أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن ورامي - وضعية أوروبا نهاية القرن 18 وبداية 19















المزيد.....

وضعية أوروبا نهاية القرن 18 وبداية 19


حسن ورامي

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 15:40
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في نهاية القرن 18 فضلت غالبية الدول الأوروبية أن تهدئ من عدائها نحو فرنسا والتفت نحو أهداف أخري بعكس انجلترا التي بقيت علي موقفها العدائي , فقد كانت تجارتها مزدهرة و تمكنت بفضل قوتها البحرية من تدعيم مركزها الحربي ومنع تموين فرنسا بقافلات القمح و المواد الغذائية . وقد رأت فرنسا إن معاهدة 1786 قد ألحقت العجز بالتجارة الفرنسية فأقرت فرنسا الحظر علي البضائع البريطانية في سائر الدول المحتلة من قبلها . كما حاولت عزل بريطانيا أوروبيا بتوقيعها لمعاهدة "كومبو فورميو" مع النمسا في اكتوبر 1797. الا ان بتوقيع معاهدة "ريتشارد" مع النمسا سنة1798. أغضبت بروسيا و روسيا اللتان كونتا تكتلا و أعلنتا الحرب علي فرنسا ,خاصة أن مؤتمر ريتشارد جعل بونابرت يتطلع للسيطرة علي مصر ,وقد كانت حملة نابليون بونابرت علي مصر تهدف إلي زيادة النفوذ الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط واحتلال دول ذات أهمية استرتيجية و العمل علي تقويض انجلترا ومنع وصول الخيرات الموجودة في الهند إليها .
واثارت حملة نابليون علي مصر غضب العثمانيين و الانجليز, فاتفق العثمانيون و الروس و الانجليز و النمسا علي تكوين حملة عسكرية لضرب فرنسا و انضمت بروسيا الي الحلف. الا ان نابليون اعزي الروس باعطائهم منطقة مالطة تم اوقع الهزيمة التي قررت الذخول معه في صلح بموجب صلح لونفيل سنة 1801.
اتاح "صلح لونفيل" لنابليون تركيز علي خططه ضد انجلترا حيث ارغم اسبانيا علي منع انجلترا من استخدام موانئها . كما وقع بونابرت اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية يضمن فيها حيادها اذ ما ذخلت فرنسا في صراع مع انجلترا كما اتفقت مع روسيا الغاضبة من احتلال انجلترا لمالطة.
وفي سنة 1802 انتهت الحرب البريطانية الفرنسية بموجب معاهدة "سلام اميان "حيث حصلت انجلترا علي مستعمرات واسعة في الهند وفي امريكا الجنوبية, بينما استفادت فرنسا من الصلح لتوطيد نفودها داخل منطقة الراين في نصف اراضي ان ايطاليا الشمالية كما استفادت بتوسيع مستعمراتها في العالم الجديد وبعد ان اصبح بونبارت الحاكم المطلق في فرنسا , فبدات تتحكم فيه اطماعه الخارجية مرة اخري شيء الذي دفعه لنقض معاهدة اميان حيث قام ببيع مقاطعة لويزيانا الامريكية للولايات المتحدة الامريكية ب 60 مليون دولار , كما قام باجتياح مدينتي هانوفر ونابلي البريطانيتين وفرض علي اسبانيا مهاجمة البرتغال الخليفة التقليدية لبريطانيا ,فاعلنت هده الاخيرة الحرب علي فرنسا و احتلت المستعمرات الفرنسية في امريكا , كما ساعدت هايتي علي استقلالها عن فرنسا في سنة 1804.
وقد كانت الحرب البريطانية الفرنسية بداية للحروب النابولية في اوروبا . وحيث ان نابليون بعد تربعه علي عرش الامبراطورية دخل في سلسلة من الحروب انهزم خلالها اسطوله البحري سنة 1805 في معركة الطرف الاغر امام بريطانيا , ورغم انتصاره بعد اسابيع علي جيوش النمسا و روسيا ,الا ان دلك لم يعوض الكارثة الحربية التي حلت به وتوالت انتصاراته داخل اوروبا , خاصة و ان معاهدة تيلسيت مع روسيا و بروسيا سنة 1807 ,وعلي اثرهده المعاهدة فقدت بروسيا كل اراضيها الواقعة غرب نهر الالب والولايات البولندية التي كانت قد ضمتها اليها في تقسيم 1793. زادته قوة فقام بغزو البرتغال بمساعدة اسبانيا التي اقنعها بالمشاركة معه في الغزو فاسندت المهمة الي الجنرال جونوالدي قام باحتلال لشبونة في 30 نوفمبر 1808 ,و لكن نابليون سرعان ما انقلب علي اسبانيا حيث عمل علي احتلالها بحجة منع الانجليز من النزول في اراضيها عن طريق جبل طارق فاوكل نابليون مهمة احتلال اسبانيا للقائد مورا الدي اجتاز جبال البرانس و احتل المواقع الاستراتيجية وحصون اسبانيا الشمالية و زحف الي عاصمة و احتلها في 22 مارس 1808 وعين بعدها اخوه ملكا عليها .
ويعتبر صلح تيلسيت الحد الدي بلغت عنده الامبراطورية الفرنسية في عهد نابليون اقصي اتساعها, فقد احتل الجنود الفرنسيين دانزج المدينة الحرة,وبروسيا حتي تدفع الغرامة المفروضة عليها, و اعترف القيصر بنفسه بالتغيرات الاقليمية التي احدتها نابليون في المانيا بانشاء اتحاد الراين ,ومملكة وستفاليا ,كما اعترفت بمملكة هولندا و بشقيق نابليون لويس بونابرت ملكا عليها,وبمملكة نابولي في ايطاليا وملكها جوزيف بونابرت.وكتب الكونت دي سيجور(كبير الامناء)في مذكراته يقول "ان الامبرطور في خلال ثمانية عشر شهرا اشتبك في مائة واقعة,وأربع معارك كبيرة,وحطم أربعة جيوش ,و خلق ستة ملوك جدد هم بافاريا و فرتمبرج سنة 1806,و ملك سكسونيا 1807,وأصبح ثلاثة من أفراد أسرته ملوكا جوزيف بونابرت ملكا علي نابولي ولويس بونابرت ملكا علي هولندا سنة 1806,وجيروم بونابرت ملكا علي وستفاليا سنة 1807,و تحولت جميع الدول الكبرى في القارة من بطرسبرج إلي نابولي,الذي تحالفوا ضده بمسعى انجلترا , ضد هده الدولة" .
وفق اعترف نابليون بان اسعد أيام حياته كانت هي التي اقترنت بهده الانتصارات العسكرية و السياسية التي توجتها معاهدات تيلسيت, فقد سئل فيما بعد وهو بمنفاه في سانت هيلان عن اسعد الأوقات في حياته, فأجاب بأنها كانت تيلسيت فقد كنت متوجا بأكاليل من النصر أملي القرارات وأسن القوانين, ويحف بي الأباطرة و الملوك كأنهم من رجال حاشيتي" .
و تعتبر الفترة ما بين 1807 و 1814 هي السنوات الانحسار,ذلك أن استمرار الإمبراطورية الفرنسية التي أسسها نابليون كان متوقفا علي أمرين الأول نجاح الحصار القاري لانجلترا و الثاني استمرار التحالف الفرنسي الروسي وهو ما لم يتحقق, إذ سرعان ما سينشب صراع بين فرنسا وروسيا من جديد فاستغلته انجلترا لتقوم بطرد القوات الفرنسية من البرتغال سنة 1811.
ولقد شكلت هزيمة نابليون في الحرب الروسية سنة 1812 بداية لنهاية عصره, حيث تحالفت انجلترا و النمسا ضده فضاعت ألمانيا من يده و طردته انجلترا من اسبانيا, و بعد فشل محاولة نابليون في السيطرة علي روسيا أمر نابليون جنوده بالانسحاب, فاستطاع الجيش الروسي المتعود علي الشتاء الروسي القارص من تحويل الانسحاب إلي هزيمة فلم يرجع من الجيش الفرنسي سوي 100 ألف جندي من 600 ألف جندي شاركوا في الحرب .
وبعد هزيمة نابليون أمام روسيا أدركت الدول الأوروبية أن فرصتهم قد سنحت لإزالته , فاتحدوا جميعا ضده في معركة ليبزج أو معركة الشعوب فانهزم نابليون وتم القضاء علي جيشه,بعد دلك ستقوم جيوش الحلفاء بزحف إلي داخل فرنسا من الشمال,بينما كانت الجيوش الاسبانية و الايطالية تغزوا فرنسا من الجنوب,و لقد دافع الفرنسيين بقوة عن أرضهم ولكن الحلفاء كانوا متفوقين,فقبل نابليون نصيحة ماريشالاته وتنازل عن العرش لابنه ملك روما سنة 1814,فنفي إلي جزيرة الالبا الايطالية ,و لكنه هرب و عاد إلي فرنسا ,فأعطاه الشعب الفرنسي الفرصة مرة أخري ليعيد الأوضاع إلي ما كانت عليها,ولكنه فشل لان الموضوع ليس موضوع عبقريات في ميدان الحرب,وإنما كان بسبب توفق الحلفاء, فانهزم في معركة وترلو في 1815,ليتم أسره ونفيه إلي جزيرة سنت هيلانه وبقي إلي أن توفي في1822 .
وبسقوط حكم نابليون انتهت فترة شاذة في تاريخ أوروبي تغيرت الخريطة السياسية لأوروبا بشكل جدري ,فنابليون لم يكتف بتوسيع الحدود الفرنسية بل أخد يغير معالم الدول الأوروبية الكبرى و الصغرى بما يتناسب مع مصالحه , لهدا قررت الدول الأوروبية في معاهدة باريس عقد مؤتمر 1814 لتقليص الدور الفرنسي وحالة عدم الاتزان في أوروبا ,فعقد مؤتمر فيينا في 1815 حيث أثيرت هذه القضية الاسترقاق و القرصنة وتقرر ضرب القوى البحرية للجزائر,والدي جمع ممثلي بروسيا و روسيا وانجلترا والنمسا التي أعطت لنفسها الحق في الاستفراد بتوزيع الغنائم ورسم خريطة جديدة لأوروبا تتفق مع مصالحها,ولقد كانت أهم أهداف مؤتمر فيينا إعادة الأوضاع الأوروبية إلي ما كانت عليه قبل الثورة الفرنسية عام 1789,وكذلك القضاء علي الثورة الفرنسية ورسم خريطة جديدة لأوروبا .
وبعد القضاء علي نابليون بونابرت نهائيا ستعود الأمور إلي ما كانت عليه في أوروبا قبل مجيء حيث سيتسم الوضع بالاتي
-;- إعادة الأمراء و الملوك إلي عروشهم التي ابعدوا عنها .
-;- استئصال حق الشعوب في تقرير المصير.
-;- القضاء علي الأنظمة البرلمانية و الدستورية و الانتخابية الحرة.
-;- القضاء علي الإصلاحات السياسية التي قام بها نابليون .
وقد كانت بريطانيا من اكبر المستنفدين من مؤتمر فيينا حيث حصلت علي المقاطعة هانوفر الألمانية وعلي هيلي فولاند و كذلك علي جزيرة مالطة وغيرها من الجزر التابعة للسيطرة الفرنسية. وكذلك استفادت ألمانيا بدورها حيث استعادت كافة ولاياتها لتؤسس الاتحاد الكونفدرالي الألماني 1815م.
ولكن مؤتمر فيينا لم يتمكن من إحداث التوازن في أوروبا بصورة كاملة,لدلك كان لابد من عقد مؤتمر "اكس لاشابيل" سنة 1818 الذي كانت غايته الأساسية تدخل الدول الأوروبية في شؤون الداخلية لدول شمال إفريقيا عبر إعلانها محاربة القرصنة ,ومن بين القرارات لتي اتخذت فيها حث مسالة تكتل الجيوش الأوروبية لحماية مصالحها البحر الأبيض المتوسط,وكلفوا مندوبي بريطانيا و فرنسا بوصفهما الأكثر نفوذا في المنطقة أن يوجه اندارات جدية للايالات قي استمرارها بالقيام القرصنة أو الجهاد البحري.
وفي مطلع القرن 19 كانت الفرصة سانحة ليتضاعف ضغط الدول الأوروبية علي بلاد المغاربية ,وقد استعملوا التجارة كوسيلة لتنفيذ خطة بعيدة المدى استهدفت عزل الدول أكثر فأكثر عن المجتمع وتحويلها إلي أداة طبيعية تخدم مصالحهم .
وقد ساهمت هزيمة نابليون تم انعقاد مؤتمر فيينا في توحيد أفكار الأوربيين حول سياستهم إزاء باقي العالم فاتفقوا ضمنيا علي التدخل أينما دعت الضرورة باسم الحرية , فرفعوا شعار تحرير العبيد ومنع الاتجار بالرقيق ووضع حد للقرصنة وتوفير امن الملاحة و حماية التجارة و التجار.ورغم الصراع الاستعماري بين الدول الأوروبية خاصة فرنسا و انجلترا و ألمانيا ,فان الاتفاق المبدئي و التشجيع المتبادل رسم المرحلة الأولي من المد الاستعماري ,وكان عاملا مؤثرا في مصير دول المغرب , حيت سرعان ما شرعت فرنسا في تنفيذ سياستها الاستعمارية في شمال إفريقيا لحاجة أسرة البربون الحاكمة إلي مغامرة عسكرية تبني عظمة فرنسا من جديد و تحول أنظار الفرنسيين إلي الخارج بدل التفكير في مشاكلهم الداخلية,وكذلك تحطيم القيود التي فرضتها مؤتمر فيينا الذي قرر ألا تقوم فرنسا بأي تغيير إقليمي دون موافقة الدول العظمي الأربع (بريطانيا- فرنسا- روسيا- بروسيا- النمسا),فكان استيلاء فرنسا علي الجزائر عام 1830 أول فتح لها في شمال إفريقيا ,عملت من خلاله علي استغلال الجزائر كبوابة لفتح باقي دول المغرب,وتمكن أسطولها من إيجاد بعض القواعد علي الساحل الإفريقي المقابل لتكون مركزا لفتوحاتها الإفريقية



#حسن_ورامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب احتلال الجزائر


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن ورامي - وضعية أوروبا نهاية القرن 18 وبداية 19