الخليج دول هندية محتملة:

محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 19:41
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تشير احصائيات منظمة العمل العربية الى ان عدد العمال الوافدين في الدول الخليجية يتراوح بين 51.03 كأدنة حد الى 91.62 كاعلى حد من الاجمالي العام لعدد السكان في تلك الدول وليس من اجمالي عدد الوافدين من العمال:
1- الامارات : 91.62
2- الكويت :82.20
3- البحرين :75.78
4- عمان : 74.54
5- قطر : 62.25
6- السعودية :51.03
تختلف الجنسيات للعمال الوافدين ما بين عربية واجنبية واسيوية , لكن ارقام العمال الوافدين الى دول الخليج العربية والاسيوية لا تتعدى في افضل احوالها ما نسبته 10% من مجموع الوافدين لرجحان كبير لصالح العمالة الاسيوية (الهندية , الباكستانية , الفلبينية) بمعدل يصل الى 90% من المجموع العام.
يشير الباحثين الى عدة اخطار تهدد دول الخليج , من هذه الاخطار:
1-الاختلال السكاني لصالح العمالة الاسيوية : وهنا فأن الوافدين ينقلون معهم قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم , مما يجعل المنطقة تتشح بطابعهم نظرا لكبر حجهم مقارنة بالسكان الاصلين. وعلى المدى البعيد فأن هذا الخلل سيؤثر على الهوية الخليجية العربية , مما قد يهدد بإذابتها.
2- التغيرات اللغوية والقيمية : بسبب العدد الكبير فأن العربية اصبح يشوبها التلوث اللغوي بسبب ادخال كلمات ومفردات اسيوية لتستعمل بدلا من العربية , وهنا سيؤثر هذا على المواليد الجدد الذين يعيشون داخل هذا النظام الجديد وما يرافقه من عدم فهم لسياق العربية الصحيح , ويتعزز هذا الرأي اذا ما عرفنا ان حوالي 70% من البيوت الخليجية بها خادمات أسيويات يتعاملن مع الاطفال بمنظورها الاسيوي اللغوي نظرا لأنهن لا يعرفن العربية جيدا.
من ناحية اخرى , يساهمن الخادمات بنقل عاداتهن وتقاليدهن عبر رعايتهن للأطفال حسب منظومتها القيمية لا حسب منظومتنا نحن , وهنا على المدى البعيد ستتأثر المنطقة بلمحة الأسيويين مخلفين ورائهم ملامحنا.
3-من النواحي الاقتصادي فأن الخليج بدأ يعاني من ارتفاع نسب البطالة بين ابنائه من ناحية نظرا لتغول العمالة الرخيصة الاسيوية , مما يؤدي الى تفسخ وعدم استقرار على المدى البعيد داخل هذه المجتمعات نظرا لسياسة الاغراق العمالي , ومن ناحية اخرى فأن الخليج يعاني من نزيف مالي ضخم بسبب التحويلات المالية للعمال , فبعد عام 1955 حتى الان يقدر مبلغ التحويلات حوالي 25 مليار سنويا , مما يعني ان الوافدين قد حولوا لغاية الان ما مجموعه 500 مليار تقريبا , ومن ناحية ثالثة فأن ارتفاع تكلفة استضافة العامل الوافد تبلغ ما يقرب من 250 دولار سنويا , واذا ما جمعنا هذه المبالغ بعدد العمال فسنعرف كم ترهق الميزانية العامة لهذه الدول بسبب تكبر ابنائها عن العمل كأحد الاسباب المحورية الاولى.
4- عدم الاستقرار : يشير الباحثين الى العمالة الهندية والباكستانية نقلت معها الصراع الهندي الباكستاني حول كشمير , مما يعني ان الخليج حلبة جديدة للصراع بين الطرفين .
5- الخليج نموذج سنغافوري محتمل في عصر العولمة : سنغافورة كانت مقاطعة تابعة الى ماليزيا وذات اغلبية مسلمة , لكن بسبب تصاعد عدد العمال الصينين والهنود , واخذت تتضخم اقتصاديا الى ان انقلب الميزان الديمغرافي لصالح الهندوصينين , غير المواطنين , والملاوين المسلمين هم الاقلية فيها , وهنا فأن التخوف الكبير من ان يعاد العمل بهذا النموذج الامر الذي يدعمه ما يلي:
أ- الاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان والعمال والمهاجرين.
ب- خلل ما في ميزان القوى الدولي الامر الذي قد يضغط على هذه الدول لضمان رسمي لحقوقها وتغير دساتيرها اولا , ثم يتبعه ادخال كبير لهؤلاء العمال في نطاق الحياة السياسية.
ج- التصاعد المنتظم والمتمهل في وعي العمال الوافدين والبدأ بالمطالبة بحقوقهم والقيام بمظاهرات بهذا الشأن كما حدث في الامارات عام 2006 وغيرها من دول الخليج.
د- ثم قيام عدد لا بأس به من هذه العمالة بلفت نظر المجتمع الدولي لوضعهم من خلال عمليات التخريب والعنف كمحاولة للضغط على السلطات الخليجية لأبجارها على تقديم تنازلات طمعا بمزيد من الحقوق.
ه- القيام بالمساهمة بإفساد المجتمع من دعارة الى مخدرات الى الجريمة المنظمة , كأعباء اضافية على تلك الدول.

#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل