أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام جليط - الحياة؛ لغز للعقلاء...















المزيد.....

الحياة؛ لغز للعقلاء...


عبد السلام جليط

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة؛ لغز للعقلاء...

ما قيمة الحياة وأنت لا تدرك معناها ؟ ولكن، من يدرك معنى الحياة ؟ هل أدركها الفيلسوف الذي يصيغ النظريات والتصورات حول دلالات الوجود الإنساني في هذا العالم ويأتينا بتأويلات ومفاهيم ما لا يتحمله "عقل الجمهور والعامة"، وكأنّ الحياة شيء آخر تماما عكس ما يعيشه باقي الناس..أم يدركها الروائي الذي يعصر خياله في وصف تفاصيل الحياة والسفر إلى عوالم أخرى غير واقعية ولكنها ممكنة، لأنهّا إحدى أبعاد الحياة/الوجود، وبإمكانها أن تتحقق واقعيا لولا خبث هذا "الكَنس" الذي يسمى "البشر"..أيعرف أسرارها الخيميائي الذي يفك شفرات اللغة الكونية ويملك أكسير الحياة، ويفهم لغة الإشارات "المكتوب"...أم أن الشعراء والأنبياء والمتصوّفة هم من تنكشف لهم أسرار الحياة، فيقرؤون تفاصيلها في كتاب "العلم اللدني" دون عناء...
آآه أيتها الملعونة، يلعنك الجميع في كل أحاديثهم ولقاءاتهم ويدعون لبعضهم بطول البقاء معك في أعيادهم وأفراحهم، منافقون أم سحرك هو من يلقِ بهم في عوالم غرام هذه التي يسميها "المؤمنون" "دار الفناء"، فلماذا يرجون البقاء فيها أطول مدة إذن؛ إنه العشق حد الكره.
إن الحياة أشبه بالفتاة الجميلة الفاتنة في كل الأصقاع العربية، عندما تمرّ في الشارع العام، الكل يصبح أخلاقيا، قسّا أو مرشدا وواعظا دينيا، قديسا، ويتحسر على الأخلاق، وعلى الحياء ويلعنها بجميع أنواع السب والشتم، وبدواخلهم تسيل لعاب الشهوة والغريزة، الكل يشتهيها كما هي، متبرجة وفاتنة، فهل هناك من يكره الحياة ؟ أجزم بذلك؛ لا أحد .
الحياة؛ لغز حقيقي وكل محاولة للكشف عنه هي بدورها إضافة لشفرة جديدة إلى هذا اللغز، لا تفسير نهائي لها، يكفي أنها الحياة كي تكون اللغز المحير..
ولكن أيعجز الإنسان عن إدراك معناها كل هذ العجز؟ أم أنني أصبحت أتفلسف بدون أدنى ضوابط التفلسف؟ أيعقل أن تكون الحياة عديمة المعنى، أو بالأحرى الإنسان عاجز عن إدراك المعنى، ولكن لماذا الإنسان مضطر للكشف عن معنى الحياة؟ هل هو مضطر أو مجبر على ذلك؟
يكفيه من الحياة أنه يحياها، ومتى جاء الموت يفنى وينتقل إلى حياة أبدية، يكفيه في هذه الحياة أنه يعيش ليدرس، ليأكل الطعام ويمشي في الأسواق الشعبية والممتازة، أنه يبدع، يكتب، يحتج، يبّح صوته في المظاهرات، يمارس الجنس مع صديقاته في الثانوية العامة ويتسكع معهن سنوات الجامعة، و هو يلهو بأحلامهن ومستقبله هو ، فيما آخرون يلتهمون الكتب في الليالي الطويلة، هذه هي الحياة، أيعتقد البعض أنها لغز؟ وهم، وهم أصيب به من ينظرون إلى الحياة بمنظار من يرى الأشياء كما لا تبدو بالنسبة للآخرين، وهم التميز، ووهم الأسئلة الزائفة/المزيفة،وإحساس العدمية الذي يسيطر على الناس في ظل الزمن الراهن، هل يكون من الأصوب أن نتساءل هل للحياة معنى أم الأجدى أن نتساءل ولماذا لا يكون للحياة معنى ؟ أو ما الذي حدث حتى أصبحت الحياة فاقدة للمعنى؟ ماذا وقع حتى أصبحت الحياة تافهة إلى هذ الحد؟ أعتقد الآن عدنا إلى السؤال الحقيقي والإشكال العميق جدا..
هل يكون التاريخ، كل أحداث التاريخ حدثت صدفة ؟ نتيجة للأخطاء في الدقائق الأخيرة، وهل الإنسان من يصنع التاريخ أم أن هناك يد خفية هي من تكتب التاريخ في عفلة من البشر، كل ما تحت قبة السماء كتب بنفس اليد؛ يقول باولو كويلو، أيكون كل هذا مؤامرة من القدر يحكيها في غفلة منّا دون أن ندري..
أحيانا كثيرة نحس بأنه في ثانية من الزمن كان بإمكان تداركها كي يكتب تاريخ آخر، كما يحدث في السياسة، في العلاقات الإجتماعية، في كرة القدم، "لولا كلمة سبقت"...
في ثانية من الزمن كان بالإمكان أن تستمر علاقات إجتماعية وتكون نهايات أخرى، لولا رمشة عين من دفاع فريق معين في آخر ثانية من اللقاء لفاز الفريق، ولكتب تاريخ آخر وكانت نهايات أخرى، عناوين أخرى، عناوين غير العناوين، وإحصاءات غير الإحصاءات وأحاسيس البشر غيرها أيضا...حيرة حقيقية هذه الحياة.
فماذا لو لم يأكل آدم وحواء من التفاحة؟ ماذا كان سيحدث ؟ هل كانت ستكون الحياة هي الحياة كما نتحدث عنها الآن؟ هل بإمكان الله أن "يتحّمل" ضجيجنا أمامه ؟ هل كنّا سنكون شعوبا وقبائل لنتعارف ونتحارب ونتصارع ونقتل بعضنا البعض في حضرة الرب ؟ سيقول المؤمنون إنها حكمة الله في ملكه "يفعل الله ما يشاء"، هذه الأجوبة تقنع الكثيرين ولكن ليس الجميع طبعا..
تبدو الحياة وكأنها مآمرة محبوكة ،ولكن لماذا يتآمر الله على الشيطان ؟ وعلينا ايضا؟
ولكن إذا كان كل شيء مكتوب فلماذا يلعن الشيطان؟ ما دام أن الله هو من جعله عصيا ومتكبرا ؟ أليس تكبره هو سبب تواجدنا في الأرض وفي هذه الحياة ؟ ماذا لو قدّر الله أن يسجد الشيطان لآدم؟ هل كان باستطاعة إبليس أن يهرب من مشيئة الله، أم أنّ كل هذه أسئلة مزيفة/زائفة ، بل باطلة ومحرمّة أيضا..ولكنّي لا أبالي بهم بمن يمنعون عقلي من السؤال وعلامات الاستفهام، فكفري وإيماني لن يضرا الله أو ينفعه في شيء، الله غنّي عنّي وعن كل البشر، لكنني مهووس بهذه الفكرة، بأن للكون خالق وبأن لي إله يرعاني ويحميني في غفلة منّي، أعشقه حتى التماهي معه، أشعر بهمساته أحيانا، بأوامره ونواهيه، بتجاوزه عنّي، فهوأدرى بخليقتي، بطبيعتي، فالنقص لا يصدر إلا عن مخلوق ناقص، والله يعرف أنه خلقني ضعيفا غير كامل، فله وحده الكمال، يتسامح معي؛ إذ يقول لي" أقبل على الحياة ولا تخف، لا تسمع لبائعي صكوك الغفران ومحنطو الأديان، مرتزقة الدين، دعاة الويل والوعيد، واصفو جهنم والجلود المتطايرة والوجوه المشوية..يرهبون الناس ويزرعون الخوف في قلوب العباد، فيما يذهبون هم لألمانيا وفرنسا والمناطق الفاخرة للاستمتاع بالحياة..حتى آخر جرعة..لا تسمع لهم، تجاهلهم، يكفيك من الدين أنك تؤمن بي، أن لا تسرق، لا تظلم، لا تنافق، لا تدّمر الطبيعة ولا تدمر نفسك أيضا، أن تعرف أنّي أنا الله لا إله غيري،،سبحانك تعاليت علواً كبيرا، لا أشك في وحدانيتك، وفي عدلك ورحمتك، ولكنّي كافر يا ربي ببائعي صكوك الغفران والمتاجرون بمآسي عبادك، أنت لا تريد كائنات خائفة، خانعة...لسنا بحاجة للخوف من الله فقط بل نحن في حاجة إلى حب الله أولاّ، والمشكلة أن كل الفقهاء والدعاة يعلّمون الناس كيف يخافون من الله لا كيف يحبونه.



#عبد_السلام_جليط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة القروية؛ بين خطاب التنمية الطوباوي والواقع المعطوب.!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام جليط - الحياة؛ لغز للعقلاء...