انا مواطن بسيط جداً

سعد عزيز الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 21:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أنا مواطن بسيط جداً !!
يتهموني (كوني انا المواطن البسيط جداً ) دائماً بأنني لا أفهم مفردات واساسيات ممارسة الديمقراطية ، ثم هم أنفسهم يتهموني مراراًوتكراراً وفي كل احاديثهم ، بانني حديث العهد في هذا المضمار وهم العرابين وكأنهم أدمنوا هذا المنوال بأنني دوماً احتاج اليهم رغم أني أعرف مفهوم واحد هو إني مواطن بسيط وذلك يجعلني حراً في كل شيء.
والسؤال المهم هو ليس هل أفهم أم لا ، ولكن لماذا هذا الإتهام ؟ ربما لكوني مواطن بسيط جداً ،رغم أني لا اتناقض في أقوالي بعد لحظات من زمن اليوم الواحد وكما يفعل من يتهمني ، فهم بعد قولهم القديم بخصوص عدم معرفتي ، فإنهم يشيدون بتجربتي التي خضتها عدة مرات في عملية رمي الأوراق الإنتخابية في صندون الإقتراع ، حيث إنني خضت تجربة فريدة لا تمارس إلا في الدول الإسكندنافية .بإستثناء ان تلك الدول تطبق ما قاله المنتخبون لناخبيهم بعد ساعة من ظهور النتائج الإنتخابية .
ثم يعودون هم أنفسهم من إتهموني بأنني لا أفهم معنى للفيدرالية ، ليقولوا ، لابد لك أن تنتمي للمطالبين بهذا الحق الشرعي والدستوري ، لأنك مواطن تفهم ، وغاب عن تفكيرهم إنني أفهم ماذا يفكرون .
رغم إني مواطن بسيط ، وربما لا أحد يعرفني ولكن ارى أن العالم من حولي يتخبط ثم يتحطم وسياسيونا لا يريدون أن يفهموا بأني والآخرون نفهم ما يدور في تفكيرهم الشارد هنا وهناك والذي يكاد لا يلتقي في مساحة واحدة خلال اليوم بأكمله ، ولا احد منهم يجرأ ليتلوا علينا ماذا يجري بينهم .
ببساطة تشبه بساطتي وانا المواطن البسيط أنا ومن يشبهني نبحث عن سياسيين يفهمون شيء واحد ، إنهم لو جلسوا معنا فلابد أن يكون الجلوس على مستوى واحد ، ليس لأن الصدفة قد إختارت بعضهم ليكونوا قادة لبرهة من الزمن فهم احسن شأناً وذلك لأن الزمن بكل تجرد قد إختلف تماما في المقارنة ، إذ يمكن ما أملكه انا المواطن البسيط من تأثيرفي المجتمع قد يفوق ما يستطيع السياسي أن يفعله ، بدليل إنني أمتلك موقعا كتابياً للتأثير وعدد قرائي قد تجاوز الثمانين الف رغم أنني غير معروف لا صورة ولا إسم ، إذن فما باله يظن إنه يجلس في برج عاجي طوال الوقت ، وينظر من خلال زجاج مقاوم للكلام ، ويحاول الإستماع للآخرين من خلال هيدفون سلكه طويل ثم يتحدث بكلام مستنسخ .
أظنه إنه قد فهم اني عانيت سماع الكثير من هلوسة الكلام ، وقد إبتعدت سنين من عن تاريخ التغيير ، وأرغب بشدة في الخلاص فهل له ان يستجيب ؟؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل