أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - عدلى محمد - الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق















المزيد.....


الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق


عدلى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 08:11
المحور: ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا
    



يبدو واضحا الآن بصورة واقعية ،ان ثورة يناير ستظل تعانى كثيرا ما لم يتقدم العمال صفوفها كطبقة سياسية منظمة ،كطبقة منخرطة فى الثورة بمنطق الثورة لا بمنطق الايام العادية الرتيبة .وسيظل الزخم الجماهيرى للثورة من البرجوازية الصغيرة والعاطلين والطلاب يفتقد لعمود فقرى حقيقى ،لقوة اجتماعية متبلورة ومتماسكة نسبيا لاسباب موضوعية تصنعها علاقات الانتاج الراسمالية التى منحت الطبقة العاملة هذا التميز .ان هذا التحديد العلمى المبكر للنظرية الثورية لم يكن مجرد اضافة عارضة حول دور العمال فى التغيير الثورى بل شكل جوهر المفهوم الثورى حول الاطاحة بالراسمالية عبر التخلص من العمل المأجور رأسا وتطوير وتوسيع نطاق الطابع الاجتماعى للانتاج الى ابعد الحدود التى تسمح بمشاركة كل السكان وتفجير طاقات هائلة لدى الجميع عندما يدور ذلك الانتاج من اجل جميع من يشاركون فية لا من اجل ارباح طبقة واحدة وبعيدا عن منطق الربح من اجل الربح والتراكم من اجل التراكم على حساب اغلبية الناس .لا تكفى هنا كما تشير الخبرات المؤكدة للثورة امكانية تقدمها لتحقيق ما تصبو الية من اهداف ثورية عبر التخلص من الوعى الاصلاحى السائد ،فالروابط الموضوعية بين البرجوازى الصغير ستعمل بصورة دائمة على اضعاف اى رؤية ثورية مهما بلغت مستويات سيادتها وستعمل دائما على جذبة الى ما يدفع الية وضعة الاجتماعى دفعا بصورة محسوسة وسيظل الوجود الفكرى لهذا البرجوازى الصغير شاء او ابى منجذبا انجذابا لا يعرف الا الانقطاع المؤقت الى وجودة الاجتماعى .ان تدهور الاوضاع الحياتية الذى سيتواصل فى ظل الازمة الثورية التى لن تنتهى فى القريب العاجل يظل دافعا دائما لتعميق ذلك لدى صفوف واسعة تتعيش يوما بيوم بالاضافة الى ما هو اخطر واهم والذى تشكلة سيطرة الراسمالية على الحكم التىتعمل على تغذية ذلك بصورة متواصلة وكلما ضعفت اكثر لا يتبقى لها سوى ذلك المخرج اكثر فأكثر وسيظل لها تأثير قوى وفعال طالما ان القطب الآخر فى المواجهة العمال منكفئين على النضال الاقتصادى وبعيدين عن لعب دور مباشر فى الصراع السياسى .ان زخم الثورة على مدار السنوات الثلاث الماضية ضعفت عندما غطى صوت البرجوازية الصغيرة الصاخب على كل صوت وبث فى الانحاء امالا كبيرة يتضح الآن انها اوسع واعمق من قدرة البرجوازية الصغيرة الثورية على تحقيقها وان اى مآل جدى لهذا التحقق لن يستطيع الابتعاد كثيرا عن عالم الراسمالية مهما شخبط فى بعض صفحاتة ،خصوصا وان ثورة 25 يناير تكاد تكون الآن مركزا للصراع الطبقى العالمى بما تهدد بة وبما تنشغل بة وهو ما يجعل اى بقايا للطبقة الحاكمة مع تقدم الصراع معها محاطة بصورة استثنائية بدعم عالمى امبريالى .
طبيعة المشاركة العمالية :
المشاركة العمالية فى الثورة اتخذت شكلين وشكلا كان لة دور ثانوى ،فلقد تواجد العمال (قطاع عام وخاص) بكثافة فى ميادين الثورة بدءا من ميدان التحرير اثناء مليونيات الثورة وكان ذلك شكلا رئيسيا عفويا وتلقائيا فلم يكن الميدان يشعر بهم كعمال ولا هم حريصون على ذلك بل كانوا كتلة ذائبة معرضة لتاثيرات البرجوازية الصغيرة وافكارها الاصلاحية وتردداتها ولكن لا يمكن اغفال تأثير هذة المشاركة العفوية الفردية الطابع فى انتقال روح الثورة الى هؤلاء المشاركين فى المساهمة فى رفع وعيهم نسبيا وفى تعلمهم اشكال جديدة من المواجهة والفعل الجماهيرى ،فقد كانت المليونيات فعليا رغم كل نواقصها واصلاحيتها مدرسة كبيرة لتوسيع افق من شارك فيها من العمال وغيرهم وليس من قبيل الصدفة ان الحركة الاضرابية الاحتجاجية كانت تعقب كل مليونية فى التحرير وميادين الثورة بفعل تأثير الشحنة الثورية التى كان يذهب بها العمال الى مصانعهم وزملائهم . ولقد شارك العمال في الثورة عبر الشكل الآخر الذي عبر عنه هذا العدد الهائل من الاضرابات العمالية والتي شكلت عموداً فقرياً لتحركات إحتجاجية لفقراء المدن غير مسبوقة إلا في الثورات العالمية الكبيرة ، ولقد كان لهذه المشاركة بهذا الشكل دوراًُ لا يستهان به في تحديد الملامح العامة للثورة واشكال تحركاتها وأيضاً اشكال تحرك الثورة المضادة ، ولقد كانت هذه الحركة الاحتجاجية الواسعه تلعب دور قاعدة الهرم الثوري ، بغض النظر عن مدى ارتباطها المنظم بالميادين ، كما انها منحت الثورة فعلياً طابعها الشعبي والاجتماعي كما ان هذه المشاركة لعبت دوراً في محاصرة جميع محاولات الثورة المضادة وفضحها موضوعياً عندما حاولت حصر الثورة في مجرد تغيير سياسي عبر المسار الشرعي بإنتخاباته واستفتاءاته الزائفة .
إن هذه المشاركة الاجتماعية الواسعه مثلت دور قواعد الحزب الثوري في جذب اوسع الصفوف للمشاركة في الموجات الثورية والمليونيات الثورية وكل إضراب وكل وقفة وكل إحتجاج شعبي كان يعمل في نفس اللحظة المشغول فيها بتحقيق هدفه الجزئي الخاص دور منصة ثورية عفوية تبث أجواء الاحتجاج وتنفخ في نيران الثورة موضوعيا وبما تشير إليه بإن لا حل لمشاكل الشعب إلا بأنخراطه مدافعا عن مصالحه .
أما الشكل الثانوي الذي اشرنا إليه ولقد عبرت عنه مشاركة عمالية منظمة في المليونيات تحمل يافطات مصانعها وشركاتها التي كان يحيط بها أو يسير خلفها عشرات قليلة ، وهذا الشكل لم يكن مؤثراً تأثيراً يمكن الحديث عنه والاهم أنه لم يكن نشاطاً عماليا خالصا ، إلا في اضيق النطاق ، وقد كان اكثر انتماءا لتحركات حقوقية وحزبية مشبوهة في الأولى ومنعدمة التأثير في الثانية .
ويمكن تشخيص النتيجة النهائية التي اسفرت عنها علاقة العمال بالثورة خلال السنوات الثلاث الماضية في تجسدها في طاقة ثورية هائلة عرفت طريقها للتفجر في ظل افتقاد الحزب الثوري العمالي ،في ظل خضوعها معظم الوقت للآثار الرجعية المعيقة لحركتها ، على مدار العقدين المنقضيين حيث حاولت السلطة الرأسمالية إخضاع التحركات العمالية للفكر الحقوقي القانوني من ناحية ولرؤية نقابوية. تركز تأثير هذا الفكر الحقوقي قبل الثورة وبعدها والذي انفضح مضمونه امام قطاعات عمالية جماهيرية واسعة وامام شركات ومصانع في مقدمتها الشركات التي جرى خصخصتها وتمت استعادتها بالقانون وبالقضاء والمحصلة أن رأسمالية مبارك وخلفاءه كسبت الوقت من ناحية واستوعبت حركات العمال المشردين فعلياً في أطر قانونية حيث شكلت بعض الوقفات العمالية التي طالبت بتنفيذ احكام القضاء الرأسمالي في ظل تمتع هؤلاء الرأسماليين باللذة الكبرى التي جسدها تمزيق العمال وتفريقهم شركة شركة من ناحية والدفع بهم في سراديب الاحكام والقضايا في عملية هدفها الرئيسي هو التيئيس المنهجي المنظم لأي تحرك ثوري جماعي كان من الممكن ان ينغص حكم مبارك ويدفع للحياة بشئ ثوري حقيقي مشابه لانتفاضة عمال المحلة في 2008 التي شكلت كبسولة مضغوطة لثورة يناير .
لم يقتصر تأثير الذراع القانونية الحقوقية لخطة الثورة المضادة قبل اندلاع الثورة في التجربة المريرة لعمال شركات الخصخصة بل شملت عشرات المصانع والشركات التي كانت تتسابق عليها منظمات الحقوقيين الممولة من البلدان الغربية الاستعمارية ومنظماتها المموهه بدءاً من اوكسفام إلى هيئات المعونة الغربية وصولا لمؤسسة فورد ولمنظمات لها ارتباطات صهيونية صريحة ، والهدف واضح هو طمس أي طابع اجتماعي لنضالات شعوب المنطقة وغمرها بالصراعات الدينية والطائفية التي كان هذا الغرب الحقوقي ذاته يتواصل معها ومع منظماتها الدينية من الاخوان حتى القاعدة ، وليس من قبيل الصدفة هذه العلاقة الودودة بين هذين النوعين الذين يبدوان متناقضين ، فالعلاقة بالغرب الاستعماري تشكل نقطة لقاء حاسمة في التوجهات النهائية بين ذراعي الثورة المضادة .
حيث شكلت الرؤية الحقوقية ومفاهيمها على مستوى المنطقة العربية والاسلامية ترياقاً مضادا لشطط الدين الفكري الرجعي ، كما أن هذا الفكر الحقوقي كان صالحا في نفس اللحظة لسد الثغرات الاجتماعية بل انه يسمع بتجزئتها على هذا النحو لاضعاف الصراع الطبقي اصلا وتحويل طاقة مكوناتة إلى دهاليز جانبية وثانوية وفي هذا السياق جرى الدفع بالفكرة الحقوقية المجردة إلى اوساط الطبقة العاملة من اجل تشويه النضال العمالي واخفاء اصوله الطبقية وتقديمه على إنه مجرد احتياج لزيادة الاجور قابل للتحقق بفضل الآليات القانونية والمفاهيم الحقوقية العامة .
وكان هدف التسابق الحقوقي المشترك هو إحتواء اي روح ثوري لدى العمال واخماده اولا بأول ، بإسم رفع القضايا والنشر الصحفي في صحف رجال الاعمال وعقد ندوات ومؤتمرات صحفية وسلسلة طويلة من اللجان الفوقية العمالية في عملية معقدة تطارد اي محاولة من جانب التحركات العمالية للتملص وشق عصا الخضوع والشروع في طرق أبواب ودروب ثورية ، ولقد جرى استخدام كثير من القوى والعناصر التي ادعت الاشتراكية في هذه العملية الاجرامية بإسم لحظات الجذر ولحظات الارهاب البوليسي التي كانت تتفوق فيه ديكتاتورية مبارك ، ولقد أتى هذا الاستخدام أُكله إلى ابعد الحدود نظراً لارتباطه برؤية انتهازية اصيلة وافكار وقراءات خاطئة لخبرات الثورات العالمية وللمفاهيم الثورية الماركسية . ان هؤلاء يتصورون تطوير الطبقة العاملة كفعلة فاعل ويبدو لهم النضال الاقتصادى والقانونى كمرحلة تاريخية ينبغى ان يمر بها نضال العمال بالتمام والكمال اللائقين حتى يمكن الحديث عن مشاركة من جانب العمال فى الثورة او حتى يمكن اعترافهم بالتالى بالثورة حتى لو كانت بحجم ثورة 25 يناير وما الذى يمنع طالما ان البعض يرى فى علاقة العمال بالانشغال بالديمقراطية من اعلى والصراع على السلطة شيئا شبية باللعب بالنار لن ينجم عنة سوى لسوعة الايادى التى عليها عوضا عن ذلك بمعرفة حدودها والانشغال فقط فى اشياء الديمقراطية من اسفل مثل النقابات واتحادات المستهلكين الخ ،لقد قدم هذا اليسار التافة من اقصى مخلصية الاقتصادويين والنقابيون الى اقصى انتهازيية وعملاء الراسمالية المموهين خدمة جليلة للثورة المضادة وعندما وجهت رياح ثورة يناير صفعتها القوية الى هذا المنطق لجأوا بسرعة الى التركيز على انشاء نقابات مع تآكل القانونية والحقوقية ،فهرول هؤلاء جميعا فى زمن تفرش فية الاضرابات والاحتجاجات الثورية شوارع البلاد وميادينها ومصانعها الى تأسيس نقابات بكل ما يعنية ذلك من تكريس الفكر الاصلاحى فى مواجهة الفكر الثورى الذى كان يتجة عفويا الى السلطة ولا تغادر عيونة ساحتها الى درجة الاطاحة بريئسين عتيدين ،لقد نجحت الثورة المضادة فى حصر جهود عشرات من الثوار المخلصين فى هذة القصة كما حصرت جهود مئات مخلصة اخرى فى تأسيس احزاب بعد الثورة والتىلم تتجاوز كونها ادوات للثورة المضادة بهدف جذب الشباب بعيدا عن الميادين وعن المعارك الثورية
النقابات المستقلة قبل الثورة خطوة الى الامام وليس من فبيل الصدفة ان نقابة موظفى وعمال الضرائب العقارية انبثقت من اعتصام القصر العينى ،اما بعد الثورة فان تشكيل النقابات خارج العمل الاضرابى الكفاحى خاصة اذا كانت تقودة افراد وقوى ومنظمات صارت مفضوحة بفعل نشاطها الحقوقى وارتباطاتها بالمنظمات الدولية الراسمالية كمنظمة العمل ،فان الامر يصبح جريمة سافرة وعمل من اعمال الثورة المضادة فليس من قبيل الصدفة ان بعض هؤلاء تقلدوا مناصب وزارية لدى حكم السيسىالذى قيم جهودهم المخلصة لثورتة المضادة ،بعد يناير 2011 بشهور قليلة نشرت جريدة الاهرام ان واشنطن قدمت 10 مليون دولار لوزارة القوى العاملة التى كان يتولاها البرعى انذاك من اجل التوسع فى انشاء النقابات المستقلة .لا مفاجأة فى موقف العراب والمحلل الذى واصلة نشطاء العمل النقابى" المستقل "فما الذى يمكن ان يقود الية الافلاس والانحراف السياسى والاصلاحية ؟وعلى اى حال فان ذرف الدموع على خيانة ابوعيطة والذى اعتبر اضرابات العمال خيانة فى حق الوطن فى ذلك الوقت ويجب تاجيلها لمدة عام لن يصلح او يغير من الامر شيئا ،ان الثورة عندما تندلع فى وجة عالم الراسمالية لا يكون الهدف محاولة محاصرة الاصلاح على العكس تعمل الراسماليةعلى التلويح للثورة بالاصلاح وهنا يحكمها تناقض واضح فقد تفتح التنازلات الاصلاحية الطابع شهية الثورة طالما هى مستمرة فتعمل الراسمالية على تسهيل تحركات الاصلاحيين والدفع بهم الى مقدمة المشهد بما يبدو وكأنهم من خارجها بل باعتبارهم ممثلين للثورة فتعلى الراسمالية من شأنهم وشأن البرلمانية والديمقراطية بشكل مؤقت ولكن بهدف واحد هو صرف الثورة بشكل سلمى او باقل القليل من المعارك ،فالحرب الاهلية ليست خيارا سهلا للراسمالية طالما ستظل فى غنى عنها حتى تحرق كل اوراقها السياسية ولا تجد امامها سوى العنف المباشر .ان المحاكم العمالية التى اقرها محلب مؤخرا لن تستطيع انقاذ الذراع القانونى الحقوقى للثورة المضادة فلقد تعرى كل ذلك ومر العمال بتجربتهم الخاصة معة وصار شيئا مفضوحا ،ان خدعة النقابات المستقلة بالصورة التى جرت بها فى زمن الثورة تستدعى وقفة حاسمة ،وقفة تدرك اننا لسنا بصدد المساومة على الاجر كما تهته القائلين بذلك من الاصلاحيين واصدقائهم فى صفوف العمال .ان الحركة العمالية لن تستطيع التقدم على صعيد محاولة تحسين الاجر عبر الاضراب المصنعى المجزأالمفتت وحدة واصبح واضحا ان اى محاولة للتقدم يجب ان تنخرط اكثر فأكثر فى الثورة وفى تحركاتها وفقا لكل لحظة من لحظات صعودها وهبوطها كما ان تقدم الثورة وتاخرها شئ مختلف ولة قوانين مختلفة وآليات مختلفة عن زمن الثورة المضادة الذى ما زالت اشياءة عالقة فى الرؤوس الباردة لكثير ممن يدعون الثورية والاشتراكية فتعجزهم اكثر فاكثر عن تعاطى الجديد الطارئ المسمى ثورة ولقد برهنت ثورة يناير ان تراجعها وانصرافها التدريجى اضغاث احلام مر بها تنظيم الاخوان وعبر عنها مرشدهم بديع مرة عندما شبة الثورة بسفينة نوح التى سترسى على الجودى بصورة تدريجية ،وحكم السيسى بالطبع ما زال يعانى من هذة الاضغاث .ان النقابات المستقلة واقوى المساومات لن توفر لعمال اى مصنع ما يصبون الية هكذا تقول حكومات السيسى التى حرق منها اثنين قبل جلوسة على عرش الراسمالية ،فلا حد ادنى ولا حد اقصى والغلاء سيد الموقف فالازمة الثورية تفرض على اقتصادهم الان اوضاع جد شاقة ولا مخرج منها سوى بانتصار الثورة او هزيمتها بصورة حربية ايضا يعجزون عنها ،فالثورة اصبحت اقرب للانتصار النهائى من اى لحظة سابقة رغم ادراكنا لنواقصها وجوانب ضعفها والتى نعتقد ان دور ووزن النضال العمالى ومدى انخراطه والتحامه بالثورة يشكل اضافة ساحقة تسمح بالتطلع الى الانتصار ،الى القدرة على بناء مجتمع الثورة مجتمع الحلف الطبقى الشعبى الذى ستعقد لة رايات النصر لا محالة طالما لدينا عمال بهذة الطاقات الثورية التى ساهمت من خلالها الطبقة العاملة المصرية فى القدرة على الانتصار لذاتها ولشعبها فى اللحظات الدقيقة
ان الاحتياجات الفعلية للحركة العمالية المصرية هى قدرتها على تحقيق وحدتها كطبقة وحدة من تحت قبل ان تكون من فوق فلا تعطينا سوى ما يعرف باللجان التنسيقية ،وحدة الحركة الاضرابية والاحتجاجية المنخرطة منذ اول لحظة فى النضال الثورى فى الشوارع والميادين ومع الطلاب وفقراء المدن ،بروح عمال حلوان عندما توجهوا الى جامعة القاهرة يطالبونهم للتظاهر معهم ضد حكم السادات عام 1975،بروح عمال مصر عندما شكلوا مع الطلاب (اللجنة العليا للعمال والطلاب )فى اربعينيات القرن العشرين للنضال ضد سلطة الملك والاحتلال البريطانى
فمحاولة الراسمالية دفع العمال للنضال من اجل تحسين اجورهم فقط والنضال بعيدا عن اهداف شعبهم ليست جديدة واندفاع العمال للافلات من قبضتها ايضا ليست جديدة ،هى محاولة تعبر عن الرعب الراسمالى من التحام العمال بحلفهم الطبقى الشعبى وهى ايضا محاولة راسمالية تعمل من خلالها الراسمالية فى بلدان العالم المتخلفة على تقليد الراسماليات الامبريالية التى تستطيع رشوة العمال طالما هى قادرة على نهب جميع عمال العالم .ان الوحدة العمالية منذ اللحظة الاولى مطالبة بالالتفاف حول برنامج عمالى ثورى اولا فيما يخص العمال وبرنامج شعبى ثورى حول ما يخصها مع الشعب ،وحدة تضع اهداف ثورة يناير كأهدافها المباشرة التى لها الاولوية فى النضال بصورة عامة عن اهداف هذا المصنع او ذاك ،يجرى العمل على توفير اوسع الاضرابات حول كل نقطة منها ،دعونا نتخيل مدى تأثير اضراب واسع من جانب عدد كبير من المصانع حول الحد الادنى للاجور ،اى مماطلة هنا تعنى تكرار الاضراب وشدتة مع اتساعة اللاحق ،او حول حد اقصى لا يتجاوز 20000جنية من جانب 20 الى 30 مصنع كبير ومتوسط ،ستصاب الطبقة بالرعب ودعونا نتخيل موقف الشعب وموقف الثورة ومليونياتها عندما يتحقق هذا النوع من الاضراب الثورى الموسع ،اى قوة تكون قد حازتها ثورة يناير لغرض مصادرة اموال وثروات عائلة مبارك وعصابتة وكذا اموال عصابات الاخوان امثال الشاطر ومالك وراسمالية الكاكى ،اى جبروت تكون الثورة قد اصبحت علية عندما يجرى شن هذا النوع من الاضراب الثورى الذى يترافق معة اعتصامات امام مقرات شركات هيرميس ونيوجيزة وسوديك واوراسكوم وابو العينين الخ ستكون الخطوات الفاصلة للاستيلاء على السلطة كطبقات شعبية فى قلبها العمال وفى مقدمتها العمال قد اصبحت مرئية .ان الطاقة الثورية للحركة العمالية طاقة هائلة وهو واقع يشهد علية القاصى والدانى فى ثورة يناير يؤكدة 1200 اضراب فى 2011 ،3400 اضراب فى 2012والاف ايضا فى 2013 ،يؤكدة الموجة الاضرابية العمالية الاخيرة التى شملت قلاع عمالية كبيرة كالحديد والصلب والالمنيوم والمحلة والنقل البرى والبريدالخ وهى الموجة التى شكلت امام السيسى ونظامة اشارة حمراء لحدود مخططة المخابراتى الذى يحاول ان يواجة عبرة الثورة تحت يافطة مواجهة ارهاب الاخوان ،ان ثورة يناير هى التى خرجت واطاحت بحكم الاخوان فى 30-6ولم يكن راى السيسى وراسمالية الكاكى حتى آخر لحظة سوى محاولة انقاذ الاخوان من موجة 30-6عبر محاولة اقناع مرسى ومكتب ارشادة باحناء رؤوسهم امام العاصفة الثورية واللجؤ الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،فلم يكن السيسى فى اى لحظة سوى خادم وحارس لحكم الاخوان الذى جلبهم العسكر للسلطة ليحموا كل اللصوص وناهبى ثروات الوطن وقتلة الثوار من غضب الثورة ولم يتخلى السيسى عن الاخوان الا بعد ان برهن الواقع على فشلهم فى توفير تلك الحماية .لقد تبددت طاقات هائلة ولعبت الثورة المضادة دور رئيسى فى خداع الحركة العمالية بالنضال الحقوقى والقانونى والنقابوى ،بالعملاء الصريحين وبالخدم الاشتراكى ولكن عزائنا ان الفرصة لم تضع وان ذلك الوقت الثمين لم يذهب كلة ادراج الرياح فلقد تعلم العمال الدرس واذداد وعيهم وان اى محاولة فئوية من جانب اى فئة او طبقة ،عمال او اطباء الخ لن تجنى الا قبض الريح ولن تحصل الا على فتات تستطيع الراسمالية على اخذ اضعافة عبر الغلاء وزيادة الاسعار والتضخم والضرائب والرسوم الجمركية ورفع الدعم الخ من فنون نهب الفقراء والمنتجين ان وحدة العمال تحتاج الى كراريس تشهيرواسعة الانتشار بمشاكل كل مصنع الى مئات الالاف من البيانات الى ضرورة جريدة ثورية عامة وعشرات الجرائد المحلية لربط عمال السويس والمحلة وحلوان والاسكندرية وكفر الدوار وبورسعيد والالومنيوم وكيما الخ حتى نحصل على وحدة حقيقية غير منحصرة فى التنسيق الفوقى وغير منحصرة فى عدة اشخاص بل فى حركة جماهيرية متكاملة مع الشارع الثورى .تحتاج وحدة العمال ايضا الى امتلاكها روح الثورة ،جرأة الثورة ،تحركات الثورة ،ابداع الثورة ،فلا يكفى بالمرة نضالنامن اجل تغيير رئيس مجلس الادارة (مثلا) بل انتخابة من عمال المصنع بناءا على برنامج يشمل خطة تطوير ويشمل حقوق العمال من اجور وحوافز وصحة وسكن ومواصلات وترفية واشراف العمال على الادارة والرقابة والمحاسبة الدورية ،سيشكل ذلك نقلة نوعية فى الحركة العمالية بل وفى الثورة المصرية من زاوية تشكيلة لمدرسة تمهد بالفعل لادارة العمال مباشرة للمصانع فى المجتمع الجديدعلى انقاض حكم رجال الاعمال ،حكم الراسمالية بكل اشكالة والوانة ،ما نود التركيز علية هو ان قوة العمال السياسية هو ما سيجعل من البديل الثورى ،الحكم الثورى ،الحكومة الثورية التى تحقق اهداف الثورة فى متناول اليد بعد ان جرب الشعب حكومات المسار الشرعى ورؤساء المسار الشرعى وبرلمانة اليتيم وبعد ان اتضح ان ذلك مجرد فخ للثورة ،مجرد خدعة شبيهة بخدعة النضال القانونى والنضال الاقتصادى المجزءوالمفتت واستمرارة لا يعنى الا شيئا واحدا هو اننا عدنا نحن الراسماليين بمجتمعنا الى قواعدة سالما ،ادخلوا يا ايها النمل مساكنكم ،ادخلوا برلمانانتنا اخضعوا لقوانيننا من جديد ولا تنسوا ان تصفقوا لرئيسكم قبل ان تناشدوة "المنحة يا ريس" وهذة المرة مع الرئيس الموعود ان تغنوا لة جماعة تسلم الايادى التى صرفت الثورة وتعمل على ذبح الباقى معها .
وعلى اى الاحوال فاننا لا ندعوا للشطب على كل ما تحقق على صعيد النقابات المستقلة ولعبت فية عناصر مخلصة دورها كما يجب ،فجوهر الامر هو الشطب على السياق ،تخليص محاولة بناء اى نقابات مستقلة من سياق الثورة المضادة حيث يجب ان نبنيها بروح تحقيق اهداف الثورة لا بروح صرف الثورة ،بروح التوجة للدفع بميادين تحرير عمالية الطابع ومما لة عميق الدلالة هنا ان نقابات مستقلة رفضت بحدة موقف الاشتراكيين الثوريين من الاخوان وانعكس ذلك بالطبع على علاقاتها بهم .اى روح مهادن،انتهازى ،اقتصادى لن يجد اى ترحيب فى الاوساط العمالية فلقد برهن العمال على مدى علاقتهم بالثورة وارتباطهم بها وبتحقيق اهدافها
والخلاصة ان ميادين الثورة تحتاج العمال كحركة منظمة ،كرايات مصنعية واضحة فى قلب كل تحرك ثورى من اجل الحد الادنى والاقصى للاجور والعلاج والاشراف على الادارة وانتخابها ومن اجل الافراج عن معتقلى الثورة ومحبوسيها وللقصاص لشهدائها ومن اجل اسقاط قانون التظاهر وقانون الارهاب وجميع القوانين المقيدة للحريات .
ان ما تاخر تحقيقة لم يفت اوانة بل ان هذا التاخير غير المقصود سيدفع الان بعد ان انسدت كل السبل الاصلاحية الى تحقيق هذا الالتقاء تحت راية حكومة ثورية تحقق اهداف الثورة ،حكومة ثورية تتشكل من المصانع ومن الميادين

حركة الاشتراكيون المصريون اول مايو 2014



#عدلى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ... / حمدي حسين
- الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق / عدلى محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - عدلى محمد - الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق