أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد نصر- مخول - فيصل جمعة...والمهباج من الأغوار














المزيد.....

فيصل جمعة...والمهباج من الأغوار


سعاد نصر- مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 15:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


فيصل جمعة - والمهباج من الأغوار

كان فيصل...طالبا جامعيا يأتي من الأغوار الفلسطينية ليدرس العمارة في كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس حيث كنت اعمل في التدريس...

شاب لم يتعدى العشرين من عمره, ضعيف العود- نحيل الجسد ، منحني الكتفين كمن أثقلتهما هموم الحياة،, ذو وجه اسود شاحب يميل الى الاصفرار، تبرز قسماته، وعينين صغيرتين غائرتين فقدتا اللمعان تميلان الى الاحمرار. خطواته سريعة، متقوقعة، يقفز قفزا بخطوات غير ثابتة كالغزال الخائف المطارد.. فقد الثقة بنفسه...

وكان جيش الاحتلال يرابط على مداخل الطرق المؤدية الى الجامعة، يضع الحواجز ويمنع دخول الطلاب والمدرسين والعاملين ..

وكان مجرد رؤية الحواجز من بعيد، كفيل بكل واحد اتى قاصدا الجامعة من طلاب ومدرسين ان يدرك ان اليوم هو يوم إضراب، وان يرجع أدراجه من حيث اتى بعد ان كان قد قضى ساعات طويلة على الطرقات متخطيا حواجز الجيش العديدة في مداخل ومخارج المدن والبلدات الفلسطينية وأينما اختار الجيش ان ينصب حواجزه في ذلك اليوم .. وبعد ان كان قد تخطى طقوس الإذلال والانتظار والمثول لأوامر الجيش والخروج من السيارات أحيانا والتفتيش المذل حينا ... وبعضهم كانت تطالهم أوامر الجيش بالوقوف شبحا على جوانب الطرقات..ليعيد نفس الطقوس في الاتجاه المعاكس قاصدا الرجوع من حيث اتى دون ان يكون قد حقق لنفسه شيئا من التحصيل.. او حتى شيئا من النزوات والأحلام الشبابية بلقاء الزملاء والأصدقاء.

وكان فيصل يأتي من الأغوار.. من قرية الجفتلك او قرية الفصايل لا اذكر تماما، وكان في حالات قليلة فقط ينجح بالوصول الى الجامعة .. اذكره دائما يجلس في الصف في زاوية قريبة من الحائط , يتكئ عليه متعبا، فاقدا حيوية الشباب كمن أتى الى الدرس للارتياح بعد شقاء يوم عمل طويل.
ولفيصل قصته وهمومه الخاصة... يحدثني عن اب مريض واخوة صغار, يلجأ في الصباح الباكر الى العمل في الزراعة قبل ان يأتي الى الجامعة من اجل ان يعيل العائلة.. يحدثني عن مطاردة الجيش له ولمن يعمل في الحقول وحرمانهم العمل ولقمة العيش. إضافة الى مغامراته في الدخول الى المغر في منطقة الأغوار بحثا عن القطع الأثرية .
وفي إحدى جولاتي الميدانية الى الأغوار التقيت به في قريته يعمل في الأرض وكانت هذه المرة الأخيرة التي أراه ...
وبسبب اهتمامي الكبير بجمع التراث قام باهداني مهباجا قديما جدا من الأغوار مرصعا بقطع من النحاس الأصفر ...
وقيل لي لاحقا انة استشهد وهو يعمل في أرضه...
لم تكن لدي آنذاك وسيلة للتأكد من ذلك الخبر بسبب الإغلاق المتواصل للجامعة..
ولا أزال احتفظ بالمهباج .. واشعر بحاجة لأن اروي حكايته إلى كل من يزورني ويشاهد ما اجمعه من تراث.

سعاد نصر- مخول، مخططة مدن ورسامة تشكيلية/مدرسة سابقة في كلية الهندسة- جامعة النجاح الوطنية في نابلس.
حيفا- 13.6.2014



#سعاد_نصر-_مخول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفد- لن اقرع الابواب ولن استأذن بالدخول
- صفد... من يكتب قصتك؟؟..من يروي حكايتك؟؟


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد نصر- مخول - فيصل جمعة...والمهباج من الأغوار