أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رابطة اليسار العمالي- تونس - الحوار الاقتصادي واكتمال المؤامرة على استحقاقات الشّعب














المزيد.....

الحوار الاقتصادي واكتمال المؤامرة على استحقاقات الشّعب


رابطة اليسار العمالي- تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 08:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ اغتيال الشّهيد محمّد البراهمي وتصاعد وتيرة الحراك الشّعبي بهدف إسقاط الحكومة وحلّ المجلس التّأسيسي، تجنّدت كلُّ قوى الثّورة المضادة إلى الخروج من وطأة أزمة الحكم بأخفّ الأضرار، من خلال حكومة "توافق" تكون مسنودة داخليّا "بالحوار الوطني" وخارجيّا برعاية مؤسّسات المال العالميّة، ويُناط بعُهدتها امتصاصُ الغضب الشّعبي على منظومة 23 أكتوبر، والعملُ على تمرير سياسات التّقشّف الذي عجزت عنه حكومات الترويكا ولم تتجرّأ عليه، خاصة فيما يتعلّق برفع الدّعم وتحميل الفئات الضّعيفة والمتوسّطة تبعات الأزمة الاقتصاديّة.

ومع تنحّي حكومة "النّهضة" مكرهةً، تحت ضغط الاحتجاجات الشّعبيّة، لما تسبّبت فيه من خراب وفساد وإنهاك لميزانيّة الدّولة بالتّعيينات الحزبيّة وتورّطها في إهدار المال العام، وعجزها عن إيجاد الحلول الاقتصاديّة والاجتماعيّة في سياق تشتدّ فيه البطالة والفقر والتّهميش، كان إسناد حكومة "جمعة" "بالرّباعي الرّاعي للحوار"، وبتقديم الولاء والطّاعة لشروط المانحين في صندوق النّقد الدّولي والاتّحاد الأروبي، يُرافقه هدوءٌ يؤسّس لهدنة اجتماعيّة غير معلنة، يقودها "التّوافق" بين منظّمتي الشّغيلة والأعراف، وتجريمٌ للاحتجاجات الشّعبيّة، من خلال التتبّعات العدليّة والإيقافات العشوائيّة والمحاكمات الجائرة لمناضلي للحراك الثّوري بتُهم المشاركة في الثّورة وإحداث الفوضى لإسقاط حكم بن علي، ومحاولةٌ لصنع الرّأي العام بالتّرويج لأوهام حول حكومة "جمعة" كمنقذ للاقتصاد التّونسي من الوضع الكارثي، وتحميلٌ للمسؤوليّة في صعوبة الوضع وحلّ مشكلات التّوازنات الماليّة في الدّولة للجميع، عبر إجراءات الاكتتاب والتّرفيع في الأسعار وتجميد الأجور ورفع الدّعم ووقف الانتدابات.

لقد أثبتت حكومة "جمعة" منذ أيّامها الأولى جرأتها على اتّخاذ القرارات المصيريّة المعادية لعموم الشّعب، من خلال تفعيل الإجراءات والتّوصيات الصّادرة عن مؤسّسات المال العالميّة المانحة، والاستعداد للخضوع لشروطها المذلّة والمسمومة، وقدرتها على تحميل الجميع تبعات الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردّي، وذلك بشدّ كلّ القوى إلى طاولة الحوار حول برنامج مُعدٍّ ومخطّطٍ له سلفا. فالحكومة التي أنتجتها التّوافقات ورعاية الجميع تحت خيمة "الحوار الوطني"، يسهل عليها، اليوم في"الحوار الاقتصادي"، أن تورّط الجميع ببرنامجها المعادي لاستحقاقات الثّورة ومطالبها في العدالة والثّروة و أن تقرّر مصير عموم الشّعب بمزيد تفقيره وإذلاله. لذلك فان تغذية الأوهام حول جدوى المشاركة في الحوار الاقتصادي، بمنهجية الحكومة وسيناريوهاتها المسقطة على المشاركين، لن تخدم سوى النّظام القديم الذي استردّ عافيته مع حكومة جمعة في تمرير سياساته التّقشّفيّة المعادية للطّبقات الشّعبيّة والفئات المهمّشة.

فالنّضال ضدّ التّقشّف، بإجراءاته وخياراته اللاّشعبيّة، يقتضي من قوى الثّورة، وعلى رأسها الجبهة الشّعبيّة، إسقاط كلّ الأوهام حول الجدوى من الحوار الاقتصادي، كخادم لرأس المال واملاءاته، باعتباره الإطار الذي يحمّل الأطراف جميعا مسؤوليتها عن الأزمة، ويدفع بالطّبقات الشّعبيّة والمفقّرين إلى تحمّلِ أعبائِها كاملة.

وحتّى لا تلدغَ الجبهة الشّعبيّة من "الحوار" مرّتين، وتهدَّدَ في ذاتها، بعد أنِ "انتشرت في الأرض"، وعبّرت عن نبض الشّارع المنتفض باستحقاقاته التي وقع الالتفاف عليها، فإنّها مدعوّة إلى فضح سياسات الحوار و"التّوافق" على الإجرام في حقّ الشّعب، بما يعزّز تفاعلها مع مطالب الجماهير في تغيير السّياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، والانخراط في كلّ النّضالات الشّعبيّة والاصطفاف وراء الطّبقات المحرومة والانتصار لها.

رابطة اليسار العمّالي- تونس



#رابطة_اليسار_العمالي-_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار الثوري في تونس: راهنه وآفاق إمكانه الثوري


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رابطة اليسار العمالي- تونس - الحوار الاقتصادي واكتمال المؤامرة على استحقاقات الشّعب