أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي رحمة - صنع الحضارة














المزيد.....

صنع الحضارة


مهدي رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 4449 - 2014 / 5 / 10 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صنع الحضارة ...!!!

المسلمون هم اكثر الامم تخلفا وانحدارا بين أمم الارض !!
المسلمون يعتقدون بأنهم خير امة أخرجت للناس ...!!!
بهذا التساؤل المنطقي إنطلق المفكر المغربي عبد الله العروي في نقاش حيثيات هذا الحراك العقلي الذي يكشف حسب رأيه أن امة المسلمين تعيش في ادوار ما قبل الحضارة ، وأن المسلمين قد فقدوا البوصلة التي تتجه بهم الى كشف مكنونات وعناصر القوة لصنع وجودهم الحضاري كغيرهم من الامم ، فما هي عناصر صنع الحضارة التي يمكن لاي امة ان تكرس طاقاتها وتستكشف اسرارها لكي ترتق وتتحرك صاعدة كما صعدت الامم الاخرى؟
الحضارة ، كل حضارة لابد لها من محمولات تمكنها من الارتقاء ، لابد لها من مدارات تتمدد من خلالها افقيا وعموديا ، أفقيا في محاورة الانسان للانسان وعموديا في محاورة الانسان مع الطبيعة ، واعني بالمحاورة هي محاولة اكتشاف اسرار الاخر واسرار الطبيعة . إن عناصر صنع الحضارة ثلاثة لا رابع لها كما أسس لها الفيلسوف مالك بن نبي :
1- الانسان
2- الكون وما فيه من طاقات وموارد
3- الزمن
هذه العناصر او المحمولات او المدارات تشكل القوة الدافعه لصنع اي حضارة ، فهي اذن ليست الصواريخ ولا الماكنة ولا التكنولوجيا وامكاناتها الخارقة ، هذه كلها مظاهر خارج حدود صنع الحضارة ، هي نتائج لتفاعل العناصر الثلاثة ، وهي الانتاج النوعي والكمي للحركة الديالكتيكية القائمة بين العناصر الثلاثة .

إن سنن الله العادلة لم تضع العراقيل امام اي امة ان تصنع وجودها ، جعل عناصر صنع الوجود ورفد الكينونة من خلال الموجودات المشاعة والمتاحة لاي فرد على الارض ، فليس من العدل ولا الحق أن يجعل امة تتفوق على امة اخرى بمنحهم عناصر التفوق على غيرهم ، او يمنحهم عقولا وموارد لا تتهيأ لغيرهم على الارض ، قد يقتّر على امة في مواردها الطبيعية بمكان ما ولكن قوة العقل كافية في ان تجعل الحوار بين الانسان والطبيعة مثمرا ومنتجا ، مثال ذلك اليابان ، فهي دولة لا تملك من الموارد ما يؤهلها لصنع هذا التطور المدني والحضاري ولكن حوار الانسان الياباني وصدامه الجرئ مع الطبيعة استولد هذا الكيان العملاق الذي ابهر ويبهر العالم ، وهكذا بقية الدول كالهند وكوريا والبرازيل وجنوب افريقيا وبسوانا الافريقية وغيرهم من الدول .
العراق يمتلك كل مقومات الحضارة ، ما من دولة على الارض تملك ما يملكه هذا البلد ، والانسان العراقي وريث الحضارات القديمة ، يمتلك من الطاقات الذهنية المذهلة التي تتكأ على تلك الخلفية الحضارية ، والعراق فيه من الموارد المتنوعة ما تكفي لأن تجعله امة بذاتها ، اما العنصر الزمني فهو عنصر تراكم الخبرات الحضارية الجبارة التي تشكل منجما ينهل منه متى شاء ، فما الخلل ؟ اين المشكل ؟ استطيع القول أن الخلل يكمن في انسان السلطة وسلطة الانسان ، ليس بالفرد العراقي فهو مبدع والدليل ان ابداعه في الخارج مكنه في أن يصنع له وجودا متميزا بين الامم الاخرى ، لم تستطع الامة العراقية أن تصنع لنفسها سلطة تعي اهمية هذا الثالوث الحضاري ( الانسان ، الطبيعة، الزمن ) ، فتحطم الانسان وهدرت الطبيعة ومواردها وبخس الزمن مع ما يحمله من ارث مذهل ولهذا نحن نواجه المحن تلو المحن وسنبقى في ذلك حتى يصحو الشعب من اغفاءته الطويلة وياخذ باسباب صنع الحضاره ويخلق سلطة تقدس الانسان وتستثمر الموارد وتنهل من خزين الزمن ..







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي رحمة - صنع الحضارة