عن الصُّلب و الهامش

محمود سامى البربرى

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وفقاً لما يقوله "ماكس فيبر" القوة هى فرصة أحد الأفراد ( أو الجماعات ) فى تحقيق إرادتهم فى العمل الجماعي بالرغم من مقاومة الآخرين.
فهل يملك أحدنا هذه القوة على المدى الطويل ؟، هل يملكها الجنرال ؟ أو رجل الأعمال ؟ أو حتى تحالفهما معاً ؟
فى ظل الظروف الإقتصادية التى نعيشها الآن، انا لا أظن ذلك.
لن تكون انتفاضة خبز ينجحون فى قمعها، ستكون ثورة تأكل الأخضر و اليابس، الكيل أوشك أن يفيض.
86% من المصريين الذين شملهم استطلاع مرصد الغذاء المصرى، يرون أن دخلهم لا يكفى لتغطية جميع احتياجاتهم الشهرية، بما فى ذلك الغذاء والكساء والمأوى.
ومع ذلك يوصينا صندوق النقد الدولى بإلغاء نظم الدعم، وهو ما تعتزم الحكومة تنفيذه وقد بدأت بالفعل فى ذلك.
هل يتصورون أن القمع سوف يمهد لهم الطريق ويخمد نيران الغضب؟ هل يتصورون أن إنساناً لا يملك قوت يومه يمكن أن يأبه بالموت؟!
هم لا يملكون ما يراهنون عليه سوى الخوف. يعلمون أنهم لصوص وقتلة، ويعلمون أننا نعلم ذلك، وهم مستمرون مع ذلك فيما يفعلون.
لا يعتبرون من الماضى. وكأنهم لا يعلمون مصير لويس السادس عشر و مأموره ماركيز دى برنارد. ولا يريدون أن ينظروا إلى المستقبل لأنه أكثر ما يرعبهم. وكأن تلك القنابل الموقوتة التى يسمونها المناطق العشوائية، لا تخيفهم.
هم ضعفاء بسبب غبائهم وقلة حيلتهم، يشعرون الآن بالرعب لأنهم يعرفون أننا وصلنا إلى حافة الهاوية، و يعرفون أن نذر الثورة الحقيقية باتت تلوح فى الأفق. وهذا ما يمثل لنا-نحن الذين نتظاهر و نعتصم مطالبين بالحرية و العدل والمساواة- داعٍ من داوعى الأمل.
من أجل ذلك فانتخاباتهم لا تعنينا، دعهم يثيرون حولها كل الصخب والضجيج ،دعهم يتظاهرون بأنهم يصدقون أن لها معنى وتأثير، موقفنا من القاتل محسوم، لكن ليس لنا أن نتصور أن فائدة ترجى من الالتفاف حول المرشح الآخر، الذى يمثل ابناً من أبناء دولة يوليو، أنت تعلم أنه -كما أخبر عن نفسه- يقدر القاتل و يحترمه، على أية حال هى ليست معركتك، لا تروج حتى لشعاراتك النقية من خلالها، تطهر واستعد للمعركة الحقيقية، وقف فى صفوف الكادحين.
صحيح أن العملية الانتخابية التى ستجرى خلال أيام تقع فى صُلب المشهد وتستولى على معظم الاهتمام، لكن لا غنى لنا عن معركتنا التى هى الآن -وإلى حين- على الهامش

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل