أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تاج السر الملك - قصة قصيرة















المزيد.....

قصة قصيرة


تاج السر الملك

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


لعربات
بثلاث أضلع مهشمة، وظهر منحن، خرجت مطرقاً إطراق شحيح ضاع في الترب خاتمه، ومن فرجة المدخل الكبير رأيت الشمس والسحب، وصدي أغنية (بيبو برايسون) الجديدة، وصورة الممرضة (الهيشية)، والتي وبرغم سواد سحنتها، تصر على ان نناديها بالفرنسية، شأن كل حسان (هايتي)، المشدات على أثداءها، تكورها بصرامة غير لازمة، اندفعت صورتها وقصاصات أوراق وايصالات ووصفات أدوية وأشياء كثيرة، لم أكن أعلم أن الدرج الأمامي في سيارتي يحتويها في جوفه، كان كل شئ ينتظر مثل هذه الصدمة المريعة، لينقذف، الدرج بمحتوياته، وحياتي بمحتوياتها تنقذف في تقرير الشرطة، أفاق رفيقي الجالس عن يميني من إغماءته الطويلة، وبادرني بالسؤال عما حدث، أجبته بأنه حادث مروري، سالني في عدم مبالاة (إنشاء الله مافي زول اتعوق)، وقبل أن أعلق، حرك رقبته قليلاً، فوخزه الالم الصاعق، فهمهم في جزع
Oh shit
اوصيت عمال القاطرة التي ستقوم بسحب عربتي إلى المزبلة، الهونداي الحمراء المستعملة، بان يردو إلى اشيائي القيمة التي تركتها فيها حال خروجي من المستشفى، فضجو بالضحك، لم اجهد نفسي لعلم السبب وراء ضحكهم، السيارة المشئومة، كنت قد دفعت سعرها كاملاً، ودفعت أضعاف ذلك لإصلاحها، حتى توازت التكاليف وسعرها وهي جديدة، الأجنبي الذي باعني إياها، أو فلنسمه المهاجر، فكل الناس هنا حساسون تجاه اي تسمية تطلق عليهم، كلما اتصلت به أشكو من العربة، طمأنني بأن ذلك طبيعي في كل العربات، وعندما ذكرت له الأهتزاز الذي يحدث للعربة بسبب من أن الإطارات ليست حسب المواصفات، سألني في أي سرعة يحدث ذلك، أجبته في سرعة الستين ميلاً، أجابني في ضيق (إنت بتمشي ستين ليه، خليك في خمسة وخمسين، دي السرعة القانونية اساساً)، ثم سد السماعة في وجهي، وأنهى المحادثة.
في الصباح وأنا أهذي من تاثير الكودين، سألني المحقق، هل كنت ترتدي حزام الأمان، فقلت لنفسي لن أكذب، فأنا في وطن حر ديمقراطي، فأجبته بلا، لم يكتم الرجل مشاعره الرسمية، فاندفع يضحك بلا توقف، وصارحني بقوله ( عفواً عفواً، الأمانة الكاتلاك دي بتكلفك مية وعشرين دولار غرامة)، ثم أردف (يا حمار أتتصدق على الحكومة الغبية بغرامة وهي التي لاتحتاج لنقودك مثلما تحتاج انت إليها، قلت له (أنت أنت ... إنني أفهم الإنجليزية)، فرد على (بالضبط، ولهذا السبب لم اتعب نفسي التحدث إليك بالعربية التي لا أفهمها).
زارني عرابي بعد اسبوع من الحادث (والله ماسمعنا بالموضوع ده..... الحصل شنو بالضبط؟)، وطفقت أحكي للمرة الألف .. خشيت شمال، الشارع كان حقي .... بالرغم من تقرير الشرطة وشركات التأمين، فإنه لا يجوز أن اكون المخطئ أمام أصدقائي وجموع المهنئين، وأهلي وعشيرتي وذوي القربى واليتامي والمساكين وابناء السبيل والمؤلفة قلوبهم والعاملين عليها وفي الرقاب والغارمين، قال عرابي (والله عمر الشقي بقي، قالو مرقت منها زي الكديسة)، ولكنه سرعان ما رثي لحالي حينما حاولت النهوض، وبدت على وجهي علائم الألم، طمأنني بأنه قد أتي لي بسيارة بعد أن ماتت سيارتي، وأنها من المزبلة، ولكنها وقد تهلل وجهه (كرولا تمنين، ون بوينت إيت .. مرغوبة)، علي المرآة المعلقة في سقفها، معطر جو في ورقة سميكة منحوتة في شكل صنوبرة، لارائحة تبثها غير رائحة العتة، ومسبحة، وسير جلدي في نهايته صورة محفورة في قطعة جلد مربع لبوب مارلي، وكلب حائل اللون في مواجهة الزجاج الخلفي يهز راسه دون توقف، وروائح زيت محترق، جهاز تلعيب شرائط الكاسيت، ماركة كلاريون الرخيصة، أول شئ خطر بعقلي تغييره، فأغنية (فاريل ويليامز) لم تصدر على شريط كاسيت ولن تصدر، صاح بي وأنا اعدل من وضعي جلوسي تفاديا لشكات الألم (جركها)، فجركتها، كل يوم بتفتح معاك، سبحت ونبحت وعطست، كبس لها، فكبست، خف كراعك بتشرق، فخففت، ولكن (تانيا) والمساء يقترب من مبلغ عزمه، لم تعر كل ذلك اهتماماً، عدلت وضع المقعد الممدد لوضع الجلوس المستقيم، وقالت وهي تعني ما تقول:
Give me my money nigga
ولم تضف في حديثها لرجولتي حرفا تسير بفضله الركبان، فقلت لنفسي لماذا نلجأ للجنس كلما ننجو من تجربة الموت، قال محمود (شابكننا السوداني السوداني، والله البلغار ديل فايتننا)، اي تجربة عنده، يتوجب أن يكون إطارها المرجعي بلغاريا، عقب زيارة قام بها في عهد سحيق، للمشاركة في أحد انشطة مهرجانات الشباب، قيل أنه تعرض فيها للضرب المبرح، على ايدي افراد عصابة إشتراكية، تستخدم النساء للإيقاع بالضحايا، قبضو عليه عارياً كما ولدته أمه، ونهبو ما يملك، وأدعي هو بانه هجم عليهم وهو يهلل ويكبر فهزمهم، وانه غير راضٍ عن نفسه لأنه هلل وكبر وهو (شارب خفيف).
كان الجنوبي مطبقا بكفه على عنق الطالب العائد من درس المساء، عنقه الرقيقة، قال وهو يصيح مثل ميكرفون متجول، بأن الطفل سبه، وانه آخذه (للتمنة)، سار بجانب الحدث المتحرك طوفان من البشر، وزملاء الطفل يصيحون به (فك الزول)، فتزداد قبضته إحكاما، مر الموكب بالسوق، واصحاب المحلات التجارية البائسة يسدون ابوابا اشد بؤساً، تبرع أحدهم بالإحتجاج من موقعه البعيد، فصاح بصوت مختنق (ماقالوك فك الدين ده يا زول)، ولم يكن يفهم هو ماعنى بذلك، ثم عاد لمزاولة عمله في مراهمة الباب والإطار الذي يحاول كل يوم جاهداً في صفقه داخله، وصلنا (التمنة) التي لم يكن لأفرادها عمل سوي التكسب من عمل العاهرات والقوادين وبائعات الخمور البلدية، مرت العربات العائدة بعمال، وبشر منهكين من أمام (التمنة)، مثيرة للغبار والحصي الذي لا يزال يحترق، وتم حبس الجنوبي.
صحا الراكب عن يميني، طلبت منه الكف عن النوم، حتى لا أنعس، فأنوم، فنموت، فاعتدل في جلسته، وطلب مني التوقف لشراء سجاير، وادي (الشناندوا) محاط بسلاسل الجبال، لا تعلم إن كنت في السفح أم في القمة، والضباب كثيف في بعض انحاءه، (نيسان بوكس)، مغطى صندوقه الخلفي بمشمع برتقالي مشدود، ستة شنكل، وعجل اسبيرغير صالح، ولكنه هناك يبعث على الطمأنينة، جركنا البوكس حينما اتينا به أول مرة من مزبلة العربات، ولكن الميكانيكي الفلبيني الذي يحفظ الآذان بسبب إقامته في السعودية لعقدين من الزمان، قال بأن بأن الدخان الابيض يعني أن التيربو يجب أن يتغير، فوق غطاء الماكينة لحظت حدبة ظاهرة، وعلى جنباتها فتحات مثل فتحات المكيف الصحراوي، أشار فتح الرحمن من ظفر، وقال لي : ده التيربو، تلحق النور قبل ما يولع أحمر وعمتك فوقق كتفك.
أثار حنقي السائق العن يميني ونحن نعطف إلى محل السجاير، كانت الموسيقى تنبعث من داخل الكاديلاك، بشكل مستفز، أرخي الزجاج ونظرني باستهزاء مقيت، وحينما شعر بضيقي المتعالي، زاد الصوت درجة، أرخيت في المقابل زجاج نافذتي، وقلت له دون أن تنفرج شفتي: هاك دي. وكان عثمان الشفيع في المسجل الباناسونيك يغني، ضاعفت صوت اللون الخمري الليلة، فعاد المغني مرتداً يصم آذانه من صعقة الباص عند (فاريل ويليامز)، وقال لي لا فائدة، وجلس يصفق ويغني من سائق العربة الأخري:
Clap along if you feel, if that’s what you want to do
تسابقنا حين أضاء الأخضر، توقف مرتين ولم الحق به، مرة لشراء قهوة، ومرة عطفا منه وشفقة، قال لي صديقي (لاتحزن، اديها يومين تلاتة المكنة كاتمة بتفتح)، ثم اضاف (ماعندك النور الجيلاني؟ كان غلبتو). عدنا مشيا على الأقدام، فالماكينة كتمت مرة وإلى الابد.
لم أحفل بزيارة مستشفى العلاج الطبيعي، فالمرأة (الفنية)، كانت تلتصق بي عن عمد، وانا ممدد لا حول لي ولا قوة، مجرد من ملابسي تحت رحمة العلوم الحديثة، تحتك بي والمجال ضيق، اخبط في الحائط إن اردت الهرب، خفت من أن اتهم بالتحرش بفنية خلال اداء عملها، فآثرت السلامة، كلمتها امام القضاء فوق كلمتي، فتركتها تحتك ماشاء لها، برصاص جسدي، شقراء مفرطة في السمنة، كعادة قرويات سان شارلز كاونتي، تغيب عن وعيها، وماكينتها تئز تحت قبضتها، وحدنا في الطابق الرابع، الخالي من الناس، حتى تخالك في غرفة للتعذيب، و حينما تفرغ، يحمر خداها، فأتظاهر بانه لا علم لي بما حدث
I’ll see you next week
فاكاد ارد عليها
Give me my money nigga
يساعدني مدني في الدخول إلى العربة، جيب شيروكي، قديمة من المزبلة، ولكنه يهيم بحبها، البتاع ده ما تشوفو قديم كده، في قعر كباية بلف. ولكنني ام اكن استمع إليه، فصوت كرامتي المهدرة كان أعلى من صوته.



#تاج_السر_الملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورة الصحراء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تاج السر الملك - قصة قصيرة