أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عسل - انتخبوا الوطن















المزيد.....

انتخبوا الوطن


دينا عسل
(Dina Asal)


الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذا العام 2014 وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ما يسمى بالربيع العربي ستشهد عدة دول عربية إجراء انتخابات رئاسية من بينهم مصر والتي تستعد لإجراء انتخابات رئاسية للمرة الثانية منذ تنحي الرئيس الأسبق مبارك، فقد كانت أول انتخابات رئاسية بعد الثورة بالنسبة للمصريين ربيع من الأمل من وحي الربيع العربي خاصة وأن الانتخابات التي كانت تًجرى في الماضي كان يغلب عليها الجانب الشكلي وكانت النتائج محسومة مسبقاً لصالح الرئيس المرشح ولكن في واقع الأمر من كان يظن أنه ربيع من الأمل لم يجده سوى انتكاسة وصفعة صفعها الإخوان للمصريين بسياساتهم وقمعهم لخصومهم بعد توليهم الحُكم بعدما أصبح حزبهم السياسي هو الحزب الحاكم بعد أول انتخابات بعد الثورة لذلك كان عزل الدكتور مرسي أمراً حتمياً بسبب أدائه السئ وتدخل مكتب الإرشاد في الحُكم وفرض سيطرته على مقاليد العمل داخل المؤسسات بهدف الأخونة والسيطرة على مفاصل الدولة وتضييق هامش السياسة لتنحصر ممارسة السياسة على فصيل واحد فقط وهو ما لا يتفق أبدا مع مبادئ الحُكم الذي كان يطمح إليه المصريين، فمن قاموا بانتخاب الدكتور مرسي كان مقابل وعد وعدهم إياه بخلع "عباءة الإخوان" وتأسيس الدولة المدنية حال توليه الرئاسة ولكن اتضح في النهاية أن حكمه كان ثيوقراطي لا يختلف كثيرا عن أي نظام ديكتاتوري آخر.

ربما من ناحية المنطق، خلع الدكتور مرسي لعباءة الإخوان كان مستحيل لأن الجماعة كانت سبب رئيسي لوصوله للحكم ولكن هناك من صدّقه وانتخبه وهناك من لم يصدقه ولكن انتخبه فقط كشكل من أشكال الاعتراض على المرشح الآخر الذي قيل عنه أنه فلول ولأن هناك هاجس لدى الكثيرين من عودة نظام مبارك كان لابد من حسم الجولة الثانية لصالح أحد المرشحين فاعتبروا أن الدكتور مرسي إذا لم يصلح فلن يُفسد وإنه إذا قالوا له ارحل فسيرحل غاضين الطرف عن عنف هذه الجماعة عبر التاريخ والتي برهنت عليه عندما خرجت الجموع احتجاجا على ما آلت إليه الأمور ليرحل الدكتور مرسي أو على الأقل ليقوم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فكان هناك رفضاً تاماً وتعنتت الجماعة بشدة وعندما لجأت إلى العنف والصدام كانت النهاية.

لم يكن هناك تفّهُم لفكرة أن الفوز بالرئاسة لا يضمن الشرعية والاستمرار في السلطة إلى الأبد وكأن الدكتور محمد مرسي قد اكتسب شرعية أبدية من هذه الانتخابات، ربما لم يدركوا أن ما يضمن الاستمرار في السلطة هو الولاء للوطن ومن يُعطي الشرعية أو يسلبها هو المواطن، كانت فترة حكم الإخوان بمثابة درساً قاسياً ولكن على الجميع التعلم منه حتى لا نقع في مطبات أخرى وانتكاسات متكررة خاصة وأننا بصدد انتخابات رئاسية انحصرت المنافسة فيها بين مرشحين اثنين هما المشير عبد الفتاح السيسي الذي يؤكد أن عمله سيكون على استعادة هيبة الدولة وتطويق الإرهاب وحمدين صباحي الذي يؤكد على إلغاء قانون التظاهر والعفو عن كل سجناء الرأي في السجون المصرية، إن انحصار المنافسة بين مرشحين اثنين سيجعل الانتخابات أشبه بالاستفتاءات وهذا سيؤدي حتما إلى وجود طائفة مؤيدة وطائفة أخرى معارضة ولكن على أمل ألا تخلق الانتخابات مناخاً طائفياً جديدا كفانا طائفية لذا علينا تقبل النتيجة أياً كانت وقبل تقبل النتيجة علينا جميعا المشاركة في الانتخابات كواجب وطني فالعزوف عن المشاركة لا يصب في مصلحة أحد على الإطلاق.

استغرب أن هناك من يقرر عزل نفسه عن المشاركة في الانتخابات أو في أي عملية سياسية على اعتبار أننا في «زمن الانتخابات والعزل» خاصة بعد صدور أحكام بالعزل آخرها منع قيادات الحزب الوطني وأعضاء لجنة السياسات من الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحليات ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها حُكم مثل هذا ففي نوفمبر 2011 أصدرت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة، حكمًا بمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشورى لإفسادهم الحياة السياسة ورغم أن الحُكم نال تأييدا كبيرا إلا أن المحكمة الإدارية العليا قررت وقف تنفيذ الحُكم بعد أن تم الطعن عليه، لكن لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، قد سبق وأن طالب الإخوان بمجلس الشعب في نيسان/ ابريل 2012 بضرورة عمل قانون العزل السياسي لمنع رموز نظام مبارك من المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجرائها آنذاك. إن حُكم منع أعضاء الوطني المنحل من الترشح لأي انتخابات وحُكم حظر أنشطة جماعة الإخوان إلى جانب حُكم حظر نشاطات حركة 6 أبريل، كل هذه الأحكام الأخيرة صدرت خلال شهر تقريبا وهناك من قابلها بالرفض وهناك من قابلها بالترحيب لكن بصرف النظر عن تأييدها أو رفضها فهي في النهاية أحكام محكمة واجبة التنفيذ، ومن وجهة نظري أن أحكام العزل التي صدرت كان لابد وأن تشمل جميع الأحزاب التي باتت بالية تاريخيا وتعمل على شق الصف حتى أصبحت الطائفية والحزبية وجهين لعملة واحدة. على الجميع أن يعي أن أحكام العزل لا تسري على المشاركة في أي عملية انتخابية لذلك من لديهم نية عن العزوف عن المشاركة في الانتخابات فهم من يقصون أنفسهم بأنفسهم لذلك لا يلومون في النهاية إلا أنفسهم.

على الرغم من أنه ليس هناك أحكام صدرت بعزل المرأة ومنعها من الترشح للانتخابات إلا أنها غابت عن مشهد الانتخابات الرئاسية وكنت أتمنى أن يكون هناك ولو مرشحة واحدة تدخل غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة ولا أعلم لماذا تغيب دائما المرأة عن مشهد الانتخابات الرئاسية في مصر برغم أن صوتها مؤثر باعتراف الجميع وهو الذي يحسم نتائج الانتخابات، هل لأن الوعي السياسي شبه المنهار لدى العديد من الفئات أو لأن المناخ الاجتماعي والثقافي والديني مشحون بنظرة تعيب مشاركة المرأة في السياسية وذلك من خلال بث أفكار مغلوطة يتم نسبها إلى الدين تحديداً تحقّر من صورة المرأة وعدم قدرتها على تولي مناصب قيادية؟!

رغم كل مالحق البلاد من فساد وخراب ودمار على أيدي الحكام الرجال أتعجب لماذا لا نعطي المرأة الفرصة ولو لمرة لخوض التجربة، ربما مشاركة المرأة في انتخابات الجزائر كانت بمثابة بارقة أمل فمن بين ستة مرشحين لرئاسة الجزائر كانت لويزة حنون رئيسة حزب العمال تتنافس معهم ولم تكن هذه تجربتها الأولى فقد خاضت تجربة السباق الانتخابي مرتين دون أن يحالفها الحظ وفي آخر انتخابات تم عقدها في 17 نيسان/أبريل الماضي فاز عبد العزيز بوتفليقة للمرّة الرابعة ولكن مشاركة هذه المرأة في حد ذاتها إيجابية كنت أتمنى أن أرى مثلها في مصر ولكني سأحترم وبشدة نتيجة الانتخابات أياً كانت على اعتبار أنها تمثل إرادة الأغلبية ولكن حال فوز أي من المرشحين أتمنى أن يكون للمرأة دوراً سياسياً بارزاً بتولي المناصب الهامة هذا إلى جانب استيعاب الشباب أيضا ودفعهم إلى المناصب باعتبارهم يمثلون المستقبل المشرق للوطن.

ربما الجزائر وحدها هي من شاركت المرأة في انتخابتها الرئاسية وهذا لأن لويزة حنون وصلت إلى درجة من الوعي مكنتها من كسر التقليد وتخطي الصعوبات وعدم الخوف من النتيجة أياُ كانت ويكفي أنها في سنة 2004 أصبحت أول سيدة تدخل سباق انتخابات الرئاسة في الجزائر والعالم العربي.

إن المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية حساسة للغاية فهناك العديد من البلدان العربية المقبلة على انتخابات رئاسية جديدة ولكن لا حديث عن وجود مرشحة بالفعل ستخوض سباق الرئاسة فبالنسبة لسوريا التي ستُجرى الانتخابات الرئاسية فيها في حزيران/يونيو المقبل، هناك ثلاثة مرشحين من بينهم الرئيس الحالي بشار الأسد الذي ترشح لولاية رئاسية ثالثة.

تونس على سبيل المثال والتي كانت منها الشرارة الأولى للثورات العربية، فهم عازمون على إجراء انتخابات قبيل انتهاء عام 2014 وهي أيضا ثاني انتخابات رئاسية يتم إجرائها بعد سقوط النظام التونسي في بداية 2011 بعد هروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وربما أتت انتخابات تونس هذه المرة بعد تقديم كل الأطراف تنازلات من أجل الخروج من أزمة سياسية حادة.

وعن لبنان، منذ 23 نيسان/ أبريل عقد مجلس النواب أربع جلسات لانتخاب رئيس للبلاد بائت جميعها بالفشل فيما تقرر أن يكون الجمعة 22 أيار/ مايو موعد لعقد جلسة أخرى للانتخابات، وذلك قبل ثلاثة أيام من انتهاء ولاية ميشال سليمان الرئيس اللبناني الحالي حيث ستنتهي ولايته في 25 أيار/مايو. إن إخفاق البرلمان اللبناني للمرة الرابعة في انتخاب رئيس جديد للبلاد يرجع سببه إلى غياب التوافق بين الأطراف والانقسامات السياسية والطائفية ومقاطعة عشرات النواب التصويت.

أما ليبيا فهي تتجه لانتخاب برلمان من بعده يتم إجراء انتخابات رئاسية على أمل إنهاء أو التخفيف من حالة الفوضى والارتباك الأمني والسياسي في ليبيا، كما شهد العراق أيضا انتخابات برلمانية في 30 نيسان/ أبريل الماضي تُعد أول انتخابات برلمانية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق في 2011.

ظلّت وستظل الانتخابات أكبر التحدّيات التي تواجه الدول عامة والدول العربية خاصة، كوسيلة يمكن السعي من خلالها نحو التحول الديمقراطي ودائما تكون انعكاستها مؤثرة على جميع الاتجاهات والأصعدة سواء بالسلب أو بالإيجاب أو كلاهما معا حيث أن «صندوق الاقتراع» يمكن أن يكون سبب في حدوث صراع وطائفية انتخابية لن تؤتي إلا ثماراً سلبية وتبدو الانتخابات وهم لا أكثر أو أن يكون سبب في حدوث تغيير إيجابي كما في تجربة نيلسون مانديلا الذي فاز في انتخابات ديمقراطية وكان فوزه بمثابة إنهاء لنظام الفصل العنصري الذي دام أكثر من ثلاثة قرون لتبدأ مرحلة العدالة الانتقالية ... لذا في النهاية لا يمكنني سوى قول أننا نريد انتخابات سياسية تقوم على أساس مصلحة الوطن ليس مصلحة فرد أو فئة أو جماعة فرجاءاً «انتخبوا الوطن».



#دينا_عسل (هاشتاغ)       Dina_Asal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الناصرية» تيار شبه نازي
- العُمْر الافتراضي للحكومة
- ميثولوجيا السياسة المصرية


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عسل - انتخبوا الوطن