أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر كريم القيسي - ديمقراطية بلا ديمقراطيين.!!














المزيد.....

ديمقراطية بلا ديمقراطيين.!!


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 14:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ديمقراطية بلا ديمقراطيين.!!
د. شاكر كريم القيسي
ما نشاهده اليوم في عالمنا العربي الكثير ممن لا ينتمون الى حزب او جماعة ، ولكنهم اصحاب مواقف سياسية واضحة لالبس فيها ويؤثرون بشكل وبأخر في تأييد كفة على كفة اخرى في البلدان التي تشهد انتخابات ، وقد تتباين هذه المجموع في مرجعيتها ونظرتها للأمور، لكنها في نهاية المطاف انها تلتقي في موقف ، بانها تريد العدل، والانصاف ،والحرية ،والامن ، والعيش الرغيد، وكل هذه الاماني لا تتحقق اليوم الا في ظل نظام قائم على فكرة الديمقراطية، هؤلاء هم الديمقراطيون الحقيقيون، وهم الامل الكبير في تحقيق نظام ديمقراطي حقيقي.
من هنا نفهم بأن الديمقراطية، لا تنحصر بعدد الانتخابات التي تحصل في البلاد، لان صناديق الاقتراع هي احد تجليات الديمقراطية وليس هي فقط المعبرة عنها ، وليس بعدد المرشحين لها وبعدد الحكومات التي تنتجها، لان الكثير من الاشخاص يتسلقون للسلطة عبر صناديق الاقتراع وهم لا يحصلوا الا على اصوات اولادهم وزوجاتهم ومن المقربين لهم، ولا يفهمون دورهم بأنهم ممثلون لكل الشعب وليس لطائفة او قومية او منطقة، منحازون للحزب الذي ينتمون له اكثر من انحيازهم للشعب. وان الديمقراطية ليست هبة او منه من الحاكم، وانما تنتزع بتكاتف جميع فئات الشعب.
والديمقراطية هي ليست ثوب نلبسه اليوم ونخلعه غدا، وليست وسيلة نستخدمها للإقصاء والاجتثاث والتسلط، كما انها ليست فوضى واقتتال، والديمقراطية ليست بعدد الصحف التي تصدر في البلاد والتي هي لسان حال الاحزاب والكيانات التي تصدرها.
الديمقراطية ليس بتزوير صناديق الاقتراع وتزوير لإرادة الناخب، كما انها ليست بالمفخخات، ولا بالكواتم ولا بعدد الشهداء والجرحى من جراء الاعمال الاجرامية الارهابية، والديمقراطية ليست بطريقة حرق وتفجير الجوامع والمساجد والحسينيات والكنائس ، ولا بطريقة المناطق والمدن والمزارع التي تحرق وتغرق.
الديمقراطية ليست بتكميم الافواه ، وقمع الحريات، ولا اللجوء الى مستويات غير معهودة من استخدام القوة والعنف ضد المواطنين، والحديث عن المخططات الخارجية ،والايادي الخفية، والخونة والعملاء ،ضد كل من يتظاهر ويعارض سياسة الحكومة ونهب ثروات البلاد والعباد، الديمقراطية ليست بمساكن الفقراء بين المقابر وتحت الجسور وفي العشوائيات.
الديمقراطية ليس بأمراض تجتاح المدن من جراء حرق نفايات الطمر الصحي ولا بانتشار الامراض المسرطنة والاوبئة والمخدرات، والديمقراطية ليس بتزايد عدد المتسولين، ولا بعدد العاطلين وبعدد الاميين. والديمقراطية ان لا يدرس ابنائنا في مدارس من الطين.
الديمقراطية ليس برئيس يعيد ترشيح نفسه جالسا على كرسي متحرك وهو يحمل كل الامراض التي انهكت جسده والتي تشابه حجم الامراض التي تجتاح وطننا العربي وتعشعش فيه وتبقيه مشلولا. الديمقراطية لا تعني التمسك بكرسي السلطة اذا اراد الشعب تغييره. كما ان الديمقراطية ليست بحل حكومة وتشكيل اخرى كل شهر.
و لا ديمقراطية إلا بالديمقراطيين، الذين يؤمنون بالديمقراطية ويدعون لها بقوة ووعي ولايقف اهتمامهم الديمقراطي عند مسألة صناديق الاقتراع والعملية الانتخابية فقط . بل التداول وفق ثوابت لايمكن تجاوزها او جهلها والمتمثلة بالحريات العامة والخاصة وصولا الى حقوق المواطن الكاملة بعيدا عن أي تمييز للدين او العرق او المذهب ومن يتقدم للسلطة يتقدم لها وفق المبادئ الثابتة التي لايمكن ان تتغير وفق قاعدة الاكثرية العددية.
الديمقراطية نظام اجتماعي يؤكد قيمة الفرد وكرامته الشخصية الانسانية، ويكون الشعب فيها مصدر السلطة وتقر الحقوق لجميع المواطنين على اساس من الحرية والمساواة من دون تمييز بين الناس بسبب الاصل، والجنس، الدين او اللغة.
في الديمقراطية تبقى العلاقة قائمة بين جمهور الناخبين وبين الشخص الذي انتخبوه، ويستطيع الناخبون ازالة النائب واجراء انتخاب اخر للنيابة عنهم، وهذا النوع مطبق في دول اوربية . لا ان يبقى النائب او الوزير( محصن) بالحصانة وهو قاتل او سارق او مرتشي وناخبيه يرمونه بالمخلفات عند محاولته عرض نفسه على ناخبيه.
ومن هنا فأن الديمقراطية هي ثقافة ووعي وممارسة، والتأسيس لنظام ديمقراطي حقيقي يقود البلاد الى بر الامان...



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الحكام العرب اٍ نتجوا لنا -الديمقراطية- ولا تستوردوها.. ...
- صناديق الاقتراع: هل هي تأملات للتغيير.. ام ماذا..!!؟
- لماذا نخطأ ولا نعتذر.. اذا كان الاعتذار من شيم الشجعان.!؟
- ستبقى عزيزا يا عراق..
- اذا طاح الجمل تكثر سكاكينه.
- الناخب العراقي الغيور: تمهل قليلا ثم صوت..
- ديمقراطيات متعددة وليس ديمقراطية واحدة..!!
- هكذا هو العراق اليوم؟!!
- العراقيون الاصلاء والقرار العادل في الانتخابات..
- حملات انتخابية: مشاريع انتخابات ام مشاريع صفقات.؟!!
- ليس هذا الشباب الذي نريده ونتمناه ؟!!
- العولمة والعالمية: خير وشر لابد ان نفرق بينهما ؟
- -ديمقراطيات -الربيع العربي الى اين؟
- هل يتراجعا مجلس الوزراء ومجلس النواب عن قرارهما.؟
- العمود الصحفي وحيرة القارئ..!!
- الفهم والتصور الصهيوني للعولمة..
- كلام من زمن فات.. له شجون وذكريات..
- مقالات: مدح أم نفاق..!!؟
- مناشدة للمتقاعدين فقط..؟
- برلمانيون وسياسيون يجهلون مفهوم( الاغلبية)..!!


المزيد.....




- -تسنيم-: قرارات جديدة لتسريع البحث عن مروحية رئيسي بعد بيانا ...
- مصدر مطلع: المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لم يعقد اجتما ...
- الإعلام الرسمي التركي: مسيرة -أكينجي- رصدت مصدر حرارة يعتقد ...
- مسافرة تتقدم بشكوى ضد شركة -مصر للطيران- بسبب -دودة في وجبة ...
- الطوارئ الروسية تنشر مشاهد تحميل مروحية من نوع خاص لإرسالها ...
- مصر.. فتاة تمنع تشييع جنازة قبل حصولها على مستحقاتها من أحد ...
- تنظيم -داعش- يتبنى هجوما استهدف سياحا وسط أفغانستان
- مسيرة تركية ترصد مصدر حرارة يعتقد أنه حطام طائرة رئيسي
- السعودية: الملك سلمان يخضع لبرنامج في جدة لعلاج التهاب في ال ...
- بماذا ينص الدستور الإيراني في حالة غياب الرئيس؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر كريم القيسي - ديمقراطية بلا ديمقراطيين.!!