أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عسل - «الناصرية» تيار شبه نازي















المزيد.....

«الناصرية» تيار شبه نازي


دينا عسل
(Dina Asal)


الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دقت طبول الانتخابات الرئاسية من جديد والمتنافسون يقرعون أجراس حملاتهم الانتخابية حيث تتحول أزمات المواطن ومشاكله إلى كلمات دعائية على ألسنة البعض منهم سواء من الطامحين القدامى أو المستجدين وتعلو الشعارات التي تطمئنه بيومه وغده، وكما استخدم المرشح الإخواني في الانتخابات الرئاسية السابقة الدين كوسيلة لربح الأصوات والتجارة السياسية فالآن يتم استخدام الاشتراكية أو بالأحرى الناصرية ربما لنفس الغرض حيث أن الغالبية العظمى من المصريين يريدون أن نخطو ولو خطوة نحو طريق الاستقرار ليعود الأمن وتعود معه السياحة والاستثمارات وينمو الاقتصاد وتدور عجلة الإنتاج من جديد.

إن صورة ناصر في ذهن الكثيرين أنه هو من ساهم في إقامة بنية صناعية حديثة من خلال إنشاء عدد من المشروعات الصناعية مما عمل على توفير فرص عمل للمواطنين واهتم بإنشاء المدارس والمستشفيات، وبناء السد العالي الذي حمى مصر من الفياضانات وعمل على زيادة الرقعة الزراعية كما يعتبر مصدر لتوليد الكهرباء وهو ما عمل على زيادة شعبية الزعيم الناصري في مصر آنذاك لكن هذا لا ينفي أنه كان هناك سلبيات كثيرة أيضا فإن كانت هذه إيجابيات المرحلة الناصرية فإن ألمانيا النازية في أربعينيات القرن الماضي شهدت هي الأخرى انتعاشاً اقتصادياً وأيضا كان هناك مشروعات صناعية كبرى حيث لم يكن هناك مواطناً ألمانيا بلا عمل وتم تحديث السكك الحديدية والجسور وهو ما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر تزداد في ألمانيا.

لذا فإن الناصرية تبدو تيار شبه نازي كلاهما قائم على مبادئ اشتراكية فقط من أجل جذب قاعدة عريضة من الناس فعندما ننظر في كلا التعريفين نجد أن الناصرية هي حركة قومية عربية نشأت في ظل حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تنادي بالقومية والاشتراكية والوحدة، بينما حزب العمل الألماني الذي انضم له هتلر ووصل سريعًا إلى رئاسته كان ينادي بنفس المبادئ تقريبا حتى أن هتلر قام بتغير اسمه إلى حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني، ومن العوامل المشتركة بين الناصرية والنازية أن كلاهما كانت أهدافهم في الأساس وطنية لاقت تأييد الجماهير وقدموا وعود بالثورة الاجتماعية والإصلاح الاجتماعي لفت أنظار الطبقات المتوسطة والفلاحين.

ورغم وصول هتلر إلى الحكم بأغلبية ضئيلة فإنه عمل على كسب الود الشعب الألماني من خلال وسائل الإعلام التي كانت تحت سيطرة الحزب النازي الحاكم وعاش هتلر في ضجة إعلامية فارغة من صناعة أجهزة جوزيف جوبلز الإعلامية التي روجت له على أنه المنقذ لألمانيا كما لعب جوبلز دوراً مهماً في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني وظل رفيقا لهتلر حتى الدقائق الأخيرة من حياته، فهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام لصالح هتلر والفكر النازي وهو ما كان له تأثير في عشرات الملايين من الألمان من خلال الصحافة والإذاعة والتعليم فقد كان يشغل وزارة تعليم الشعب و دعاية الرايخ كما يُعد مؤسس مدرسة إعلامية مستقلة بذاتها. ومن الجهة الأخرى، نجد أن أول من أطلق مصطلح الناصرية هو الصحفي محمد حسنين هيكل الذي رافق هو الآخر عبد الناصر طيلة حكمه وقامت وسائل الإعلام حينها أيضا بالترويج لناصر على أنه القائد المنفرد خاصة بعد تأميم قناة السويس، كما لم يكن هناك أي حرية ولم يجرؤ أحد على نقد أي من السياسات أو الخروج عن طاعة الحاكم أو الانشقاق عن النظام.

كان هتلر يرى أن الشيوعيين واليهود خطر يهدد ألمانيا، فقد كان أسير لفكرة تفوق الجنس الآري على كل أجناس الأرض وهو ما يراه يتعارض مع فكر الشيوعيين الذين ينادون بإلغاء الحدود بين الدول والشعوب وقد سانده في مكافحة الشيوعية أصحاب المصانع الأثرياء، أما عن كرهه لليهود فذلك بسبب سيطرتهم على مقدرات البلاد لذا أصدر قانون يحرم أي يهودي ألماني من حق المواطنة الألمانية هذا إلى جانب فصلهم من أعمالهم الحكومية ومحالّهم التجارية وهو نفس ما فعله ناصر مع اليهود في مصر لنفس السبب حيث إنه اتخذ قرار ثوري بطرد اليهود من مصر وتأميم أصولهم وفقا لقانون التأميم الذي لم يشمل اليهود فحسب بل تم تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى وتوزيع أراضي الإقطاعيين على ثلث الشعب المصري لكن من الجهة الأخرى ظهرت طبقات جديدة من رجال الأعمال وكبار موظفي القطاع العام وكانت أضرار التأميم أكبر من نفعها.

أيضا تدعم الناصرية والنازية فكرة الدولة البوليسية حيث كانت مصر في آنذاك دولة بوليسية وأصبح للمخابرات والمباحث العامة السيطرة على كل مؤسسات الدولة وتم حظر جميع الأحزاب السياسية وجميع منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك النقابات، فكانوا تحت السيطرة المباشرة للنظام وهو نفسه ما قام به هتلر حيث قام بحظر جميع الأحزاب السياسية فيما عدا الحزب النازي وكان يخطو بخطى واسعة نحو الدكتاتورية والحرمان من الحريات السياسية ولم يكن لأحد أن يعارض حيث كان هناك جهازًا أمنيًا قويًا يُعرف بالجستابو أو البوليس السري وظيفته التصفيات السياسية للأصوات المعارضة حيث كان يتم اعتقال أي شخص يعارض النازية فضلا عن معسكرات الإبادة والتهجير القسري.

أما فيما يتعلق بالهزيمة وضياع الأرض، بالنسبة لألمانيا، رغم عمل هتلر على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي وتشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية يُعتد بها كوسيلة لإيجاد فرص عمل للشباب الألماني إلا أن هزيمته وهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية كانت مذلة وتم تقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية، ألمانيا الشرقية (جمهورية ألمانيا الديمقراطية) تقوم فيها الدولة الشيوعية "أعداء هتلر"، وألمانيا الغربية (جمهورية ألمانيا الاتحادية) تقوم فيها دولة رأسمالية تدعم اليهود "ألد أعداء هتلر". أما بالنسبة لمصر فقد ضاعت السودان وبدون أي حروب فقد كانت كل حكومات ما قبل ثورة يوليو 1952 ترفض فصل السودان عن مصر حتى أن مصر في عهد الملكية رفضت رفضاً تاماً التخلي عن السودان لكن الثورة وافقت على استفتاء تقرير المصرير وانفصلت السودان عن مصر في عهد جمال عبد الناصر. كما احتلت سيناء في عهده ودُمرت مدن القناة وأرسل 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي بلامبرر وخسرت مصر آلاف من جنودها وأموال طائلة تم صرفها علي حرب اليمن بلا معني، وفوق كل هذا نكسة 1967.

وقد كتب دكتور/ مصطفى محمود في كتابه الأسلام السياسي والمعركة القادمة يقول:
"كان جمال عبد الناصر يحارب في الكونغو واليمن ويرفع رايات القومية والاشتراكية في كل مكان من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي، وكان يهتف مخاطباً كل مواطن مصري: ارفع رأسك يا أخي.
ولكن المواطن المسكين والمخدوع لم يكن ليستطيع أن يرفع رأسه من طفح المجاري ومن كرباج المخابرات ومن خوف المعتقلات ومن سيف الرقابة ومن عيون المباحث، وساد مناخ لا يزدهر فيه إلّا كل منافق ...
وأصبح الشعار هو الطاعة والولاء قبل العلم والكفاءة، وتدهورت القيم، وهبط الانتاج وارتفع صوت الغوغاء على كل شيء، وعاش عبد الناصر عشرين عاماً في ضجة إعلامية فارغة ومشاريع دعائية واشتراكية خائبة، ثم أفاق على هزيمة تقصم الظهر وعلى انهيار اقتصادي وعلى مائة ألف قتيل تحت رمال سيناء وعتاد عسكري تحول إلي خردة ..
وضاع البلد وضاع المواطن"

ولكن بعد كل دروس التاريخ هذه، هل لازال يرى البعض أننا بحاجة الآن إلى تكرار التجربة الناصرية، وهل هذه التجربة لا تزال صالحة للتكرار، وفي حال أتى ناصر جديد هل من يكفر بالناصرية سيتم تخوينه نظرا لخروجه عن الملة الناصرية؟!

يبدو أن الماضي سيظل دائما هو مصدر المعرفة، وإن كانت النازية هي أحد أشكال الدكتاتورية فالناصرية هي صورة منها حتى أنه يمكن القول أنهما وجهان لعُملة واحدة ولكن إن كان الواقع بيفرض نفسه على الخيال فإرادة المصريين سوف تفرض نفسها على الواقع والخيال، فنحن لا نريد صورة بالكربون من أي زعيم سابق أو حتى سياسة سابقة بل نريد حاكم جديد لمرحلة جديدة لقد عانينا سنين طوال من الفساد والقمع والقهر والجهل والإهمال وتهميش المواطن وغض الطرف عن حقوقه لكني آمل في أن تكون الانتخابات مصيرية هذه المرة تنقلنا إلى حالة حضارية متقدمة تحدد وجه البلد ووجھته وعلى مستوى المواطن تُشعره بآدميته وبكونه إنسان حر يمتلك الإرادة ليصنع مستقبله.



#دينا_عسل (هاشتاغ)       Dina_Asal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُمْر الافتراضي للحكومة
- ميثولوجيا السياسة المصرية


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دينا عسل - «الناصرية» تيار شبه نازي