فراس الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 11:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفائز الخاسر, أم الخاسر الفائز؟
تتلاطم الأمواج وتزبد المياه على الحجر, ويذهب الزبد ويبقى الحجر..
للحظة قد يتصور الإنسان نفسه فائزا وتأخذه النشوة ويتعامل مع الآخرين من منظور فوقي ينبع من منطلقات فوزه التي خطها لنفسه..
لكن هذه النشوة كالزبد بكثرته زال وترك الحجر الصلد تتكسر عليه الأمواج في علاقة مضطربة لا الفائز فيها فائز ولا الخاسر فيها خاسر.
أنها اللعبة السياسية, والعلاقات الاجتماعية, مترابطة متفككة, قلقة متزنة, متحركة ثابتة..
فلا منتصر إلا من يضحك أخيرا؛ ولنا في الانتخابات العراقية السابقة والحالية أمثلة, فقد فاز السيد أياد علاوي أولا ليخسر أخيرا, بتلازم أعضاء الائتلاف الوطني واتفاقهم على الفكرة, وحركتهم المتوازنة من اجل تحقيق ثوابتهم.
لقد ارتقى السيد المالكي على أكتاف الائتلاف الوطني, وتمكن الحكم لولايتين متتاليتين بواسطة كتل هذا الائتلاف, ولكنه بتفرده الظاهر, وابتعاده عن المشورة, والاتفاق لصالح دولة القانون لا الدعوة, ساهم بعزل نفسه خارج دائرة الائتلاف.
الأمر الذي يهدد فوزه, ويقلل من فرصة نجاحه في حصد الولاية الثالثة برغم عديد المؤيدين له, كما حدث لتجمع السيد أياد علاوي.
واقع يفرض علينا كمتلقين ومتأثرين حيرة نعيشها عند محاولة تحديد الفائز؛ فهل سيكون من حصد منفردا غالبية المقاعد؟ أم سيكون من نهض ليجمع ما فاق المتفردين, بشراكة وطنية وعقد خرزه ملونة؟
الذي يجعلنا نفكر أكثر وأكثر هو التساؤل الأتي :هل سيكون الفائز الخاسر, ام الخاسر الفائز؟
#فراس_الكناني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟