أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الدليمي - نقد














المزيد.....

نقد


رياض الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


النص
تشكلات المعنى بدلالة المعنى الغائب
رياض الدليمي
ثمة وهم مشترك ينتاب كلا الشريكين منتج النص ومتلقيه في حقيقة الفهم ، إذ يسلم المتلقي على أن منتج النص هو القابض على معنى النص المقروء ، ومنتج النص – الكاتب - فرح بما توهم من سلطة ممنوحة له من قبل المتلقي ومن هنا تقع الإشكالية .
إن سلطة الفهم هي سلطة تداولية مشتركة مابين الاثنين وقد تكون سلطة مفقودة فقدها الاثنان .
في السابق أشيع فهما غير مبررا بان - المعنى في قلب الشاعر- وفي حقيقة الأمر إن هذه المقولة إذا ما تناولناها بشكلها المباشر فثمة مغالطة كبيرة وقعت على الشاعر : أنه هو الوحيد الحاكم الباسط لمجريات الفهم ، وإذا ما قوربت بشكلها الدلالي الصحيح فثمة تأويلات شائكة ومختلفة مابين معنى النص الذي أريد له من قبل منتجه ومابين حقيقة المعنى الغائب من جهة ، ومن جهة أخرى مابين المعنى الذي استقبله المتلقي وفق آلياته المعرفية وذائقته وفك شفراته .
ليس كل النصوص قابلة للتأويل أو بحاجة إلى التأويل ، إننا نتحدث هنا على النصوص ذات البعد الدلالي والمعرفي والبلاغي ، إذ إن النص المباشر هو كما هو لدى منتجه ومتلقيه ويشتركان في ذات الفهم وهو محكم في سياق معناه المباشر .
نعتقد بان إشكالية فهم النص المقدس والاختلاف السائد في فهمه والقصدانية العلوية في إبقائه نصا حيويا مفتوحا لكل احتمالات الفهم ويحتمل أكثر من قراءة ، وفي حقيقة الأمر لا يعلمه إلا صانعه ، وان منحت سلطة ما إلى حامله ومتلقيه من الذين يتمتعون بقدرة التأويل والفهم ، وهذا بطبيعة الحال لم يجمع عليه ولم يفلح بالنفاذ إلى هالات القدسية ، ويبقى النص المقدس مفتوحا لأكثر من تأويل وفهم لأسباب لا نعلمها ، لان قدرته أي – المتلقي - مهما بلغت من الشدة والتمكن تبقى عاجزة أمام قدرة صانعه جلت قدرته .
إن منتج النص حينما تتولد لديه الفكرة في سياق لغوي وفي صورة التجسيم للفكرة والصورة يعتقد بأنه قد افلح على تجسيدها كما هي بصورتها وشكلها ومعناها في عمقه الفكري والوجداني ، ولابد أن تتسلل إلى المتلقي كما يعتقد إلى ذات المفهوم والدلالة التي تولدت لديه في لحظة الكتابة ، أو كما خطط لها ، وبهذا يكون هو القابض على سلطة المعنى لان قلبه المنتج أي عمقه الوجداني والفكري ، وعلى المتلقي أن يقبع أسيرا لسلطته ، أو مهادنا له ، أو مشاركا بالضرورة لما يعتقد .
إن إحاطة الفكرة والثيمة للنص ببيئة وأجواء النص أو بيئة الفكرة والحالة النفسية والذهنية للكاتب والشارات والرموز والأحداث وقدرته على توظيف وتناغم كل هذه المؤثرات على النص قد تفلت من سلطة الكاتب في لحظة الكتابة ولم تشير إلى ما أراد له الكاتب من قصدانية معنى ما أو معان ظاهرة أو باطنة في مجريات النص الذي يقع تحت سلطة أخرى وهي سلطة المتلقي .
أو يترك الكاتب المعاني في قلبه الذي قد يكون في اغلب الأحيان متمتع في عتو سلطته التي لم يفلح في اختراقها الاثنان - الكاتب والمتلقي - ويبقى المعنى غائبا بين طيات سلطة القلب والوجدان والفكر .
خلاصة القول إن النص ومتلقيه وغياب المعنى اللحظي للكتابة يشكلان ثالوث الفهم وهم جميعا يعطون البعد الدلالي لعمق النص ، وليس هناك معنى حقيقي للنص ومهما بلغت قدرة النقد والفهم والقراءة ، تبقى هناك احتمالية لفقدان احد أركان المعنى ، تركها الكاتب في قلبه بقصدية أم من دونها لتضيف صيرورة قدسية له ، وهذا لا يشكل خللا بل يضيف عمقا وجمالا للنص .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الدليمي - نقد