عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 01:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل قيام الثورة كانت هناك مساعي دؤوبة لفتح الحوار من قبل (السلطة الأسدية) مع ممثلي قيادة ربيع دمشق، استنادا إلى مبدأ (الترهيب والترغيب) ، بعدما اعتقلوا اثني عشر من النشطاء الزملاء في لجان إحياء المجتمع المدني، سيما بعد حضور (لجان إحياء المجتمع المدني ) اللافت في الشارع الوطني من خلال توقيع (وثيقة الف ) من قبل الناشطين ونخبة المثقفين ...
استدعاني حينها (هشا م بختيار) رئيس المخابرات العامة في سوريا، بحضور الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان، واللواء فؤاد ناصيف مسؤول قسم التصت والتجسس على المعارضة، ولواء عسكري من الحرس الجمهوري لم أعرف اسمه ...
كان اللقاء ينصب على إيجاد صيغة للتفاهم، لأنهم لم يعودوا يطيقون كتاباتي في (جريدة النهار) اللبنانية وحواراتي على الإعلام ...وهم يقدروني إلى الحد الذي لا يمكن لهم أن يعتقلوني حسب تعبيرهم، وأن مشتركاتنا العلمانية مع حزب البعث، يفترض أن تكون أعمق من مشتركاتنا (السياسية ) مع الأخوان المسلمين ...وعرضوا علي وعلى الموقعين على وثيقة (الألف ـ ال 16 كاتبا ومفكرا ) أن نشرف على مركز بحوث تابع للقصر الجمهور، وممول من قبله وبموازنة تتجاوز موازنة أية وزارة ...
لماذ نورد هذه الحادثة بهذا الوقت ؟؟؟
لأننا ببساطة سمحت لنا هذه المقارنة، بين درجة شدة إخلاصنا كمعارضة وإخلاص شركائنا في ا لثورة ... وبين درجة شدة إخلاص أعدائنا في النظام الأسدي الفاشي وبطانته الأمنية والعسكرية لنظامهم ...وذلك من خلال محاولة النظام لكسبنا كمعارضين، (وهو أنا ومجموعة المنتجين والمصدرين لوثيقة الألف (ال 16) )، لشدنا إلى صف النظام الأسدي الفاشي، بالترغيب والإغراء والتلويح غير المباشر بالترهيب، من خلال اعتقال مجموعة (ال 12 ) من أصدقائنا في لجان إحياء المجتمع المدني ) ...
أما موقف المعارضة ( الأخوانية الشمولية الاحتكارية، المتشاركة احتكاريا مع اليسار الشمولي ( الرياض تركي) ،فكان ردها على الأخوة اللبنانيين من جماعة (14 آذار)، حول دور لعبد الرزاق عيد في المجلس الوطني الأول ...فكان جواب الجميع ...أنهم على استعداد أن يتقبلوا أي اسم كان من المعارضة ما عدا الاسم المذكور ...
فعندما تجد مندوبي السلطة الأسدية على هذه الدرجة من الجموح لاستدراج واستقطاب الأسماء الثقافية والفكرية للمعارضة ...وتقارنها بموقف الأخوان والشيوعيين تجاه ممثلي مثقفي ومفكري الثورة، نكتشف درجة إخلاص كل من طرف (النظام من جهة، و المعارضة من جهة أخرى "لقضيته")...
ومن دلالة ذلك نفهم ما معنى أزمة الثورة اليوم ومراوحتها في مكانها من خلال إخاص السطة لقضيتها السلطوية، وحماس المعارضة لحساباته الذاتية ... الأمر الذي يتيح للعصابات الأسدية اليوم أن تتحدث عن انتصارات عسكرية وسياسية وانتخابية بغض النظر عن أنها كاذبة وملفقة زائفة ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟