طرق السليمة لإستخدام المعزز عند أطفال التوحد

شفيق عثمانية

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 22:48
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

نصائع ومعلومات ثرية للأخصائيين والأولياء عن التعزيز وتأثيره السحري على سلوك الطفل المصاب بالتوحد اذا كانت الطريقة علمية وصحيحة .

يعتبر التعزيز من أهم اجراءات تحليل السلوك التطبيقي وينبغي أن يتسلح به كل فرد يعمل مع الأطفال المصابين بالتوحد، فهو الاجراء الذي يؤدي فيه حدوث السلوك إلى تلقي توابع ايجابية أو إلى إزالة توابع سلبية على أن يترتب على هذه التوابع زيادة احتمال حدوث ذلك السلوك في المستقبل في المواقف المماثلة، ولا يقتصر تأثير التعزيز على زيادة احتمالات تكرار السلوك في المستقبل فقط، بل له أثر إيجابي من الناحية النفسية أيضاً.

هنالك انواع للمعززات ومنها:

أ‌. المعززات الأولية
وهي المعززات المرتبطة بالحاجات الأولية للإنسان مثل المأكل والمشرب (كالحلويات والعصائر مثلاً)، وعند استخدام المعززات الأولية يجب الأخذ في عين الاعتبار مراعاة حالة الفرد الجسمية والصحية، فعلى سبيل المثال عند وضع حمية غذائية خاصة للأطفال المصابين بالتوحد يجب مراعاة هذه الحمية عند اختيار المعزز الأولي بالاضافة الى مراعاة الفروق الفردية في المعززات المختلفة.

ب‌. المعززات الاجتماعية
وهي تلك المعززات المكتسبة من خلال المواقف الاجتماعية وهي مثل الابتسامة، الثناء، الانتباه، حركات الرأس للتعبير عن الموافقة أو المعززات اللفظية: (أحسنت / شاطر / ممتاز).

ج‌. معززات مادية
كالألعاب أو البالونات أو أدوات الرسم...

د. معززات نشاطية
كالنشاطات الرياضية أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرسم أو الإصغاء إلى قصة.

هـ. معززات رمزية
وهي أشياء مادية تستبدل بمعززات أخرى كالنقاط، والوجه السعيد، والطوابع، والنجوم، والأشكال الهندسية، والقصاصات الورقية.

مفهوم التعزيز الإيجابي
هو اعطاء شيء محبب لدى الطفل بعد أن يصدر سلوكاً معيناً مرغوب فيه بحيث يكون ظهور هذا المعزز يزيد تكرار هذا السلوك في المستقبل، وهذه العملية يقصد بها الثواب ويكون أكثر فاعلية من التعزيز السلبي، كما أن للثواب أثاراً مرغوبة في عملية التعلم وهذه الآثار قد تكون وجدانية أو معرفية، إلا أن المبالغة في استخدام الثواب بأسلوب ثابت وخاصة حين يكون على هيئة مكافأة مادية خارجية يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية في التعلم ولذا يجب أن نتحفظ في استخدام هذا الأسلوب.

ومن الأمثلة على المعززات الإيجابية المحتملة: معانقة الأم لطفلها عندما يظهر سلوكاً حسناً، ويجب مراعاة توفير المعززات بكميات تتلاءم والسلوك المستهدف، كما ينبغي مراعاة عدم اعطاء الطفل المعزز الا بعد انجاز العمل المطلوب ثم بعد ذلك نقوم تدريجياً بسحب المعزز في نهاية تعلم السلوك.

مفهوم التعزيز السلبي
وهو عدم منح الطفل المصاب بالتوحد "معزز" عند قيامه بسلوك غير مرغوب فيه، ومنحه المعزز في حالة توقفه عن هذا السلوك، والتعزيز السلبي لا يُطلق عليه "عقاباً" بالنسبة للطفل المصاب بالتوحد، فالتعزيز يقوي السلوك بينما "العقاب" يضعف السلوك، ومن الأمثلة على التعزيز السلبي عند قيام الطفل المصاب بالتوحد بوضع الاشياء فى فمه، لا نقوم بإعطاء الطفل معزز إلا عند عدم قيامه بوضع الاشياء فى فمه.

جهاز الألعاب : في الوقت الحاضر أصبح من أهم المعززات لدى طفل التوحد لما فيها من ألعاب وبرامج، ولهذا فإننا نسمح للطفل أن يستخدم الحاسب الآلي لمدة 5 أو 10 دقائق على أن لا تزيد المدة عن ذلك.

نقاط يجب اخذها بعين الاعتبار عن لاستخدام التعزيز الفعال:

· أشكال التعزيز التي يحبها الطفل وما هو مستوى ذكاءه.

· هل يفضل الطفل أن يحصل على تعزيز مادي مثل الطعام أم تعزيز معنوي مثل الاحتضان.

· الاستعداد لتقديم التعزيز بشكل سريع ومباشر كتقديم الثناء أو سحب أي لعبة.

· تغيير أو تلاشي التعزيز تبعاً لعمر الطفل.

· لتجنب الإشباع من المعززات العادية الموجودة بشكل يومي وإشعال حماس الطفل يجب أان يختلف المعزز في كل مرة، ولعمل ذلك هناك فكرة جيدة وهي إحضار حقيبة المعززات من المنزل عند عمل الجلسة وهذا يجعل الطفل يفكر (ماذا في الحقيبة؟)

في بداية التدريب يعطى الطفل المعزز بعد أدائه السلوك المستهدف على الفور.
يجب أن يقتصر التعزيز على جلسة التعليم فسهولة حصوله خارج الجلسة على المعزز تقلل من اهميته وفاعليته.
يختلف تأثير المعزز من مكان إلى آخر كالمنزل والمدرسة.
حجم وكمية المعزز يجب ان تتناسب مع حجم السلوك المستهدف.
اجراء تقويم للمعززات مرة كل شهر او شهرين لكي تتأكد من فاعليتها.
لا تستخدم المعزز كنوع من الرشوة.

عرض وتقديم المعزز هو المفتاح

· عند تقديم المعزز يجب أن يكون المعزز أمام عين الطفل.

· لا تجعل نبرة صوتك عالية أو رتيبة وتأكد من أن صوت التعزيز مختلف.

· لا تنس أن تعزز الجلوس الجيد وهدوء اليدين والإلتزام.

· استخدام الدغدغة والكلمات اللطيفة استخداماً ملائماً للعمر.

تقييم التعزيز

إن تقييم التعزيز طريقة نستخدمها لمعرفة ما الذي يعزز الطفل في الوقت المناسب، فتستطيع أن تحمل غرضين أو طعاماً وتنتظر الطفل لكي يتواصل مع أحد الغرضين الأكثر إغراء بالنسبة له، وبعدها تقوم بحمل الغرض المغري مع لعبة أخرى أو طعام آخر لمعرفة ما هو المحفز الأكثر إغراء، وبعمل هذا تستطيع إيجاد سلسلة من المعززات الجيدة التي يحبها الطفل.

من أعداد : شفيق عثمانية

اخصائي نفسي اكلينيكي ومشرف على مركز أطفال التوحد بئر العاتر الجزائر

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل