أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خبات احمد اسماعيل - حب الربيع وربيع الحرب















المزيد.....

حب الربيع وربيع الحرب


خبات احمد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


حب عنيف متراكم الخلاف وتقلبات مفاجئة غيرت كل شيء , ماعدا اسمها مازال يشرق كعادته , تحدثت اليها وكأن الذي كان لم يكن , نتبادل الاسئلة التقليدية , وننتظر كلانا الاخر ليفتح ذاك الجرح الذي لن يلتئم الا بوصالنا , حاولت من خلال كلماتي أن لا اظهر اشتياقي النخر عظامي , وحناني الذي عماني , والتظاهر باللامبالاة , فمنذ ان رايتها مازالت تلك التفاصيل بجيدها وسيئها تستوطن عقلي مسيطرة على كل حياتي .
دخلت تلك النحيلة المتوسطة الطول مجعدة الشعر ( المنكوش ) اللامبالية بأحد, الى صف الشعبة الاولى ونحن في عامنا الاول في مرحلة الثانوية من الدراسة , جلست بكبريائها القاتل وانا المشاكس الهادئ الكسول في الواجبات الدراسية والمدهِش عند صدور النتائج لانني حتماً ساحقق مالا يتوقعونه الاصدقاء السبع المفعمين بالحيوية والحياة والنشاط الدراسي الممتاز , التفت الى الخلف كنت كما يعيرونني دائما امضغ مؤخرة القلم ,اطالت النظر الى شيء مجهول فيني فلم تلتقي عينانا ولكن يبدو انها كانت تبحث عن شيء غير ملموس , فأنا اتأخر كل يوم عن الدوام بسبب وقوفي الطويل امام المرآة اتزين , لم اشعر بنفسي انني كنت اراقب كل تحركاتها من بعد تلك النظرة المجهولة الاولى , الا عندما اشرفت مؤخرة القلم الممضوغة بالدوخول الى حلقي , يسأني صديقي الذي بدا لي في تلك اللحظة كثير الازعاج هل نهرب من الدرس لندخن في تلك الزاوية التي اسميناها الخمارة ؟ اجيب بإجابة غريبة بدا ذاك جلياً في ملامحه هذا الدرس مهم جداً ! وتتالى حضوري الدروس عند مدرسين كنت اكرههم كثيراً وخصوصاً درس اللغة الانكليزية ومدرسها الاناني المغرور .
مرَّ عامان لم اشعر بهما قط فقد كثرت الصدف المخططة لها سابقاً بيننا وخصوصاً عند اقترابنا من سنة التخرج من الثانوية وتحضيرنا للشهادة الثانوية بحضور دروس خصوصية عند اساتذة خصوصين وكنت اسجل اسمي في جميع الدروس التي يذكر فيها اسمها , ولا ابالي بالوقت ولا بالنفقات المالية المهم ان اكون حاضرا معها في كل مكان .
في كثير من الاحيان نحب بعماء مطلق ندخل في متاهات لا نبالي بها يتحد الزمان والمكان ليشكلا نقطة انعطاف جميلة نعلق عليها اجمل امانينا نرسم بدقة كل شيء لنجعل من المحب سعيدا نهمل ذاتنا ننسى اهدافنا الامال معلقة علينا واجباتنا مسؤلياتنا تذهب في مهب الريح لا شيء اهم من لقاء في الشارع ونظرة خاطفة .
عدت الى البيت متأخراً كالعادة من السهرة الممتعة مع الاصدقاء ولكن هذه المرة نسيت مفتاح الباب , يقابلني ابي عند مدخل البيت مستغرباً متفاجئاً بكل شيء فيني وكأني لصٌ اطرق الباب واسال إن كنتم تملكون شيئاً للسرقة , بعبارة صارمة تحمل الكثير من الخيبة واليأس والتأنيب من انت يا بني ؟ من انت ؟؟ لاجواب , فقد تفاجئت بعض الشيء أيضاً بأنني فعلاً متغير فكرياً وظاهرياً وحتى انني امارس عادات محرمة كلياً في مجتمعنا الشبه محافظ .
دخلت غرفتي بعد محاضرة طويلة , شعرت بالجوع جراء محاضرة ابي فقط ذكر عبارة كم نحفت بني , هرعت الى المطبخ لاكل اي شيء من شأنه ان يعيد توازن مظهري فلا اريد ان تراني نحيفاً ذو مظهر هذيل هذا الاهم الآن لا شيء اكثر .
بعد ثورات ومعارك بين افكاري وسجائري - نعم صرت ادخن منذ زمن - قررت ان اتكلم معها غداَ ! مرت تلك الليلة طويلة وثقيلة الظل بعض الشيء ولكن لا يأس ففي الشروق تنتظرني زهرة اغسل نظري بنداها , دخلت المعهد بهمة عالية متزينٌ لها كعادتي , كانت منضبطة كثيراً وتأتي قبل موعدها بعشر دقائق , ولكن تلك الملعبة حبيبة صديقي والكثير من الشباب لا تفارقها أبداً, كنت احسد نفسي فمحبوبتي لاتخالط احد وليس لديها اي اصدقاء شباب .
اتعلمون شيئاً كنت مستعداً ان احرق اي احدٍ يقترب منها ولكن في الخفاء , ففي مجتمعي نحب التملك فصديقي هو صديقي لا يمكن ان يكون صديق اي احد اخر غير مجموعتنا , وحبيبتي لا يمكن ان يقترب منها اي احد وان سلمت على احدهم تساورني شكوك الدنيا .
دخلت الى قاعة الكيمياء رآيتها جالسة لوحدها فالملعبة ذهبت تشتري شيء بارد فالصيف يحرق كل شيء ويأجج المشاعر ويثير فينا غرائز المراهقة كل شيء فينا يصرخ نريد الحب وما بعد الحب.
- مرحبا : هلا
- ممكن استعير دفترك لنقل مسألة البارحة فلم اكتبها : بكل سرور تفضل
- اتريد مساعدة ؟
- لا شكراً.
خرجت من القاعة محمراً ارتجف , حاملاً ذاك الدفتر الزهري ذو المئة وعشرون صفحة النظيف المرتب , جلست لم اعد قادراً على حمل نفسي بتوازن , فتحت الدفتر , مكتوب على وجه الغلاف من الداخل اسمها كاملاً ورقم هاتفها وقلب صغير رسمته باصابعها الجميلة يخترقه سهم , ايكون ذاك السهم انا لأنني حتى الآن لم اصارحها بحبي وهي تتوجع وتريد سماع تلك الكلمة لا ادري , الصفحة الاولى بيضاء كما بياض وجهها وكأنها تعمدت ان تتركها خالية لاكتب عليها ( أحبك ِ) .
فتشت كل الدفتر المس كلماتها وارقان المسأل لاشيء يدل على اسمي لا اثار لي في ساحات قلمها , ابحث عن دليل ولكن لم اجد ضالتي , علها لم تتوقع ان اكون جريئا الى هذا الحد , لأتجرأ واطلب منها هذا الطلب , قررت بعد طول معاناة ان اكمل الدفتر واملئ تلك الصفحة البيضاء , مسكت القلم ويدي اليسرى التي اكتب بها ترتجف على غير عادتها , رسمت اول حرف ( أ ) ولكن قاطني بقدومه صديقي السمين تهتز الارض بخطواته وكأنها القيامة , خُيّلَ لي للحظة انه رآى الشمس تشرق من الغرب - ما بك صديقي : أريد ان اترك كل شيء واهجر هذا المكان والدموع لاتفارق عينيه .
-ماذا حصل؟ : اليوم صارحت حبيبتي بحبي وهي واقفة في الشارع مع صديقتيها - هل تحبينني ؟ كان ردها بكل جزم من غير تفكير كلا .
نسيت ماقاله وكأنه لايهمني وانه شخص غريب لم ابالي فلدي مهمة عليّ انجازها , علي ان اعبّد طريق تلك الحروف المتبقية , مسكت القلم متجاهلاً تلك الجثة الهامدة على الكرسي الى جانبي , حاولت اكمال الحروف المتبقية ولكن ألف مطرقة تهدم في رأسي كل الافكار الايجابية , ماذا لو كان مصيري ان اتلقى مكان هذه الجثة , حاولت ان اقنع نفسي بأنها كلكل زميلاتها في مجتمعنا المختلط بين الكورد والعرب والتركمان والارمن , أنا كوردي وهي عربية كل هذه حواجز تنخر رأسي لانه كان اعتقادنا بأن الحب هو الارتباط والزواج هو الشرف ولايمكن أن نحب وفقط , لا سوف اكتب والذي سيحصل انا مستعد له , دق القلم بالدفتر وكأنه سيخوض الحرب لا أنه صوت خطواتها قالت انت هنا ؟ ! يا الهي إنها واقفة امامي - واكملت هل انتهيت من الدفترولماذا تأخرت عن الدرس؟ سحبت الدفتر وخرجت , وانا في ذهول ماذا حصل , فشلت ام نفدت لم ادري , غداً الجمعة والسبت لا دوم ما العمل لا بد ان اخبرها وليكن ما يكن ,إنه الاحد المنتظر كان ذاك اليوم الوحيد الذي لم اتأخر فيه فقد كنت مرتباً كل شيء , كتبت على ورقة صغيرة ( أحبكِ ) وسأسلمها اليوم ولن اهرب من المدرسة حتى نهاية الدوام , ببهجة وابتسامة عريضة وثقة بالنفس دخلت الى الصف وسلمت على الجميع وجلسنا نحن الاصدقاء السبعة نراجع بنود الخطة التي سوف نستخدمها لوضع الورقة في حقيبتها , كلٌ راجع دوره الاول يخرج جميع الطلاب اثناء الفرصة ( الاستراحة ) من الصف , الثاني يراقب غرفة المدرسين والثالث يراقب الفتاة والرابع يتمشى معي في الباحة امامها والخامس والسادس ينجزون المستحيل في ايصال الرسالة الى حقيبتها , جلسنا كلٌ في مقعده ننتظر , رن جرس بداية الحصة الاولى ولم تدخل من الباب كتلك المرة الاولى , الاستاذ يطرح الاسئلة على الطلاب وانا اطرح الاسئلة على الاصدقاء لمّ لم تأتي , كلٌ يفسر بخير علّه يهدء مضجعي , لا تفسير فلم تغب منذ ثلاث سنوات سنوات يوماً عن درس , وفي الدرس الثاني يدخل الاستاذ الذي اغار منه عليها باستغراب يقول اتعلمون انها لخسارة كبيرة علينا ان نخسر طالبة مجتهدة ورقيقة مثلها في هذا الصف فقد رحلت بعيداً , يتحدث وكأنه ينقل كلاماً عادياً , اهدأ يارجل وتكلم بمقدمات تجعلني استوعب ما تقول , لماذا انت مصّر ان تفاجعني , ايمكن بأن تكون ظنوني في محلها انت ايضا متفاجعٌ برحيلها لا ادري ولكن الخبر وقع علي ّ كإعصارٍ اقتلع جذوري , تراكض الاصدقاء إليَّ واحدثوا ضجة والاستاذ مستغرباً يطلب منهم الهدوء لم يهمهم الامر فخلفهم من يزرف الدم من عينيه , حاولوا اخفائي عن الطلاب والاستاذ ولكن لم استطع ان اخفي مأساتي فكل شيء يصرح بأنني قُتِلت , انتشرت قصة حبي كالنار في الهشيم في كل مدينتنا الصغيرة العشائرية المختلطة لا يخفى فيها سر , الاستاذ الذي يتكلم امام الصبورة بدا لي وكأنه جذع شحرة محترقة واقف عليه غراب اسود ينعق , الطلاب الاصدقاء المدرسة المعلمة المثيرة كلهم كلهم سوادٌ في سواد توقفت الحياة فجأة , خرجت من المدرسة اتأمل الشارع الذي كنت امشي فيه خلفها الى المعهد والنظرات الخاطفة , هجمت ذكرياتها دفعة واحدة كأنها تعاتبني لمِا تأخرت , تذكرت كل شيء حتى صديقي الذي اصبح نكتتنا المشهورة حين كان يبشرني بقدومها حيث كان يمشي امامنا بأتجاه معاكس ويأشر بيديه إنها تقترب ووقع في احد حفر الطريق الكثيرة وحتى انها ضحكت ايضاً عليه .
تركت كل شيء المدرسة الاصدقاء حلم ابي , وبدت اعيش على ذكراها في عزلة , وإن خرجت اجتمع ببعض الشباب نشرب الويسكي الوحيد المتوفر وندخن السجائر في مكان خفي , تتالت الايام والشهور وطالت المسافة بيني وبين الاصدقاء المجتهدين والدراسة , لم اقدم الامتحان النهائي , نجح كل الاصدقاء وذهبوا للدراسة في جامعات خارج المدينة وأنا بقيت انتظر شيء مجهول أو صدفة تعيدني بالزمن الى الوراء كي أعيش معها أو ان انساها لاكمل حياتي ولكن كله غير مجدي فقد فاتني القطار , بعد عامين ذهبت الى المدينة التي يدرس فيها احد اصدقائي لزيارته او ربما كنت اريد ذلك فقد سمعت مؤاخراً انها دخلت نفس الجامعة التي يدرس بها صديقي , نزلت من الحافلة استقبلني صديقي , يحدثني في الطريق عن الجامعة والفتياة المثيراتي اللواتي معه في الكلية , يلعبون يمرحون يعيشون حياتهم بكل تفاصيليها المملة التي بدت لي وقد خيل لي انه لا حب في الوجود انما انا الوحيد نبي متأخر في زمن متطور جداً , عاد بالحديث صديقي الذي يفهمني كثيرا عن موضوع مأساتي التي لم ولن تنتهي , - - لما لا تحدثها لما لا تفتح لها قلبك وتخبرها كل شيء على الاقل ان لم تكن تحبك دعها تتألم قليلاً لانها دمرت مستقبل شاب بريء ,- كيف اخبرها بأي صفة اتكلم معها وإن اردت كيف السبيل وماذا أقول لها عن نفسي لست متعلم ولا أملك عمل وانا فاشل برأي المجتمع فقط لانني احببت ماذا اقول ؟ ماذا اقوول ؟, - لا تجزع صديقي فأنا لم اطلب منك المجيء هباءاً انما رتبت كل شيء للقائكما فنحن في نفس الجامعة والكلية التي تدرس بها قريبة , غداً سوف يكون لقائكما صدفة كصدفك السابقة ما رآيك , بماذا ؟ بأن تقابلها ! - صديقي انت تتحدث وكأنه امر بسيط بعد كل هذه السنوات كيف ساعبر عن وجعي وحبي ببساطة , خلال كل هذه السنين كنت ارتب الكلمات والخطط استعداداً لأن صادفتها يوماً , ولكن كبرت وكبرت المشاعر والاوجاع معي وتجمدت كيف لي ان اذوب كل هذا في لقاء في مكان عام , فقد تحصر كل شيء معي في ان اعانقها وابكي قدر ما استطعت هذه كانت امنيتي الى الآن , هل تعتقد , انها تغيرت واصبحت لديها علاقات وحبيب ؟ - لا اعلم صديقي المهم ان تضع حدً لكل هذا فلم اعد اتحمل ان اراك هكذا ,- لا استطيع ان اراها فجأة لا استطيع تحمل هذا دفعة واحدة حبذا لو استطيع التحدث معها عبر الهاتف قبل اللقاء علّ قلبي ينزل الى مكانه فإنه يزعجني بكثر نبضاته , وكيف ذلك صديقي , - انت تستطيع فعل ذلك لطالما اخترناك بين السبعة صاحب الحلول ,- لك ذلك لنجرب بعض الاصدقاء علهم يستطيعون الحصول على رقمها , بعد طول اتصالات وترجيات استطاع ان يحصل على رقم منزلهم ولكن منزلهم في مدينة اخرى حيث يسكن اهلها , لا مشكلة سوف اقنع صديقتي بأن تتصل بالمنزل بطريقة ما ستحصل على رقم هاتفها المحمول وبالفعل استطاعت ذلك , الآن الرقم مكتوب على ورقة مشابهة لتلك امامي ماذا افعل , وقلبي يرقص تلك الرعشات تلازمني منذ ذلك الوقت , بعد طول تفكير قررت الاتصال حتى هاتفي خائف مثلي فقد نفذ شحنه , اتصلت كانت الساعة العاشرة وإحدى عشر دقيقة .
- مرحبا كيف الحال ؟ بعد قليل من الصمت , - هلا .
يا الله نفس الرد
- من انت بلا مبالاة ايضاً ؟ ولكن انا على يقين بأنها عرفتني .
عرفتها بنفسي وتبادلنا الاطراءات والسؤال عن الاحوال .
المشاعر والالام واوجاع كل تلك السنين تريد ان تخرج عبر صوتي , لا اظهر كل ذلك .
-اريد ان اراكِ غداً ؟
- اتمنى ذلك ولكن غداً صباحاً انا مسافرة الى مدينتي لانها العطلة الانتصافية , إن كنت تستطيع ان تأتي الى المحطة وتقابلني عند الساعة الثامنة صباحاً ولا املك من الوقت اكثر من نصف ساعة .
- حتماً سأكون هناك في الوقت المحدد.
انتهت المحادثة,اذاً غداً لقاءنا يا إلهي كيف لكل هذا ان يرتوي في ثلاثون دقيقة , اقنعت نفسي بأن هذا اللقاء سيكون واحد من سلسلة لقاءتنا التي سترسم سعادتي معها , يسألني صديقي هل ارتحت قليلا ؟- لا صديقي ثورات اندلعت داخلي ,- ستكون معي غداً ؟ - بالتأكيد ولكن سأقف بعيداً اراقبك , - لا بأس .
طلب صديقي ان نخرج عقب الاتصال بها الى الحديقة المجاورة لنشم بعض الهواء لم ارفض ابداً , لاول مرة منذ ذلك الحين خرجت وكأني ابصر على الدنيا من جديد , الناس يمشون في الشوارع السيارات واضوائها بدت جميلة , والشحاذ في زاوية الطريق اخرجت قطعة نقدية واعطيته اياها , وقع بصري على محل العاب دخلنا لنلعب لعبة كرة القدم التي كنت اهزم جميع اصدقائي فيها , الذين كان هدفهم ان يهزمونني مرة , انا اقبل كل شيء من شأنه ان يقضى على هذه الساعات التي تفصلني عن المنعطف الاخير من كل هذا , هزمني بدا لي انه خبير في اللعب ولم الاحظ انني كالخارج من الكهف لم ارى هذه الاشياء منذ زمن طويل , في طريقنا الى الحديقة المجاورة بائع ورد اهداني وردة حمراء ربما كانت الاخيرة التي لم تباع بعد , شممت الوردة وتراكضت الى انفي رائحتها شعرها المنكوش, التفتت لا شكره رأيته يتمزقاً الى اشلاء على بعد مئتا متر تزامن مع صوت انفجار قوي كانت سيارة مفخخة فجرت عند إشارة المرور راح ضحيتها عشرات السيارات مع راكبيها والكثير من المارة , اغلقت الشرطة جميع الطرق وحاصرت المنطقة ولكن بعد ماذا بعد ان حصد التفجير العشرات من الارواح البريئة , إنها الحرب والثورة إذاً فقد شهدت البلاد في الآونة الاخيرة ثورة شعبية تحولت الى مسلحة وكثرت في البلاد الجماعات الارهابية المتطرفة , القت الشرطة القبض على جميع الناجين الذين كانوا قريبين من الانفجار وحققوا معهم وكنت انا وصديقي من الذين تم القبض عليهم , اختلط عليّ كل شيء هل افكر بتلك الارواح البريئة ام في لقاء الغد او في حالتي في السجن ام حالة البلاد المتدهورة , الهجمات على المواقع العسكرية والحكومية عرقلت كل الاجراءات بعد يومان تم الافراج عنا , كانت المدينة شبه مهجورة فجميع السكان هربوا من مناطق الصراع , استطعنا خلال يومين ان نصل الى مدينتنا والى مسقط رأسنا حيث البداية والمأساة الاولى , حاولت فور وصولي ان اتواصل معها ولكن جميع الاتصالات كانت مقطوعة ولسوء الحظ او يمكن لبراءتي كنا مختلفين عرقياً وطائفياً فالسلطة من طائفتهم والثورة من طائفتنا لذلك كان من المستحيل ان نتواصل في ذلك الوقت , وبدأ الصراع يتوسع ويتمدد واحتل الارهابيون مدينتنا ايضاً وبدأنا رحلة التشرد والهجرة الى الدول المجاورة , افترقنا عن اهلنا واصدقائنا عن احبابنا عن ذكرياتنا عن طفولتنا عن كل شيء ماعدا اسمنا , استطعت ان اتواصل معها عبر الشبكة الاجتماعية فيسبوك بعد ثلاث سنوات اخرى ولكن الآن يقف بيننا ثلاثمئة الف قتيل من الطائفتين , نتحادث كعدوين متحابين منتظرين الفرصة المناسبة لنقتص من بعضنا عبر الانترنت .



#خبات_احمد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خبات احمد اسماعيل - حب الربيع وربيع الحرب