أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - عن أوضاع الخادمات لدينا














المزيد.....

عن أوضاع الخادمات لدينا


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 11:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



هل تذكرن تقرير منظمة العفو الدولية عن أوضاع الخادمات في قطر؟
صدر في الثالث والعشرين من شهر أبريل الماضي.
لهجته كانت حادة.
قال فيها إن العاملات الأجنبيات في البيوت "يعانين من الاستغلال والعمل بالإكراه لساعات طويلة للغاية دون راحة فضلا عن التحرش اللفظي والعنف الجسدي والجنسي".
ثم اتهم الحكومة القطرية بالإخفاق في حماية حقوق هؤلاء البشر.
أوضاع معروفة.
أكتشفناها بسبب كأس العالم!

هل تذكرون كيف تشفينا؟
كلٌ يعلق على اوضاع الخادمات/العاملات في قطر. وهمنا كان اللمز واللكز في قطر.
اما الخادمات/العاملات، فكن شماعة.
العاملات لم ينلن من إهتمامنا سوى العنوان.
وأنا احببت ان اذكركما، عزيزي القاريء عزيزتي القارئة، أن ما يحدث في قطر، يحدث لدينا، في مصر، في لبنان، في السعودية، الكويت، الإمارات، السودان، وحتى في اليمن.
السعودية وحدها فيها نحو عشرة ملايين عامل وعاملة اجنبية فيهم وهن ما يزيد عن مليون خادمة/عاملة.
وقبل يوم طالعتنا الصحف بخبر إمرأة سعودية دلقت ماءا مغلي على خادمتها!

لكن ما أحدثكما عنه يتجاوز عناوين مروعة، وحوادث بشعة.
ما احدثكما عنه هو رؤيتنا لمن يعملن في بيوتنا، وقناعة راسخة في عقولنا أنهن "لسن فعلاً بشراً مثلنا"، وأن "وجودهن هو لراحتنا نحن". في الواقع ما احدثكما عنه هو رؤية ثقافية استبدلنا فيها الجاريات بالخادمات.
اصبحت فتاة أو إمرأة حرة، تعمل عملا شريفا، أمة لنا.

أحببت أن اذكركما، يامن تدينان، بما يحدث في بيوتنا.
طفلة يفترض فيها أن تتعلم وتلعب، نحولها إلى جارية، تعمل مربية لأطفال وطفلات في عمرها أو اصغر. وبدلا من أن تلعب معهم/ن، نحولها إلى ألة: "روحي، جيبي، شوفي العيال. لاتجري. تريدين أن تنامي؟ إنتظري، هاتي الصينية، هاتي كوب ماء. تريدين أن تأكلي؟ أنتظري حتى تشبع بطوننا نحن، وبطنك الصغير يتضور جوعا".

وعندما تستفسري عن دراستها، عن مستقبلها، يأتي الرد مستهينا: "وضعها هنا أفضل. ثم ما الفائدة من الدراسة؟ المهم ان تفك الخط. عقلها ليس كعقلنا. غبية. المهم ان نجد لها إبن الحلال عندما تكبر".
وإبن الحلال عندما يأتيها لن يكون المخرج لها.
هي دائرة مفرغة. نعيد فيها إنتاج الجهل والفقر ثم اوضاع إستعباد نحن المستفيدون منها.
غبية؟ حقاً؟

أحببت أن اذكركما يامن تدينان، بحقوق من يعملن في بيوتنا.
العاملة لها أوقات عمل. ثمانية ساعات. وأي ساعة أضافية تحسب لها وتؤجر عليها.
ليس في بيوتنا.
في الواقع اكاد ارى إبتسامة سخرية على وجوه بعض من يقرأ هذه السطور.
أي أوقات عمل؟ للخادمات؟
العاملات في بيوتنا جواري.
تعمل منذ ان تستيقظ حتى نرحمها نحن ونقول لها "روحي نامي".
وعندما تنام، لن يرحمها من لارحمة في قلبه، ويتسلل إليها صاحب البيت أو إبنه، واغتصاب وإستغلال جنسي، يحدث بيننا ونحن نصفر، نشخر، ونتجاهل.

"لسن مثلنا".
"جواري".
"ووضعها أفضل لدينا".
"جواري".
وبالمنطق ذاته يصبح اغتصابها لدينا افضل من اغتصابها في الحقول أو الشارع.

إذن أعود إليكما.
يا من تتشفيان في قطر.
دعكما من قطر.
إنظرا إلى نفسيكما.
ثم من يعمل في بيتكما.
ثم قولا لي: كيف تتعاملان معها؟



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...
- -عن المرأة- في حديث مع الشيخ جمال البنا
- - خذلني الإسلام! -
- عن الآيزيدية 2
- لا. السنة النبوية ليست مقدمة على القانون


المزيد.....




- محامية المغربي حكيمي واثقة من براءته من تهمة الاغتصاب
- فضيحة في مستشفى فرنسي: تحقيقات تطال ممرضة وشريكها بتهم اعتدا ...
- استرخاء بعد النشوة.. وهذا ما يحدث بعد ممارسة الجنس قبل النوم ...
- -امرأة لا مثيل لها-.. مجلس الشيوخ يصادق على تعيين جانين بيرو ...
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة نسوية
- تحقيقات موسعة في فضيحة اعتداءات جنسية على رُضع بمستشفى فرنسي ...
- ما هو رأي قائد الثورة في مشاركة النساء بمسيرة الأربعين؟
- مصرع امرأة وإصابة آخرين وقطع طريق رئيسي جراء السيول في ذمار ...
- لحظات تحبس الأنفاس لغرق سيارة تقودها امرأة في بحيرة مليئة با ...
- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إلهام مانع - عن أوضاع الخادمات لدينا