أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد بن حادين - الاسلام في خطر يا حراس المعبد - العلمانية قارب النجاة














المزيد.....

الاسلام في خطر يا حراس المعبد - العلمانية قارب النجاة


عبد المجيد بن حادين

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 03:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الغرب يوجد مسلمون دون اسلام و في الشرق يوجد اسلام دون مسلمين عبارات كهذه نسمعها و نقرأها يوميا في نقاشاتنا, و هي كما تبدوا محاولة من قائلها لجلد الذات دون الوصول الى جلد المقدس, بل و ينسب صاحبها كل محاسن الاخر لمقدسه الذي لا يقدسه الاخر المعني بالأمر بالضرورة ,هذه العبارة تلخص مدى التناقض الذي يعيشه العقل المسلم في هذه الفترة من التاريخ فهو من جهة يقدس الاسلام بكل اصوله و مصادره ( كتاب, سنة ....) و يرفض احداث أي تطوير أو تغيير عليه, كما يحلم دائما بالعودة الى الأصل و تطبيق القواعد التي تعود لأزيد من 1400 سنة خلت, و من جهة اخرى يثني على تطور و تقدم المجتمعات الغربية بل و ينسب تطورها للإسلام عندما يقول ( في الغرب يوجد مسلمون دون اسلام ( هذا التناقض الذي يقسم العالم و الأفكار و الأفعال الى قسمين, قسم مثالي الهي ديني وأتباعه ناجون رغم تخلفهم المادي والقيمي, و قسم دوني بشري متوحش هالك رغم أخذه بأسباب الحضارة والمدنية والرقي. هذا التناقض له تجليات أعمق بكثير من مجرد مقارنة الانسان الشرقي بالإنسان الغربي اذ يكفي ان نراجع الاحصائيات و الدراسات السوسيولوجية لكي نجد أن المجتمعات الاسلامية و الدينية عموما هي الأكثر فسادا و اجراما و الأقل انتاجا, يكفي أن نلقي نظرة على اعداد الأمهات العازبات مثلا و الأطفال المتخلى عنهم في مجتمعات تحرم العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج, و أن نطلع على تقارير تفشي الرشوة و الاكراميات في مجتمعات تلعن الراشي و المرتشي يوميا انطلاقا من تراثها الديني.
هذا الانفصام بين ما يفترض فيه أنه مثالي ديني نوراني وبين ما هو واقع بشري متوحش ظلامي هو ما كان قد انتهى بالكنيسة في الغرب الى الانهيار و عبد الطريق أمام علمانية راديكالية تلغي الدين تماما و تحصره و قيمه و مبادئه داخل أسوار المعابد و الأديرة. تسلط الكنيسة و استفحال نفوذها و استغلالها لأتباعها ماديا و سياسيا, اضافة الى الدمار الذي انتجته بحروبها الدينية و الفساد المستشري جعل الناس تنبذ الكنيسة و تثور عليها فكريا بداية الأمر ثم في ثورات مسلحة جردت الكنيسة من كل قوتها و عرتها فكريا و فلسفيا وأنهت هيمنتها على السياسي لاحقا.


بالعودة الى تاريخ الاسلام و بداية تأسيس الدولة الاسلامية في المدينة نجد أن محمدا مؤسس هذه الدولة كان قد انتبه الى هذا الأمر مبكرا فسعى الى حماية الاسلام من اي التباس قد يفضي لاحقا الى ذات الانفصام والتناقض تحصينا له من أي ثورة مستقبلية و ذلك بتضمينه بعض المبادئ العلمانية من قبيل حرية المعتقد و مبدأ الشورى لاختيار الحاكم و مدنية العقود و اجازة الطلاق و و تغيير وضعية المرأة من متاع الى بشر, أمور كثيرة غفلت عنها المسيحية ما جعلها تعيش في عالم مواز للعالم الحقيقي و الممكن العيش فيه ما سهل الانقضاض عليها بعد ذلك, لكن الأمر لم يدم طويلا فبمجرد وفاة الرسول وعوض ان يقوم رجال الدين باعتبار تلك المبادئ نقطة بداية كان محمد سباقا لها وجب عليهم تطويرها و تقويتها , بدأوا في التخلص منها مبدئا مبدئا ضمانا للنفوذ وخدمة لمصالح سياسية و اقتصادية مؤسسين بذلك لما سيعرف لاحقا بالاسلام السياسي الذي بدأ بالتخلي عن الشورى و انتهى في عصرنا بجماعات مثل القاعدة و مشتقاتها
هذا التنصل من المبادئ العلمانية التي رسخها محمد استفحل جيلا بعد جيل و انتهى الأمر بالمجتمع خاصة في فترات الأزمات الكبرى الى تبرير كل اخفاقاته و نزواته تبريرا دينيا على أساس من العنصرية و كراهية للأخر. كما سعت السلطة السياسية دائما وعبر العصور الى تبرير كل اجراءاتها من قمع و استبداد و قتل و سحل وخنق للحريات تبريرا دينيا. ما جعل الاسلام يسير بخطى ثابتة على نفس الطريق الذي سلكته المسيحية و الذي ادى بها الى ما يشبه الزوال, حيث ان المناعة التي كان محمد قد عزز و قوى دينه بها (جرعة العلمانية) لم تعد موجودة .
عندما تكبر الهوة بين المجتمع و معتقده, و يعاني المجتمع من حراس معابده, لن يجد حلا أمامه سوى الثورة الكاملة و المطلقة على هذا المعتقد حتى و ان اعتقد بصحة أصله , كأنه يستأصل عضوا خربته الأورام.
ربما لن يحدث هذا اليوم أو غدا , لكنه قادم لا محالة و لا مجال للوقاية منه سوى بالتصالح بين المتناقضين, و اعادة شحن الاسلام بما سحب منه من المبادئ العلمانية ثم العمل على تطويرها تطويرا ثوريا يعادل 1400 سنة من التأخير – و هنا تكمن الصعوبة - الا فلتقرؤو السلام على دينكم حيث أن فرصة النجاة الوحيدة لبقاء الاسلام كدين للشعوب هو قبوله بالعلمانية كنظام سياسي الان قبل فوات الأوان و الا فان الثورة على الدين ستسبق الثورة على الحاكم كما حدث في أوربا .




#عبد_المجيد_بن_حادين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قرارات القمة العربية الإسلامية الأولى بشأن غزة لم تجد طريقها ...
- هالصيصان شو حلوين?????? اضبطه الآن تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- البيان الختامي لقمة الرياض: القدس الشريف خط أحمر بالنسبة للأ ...
- البيان الختامي لقمة الرياض: نؤكد على تكاتفنا في الدفاع عن حر ...
- البيان الختامي لقمة الرياض: ندين بشدة الإجراءات العدوانية ال ...
- العرب والمسلمون في الرياض.. ما المنتظر بعد إعادة انتخاب دونا ...
- القمة العربية الإسلامية تطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في - ...
- اتهامات لإسرائيل بالإبادة في غزة.. ماذا جاء في البيان الختام ...
- تأکيد عربي اسلامي علي ضرورة ايقاف المجازر الاسرائيلية في غزة ...
- القمة العربية الإسلامية تحمل إسرائيل مسؤولية فشل مفاوضات غزة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد بن حادين - الاسلام في خطر يا حراس المعبد - العلمانية قارب النجاة