أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - قراءة في نص للشاعرة وقار الناصر














المزيد.....

قراءة في نص للشاعرة وقار الناصر


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 23:56
المحور: الادب والفن
    


قراءة في نص للشاعرة وقار الناصر

إحتفالية الكواكب / وقار الناصر
الشمسُ
هرولةُ الانوثةِ في الفضا
كم مرة سَجدت بقاعِ النهر..؟
تنتظرْ..
قمراً يُشابك كفهــا
القوسُ ألقــى سهمهُ لما تبدد سَهمها
والجديُ ميثاقٌ تعلق في السماءِ
إني سأُحســن مَهــَرها
كلُ النجيمات احتفت
شُهبٌ تخاطــف برقــها
ميزان ُ عدلٍ في المــدى
والاُفــق قُــسِمَ بالعدالةِ بينــها
أنــى تًغيــبُ
ومتــى بَزُغَ.. عبر المدى
حيــث استقام مقامُهـــا
أتيــه أنا..
بين ارتحالين..
بذاكرتي حشدٌ من الكواكبِ
وطفولةٌ بَعُدت..
أُلمــلِمُ ظلــها.

(إن كانت لاتستحق.. إرموها بحجر )
هذا ماقالته الشاعرة بصدد هذه القصيدة..
وأنا أقول بملء فمي
نعم.. سأقف في ظلها وأرمها بحجر، على مرأى، ومسمع أمة لا إله إلا الله.. مستمرئاً غير ناكر.
فارموها بحجر.. رجاءً.
إستهلَّت الشاعرة نصها باشتقاق نحتي - حسب اصطلاح ساطع الحصري - (هَرْوَل) أي (هرَب وولّى)..
وهنا عليَّ أن أقف قليلاً عند (جرجي زيدان) حين قال:
( للنحت ناموس فاعل على الألفاظ، وغاية مايفعله فيها إنما هو الاختصار في نطقها تسهيلاً للفظها واقتصاداً بالوقت بقدر الإمكان).
وهذا مافعلته الناصر تماماً كونها تعي ماهو النص الشعري، وماهي اشتراطاته.
(ألشمسُ)
(هرولةُ الانوثةِ في الفضا)
(كم مرة سَجدت بقاعِ النهر..)
(تنتظرْ)
(قمراً يُشابك كفهــا)
هنا تكمن مهيمنات النص المرسوم بمهارة، حيث استثمار كل حرف تصوراً وواقعا..

بهذا الوصف الباذخ
(ألشمس.. هرولة الأنوثة في الفضا)
تفتتح بوحها الأنثوي الصارخ في عالم دمرته الفحولة، لتؤكد قناعتي المسبقة بأن للأنثى مثل حق الذكرين.. جمالياً.
وهربها ليس هروباً بمعناه التقليدي، بل هو هروب على إيقاع الخَبَب..
يجر المخيال إلى منطقة الدلال، وفيوضات الأنوثة الطاغية على سماوات تعج بالفحولة.
وبسؤال هو إلى التأكيد أقرب

( كم مرة سجدت بقاع النهر..)
(تنتظر..)
(قمراً يشابك كفها)

ألكوكب النهاري الأنثوي الجنس، ألصريح.. يتنازل عن عرشه السماوي ويهبط إلى قعر نهر ذكوري الهوى والنزعة..
وإطلاق اسم الشمس تأكيد على مديات العطاء، والضياء الأنثوي.
ثم الهمس بصوت ناعم ( سَجَدَتْ ) ساجدة ليست راكعة..
سجود لا تخاذل فيه ولا استجداء، واعتراف علني بانتظار قمر ذكوري.. ليشابك كفها، و( شابك الأصابع ) قاموسياً تعني أدخال الأصابع بعضها في بعض، وهو تأكيد ضمني على اعترافها.

وهذا ليس اعتباطاً، بل انه إعلان ساعة حرب منزوعة الـ ( راء ) للتحول إلى ساعة حب ببسالة فذة.

( ألقوس ألقى سمهمه لما تبدد سهمها )

هنا إلقاء تهمة على العنصر الذكوري حين قالت (القوس) لكنها كانت منصفة حين قالت (ألقى) ولم تقل (أطلق)..
أي انه لم يكن قاصداً إصابتها، بل ألقاه ومضى يمصمص شفتيه تحسراً على أَلَقِها الذي بدأ بالخفوت..
وعرضت حالها كمسكينة حين قالت (تبدد سهمها) إي انه قد تفرق وتاه، وأضحت معزولة السلاح.
لو تأملنا الأبراج التي وردت من حيث تسلسلها، وصفاتها سنقف على دقة اختيار الشاعرة، للمفردة من حيث الدلالة والتأثير والعمق التوصيلي.
برج القوس "هو البرج التاسع من الأبراج الإثني عشر من دائرة البروج وهو
قوس من دايرة مسار الشمس"
ولمواليد هذا البرج صفة تجمع الانثى والذكر، وهي الوداعة والحنان.

(والجديُ ميثاقٌ تعلق في السماء)
(إني سأُحســن مَهــَرها)

ألجدي - كما هو معروف - برج ملاصق للدلو وهنا أرادت ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد..
كونه البرج الذي بين برجي القوس والدلو أي بين حاضنتين..
حيث تدرك تماماً أن الجدي "هو البرج العاشر من الأبراج الإثني عشر، أي قوس من دايرة مسار الشمس"، وتكون طبيعة مواليده لطيفة وحساسة..
والدلو "هو البرج الأحد عشر من الأبراج الإثني عشر, وهو قوس من دايرة الشمس" أيضا، وطبيعة مواليد هذا البرج غرابة الأطوار، والحيوية واستقلال الأفكار.
أظن الآن قد توضحت القصدية.. من خلال هذه الإشارات.
والجدي أيضاً هو ابن الماعز في سنتة الأولى، ولحمه يكون أشهى من باقي اللحوم، وكان يُقَّدَم كمهر في بلاد سومر.. أي انها أرادت القول بأن الميثاق مؤكد ولا جدال فيه، ومهرها محسوم بالأشهى.

(كلُ النجيمات احتفت)
(شُهبٌ تخاطــف برقــها)

هنا تشير إلى لسان حال الكواكب الأخرى التي احتفت بها حيث تقول
"عروستنه واخذناهه بعد شلهة العواذل"
إذاً هي عودة من خاصرة النص، إلى ثرياه لتأكيده.
(ميزان عدلٍ في المــدى)
(والاُفــق قُــسِمَ بالعدالةِ بينــها)
(أنــى تًغيــبُ)
(ومتــى بَزُغَ.. عبر المدى)
(حيــث استقام مقامُهـــا)

تنكص هنا إلى عقر الروح لتقول
"ألآن حصحص الحق"
وتعود إلى شموخ أنوثتها، بعد أن لملمت ظلال الطفولة التي ضلت مدارها ذات ارتحال.



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن.. لاوريث له في دستور الألم الدائم


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - قراءة في نص للشاعرة وقار الناصر