أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المفضل بنحليمة - شرود بعض فصائل اليسارالمغربي أم تواطؤ مع النظام؟














المزيد.....

شرود بعض فصائل اليسارالمغربي أم تواطؤ مع النظام؟


المفضل بنحليمة

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





يكاد المتأمل للمشهد السياسي المغربي ،وهو يلاحظ الطريقة التي تدار بها البلاد ،أن يُصاب بالذهول، و يجد نفسَه وكأنه أمام مسرحية سريالية فريدة من نوعها.
يتكون هذا المشهد ،بشكل عام من :
1- القصر

2-الحكومة و الأحزابِ المشكِّـلة للأغلبية البرلمانية

3- أحزابِ المعارضةِ والمركزيات النقابية المتحالفة معها...


أولا : القصر :

القصر هو الفاعل الأساسي في كل ما يحدث. وهو في أعلى هرم السلطة ، ممسِكٌ ، بحكم الدستور وبحكم التقليد ، بكل خيوط اللعبة السياسية وبكل مقاليد الأمور الكبرى التي تهم البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا...

ثانيا : الحكومة

الحكومة تضم أطيافا سياسية مختلفة تصل في اختلافها – على مستوى الشكل - إلى حد التنافر ، بحيث أن من يحاول أن يعتمد في تحليله على المنطق لا يمكن أن يجد أمامه اسبابا معقولة وقواسم تتيح لهذه الأطياف إمكانية تأليف برنامج عمل حكومي مشترك دون أن تسقط في التناقض وفي حالة التنافي كما هو حاصل في واقع الأمر.
ومن مظاهر هذا التنافي مثلا أنه في وضع حكوميّ سليم لا يجوز أن يجمع وزيرٌ بين سلطتِه التنفيذيةِ وانتمائِه لعالم المال والأعمال كما هو موجود في تشكيلة هذه الحكومة .

كما أنه في ظل حكومة حقيقية متضامنة ومنسجمة ، لا يستقيم أن نجد فيها جَنْباً إلى جَنْب ،إسلاميين محافظين ، واشتراكيين علمانيين ،وليبراليين ، ووزراء سيادة و تكنوقراط ...

هذا الخليط المتنافر في تركيبة هذه الحكومة ،لايوجد إلاّ في المغرب ،ولا يمكن تفسيره إلا بكونها مُفبركة على مقاس يسمح بإمكانية التحكم فيها وفي مَـصِيـرِها من طرف من يصنعون المشهد السياسي للحفاظ على العلاقات والأوضاع القائمة كما هي سياسيا واقتصاديا وثقافيا الخ...

ثالثا : المعارضة

والتشكيلة المكوِّنة للمعارضة هي أيضاً قريبة من الفسيفساء الذي رأيناه في تركيبة الحكومة .
ففي هذه المعارضة تقف أحزابٌ إداريَّة وُضِعَـت تصاميمُ إنشائها ، في البدء ،في مختبرات النظام ،وخرجت إلى حيِّـز الوجود مِنْ رَحِم السلطة ، ثم نَمَت وتطورت للقيام بدور المساندة لتوجهات الدولة ، ولمشاريعها الآنية والإستراتيجية ، ولكلِّ ما يؤدي إلى استمرار واستقرار النظام السياسي القائم في البلاد.
وهي أحزابٌ بحكم طبيعتها ومَنْشَـئِها هذا ، لا يمكنها أن تجيد القيام بأي دور سياسي ما عدا دور الموالاة للنظام.
وتقف مع هذه الأحزاب نقابة ، كفَّ الجهازُ المتنفذ فيها عن الدفاع عن قضايا الطبقة العاملة ، وسُميَ ذات يوم جهازاً برصويا ،لأنه تخلى عن التشبث بالمصالح العليا للطبقة العاملة في سياق تاريخي حاسم . كما تخلى عن كل ما له علاقة بقيم الحرية والديمقراطية والنضال السياسي الذي ينبغي أن يخوضه العمال .
وهما معاً – الأحزاب الإدارية والجهاز البرصوي - يقفان اليوم في صف واحد مع أحزابٍ وطنية وتقدمية ومنظماتٍ نقابية يسارية، وُلدت على إثر مخاض شاق وعسير مِنْ رَحِم المجتمع ، وقدَّمت عبر مسيرتها التاريخية من أجل تحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية قافلةً من الشهداء وسَـيْـلاً جارفاً من الدم والدموع.

من الناحية المنطقية يصعب – هنا أيضا - تصورُ إمكانية إيجاد قواسم مشتركة بين مكونات هذه المعارضة المتنافرة تسمح لها بصياغة برنامج عمل مُوَحَّد وبالنضال من أجله ، دون أن تجد الأطرافُ التي تنتمي إلى اليسار نفسَها في حالة شرود ، إذا لم نقلْ في حالة تواطؤ وتَـنَـكّـرٍ للمشروع المجتمعي الذي تم إقراره عند مخاض الولادة ومرحلة التأسيس.
فهل يستقيم سياسياً التنسيقُ بين أحزاب وطنية وتقدمية تسعى نظريّاً إلى دَمَقْـرطة الدولة والمجتمع كحالة الاتحاد الاشتراكي مثلا ، وبين أحزاب أنشأها النظام من أجل الالتفاف على دور أحزاب المعارضة الحقيقية، ومن أجل حمايةِ مصالحِه الاستراتيجية والحفاظِ على الأوضاع وعلاقاتِ الإنتاج السائدة ؟

وهل يستقيم على المستوى الاجتماعي أن تتلاقى إرادةُ مركزيتين نقابيتين كان مُبرِّرُ خروج إحداهما للوجود هو انحرافُ الأخرى ودفاعُها عن مصالح الباطرونا والطبقة السائدة؟

هذا أمر سريالي غريب ، مخالف لأحكام العقل والمنطق . ومع ذلك يُعتبر اليوم- مع شديد الأسف - أَهمَّ سِمَةٍ للمشهد السياسي المغربي ، حيث نجد حكومةً تجمع داخلها مشارب سياسية شتى وهي لا تحكم ، ومعارضةً مؤلفة من أطراف متناقضة في الأهداف وهي لا تُعارض مَنْ يَحْكـم .

ومن خلال هذا المشهد يبدو لي، أن القاعدة الاجتماعية للنظام قد اتسعت لتشمل أيضا الأطراف السياسية والاجتماعية التي كانت إلى عهد قريب ، مناهضة للاستبداد ...

هذه القوى السياسية والاجتماعية اليسارية وهي في المعارضة صارت الآن تلغي من اهتماماتها وبرامجها القضايا السياسية والاجتماعية الكبرى من قبيل الاعتقال السياسي ، وتشغيل الشباب ، والتعليم العمومي...
وتحصر اهتمامها في معارضة جزئية تستهدف بنكيران فقط وحكومته التي لا تحكم في حقيقة الأمر .
وهذا لا يمكن تبريره إلا إذا كانت في حالة شرود تام أو كانت أداة في يد النظام وأن روحَ تجربة (مجموعة الثمانية ) هي التي تُـلهِمُها . وأنَّ قيادَتَـها المتنفذة قد غيرت نظرتها إلى طبيعة التناقض الأساسي في المجتمع.
الأمرُ الذي اقتضى واستتبع أن تقوم بتغيير مماثل ، في أهدافها ،وفي منطق تحالفاتها ، وأيضا في مواقفها النضالية وساحات معاركها بحيث أصبح مَنْ يرأس الحكومة ولا يحكم هو عدوُّها،ومَنْ يحكم بالفعل مجرد حَكَــم .

(مجموعة الثمانية : تحالف انتخابي بين أحزاب إدارية سقط بعد اندلاع الحراك الديمقراطي الذي فجرته حركة 20 فبراير)



#المفضل_بنحليمة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية النقابات ثابتة في اعتقالات 6 أبريل بالدار البيضاء
- ؟ CDTمن يتحمل المسؤولية فيما جرى في المؤتمر الخامس


المزيد.....




- مع زعيم أفريقي.. ترامب يشعل ضجة بفيديو أسلوب حديثه: اسمك وبل ...
- فرنسا وبريطانيا تعلنان لأول مرة عن تنسيق جديد في -الردع النو ...
- رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ...
- هاربون ومصابون ومنسيون.. مهاجرون على حدود بولندا مع بيلاروسي ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره
- أطباء: نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة
- حماس: نسعى لاتفاق شامل ينهي العدوان على غزة
- ممثلون للكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- في قطر لبحث اتفاق سل ...
- روسيا ومؤامرة تسميم ذكاء الغرب الاصطناعي
- حكومة نتنياهو تقيم نموذجا مصغرا لإسرائيل الكبرى في الضفة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المفضل بنحليمة - شرود بعض فصائل اليسارالمغربي أم تواطؤ مع النظام؟