أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء السكوتي - كتابة عمومية














المزيد.....

كتابة عمومية


أسماء السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


"اليوم سأكتب، سأكتب كل شيء، لن أترك شيئا في نفسي". قالها، ثم بدأ يبحث في جيب بنطلونه عن قلم، ولكنه لم يجد.
ما هذا القدر؟ في اللحظة التي قرر الكتابة لا يجد قلما ولا حتى ورقة !! ولكنه لا يريد ورقا، هو أتى إلى هنا فقط ليستغني عن الأوراق. تلك الأوراق اللعينة التي عاش عمرا بطوله وهو يحاول الاستغناء عنها؛ منذ كان يحملها بثقلها على كتفيه الصغيرين ويتجه بها إلى مدرسة في آخر الدنيا، إلى أن أصبحت ركاما من الملفات، التي يمضيها (أو يخربشها) لينزل عليها بعد ذلك بطابع الجماعة. آه، آلا ما أشق أن تكون كاتبا. وأشق من ذلك وأشقى أن تغدو كاتبا عموميا).
عندما أوشك على فتح الباب، تذكر قلم الرصاص الصغير جدا، الذي أُهدي إليه على شكل "بورت كلي" كمزحة سمجة من أحد الأصدقاء. حمل القلم وفكر "رغم قزميته، قد يفي بالغرض. ولكنه للأسف قابل للانمحاء".
(- وما الذي لا يقبل الانمحاء في هذا الزمن؟ حتى الإنسان يمحى. أكتب أكتب يا أخي.)
قبل أن يشرع في الكتابة، خلع سرواله. لماذا؟ لأنه من المضحك والسخيف أن يبقى داخل بنطلونه في هذا المكان بالذات. لستر العورة وقيم المحافظة أماكن أخرى، غير هنا. فكر: "اليوم سأعيد مجد أجدادي، وسأحيي تراثهم. سأكتب في جدار هذا المكان الضيق كما كانوا يكتبون في كهوفهم. لأحكي عن إنسان بلا زمان ولا مكان".
(-قبل أن تحكي عن الإنسان لابد من تعريفه؛ تعريفا واضحا وشاملا. لا تنسى أنك لا تكتب لنفسك فقط، هناك الكثيرون من القراء، الذين سيقرأون ما كتبت وقد –إذا أسعفك الحظ- يعلقون عليه. تماما كما يفعلون هذه الأيام في "الفيس بوك"..
- آه، حتى هنا جئت إليه، ألم يمنعك هذا الباب المقفل بلا ترباس من اقتحام خلوتي. ابتعد عني. ابتعد. ثم إن الإنسان هو ... هو الإنسان. ماذا تريد أكثر من هذا؟)
معذرةً على القوسين ولكن الشخصية كان لابد لها من حل بعض الخلافات المعلقة منذ مدة. لنكمل حديثنا: ...
تقول الشخصية: " إنني وبهذا القلم القزم، الذي نسيت اسم صاحبه، سأكشف الأسرار وأهزم الأوهام... وسأكتب. سأكتب عنننننـــ...."
قبل أن تكمل الشخصية مونولوجها، تسمع طرقا حادا على الباب.
- من؟
- قريب
- قريب من؟ من تظن نفسك؟
- من تظن نفسك أنت؟ ساعة وأنت داخل المرحاض. هل تظنه مرحاض والدك. إنه مرحاض عمومي. اخرج وإلا كسرت رأسك
تلبس الشخصية بنطلونها. ثم تخرج دون أن تكتب أو... تتغوط.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء السكوتي - كتابة عمومية