أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فرانك مايند - التقليد المسيحي ام التقليد الاعمى














المزيد.....

التقليد المسيحي ام التقليد الاعمى


فرانك مايند

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 10:34
المحور: المجتمع المدني
    


ان كل طائفة او مذهب ديني يحاول جاهدا تسويق افكاره بانها لا تتناقض مع العقل ، طبعا مع تلميح ان الاخرين ينعارضوا مع العقل شكلا ومضمونا . لكن بعيدا ان كل دين او طائفة تمتلئ كتبها باشياء يعجز العقل عن فهمها كما يراها المؤمن بها او يرفض العقل قبولها كما يراها غير المؤمن بها ، اود في هذه المقالة مناقشة طريقة تعاطي اكبر الطوائف في المسيحية والاسلام مع الدين وكتبهم المقدسة باعتمادهم على التقليد – في الارثوذوكسية – والسنة النبوية وكتابات العلماء الاوائل – السنة – وجعلها هي المصدر الرئيسي للدين .

التقليد وعقيدة الايمان المسلم من الاباء
تعتبر الطائفة الارثوذوكسية والكاثوليكية من الطوائف التقليدية اي التي تعتمد على ما يسمى بالتقليد ، والتقليد هو التعاليم التي وصلت الى المؤمنين عن طريق التسليم الرسولي وهي تعتبر هامة للغاية في الناحية اللاهوتية من حيث فهم طبيعة الله وفهم الكتاب المقدس بل حتى في تحديد ما هي الاسفار المقدسة ، ويعنبر هامة جدا ومصدرا رئيسيا من الناحية الطقسية من ناحية الصلاة والصوم والطقوس المنفذة داخل الكنيسة .
وحسب الرواية الكنسية فان السيد المسيح قام بتسليم اساسيات الايمان المسيحي للرسل بعد قيامته ، وهم قاموا بتسليمها والدعوة بها الى المؤمنين ، والمؤمنين انفسهم مقسمين الى بابا ثم اساقفة ثم كهنة ثم الشعب نفسه الذي يتلقى تعاليم الدين من القيادات الدينية . وهذه التعاليم تسلمت من جيل لآخر حتى وصلت الى الوقت الحاضر ، وهو ما تفخر به الطائفة الارثوذوكسية وتعتبره مثالا على حفظ الايمان . لهذا فان بحسب هذا التدرج في نقل الايمان اصبح الجيل الاول من المسيحيين في القرون الثلاثة الاولى يسمون بالآباء القديسين وتعتبر تفسيراتهم للكتاب المقدس هي التفاسير الرسمية التي يعتبر الخروج بتفسيرات اخرى مخالفة لما وصلت اليه نوعا من الخروج عن الايمان الصحيح ، وتعتبر كتبهم عن عقائد المسيحية الرئيسية مثل الخطيئة الاولى والصلب والفداء وعقيدة الثالوث تكاد تقترب في اهميتها من الكتاب المقدس نفسه . وبالطبع كان نتيجة ذلك الاعتماد الرئيسي على تلك الكتابات ان انضم هؤلاء الآباء الى مرتبة القديسين بل والمنزهين عن اي خطأ في تفسير الامور اللاهوتية .
اصبح التقليد الكنسي هو المصدر الوحيد لفهم الايمان المسيحي واصبح تعريف الايمان المسيحي ليس فقط الايمان بالمسيح او بالعقائد الاساسية انما ايضا فهم الكتاب المقدس والعقائد الرئيسية كما فهمها الاباء الاوائل ، بل اصبحت كتبهم تعتبر مكتوبة بوحي من الكتب القدس الذي ارشدهم الى فهم الايمان القويم .
لا ننكر هنا ان هذا الجيل من المسيحيين قد احتمل من العذابات على ايدي الدولة الرومانية سواء حين كانت وثنية او بعد ان اصبحت مسيحية لكن تختلف في الطائفة مع الارثوذوكس ، ولا ننكر اهميتهم من حيث انهم المنظرين الاوائل للعقيدة المسيحية واصحاب الفضل في وضع اول الكتب العقائدية في المسيحية وشرح هذا الايمان الى عموم المسيحيين التابعين لهم في العقيدة . لكن تحويل اجتهادهم في شرح الايمان المسيحي الى الفهم الصحيح والوحيد للايمان القويم وغض الطرف ان تلك الاجتهادات على الغرم من اهميتها الا انها تبقى اجتهادات بشرية كانت متناسبة مع الحياة الاجتماعاية والسياسية وقتها ، هذه النظرة الى كتبهم حولت مسيحية تلك الطوائف الى مسيحية صلبة جوفاء بعد ان فقدت الكثير من عمقها الروحي مقابل التمسك بكتابات واجتهادات تحولت الى عقائد اصيلة في المسيحية . ساعد ذلك ان التمسك بالتقليد يتبع في الكثير من الاحيان التمسك بالطقس والشعائر الدينية من حيث طريقة احيائها على حساب الاهتمام بالبعد الروحي وتحويل العقيدة الى غاية في حد ذاتها وليس مجرد وسيلة .

التمسك بالتقليد بطريقة عمياء له بعض المساوئ من اهمها :
اولا : احياء النزعة الطائفية لان التقليد قد يختلف من طائفة لاخرى والتقليد كما راينا اصبح هو المسيحية في نظر اتباع الطائفة ، لذا تصبح كل طائفة تختلف في التقليد – الذي هو المسيحية بالتبعية – بعيدة عن احضان المسيح ولن تنال الغفران والنعيم الابدي . مما يرسخ لدى اتباع كل طائفة فكرة انهم الوحيدين الناجين من هذا العالم الفاني والباقي سيذهب الى العذاب الابدي ولن يشفع له ايمانه بالمسيح لانه غير مبني على ايمان هذه الطائفة او تلك .
بالطبع اذا كان هذا هو الحال مع من يؤمنون بالمسيح لكن يختلفون في طريقة فهمهم للمسيحية فلنا ان نتخيل موقف تلك الطوائف من من لم يؤمنوا اساسا بالمسيح حتى لو كانت افعالهم ومحبتهم اكثر بكثير من متبعى الدين التقليدي .
ثانياً : التمسك بالتقليد قد يؤدي الى غلق الجانب الفكري والتجديدي لفهم النصوص المقدسة امام عموم المسيحيين بل امام ايضا بعض الرجال الدين اصحاب الفكر التجديدي واتهامهم بتضليل الشعب وعدم تحمل مسئوليتهم كرعاة للرعية ، والاصرار على التمسك بفهم الاجيال السابقة دون محاولة للتجديد قد ينفر الكثير من الشباب الذي يرفض الاقتناع بهذه المفاهيم لمجرد ان السابقين كانوا اصحابها .

في النهاية نحن لا نهاجم التقليد او ندعو الى الاسغناء عنه انما فقط ندعو الى وضع في اطاره الطبيعي والتعامل معه على انه عمل بشري اولا واخيرا مهما بلغت اهميته لدى تابعيه .



#فرانك_مايند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فرانك مايند - التقليد المسيحي ام التقليد الاعمى