أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس جركس - قطعان الأسد لا تمنح شرعية














المزيد.....

قطعان الأسد لا تمنح شرعية


فراس جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين سنّ فقهاء عصر التنوير مفهوم الدولة الحديثة وفق نظرية العقد الاجتماعي، محطّمين أعمدة الدولة الثيوقراطية والحكم الملكي المطلق، أجمعوا على أن الشعب مصدر السلطات الوحيد وأنه متساوي في الحقوق والواجبات. لكنهم أخطأوا حين لم يحدّدوا ماهية هذا الشعب، إذ كان عليهم التمييز بين الشعب الإنساني والقطعان الحيوانية المتشبّه بالإنسان - بصنفيها: العاشبة و اللاحمة، والمثال الحي على ذلك أولئك الذين هرولوا لانتخاب مجرم العصر، بشار الأسد. ولا أقصد المعارضين الذين صوّتوا بسبب وجودهم في المناطق الخاضعة للاحتلال الأسدي، فلا تكاد توجد عائلة من هؤلاء إلا و فقدت شهيداً أو لديها معتقلاً، وصوّتوا مكرهين مرغمين كي يتجنبوا المزيد من اجرام الأفرع الأمنية و وحشيتها.
إنما أقصد الأحياء الأموات، وهواة الجريمة والإجرام من القطعان البشرية. ولا بد من تمييزهم عن الحيوانات المفترسة، فالحيوان المفترس يفترس فريسة واحدة ملبّيا حاجته الغذائية وفق شريعة الغابات، ولا يقتل لمجرد توقه للقتل. أما هؤلاء، امتهنوا القتل ويستمتعون به، فشريعتهم تستنكرها الحيوانات ولا تهبط لمستواها، ومثلهم لن يرى مجرماً يتفوّق على بشار في الممانعة بالتخلي عن الكرسي الذي يمنحهم الحق في القتل والتعذيب والتمثيل والسلب والنهب ليكون قائدهم.
إن الذخيرة التي هُدرت بفرحتهم ونشوتهم واحتفالاتهم بالفوز العظيم، لا تحرر الجولان لأن في ذلك مبالغة، لكنها تكفي لإنشاء نواة مقاومة حقيقية في الجولان أو في الأحواز. ربما لم يعد يذكر البعث العروبوي وقائده أن الأحواز أرض عربية محتلّة، لقد نسي ذلك منذ عام (2003) حين أرغم الناشطين الأحوازيين الذين جعلوا من دمشق ( قلعة الدفاع عن العروبة) مقرّاً لهم، على مغادرتها إلى طهران، ومعروفٌ مصير المعارضين لنظام الملالي.

من المضحك أن يحتفل سوريون بفوز الأسد، وكأنهم يصدقون في داخلهم نتيجة الانتخاب ومصداقيتها. والشعب السوري هو الوحيد القادر على أن يدرك حقيقة انتخابات بلاده. فلو قامت لجنة موثوقة بعدّ الأصوات لتفاجأت بأن نسبة نجاح الأسد أكثر بكثير من (88,7 %)، لأن السوري الواحد، وقبل الثورة، إذا كان من هواة التصويت يدلي بعدة أصوات أثناء "الاستفتاء الرئاسي"، استفتاء وليس انتخاب، لأن مصطلح انتخابات رئاسية ملغيّ من معجم السياسة السورية خلال الحقبة الأسدية، حيث لا يوجد سوى مرشح واحد مع كلمتي "نعم" و "لا"، وعليك اختيار نعم لحرمة التفكير بلا، فالاستخبارات وأفرعها المتعدّدة، وأذرعها الممتدّة كأذرع اخطبوط والمتشعّبة كخلايا سرطانية، وأعينها المنتشرة على كامل التراب الوطني، لا تجهد نفسها باختراق الصهيونية وسياساتها ومشاريعها، أو الإمبريالية ومؤامرتها المزعومة، إنما كل ما يعنيها اختراق فكر المواطن السوري الذي تعتبره العدو الحقيقي فيما لو فكّر مجرّد تفكير بشرعية الأسد، أو تساءل عن حقوقه كمواطن، لتستأصله قبل أن تصبح الفكرة صوتاً بوجه تلك الديكتاتورية التي ذهبت أبعد مما كانت عليه ديكتاتوريات أوربا في مراحل الحكم المطلق. أما المواطن الذي لا يدلي بصوته أثناء الاستفتاء، فيوجد من ينوبون عنه لأداء تلك المهمة. أذكر في أحد الاستفتاءات أني لم أذهب لأي مركز انتخابي، وكثر مثلي، وخلال أيام قليلة تلت الاستفتاء، التقيت بمسؤولي المراكز الانتخابية الثلاث في المنطقة على التوالي، وكانت أحاديثهم متشابهة، تقتصر على السؤال عن سبب الغياب، وأنهم أدلوا عنّي بصوتي كي يجنبونني أية مساءلة أمنية. أي أني صوّت ثلاث مرات دون أن أعلم. فكم نسبة الذين صوتوا دون علم في المهزلة الانتخابية الأخيرة ؟ وهل عملية التحول من استفتاء إلى انتخاب و وجود ثلاثة مرشحين تجاوزت المسمى؟ أم أن المرشحَين الدميتين لم يجرؤَا على التصويت لنفسيهما ؟ وماهي عدد مرات التصويت للشخص الواحد من هواة التصويت؟ لذلك فالنسبة (88,7) ، إنما هي نسبة ضئيلة، والنسبة الحقيقية قد تفوق (150%) ، وتشكل سابقة في التاريخ السياسي لا يستطيع بلوغها إنسان عاقل.

لقد كان نظام الأسد تواقاً لإجراء الانتخابات رغم علمه المسبق أن الكثير من الدول والسوريين لن يعترفوا بشرعيتها، لكنها فرصة لإظهار تبعية قطيعه ومحاولة تعميم ذلك على الشارع السوري بكافة الوسائل. إنها وسيلة لا تختلف عن الوسائل التي تبناها خلال فترة طويلة من عمر الثورة والمتمثّلة بالمسيرات المؤيدة، أي محاولة لإظهار شرعيته الساقطة كما يسقط طرح لا شرعي على أنها صلبة وغير متأرجحة، يريد من خلالها توجيه رسالة لحلفائه قبل خصومه، ليزيد من قناعتهم أنه مازال قوياً متماسكاً بوجه المؤامرة الأممية الكونية، وأن مساعدتهم له لم تذهب سدى، كي يستمروا في تأييدهم ودعمهم لسياساته التدميرية.
والذين هللوا واحتفلوا وباركوا ورقصوا فوق الأشلاء، لم يصوتوا كالعادة بقطرة دم من أصابعهم، إنما صوتوا بدماء ربع مليون شهيد، ومثلهم من المعتقلين والمفقودين، وسبعة ملايين مشرّد. وأمثال هذه العيّنة من البشر بحاجة لمن يشرّع وجودهم على أنهم من صنف الإنسان، قبل أن يحاولوا منح الشرعية للمسؤول الأول عن كل المجازر والدمار الذي لحق بسوريا.



#فراس_جركس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثورة الكرامة إلى حروب خط الصدع


المزيد.....




- مع زعيم أفريقي.. ترامب يشعل ضجة بفيديو أسلوب حديثه: اسمك وبل ...
- فرنسا وبريطانيا تعلنان لأول مرة عن تنسيق جديد في -الردع النو ...
- رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ...
- هاربون ومصابون ومنسيون.. مهاجرون على حدود بولندا مع بيلاروسي ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره
- أطباء: نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة
- حماس: نسعى لاتفاق شامل ينهي العدوان على غزة
- ممثلون للكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- في قطر لبحث اتفاق سل ...
- روسيا ومؤامرة تسميم ذكاء الغرب الاصطناعي
- حكومة نتنياهو تقيم نموذجا مصغرا لإسرائيل الكبرى في الضفة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس جركس - قطعان الأسد لا تمنح شرعية