أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرجمعة العابدي - تجليات المكان كمتخيل في نصوص جاسم عاصي اخر الرؤيا انموذجا














المزيد.....

تجليات المكان كمتخيل في نصوص جاسم عاصي اخر الرؤيا انموذجا


حيدرجمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 13:01
المحور: الادب والفن
    


تجليات المكان كمتخيل
في نصوص جاسم عاصي( أخر الرؤيا ) أنموذج
أن مفهوم المكان في النصوص الادبيه يحمل عددآ كبيرآ من الدلالات فهو حاضر في أشكال التعبير الوجداني والذاتي في ألاساطير والملاحم وحكايات التراث ومن ضمنها الشعر والقصه والروايه وذلك لان ألانسان بشكله الوجودي لايستطيع التحرر من سطو ة المكان حتى في ألكشف عن حالات التجريد ,فهو حاضن للوجود الانساني وشرطه ألاساسي .ومن الكتب المميزه التي تناولت المكان بطريقه جديده كتاب جاستون باشلار ((جماليات المكان)) حيث يتناول المكان بشكل أبداعي متميز احدث ثوره لاتقل أهميه عن ثورة ( كانت ) المتمثله في نظرية المعرفه .ليغيرقراتنا للمكان كمساحه للسرد والتشكيل رغم أنه تناول المكان بشكل مجرد ( جمالي ) متناسيا المكان ثقافيا إن العمل الابداعي ألادبي حين يفتقد المكانية يتناسى خصوصيته وجذوره فالعمل ألأدبي يشق طريقه الى العالمية من خلال هويه قوميه بارزه وقويه عبر المكانيه ,تلك المنطقه ألاكثر مشاكسه ونداوه في الادب .أن قراءتي للمكان كمتخيل في نصوص ( جاسم عاصي ) لاتعتمد على مناهج محدده بل أحاول المزاوجة بين أكثر من منهج لان المكان عنده ( توالدي ) أي له القدره على خلق رموز ودلالات جديده فهو يتتبع دلالة المكان ثقافيابوصفه حاملا لإمكانية التأويل وفهم النص ومجال قابل للاستعاره بطريقة ربط النص بجذوره المكانيه وستثمار حقول معرفيه أخرى كالتاريخ البشري والفلكلوري وألاثنوغرافي أي نص مفتوح قادر على ملء الفراغات البيضاء ,ولا يختزل المكان في ربطه بالجانب الفيزيقي وتوقفه على الشكل البصري أي ( جماليا محض ) أو كمساحه للسرد فقط بل يتناوله كطبيعة وفضاء من خلال التغلغل في خصائصه الجغرافيه وأحالات معرفيه ووجدانيه تسهم في تحقيق الهويه الفرديه وألاجتماعيه ,فللمكان طاقه تعمق العلاقات ألانسانيه وتعمل في رفد الواقع الثقافي .أن مجموعته القصصية الموسومة ( أخر الرؤيا ) تولد للمتلقي نطباع أن مايميزها ويوحدها هي وصفها للمكان كبنيه موحده .فهو يحاول المزاوجه بين اللاوعي في الوعي أي ترحيل اللاوعي وجعله في منطقة الوعي حيث يستدعي المكان /العالم القصصي: أنه يقول في بداية القصة(كنت أتخيل الصحراء مثل إناء كبير مقلوب) وهنا دلاله على غموض الصحراء ونغلقها على خرافتيها فوصف المكان يستدعي عند السارد ثورة ألاواعي المترسب في جذورنا الثقافية المكبوتة ؛لتتشكل كصور من خلال ثيمات ذهنيه جاهزه لها أثرها في خلق بنيات العمل القصصي لاشعوريا فترتبط البنيه با لنص أرتباطآ شرطيا وبالمكان وجوديا ,فقدرته على المزاوجه بين جذورناالثقافيه الموغله في ألاسطوريه والشفاهيه تبين قدرة الكاتب التعبيريه عن الواقعي محاولا العثور على بنى عميقه للمكان .فنصوصه تتشكل عبر تتبع عنصر واحد هو الخلود فيروي في النهاية حلم رجل همه البحث عن الماء/الخلود في مكان صحراوي جاف لكن الحلم ينتهي بخيبة أمل للحصول على الماء/الخلود فهو يقول :في نهاية القصة(عدت إلى ساحة البيت وقفت تحت المطر لأغتسل كي أزيد اغتسال الشمس بالمطر وطرد كل آثامي )وهنا دلالة الماء أي الحياة/الخلود تظهرقدرت الكاتب في استثماره أسطورة الخلود بشكل جيد مستنطقان رأس المال الرمزي الذي يؤطر العقل إلا جتماعي. لذلك تجد التاريخ والتراث أصبحا من علامات هذه النصوص فشخوصه دأمان على حافت الحيات ,وممكنات الحكي والسرد عنده تمر عبر عوالم شديدة الخصوصيه من خلال تشكل أجسادهم وألوانهم ومدى تأثرهم في المكان الذي ينتمون أليه . يتوقف السرد عبر السارد وحده بطريقة أستخدام الحكواتي في التراث الشعبي، ساعده ذلك على أستثمار الجانب الرمزي والاسطوري ثقافياوجتماعيا ,فصراع شخوصه صراع وجودي مع قوى الطبيعه أو صراع مع المدينة التي تهددها آليات القمع والسلطة والتابوت والقيم وألا عراف ,فمرجعية نصوصه ترتبط بالمجتمع وعوالمه المكانيه الحتميه ذلك أن نصوصه تتشكل في تجربتها على أستقراء وستنطاق القديم والموروث من داخل المكان ,فختياره لقرية ( لقيط) وهي قرية صحراويه بدويه تكاد الحيا ة تنعدم فيها لكنه يجدها نوع من الضاله المنشوده عثر فيها على ماتصبو أليه نفسه من خلال أمتلاك الخصوصيه والهويه .أن الصحراء عند الكاتب وعاء ثقافي وعالم شديد ألانحياز الى عزلته ومكان غامض ملتبس فليست هي خلاء واسع مترامي ألاطراف خالي من الحياة وإنما هي عوالم جماليه وثقافيه لها حضورها في وعي الكاتب فا اختياره للصحراء يعكس جانب أن المدينة لم تعد الرحم القصصي أوالمكان الوحيد الذي يجتاح وعي الكاتب فالمدينه في قصص (جاسم عاصي )أخذت تتحول إلى هامش.وهنا يجب التنويه قبل الختام على تاكيد اهمية المكان في بناء النص و ذلك ليس لحاجه التأكيد فحسب بقدر ما يحتاج الى بحث وتحليل وستنطاق لكل ما هو هامشي .
حيدر جمعه ألعابدي



#حيدرجمعة_العابدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الثقافي/ قراءة في الأنساق البداوية في نصوص الروائي علا ...


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرجمعة العابدي - تجليات المكان كمتخيل في نصوص جاسم عاصي اخر الرؤيا انموذجا