(المشروع الكوني الامريكي بين الحقيقة والخيال )

علاء عبد الواحد الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى مسيطرة ووحيدة في العالم عسكريا واقتصاديا وسياسا . مثلت فرصة سانحة للولايات المتحدة الامريكية كي تمارس دورها في قيادة العالم بشكل انفرادي وتأكيد ذاتها والانتقال من نمط الأمة الدولة الى نمط الدولة الأمة .
اخذت الولايات المتحدة تلعب دورا جديدا في العالم يتناسب مع حجم قدراتها الاقتصادية والعسكرية وايقنت الولايات المتحدة الامريكية ان الاتحاد السوفيتي لم يهزم عسكريا بل هزم من الداخل من خلال الاقتصاد الضعيف المتهاوي وعدم نجاح السياسة الاقتصادية السوفيتية بالتصدي للانهيار الاقتصادي . اعطى هذا الشعور وهذه الدراسة للقوى الامريكية الصاعدة والمهيمنة ان تضع خطط اقتصادية قوية ومتينة للتخلص من مشاكلها الداخلية وايجاد نظام اقتصادي قوي مع وجود نظام سياسي قوي لكي تستطيع الولايات المتحدة ان تنجز مشروعها الهيمني (الكوني الكبير ). وفي نفس الوقت فرضت سيطرتها على دول الاتحاد الاوربي ووضعته تحت المظلة الامريكية باتباع سياسة توسيع حلف الناتو وضم دول من اوربا الشرقية والتي كانت تمثل جزء من الاتحاد السوفيتي السابق وفي نفس الوقت تضيق الخناق على روسيا . واحتواء السياسة الصينية الصاعدة كقوة اقتصادية وسياسية لديها نمو اقتصادي بوتيرة متصاعدة وكذلك الهند . ناهيك عن السيطرة الكاملة على دول الخليج العربي والعراق وانتشار مكثف للقواعد الامريكية في جميع بقع العالم ما هو الا دليل واضح على قدرة عالية بالانتشار وضرب اي هدف بالعالم بسرعة وانتشار قوي من قبل هذه القوات لحماية مصالحها وحلفائها . كل ماذكرناه هو جزء من المخطط( الكوني الكبير) الذي تسعى الولايات المتحدة الامريكية جاهدة من خلال السيطرة الاقتصادية والسياسية على الدول وبالتالي انشاء نظام دولي اخلاقي قانوني واحد ونشر وترويج للانموذج الامريكي. ان الامكانيات التكنلوجية الحديثة التي تشكل عصب قوي جدا لنشر هذه الثقافة بل الاعتى من هذا ان اغلب الاشخاص لايعلمون انهم جزء من هذا المشروع اي داعية بدون علمه والاخر يعرف جيدا برغبة منه لانشاء مشروع كوني اخلاقي وسياسي واقتصادي واحد ويتبعها في ذلك دول ومنظمات وديانات واحزاب وشخصيات ثقافية مرموقه .مما يجعل التسليم بهذا المشروع عرف او حقيقة واقعية لابد منها .

#علاء_عبد_الواحد_الحسيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات