا البقاء الذي لامعنى له

,كل اتصال يثير في داخلي موجة من الغضب ,وفقدان الأمل ,أقف في نقطة ما ألتفت حول جسدي وجسدي يلتفت حول روحي المشردة في فضاء أوربا
روحي تهرب مني أحيانا كثيرة ..تطلق العنان لذاتها و تجتاز كل الحدود ,كل الفواصل التي صنعها البشر ليقطعو أرواحنا من أجل ألف سبب وسبب
في ساحة ما خالية من المخلوقات وكائنات الله ..هذه الأوراق المتساقطة من حولي تحدث داخلي موجة من الخوف ..أقف في ساحة عارية من كل خلايا التفكير
لا أعرف ماذا أنتظر ..؟؟!!
هل أنتظر الوطن ؟؟
هل أنتظر خبراً آخر غير سار أكثر مما استقبلت من أخبار يعن لها القلب خلال حرب المائة عام وعام ,الحرب التي لانعرف أين ستنتهي ومتى ..؟؟

نعم دائماً الأخبار السارة والأشياء المفجعة تأتي مع بعضها البعض ,ذلك الوطن الذي فقد رأسه, وهاهو جسده بين يداي يتخبط على أطرافي ,ومعاً نرقص رقصة الموت
ها هو الوطن يحتضر بين يدي وكل العيون تراقب نزيفنا معاً هذا الموت المثير للجدل كثيراً



ألو ...ألو
نارو : اسطانبول مدينة رائعة وجميلة ,البحر والأمواج ,والكثير من الجميلات يمشين على أصابعي الملتهبة من بقايا الوطن ,عند حواجز الخوف التي كسرتها من ورائي وأنا أدخل إلى مدينة هي ليست لي
.هذه المدينة الجميلة الساحرة هي ليست لي ..ليست لنا ..ألم يقولوا لنا في الماضي مدن العالم هي ليست لنا,ليست ملكاً لنا
هنا في هذا الشتاء ندخر الكهرباء ونتغطى باللحف الكثيرة ,كل شيء هنا غالي جداً,أولادي يعملون من الصباح حتى المساء حتى نستطيع أن ندفع آجار الشقة فقط .,أحياناً كثيرة لم يدفع صاحب العمل تعب أولادي هو يعرف إننا هربنا من الموت ,لا قيمة لنا في أي مكان

.أنزل الى وسط المدينة ,أبتعد عن النيت كي أعود إلى ذاتي ,أنظر إلى جسدي الملتهب بأخبار هذا الوطن الذي تغير فيه كل شيء ,وغير فينا أيضا كل شيء


لوركا " كيفك ؟"


مساء الخير ماكنت على النيت ؟؟



لوركا : مساء الورد نارو


كيفك أنت ..بخاف أسئلك هل السؤال ؟؟!!



لوركا : " فعلا نارو ..لأني اليوم في قمة حالة حزن أعيشها
أنني حزين جداً نارو ..لأن التكفيريين دخلوا قريتنا اليوم ..ليس كامل القرية وإنما 4 بيوت ...وأسروا 10 بينهم امرأة



أوه ..كم تبعد عن كوباني قريتك؟؟



لوركا " 33 كيلو متر..إنها من اجمل قرى روج آفا ..كلها شجر تفاح وخوخ ومشمش ودراق ورمان
وتقع على ضفاف بحيرة الفرات




نارو كليستان الصغيرة سقطت ليلة الأمس بين يدينا ..أجهشنا بالبكاء حتى خيط الصباح ,لولا إن السماء أعادتها إلينا من جديد ,الأدوية التي كانت تأخذها في قامشلو غير متوفرة هنا ,الأطباء لايفهمون ماذا بها في اسطانبول ,كل أطباء قامشلو رحلوا عن المدينة
وتركوا ورائهم الكثير من مرضاهم ,تشخيصها صعب ,لايعطون أهمية للغرباء من أمثالنا المتشردين هنا
ركضت بها إلى مستشفيات اسطانبول ,واسطانبول كانت غارقة في بهجتها ومسائها الملون ,ناس يفرحون وناس تبكي على أطرافها ,طردونا من المشفى من جديد ..!!!

كارروخ يتشاجر معنا كل يوم ,لا أعرف ماذا أفعل بهذا الكم الهائل من أمواج الالم التي نبحر بها ,أتمنى أن أغرق وأنسى كل شيء

كاردوخ يطلب منا أن نعود إلى قامشلو يكره اسطانبول مثل كرهه لمرض الطاعون ,يكره جمالها وبحرها وزرقة مياهها, يكره ذلك الجسر الممتد من الشرق إلى الغرب ,يريد أن يعود إلى قامشلو الخالية من ناسها وكائناتها ,ويعود إلى الدراسة من جديد
كارودخ يعمل من الفجر إلى النجر ,عمله شاق جداً ,وأنا لا أحصل على اي عمل
كل التنسيقات والمساعدات والمراكز التي تهتم بالسوريين كذابون ..كذابون
كانت هناك مدرسة مفتوحة لللاجئين ..الإن أصبحت بدفع 100 دولار عن كل طفل كي يدرس اللغة العربية
اطفالي بالبيت لا أحد يتعلم ,عندما عرفوا بإننا أكراد طردونا من المدارس التي فتحت من أجل أطفال اللاجئين ..كلها تحولت إلى سوق للتجارة
اللعنة على هذه الثورة ..اللعنة على هذه الثورة
.انتهى الإتصال


لوركا " اليوم لدينا خمسة شهداء................لا يضايقني في هذه اللحظة شيء مثل أناس تحت حماية ي ب ك وييسيئون ل ي ب ك
نقطة دم من هؤلاء الشهداء تسواهم وتسوى اللي خلفهم.......... لكنهم في كوباني يستفيدون ويعملون ويربحون........ وكأن الله حاميهم


كلما أمطرت السماء من فوقي ..اشتدت رغبتي في البكاء ..دموع دافئة تتسلل على صدري كأنامل حبيبي في المساء
اتلذذ بالدموع روحي وشفتاي كلحظات العشق مع حبيبي في الخلاء ..لايهم لمن أجهش بالبكاء ,
,لعشق هرب مني ذات مساء ..لعصفورين سرقا مني في وضح النهار ..لوطن طردني في لحظة شقاء
أم لأبتسامة هربت مني عند غروب الكون في عيناي المنتظرتين
,لا يهم لمن أجهش بالبكاء ,للوحدة للسكون للحظة سعيدة تأتي على غفلة, ويهرب بسرعة البرق بعيداً
أم لأمي الراكدة تحت التراب
كلما أمطرت السماء ..لدي رغبة أن أعود من كل هذه المسافات البعيدة ,لد ي رغبة أن أضع كل هذا الغموض واسحقه مثل التربة اليابسة وأطوف به في الفضاء
لدي رغبة أن أحصد القمح في سهول قامشلو ,وأقطف بقايا القطن ,وأنثرها في السماء وأصرخ في وجه مديتي آلاف المرات سأعود سأعود
.كلما أمطرت هذه السماء



لوركا" ناروووووووووووووو"


"هاي "

لوركا : ههههههههههههههه إيفار باش عيوني

" هاااااااااااااااايات " " هههههههههههههه ته جاواي أيها الحنون "

لوركا : " وين الإيفار..بياني باش "



" راح الإيفار..أري شوي صار سبيه "



لوركا : " أري كجي..كيفك ياجميلة الروح "


" هههههههههههههههههه " ..أنا بخير ..أنت كيفك بالإقليم ؟؟ "



لوركا : " وأنا مشتاق "



" إن شاء الله مبسوط هونيك "


لوركا : " أنا في قامشلو نارو "



" آخ براستي ؟؟!! " فكرتك رحت "



لوركا : " اي والله...يعني رجعت "


" رحت ورجعت ..ماعجبك بطيخ هنيك ..هههههههههههههههههه ؟؟ "

لوركا : " بطيخ الجزيرة أحلى "

" هههههههههههههههه اري "

لوركا : " تعرفي بخودي كوباني أبدعت يعني أميرين أو 3 انقتلوا وواحد أسير وكمان البرنس تبع داعش كان عندون شغلة كبيرة راح من أطراف كوباني مصاب
مع أنو نحن عندنا إطلاق النار رشاً ممنوع,نطلق فقط طراداً... يعني طلقة طلقة , وحتى بالطلقات عم نوفر
.ولسه في عندنا شغلات ما شوفناهم ياها.... لو مخلصينها كمان كانت كوباني طلعت على كافة الأخبار العالمية بخودي شي حلو ومضحك



لوركا : " مكاني في الضوء يادي قرباني "

" أحلى بكتير أنت أحلى ضوء ..شبشي مالاً بافيمن خوشترين ههههههههههههههههههههه "



لوركا : " تسلميلي رحووووووووووو أري بخدي "

" مالا بافيمن مالا ميرانا ههههههههههههههههههه "



لوركا :" ههههههههههههه قربان "



" هلا عن جد أنت لهلا ليش مارسمتني ؟ "


لوركا : " قربان سأرسمك في عين الشمس "

" إن شاء الله بس أتحول إلى بخار وأصبح في مستوى السماء "


لوركا : " لأنك ضوء وأي ضوء رباني "


" ترسمني حين أمد يدي إلى الشمس لأسحبك من الضوء إلى العتمة هههههههههههههههههه "


لوركا : " اسحبيني إلى قلبك يارقيقة القلب ,أنتمي لجمال, وأي جمال أنت سحر الحصاد سحر روج آفا "

" ههههههههههههههه هكذا إذاً !! "



لوركا : " سحر سهول الجزيرة "


" من الضوء إلى العتمة طبعاً أمزح بس حبيت خيالي يكتمل ,أري ياوووووووووووووووووو سهول الجزيرة "



لوركا : " ماأجمل القبل تحت سنابل القمح في سهولنا "

" ماجربتها هههههههههههههههههههههه لم أمارس الحب في وطني بعد "


لوركا : " أنتي القطة ههههههههههههههههههه "



" تحت سنابل القمح ممممممممممممممممممم "

.لوركا : " وأنا أنتمي لتضاريسك ياقمري ,قمر الجزيرة ,أنت قصيدة ,وأي قصيدة ..بس أحكي معك يتحول دائماً إلى فلك كوردي رمانسي " ياماء القلب




.كنت جالسة بهدوء قطعة ثمينة في متحف ما من في هذا الكون ,هدوء خارجي لكن في داخلي تنفجر آلاف البراكين الهائجة للبحث عن الحياة
,أقذف نيراناً من اللافا المتصاعد حولي ,جالسة أراقب نظرات الآخرين من حولي ,الكل يلقي نظرة علي ويتابع حديثه وحركاته
بعد لحظات قصيرة اقترب مني شاب في عمري ,وجلس إلى جانبي وبعثر عطره من حولي,تبدو نظراته حائرة عندما ينظر إلي
.بدهشة غريبة ,وكأنه لم يشاهد بعد أي فتاة كوردية مثلي ,حتى بات فضوله ينتشر من حوله ,ويخنقني بنظراته كل لحظة
,اختفت الأضواء من حولي وبدء قلبي يضيء داخلي ..قلبي ينبض آلاف المرات من جديد ,نعم إنها نبضات العودة إلى الحياة في غفلة من جسدي
أراقب أنفاسه ويراقب أنفاسي ,وكأننا نتنفس معاُ ونشهق معاً ,نتحدث معاً بدون أن نتكلم أي حرف من حروف الأبجدية, وظلت نظراتنا معلقة في الفضاء





شيء ما في هذه المدينة قد انكسر


نارين عباس



#نارين_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نارين عباس - فلامينكو ..رسائل الحب والحرب ( قصة )