أمين عام الحكومة السورية المؤقتة المكلف ظاهرة فذة !

صلاح الدين عماد الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس التوصيف المتضمن في عنوان المقال إضافة بقصد الإثارة أو على الأقل للفت نظر القارئ ،وإنما تعبيراً مطابقاً لواقع حال هذا الرجل الدمشقي والذي جاءت به سياسة المحاصصة إلى الحكومة السورية المؤقتة كما جاءت بغيره
فبعد أن ارتأى المعنيون بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة أن يكون نائب رئيس الحكومة دمشقياً وبعدأن اعتذر أكثر من مرشح للمنصب لأسباب مختلفة رشح أحدهم هذا الشخص الذي لم يكن تبدو عليه بادي الرأي أمارات الشخصية الاستثنائية والإمكانيات الخارقة للعادة
لن نتحدث عن انفصاله الوجداني والفكري عن قضية الشعب السوري ومآسيه فهذا حال معظم زملائه ، ولن نتحدث عن شغفه بمظهره الخارجي وانشغاله الذي يصل إلى حد الهجاس بموديلات السيارات التي يجب أن تكون تحت تصرفه ، وما تلمسه لديه منذ الجلسة الأولى معه من توهم عصيّ على التبديد بوسامته ؛ فهذه كلها نوازع شائعة ولا تمثل خرقاً للعادة
الصفة الخارقة أن هذا الرجل كلّف بمنصب نائب الرئيس وبعد ذلك كلّف بمنصب وزير التربية بشكل مؤقت وبمنصب الأمين العام لشغور المنصبين الأخيرين ،ولأنه توسم فيه قدرات فذة فقد ارتأى من كلفه أنه يستطيع أن يضطلع بأعباء المناصب الثلاثة والتي يحتاج كل واحد منها إلى تفرغ كامل
وظهر أكثر من مرة على الفضائيات ظهوراً كارثياً تسبب في اعطاء انطباع عن جهله بالتفاصيل ونظن أنه يعذر لأنه حمّل أثقالاً تفوق طاقة البشر
الأمر الذي يجعلك ترفع القبعة لهذه الشخصية الفذة هو أن أمين عام الحكومة ونائب الرئيس يسيّر أمور الأمانة العامة للحكومة المؤقتة عبر التحكم عن بعد فهو يقيم -في سابقة لم تحدث في التاريخ- في بلد غير البلد الذي تتواجد فيه الحكومة مع أنه من المعلوم أن الأمين العام لأي وزارة هو الشخص الإداري الأعلى المعني بالأمور الإجرائية وأنه أكثر مسؤول في الوزارة مطلوب منه أن يتواجد في مقر عملها
ما يثير الدهشة أيضاً أنه قادر على تسيير أمور الأمانة العامة من اسطنبول مع أن اعتماده في عنتاب -حيث مقر الحكومة- هو على موظف صغير لا يملك أي قدر من الكفاءة ما عدا تاريخه الفني حيث شارك منذ سنوات قبل الثورة في برنامج من برامج الهزل اللبنانية وهو برنامج قسمة ونصيب ولمن لا يذكر هذا البرنامج فقد كان برنامجاً يجتمع فيه شبان وشابات ويقيمون علاقات ويقوم البرنامج بتبني العلاقة التي تستمر وتزويج طرفيها
هل توافقونني الرأي أن تسيير أمور الأمانة العامة من بلد غير بلد الحكومة وبالاعتماد على أحد نجوم برنامج قسمة ونصيب هوعمل فذ يعبر عن قدرة إدارية خارقة ؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل