|
مذكرات تلميذ
حسين القزويني
الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 10:32
المحور:
كتابات ساخرة
المدرسه هي المكان لذي نقضي فيه ما لا يقل عن إثني عشر عاماً من عمرنا ، تندرج فيها بمراحل دراسيه تتشابه بدروسها بشكل عام مع زياده تفاصيل المعلومات كلما تقدمت المرحله ، ومع اختلاف مقرراتها بين العلم والادب ، لكنها كانت تؤكد على مبادئ محدده ، ولعل اهم المبادئ التي ترسخها المدرسه فينا (وربما فتحت ابوابها لهذا الغرض؟!) هي ترسيخ فكره وجود إلهين لاثالث لهما :احدهما في السماء واسمه "الله" وهو مقدس والآخر على الارض ويملك قدسيه موازيه او تفوق قدسية اله السماء واسمه "الرئيس" واحيانا "الملك" ...
-;---;-----;-------;----فمقرر "التربيه الدينيه" يعتمد على كتب سماويه تتشابه الى حد كبير في مبادئها و افكارها و حتى النتائج المرجوه منها ، وتختلف في طريقه الوصول للاهداف ، نظرا لاختلاف البيئه الاجتماعيه التي وجدت بها ، وهدفها الاساس هو عباده الله الواحد الاحد ، وكما تدعو جميعها للحق والعدل والمساواه والامانه والصدق والكذب وقتل المخالف وتميز الرجل على المرأه وغيرها من المبادئ الانسانيه الرفيعه والوضيعه ، وللمفارقه اختلفت الاديان في طقوس تقديس الله ولكنها لم تختلف في طقوس تقديس الرئيس !
-;---;-----;-------;----اما المقرر الرديف والموازي بالاهميه فهو "التربيه الوطنيه او القوميه" ويعتمد هذا الدرس على كتاب ارضي ، لكنه الكتاب الارضي الوحيد الذي يحمل قدسيه الكتب السماويه ؛ وهذا يرجع لدقه المعلومات والاخبار الوارده فيه ، واهم اهدافه هو الايمان بوجود قائد ضروره مُلهم و مُلهِم اختاره الناس –و لا اعرف اي ناس؟! – بامر الله ، و تقديسه واجب و عقاب من يشكك في هذا التقديس سريعا على عكس من يشكك قدسيه اله السماء الذي يمهل و لايهمل !
-;---;-----;-------;----في "التاريخ" : خلق الله الزمن والرئيس هو من يحدد الزمن المناسب لعيش الرعيه كأن تجد دولا تعيش في العصر الحجري في الوقت الذي وصلنا فيه الى العالم الرقمي ! وفي "الجغرافيه" :خلق الله الاوطان والانسان ، وجعل حب الانسان لوطنه من الايمان ؟! اما الرئيس فهو من صنع ذلك الوطن الذي يستحق الحب ، وفي "الكيمياء" خلق الله المركبات الكيميائيه ومن اكتشفها واخترع تفاعلاتها هو جد الرئيس من جهه الاب ، وفي "الفيزياء" أوجد الله القوانين الدقيقه لتنظيم الحياه على الارض و من وضع نظرياتها وطبقها هو جد الرئيس ايضا و لكن هذه المره من جهه الام!
-;---;-----;-------;----في "الاحياء" يقول علماء البايولوجيا التطوريه بان الانسان هو كائن من تطور من احدى سلالات القرده (كما هو شائع بالفهم العام) ، لكن المؤمنون يقولون بأن هذا افتراء فالله قال "خلقنا الانسان في احسن تقويم" ولا ادري ان كانت كلمه تقويم تعني لا تطور؟! اما اصحاب الرئيس فيفندوها بشده :هل يجوز ان يكون اصل رئيسنا قردا ؟! لو كان اسدا لربما اختلف الموضوع ..
-;---;-----;-------;----وفي "الرياضيات" احصى الله كل شئ عددا واما الرئيس كان ضليعا بالاحصاء وتحديد الاعداد لدرجه قدرته على تحديد سكان القبور وسكان القصور !
-;---;-----;-------;----وقد اختار الله "اللغه العربيه" لتكون لغه القرآن والرئيس كان ضليعا باللغه وكان في معظم قراراته يستخدم افعالا متعديه ليهرب الفاعل ويتحول المفعول به الى نائب فاعل فيرفع بامر مبني من مجهول الى حبل المشنقه !! اما باقي اللغات فقد حسم الله امره منها و اختار لغه الدين الاخير ولكن الرئيس كان يعلمنا تلك اللغات في المدرسه من مبدأ "من عرف لغه قوم امن مكرهم " ، وكنا نتعلم معلومات مهمه جدا ب"اللغه الانكليزيه" كهذه الجمله مثلاً "you are a donkey" وعلى بساطتها لكنها قد تكون دقيقه في وصف الموصوف بها ، والجمله الاشهر "monkey eat banana, and you what do you eat!?" ..
-;---;-----;-------;----وكان "الفلسفه" هو المقرر الوحيد الذي يخلو من الفلسفه ، فدور الفلسفه هو البحث عن الحقائق وهنا كل الحقائق جليه .. فالله موجود والرئيس موجود ؟!
-;---;-----;-------;----وبعيدا عن كل تلك المقررات كان فهم زملائي لكل ماسبق بسيط جدا ويتلخص في جمله واحده :
-;---;-----;-------;----نستخدم "الرياضيات" في معرفه نسبه زياده عدد "الاحياء" الذي ينتج عن العلاقه "الفيزيائيه" والتي تزداد جمالا وقيمه بوجود الروابط "الكيميائيه" بينهم ، ولا تؤثر اللغه على العمليه الجنسيه ولا على نوع الجنين ، كما ان الدين والسياسه والفلسفه مثبطات جنسيه ينصح بالابتعاد عنها .. هذه هي المدرسه ، تعلمنا الطاعه ، والايمان بالله والرئيس معا ، وتقتل لدينا العقليه النقديه والقدره على التأمل ، فيجهض الابداع قبل ان يولد ، وصرنا كالانعام همنا ان نجد الامن والطعام ، ونسير في قطعان منتظمه ونساق بكل سعاده وفخر نحو الهاويه …
#حسين_القزويني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهاتير: طوفان الأقصى نسف الرواية الإسرائيلية وجدد وعي الأمة
...
-
باللغة العربية.. تعليق -هزلي- من جيرونا على تصدي حارسه لثلاث
...
-
ميكروفون في وجه مأساة.. فيلم يوثق التحول الصوتي في غزة
-
عبد اللطيف الواصل: تجربة الزائر أساس نجاح معرض الرياض للكتاب
...
-
أرقام قياسية في أول معرض دولي للكتاب في الموصل
-
” أفلام كارتون لا مثيل لها” استقبل تردد قناة MBC 3 على الناي
...
-
جواهر بنت عبدالله القاسمي: -الشارقة السينمائي- مساحة تعليمية
...
-
لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ
...
-
بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع
...
-
مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|