الحزب الوطني الاشتراكي الثوري*الوطد*
الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على إثر النضالات البطولية التي خاضها شعب جمهورية الدومينيك في 24 أفريل 1965 ضد الطغمة العسكرية العميلة الحاكمة في ذلك البلد وضد التدخل العسكري الأمريكي لنجدتها وللمحافظة على وجودها في السلطة سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، أقر ذلك التاريخ يوما عالميا لمناهضة الامبريالية وأصبح محطة نضالية عالمية يحييها كل سنة العمال والشعوب المضطهدة في العالم لمواجهة الاستعمار بمختلف أشكاله وأدواته الصهيونية والأنظمة الرجعية. إن مثل هذه الإعتداءات الاستعمارية العدوانية التي تأخذ اشكالا مختلفة هي إحدى السمات التي تميز الرأسمالية في مرحلة الامبريالية بالخصوص. فالدول الاستعمارية الكبرى المسيطرة على العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول ما يسمى بالاتحاد الأوروبي و روسيا والصين تتدخل اليوم بشكل سافر في كل مكان من العالم وتتصارع فيما بينها لتستولي كليا على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية ولتمتص دماء العمال والشعوب المضطهدة ولتفسح المجال واسعا أمام الشركات المتعددة الجنسيات النهابة المالية منها و الاقتصادية لتصدر رؤوس أموالها وبضائعها.
ومن أجل كل ذلك فهي تتدخل اليوم بطرق مختلفة عسكرية وسياسية ومالية واقتصادية في فلسطين والعراق وتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا و غيرها من الأقطار العربية وتتدخل أيضا في افغانستان ومالي وتواصل حصارها الجائر على كوبا وكوريا الشمالية. إنّ النضال ضد الامبريالية وعملائها يعني العمل بكل الوسائل المشروعة والممكنة من أجل القضاء على الحروب العدوانية والفقر والمجاعة والجهل والأمية والتخلف والبطالة والعنف الرجعي والتفسخ الأخلاقي والأوبئة والكوارث البيئية والطبيعية عموما ومن أجل حل غيرها من المشاكل التي تخبطت فيها الإنسانية وما تزال والتي تعود اسبابها الى الأنظمة الطبقية الاستغلالية التي تخدم مصلحة حفنة من الأغنياء على حساب الأغلبية الساحقة من سكان الأرض المفقرين والمجوعين والمهمشين والمقموعين ، وهو نضال مشروع ولدته سياسة الاستغلال والنهب والاضطهاد والتدمير البيئي التي يكرسها رأس المال العالمي من أجل الدفاع على مصالحه الأنانية الضيقة والحفاظ على وجوده واستمراريته. ومن مظاهر التدخل الامبريالي في تونس بعد 14 جانفي 2011 تنصيب حكومات الغنوشي والسبسي وتركيز منظومة 23 أكتوبر بمجلسها التأسيسي و برئاستها وحكوماتها المتتالية من الجبالي الى لعريض الى المهدي جمعة والبقية تأتي، انها منظومة في خدمة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وكبار السماسرة والملاكين العقاريين الذين تدافع على مصالحهم بالأساس كل من النهضة والتجمعيين في ثوبهم الجديد، ولذلك فان هذه المنظومة التي تقودها الحكومة الحالية تتفانى اليوم في تنفيذ توصيات الدوائر الاحتكارية العالمية وتسرع في تكريس برامجها النهابة من خلال تعميم الخوصصة وتعميق المديونية والإلغاء التدريجي للدعم على المواد الأساسية والترفيع في الأسعار والأداءات وغلق أبواب التشغيل و نسف المكاسب الاجتماعية الجزئية وتضييق الخناق على هامش الحريات فعمقت بذلك وما تزال معاناة الشعب على جميع المستويات.
وعوضا عن النضال ضد النظام العميل باعتباره نضالا ضد الامبريالية التي تستعبد الشعوب ارتمت العديد من الأطراف السياسية التي تدعي الثورية والانحياز للشعب في أحضان أحزاب اليمين الليبرالي خادم القوى الاستعمارية لاهثة وراء المواقع في السلطة عن طريق "النضال الصالوني المريح" ساعية في نفس الوقت الى التوافق مع حركة النهضة من خلال ما يسمى بالحوار الوطني المزعوم الذي ركز حكومة صندوق النقد الدولي وخفف من عزلة النهضة وساعد التجمعيين على العودة الى النشاط السياسي كخطوة للمسك بالسلطة من جديد ومهد الطريق لإطلاق سراح مجرمي النظام الحاكم الذين تسببوا على امتداد فترة تاريخية طويلة في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى. لقد انخرطت تلك القوى بشكل أو بآخر في منظومة 23 أكتوبر بحيث لم يعد لها من هم سوى الدعاية الى التوافق مع اعداء الشعب وللدستور الجديد القديم المعادي لمصالح الجماهير الشعبية الكادحة وللانتخابات المقبلة المزعومة باعتبارها احدى الوسائل التي سترمّم بها القوى العميلة صفوف النظام وستسعى من خلالها الى الاجهاز على ما تبقى من المسار الثوري.
وتمسكا بهذا اليوم التاريخي المجيد كمحطة لتطوير النضال الوطني والديمقراطي فإن الحزب الوطني الاشتراكي الثوري *الوطد*ايمانا منه بأن النضال ضد الامبريالية يمر حتما وبالضرورة عبر النضال ضد عملائها وكل الانتهازيين السائرين في نهجهم فانه يعبرعن اكباره للنضالات العالمية التي يخوضها العمال والشعوب المضطهدة في العالم ضد الاستغلال والنهب والظلم ويدعو الى مواصلة المسار الثوري ضد الحكومة الحالية ومنظومة 23 أكتوبر التي أفرزتها باعتبارها صنيعة الولايات المتحدة وفرنسا بالخصوص من أجل اسقاطها والتقدم في انجاز مهام التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي
الحزب الوطني الاشتراكي الثوري *الوطد* 24 أفريل 2014
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟