أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد هاشم الحبوبي - غزوة سامراء..لا شيء تحت السيطرة















المزيد.....

غزوة سامراء..لا شيء تحت السيطرة


احمد هاشم الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من اللائق تكرار المقدمة المعهودة التي تتضمن الاخفاقات التي لا عدّ لها التي وقعت بها حكومتنا، فالضرب في الميّت حرام.

في الخامس من حزيران 2014، تمكّن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من مهاجمة مدينة سامراء (120 كيلومتر إلى الشمال من بغداد) التي تضم مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ومشاهد دينية مقدسة لدى الشيعة. ومعروف جيدا كيف يتعامل تنظيم «داعش» مع كل ما يمتّ للأديان والمذاهب الأخرى، كما فعل بمراقد وأضرحة سوريا التي طالتها ايدي مسلّحيه. دون أن ننسى ما فعله أبوه، تنظيم «القاعدة» مع مرقدي الإمامين المذكورين في شباط 2006، بل بِما فعله أسلافهم الذين استباحوا ضريح الإمام الحسين عليه السلام في 22 نيسان 1802 [1].

لم يصدر من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية سوى تصريحات اعلامية هزيلة غير متماسكة لا يمكن الاعتداد بها. وهذا ديدنها (القيادة العامة)، فكأنها تريد ان تبقي الناس في حيص بيص، أو أنها هي أيضا لا تدري شيئا، و«حَشْرٌ مع الناس عيد».

مع كل حدث جلل يتصدى الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع وقائد القوات البرية وقائد عمليات المنطقة المنكوبة لوسائل الإعلام ليشرح الموضوع ويؤكد ان ما جرى لا يعدو عن تعرض «دجاجة» لمعاكسة مِنْ ديك أرعن. وكأن الارواح التي زُهِقـَت والدماء التي سالت والأملاك التي دُمـِّرَت لا قيمة لها ولا رقيب أو شهيد عليها.

فيما يخص غزوة سامراء، اوقعتنا القيادة العامة للقوات المسلحة في نفس الحيرة. لذلك ولخطورة الموقف وحراجته، اخترت ان اتكفل بتوضيح الأحداث وفق تسلسلها الزمني عبر تتبع التفاصيل في الصحف والمواقع الاخبارية الرصينة.

1) افادت مصادر أمنية أنّ مسلحي تنظيم «داعش» فجّروا مركزا للشرطة على بعد 25 كيلومترا جنوبي سامراء وقتلوا عددا من أفراد الشرطة قبل أن يواصلوا تقدمهم إلى المدينة وهاجموا حواجز تفتيش في طريقهم [2].

2) واستخدم المسلحون أمس، الذين قدموا من المناطق التي تضم سلسلة من الهضاب والأراضي النائية بين ديالى وكركوك وصلاح الدين، سيارات وآليات نصبوا عليها مدافع ثقيلة، قالت مصادر إنّ بينها مدافع مضادة للطائرات [2].

3) وذكر اهالي سامراء ان «مسلحي داعش دخلوا بسيارات رباعية الدفع، وبعضها مصفح، الى المدينة بحدود الساعة الثالثة فجراً، عبر الطريق الزراعي الواصل بين سامراء وديالى والموسوم بطريق الضلوعية»، مضيفين أن «المسلحين اشتبكوا مع بعض نقاط التفتيش، في حين انسحب جنود العديد من هذه النقاط، ما سهّل دخول المسلحين الى المدينة سريعاً [3].

4) نقل موقع واي نيوز الالكتروني عن مصدر أمني أنّ مسلحي «داعش» كان بمعيتهم أسلحة ثقيلة كانوا قد غنموها من مواجهات سابقة مع القوات الحكومية من جيش وشرطة.

5) سيطر المسلحون على ستة احياء سكنية في الجانب الشرقي من المدينة، هي الجبيرية والشهداء والعرموشية والخضراء والمعلمين والضباط. كما سيطروا على مبنى البلدية ومبنى الجامعة بعد دخولهم المدينة من الشرق ومن الغرب ليرفعوا عليهما الراية السوداء لجماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». واحتلوا أيضا جامع الرزاق الذي يعدّ المسجد المركزي في المدينة، ومقر الدفاع المدني وأعلنوا «تحرير» المدينة عبر مكبرات الصوت وحثوا الناس على الانضمام إلى جهادهم ضد الحكومة [2]. وأمهلوا القوات الأمنية ساعتين لإلقاء اسلحتهم وتسليم انفسهم. ويعني ذلك ان تنظيم «داعش» قد وجد له موطئ قدم في سامراء، وأن مرقدي الإمامين باتا على مرمى حجر من نيرانه.

6) قتل المسلحون ثلاثة من أفراد حماية وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي، بعد اقتحامهم منزله في حي الخضراء وسط سامراء.
7) عمليا أعاد تنظيم «داعش» بغداد إلى اجواء 2004 – 2008، فهي محاطة بمناطق خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» كليا أو جزئيا.

8) أعلن قائد القوات البرية الفريق علي غيدان، في بيان صحافي، عن «مشاركة 300 آلية عسكرية مدعومة بسلاح الجو في عملية تحرير المدينة من المسلحين وفك الطوق الذي ضربه تنظيم داعش حول مرقدي الإمامين العسكريين»، إضافة لاشتراك مجموعة من الفرقة الذهبية (جهاز مكافحة الارهاب) في عملية تطهير المدينة من المعتدين.

سوف لن نسمع شيئا مفيدا من حكومتنا الرشيدة وقيادة قواتنا الباسلة، التي خسرت كل معاركها مع الارهابيين منذ 2003 إلى اليوم. فقد انشغلَ الناطقون والقادة بمعركة الأرقام؛ ارقام القتلى والجرحى والمركبات المحترقة.

لم ينسحب ارهابيو «داعش» لصحوة ضمير مفاجئة، بل لأن هناك ابطالا في القوات الحكومية وقفوا بمواجهتهم وردوهم على اعقابهم مهزومين. لهؤلاء الابطال مِنـّا كل الحب والاعتزاز والامتنان.

المراجع
[1] جريدة الأخبار اللبنانية، تراث العار: عن الذين نبشوا قبور آل النبيّ وصحبه، جعفر البكلي، العدد 2298، 20 ايار 2014.
[2] جريدة السفير اللبنانية، «داعش» يطرق أبواب سامراء، 06 حزيران 2014.
[3] صحيفة الأخبار اللبنانية، العراق والمنطقة ينجوان من الانفجار الكبير، مصطفى ناصر ومحمد نزال، العدد 2310، 05 حزيران 2014.

لمزيد من التفاصيل عن غزوات «داعش»، اقترح قراءة المواضيع التالية:
• غزوة وزارة العدل: http://anahabobi.blogspot.se/2013/03/blog-post_17.html

• عمليات بغداد، معالجة الاخفاق بالخنق: http://anahabobi.blogspot.se/2013/07/blog-post_25.html

• غزوة قهر الطواغيت: http://anahabobi.blogspot.se/2013/09/blog-post_2.html

• غزوة عكاشات: http://anahabobi.blogspot.se/2013/10/blog-post.html



#احمد_هاشم_الحبوبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في «اليوم التالي»
- اغتيال الشيخ محمد سعيد البوطي..استنساخ التجربة العراقية
- صفقة السلاح الكرواتي لمسلحي سوريا
- إيران والسعودية: «ليلى والذئب»
- إسلاميو فلسطين في خضمّ الاشتباك المذهبي
- نوبة الغضب التي فجرت السفارة الإيرانية في بيروت
- أميركا السعودية؛ رؤى متباينة احيانا
- السعودية ودعم الإرهاب بعيون غربية
- الإعلام السعودي ضد عرب «الهلال الشيعي»
- الإعلام اللبناني والتصعيد السعودي في لبنان
- لبنان في مرمى نيران التكفيريين
- السعودية وعرب «الهلال الشيعي»


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد هاشم الحبوبي - غزوة سامراء..لا شيء تحت السيطرة