أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى القبطى - الملك و الوعد














المزيد.....

الملك و الوعد


مجدى القبطى

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الملك و الوعد

كان ادم رجل في أوائل الثلاثينات يعيش فى قرية صغيرة جاء إليها حديثا كانت هذه القرية بمثابة دنيا جديدة فى ملامحها وفى الناس الموجودين بها وفى عاداتهم . فى احد الأيام جاء إليه احد الجنود المعروفين أنهم خدام الملك الذى يحكم هذه القرية وعدة قرى أخرى مجاورة تكلم هذا الجندي إلى ادم قائلا :" الملك يبلغك انه قبل نهاية هذا العام سيعد لك مكافأة عطية مجانية من الملك وهى انه سيحقق لك حلم طالما حلمت به " وعندما بدا ادم فى الكلام قاطعه الجندى قائلا: " كلام الملك لا يرد. كلمته واحدة وهو عندما يقول ينفذ " وقال له احد الحاضرين : " بماذا سترد يا غريب .عندما يتكلم الملك لابد أن تسمع وتصدق وتثق فيما يقال لك " فسكت ادم وصدق كلام الملك الذى بلغه له جندى الملك وقال فى نفسه :" لم يتبق على نهاية العام سوى خمسة شهور.سأعيش لانتظر وعد الملك " فرح ادم بهذا الوعد وفعلا عاش مصدقا لوعد الملك ليس هذا فقط ولكنه تكلم أيضا به وقال لجيرانه وأصدقائه وزملائه وتكلم بهذا الكلام قدام الكثيرين .
انتظر ادم شهر ثم اثنين ثم شهر آخر ومر أيضا الشهر الأخير لكن لم يفي الملك بوعده ولم يحقق لأدم حلمه الذى يحلم به صدم ادم واخذ يفكر وقال فى نفسه: " كيف للملك ان يعد ثم يخلف ولا يفى بوعده " حزن ادم جدا لانه وثق بكلام الملك وصدق كلامه وكلم الاخرين عن وعد الملك لكن للاسف لقد اخلف الملك وعده .تالم آدم ولم يتمالك نفسه ولم يستطع ان يمنع دموعه من النزول ولم يقدر ان يمنع لسانه من الكلام ولم يقف عقله عن التفكير .
لكن أخيرا تمالك ادم نفسه قليلا وقرر ان يدرس الامر جيدا وان يبدا فى التفكير من الاول ففكر هكذا:" الملك - الوعد – الجندى - ثم انا .افكر فى كل على حدة "
اولا:الملك: اعتقد انه هو الذى اعطانى الوعد وهو وحده من يستطيع ان ينفذ وعده لى ولكن الواقع انه لم ينفذ وعده . فهل:-
نسى وعده لى او رجع فى كلامه
ام لم يستطع تحقيق ما وعد به
ام انه لم يتكلم اصلا بهذا الوعد
ام ان الملك مات وبالتالي مات وعده
ثانيا:الوعد: وعد تحقيق الحلم صدر عن الملك وهو كلامه الذي لا يعلو عليه وكلام الملك الملك وحده الذي يستطيع تحقيقه
ثالثا: الجندي هو من بلغني بكلام الملك وهو من اعلنه لى وشجعنى ان أقبل كلام الملك . فان كان الملك حقا موجود وقال هذا الكلام ولم يتحقق فلماذا لم يتحقق وان كان الجندى حقا نقل هذا الكلام عن الملك فالملك وعد فاخلف
ولكن قد يكون هناك احتمال اخر ان يكون الجندى هو الكاذب فالملك لم يتكلم ولم يعد ولكن الجندى خدعنى ولعله خدع اخرين ايضا
رابعا: أنا لم يتبق من عناصر الوعد بعد الملك والخادم والوعد نفسه الا انا
انا سمعت كلام الجندى الذى يزعم ان كلامه هو كلام الملك وانا أعى جيدا انه حدثنى بذلك وعندى شهود لذلك .فلم اكن احلم ولا اهذى ولكن كان الكلام حقيقى وكان هناك من يسمع غيرى
هل انا لم اصدق كلام الملك حتى لو حدث هذا هل يتوقف تحقيق وعد الملك على مدى تصديقى لكلامه ؟ هل يتوقف وعود الملك على ظن احد رعاياه به ؟ فى حين ان الملك يعطى من يطلب ومن لا يطلب من يستحق ومن لا يستحق فلا تتوقف عطاياه على عمل رعاياه كما يزعمون ؟
هناك شىء اخر الوعد كان محدداً بميعاد
من كل هذا استنتج ان :
* كان هناك وعد لكنه لم يتحقق
يترتب على ذلك عدة استنتاجات واحد منها على الاقل صواب ان لم يكن اغلبها
1. ادم لا يستحق الوعد او انه لم يوعد بشىء
2. الجندى نقل كلاما مغلوطا او اخطا او كذب
3. الملك لم يتحدث عن وعد فهو لم يعد بشىء
4. لا يوجد عند الملك وعود
5. الملك غير موجود اصلا






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون التجاذب


المزيد.....




- -سيارة مجهولة- تدهس حشدًا في هوليوود بلوس أنجلوس.. شاهد آثار ...
- برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و-إم23- في الدوحة
- نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسر ...
- دراسة: الأراضي الرطبة بأفريقيا من الأكثر تدهورا عالميا
- مصدر أمني يكشف للجزيرة مراحل اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلا ...
- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدى القبطى - الملك و الوعد